رأي اليوم:
2024-09-17@02:09:49 GMT

جنين صوت يأبى الصمت

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

جنين صوت يأبى الصمت

 

د. وائل صادق تأبي عاصمة النضال والمقاومة الصمت والاستسلام، فحين تسمع عن حجم الحشود الهائلة من القوات الإسرائيلية والآليات العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة لاقتحام مخيم جنين تدرك للوهلة الأولى ان هذا المخيم عصي عن الكسر . لقد شكل المخيم على مدار أكثر من 20 عاماً هاجساً لدي العسكريين الإسرائيليين، فهذا المخيم الذي لم يتجاوز الكيلو متر مربع قد صمد في 2002 في وجه آلة القتل الإسرائيلية ، حيث اقتحمت حينها قواته المؤللة محافظات الضفة الغربية كاملة، وصبت جام غضبها نحو مخيم جنين خاصة.

لم يقف المخيم وقفة المتفرج بل استبسل الجميع في الدفاع والزود عنه، واستطاعوا وقتها إيقاع خسائر فادحة في جيش الاحتلال تمثلت في مقتل 23 جندياً إسرائيلياً وجرح ما يقارب 100 جندي، ووقع الجنود الإسرائيليين في مئات الكمائن التي نصبها لهم المقاومين ، وأُعتبر أن تقدم قوات الاحتلال من بيت إلى بيت ومن جدار إلى جدار هو أنجاز كبير في تقديرهم كطريقة وقائية للتقليل من تعرضهم للنيران ، لقد أستعد رجال المخيم حينها جيداً لهذه المعركة. والمحصلة أن إسرائيل لم تستطع دخول مخيم جنين بسهولة، ولم تكن محاولتهم نزهة، بل لجأوا إلى حصار المخيم لمدة 10 أيام متواصلة قطعت فيها كافة أسباب الحياة من الماء والكهرباء والتنقل دون جدوى، وبالأخير فقد قادة الاحتلال صوابهم فقاموا باستخدام قدر هائل من القوة والدمار ، نجم عنه مجزرة كبيرة في صفوف المدنيين العزل في المخيم. والسؤال هنا بعد عشرين عاماً من اقتحام مخيم جنين عام 2002، ترى ماذا تغير؟ لقد عاد الوضع إلى طبيعته، وعاد المخيم إلى سيرته الأولى يقود الدفاع والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد عملياته المستمرة في اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية، وإراقة دماء الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم وبأرواحهم، ووضع الكثير منهم في السجون. ومنذ ساعات مضت وفي محاولة إسرائيلية جديدة لإعادة الكرة بنفس الهدف لإسكات مخيم جنين وبنفس الآليات والأساليب ، حيث وضع الاحتلال بنكاً من الأهداف يقوم على تنفيذها بالهجمات الجوية وبحشد هائل من الوات والآليات بغرض القضاء على المقاومين الفلسطينيين أو اعتقالهم وتدمير مقارهم ومحاولة إسكات صوت النضال والمقاومة في جنين. وهذه المرة يحاول أن ينفذ خُططاً أُعدت منذ سنوات طويلة ، حيث قرر بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت تنفيذها بمشاركة كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبحسب المواقع الإسرائيلية طٌلب من أعضاء الكنيست التوقف عن أي انتقاد ما من شأنه إعاقة العملية في جنين، هل تدرك مدى أهمية وخطورة عملية جنين للجانب الإسرائيلي المشهد كله متوقف، والجميع يحبس الأنفاس، فالكل يعلم ماهي جنين. إن حالة الدفاع والنضال والمقاومة في جنين شكلت حالة متقدمة ونموذج للالتفاف الشعبي والفصائلي فالكل يتشارك ضمن عمل ميداني واحد في دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية، حتى أصبح المخيم قلعة من قلاع النضال، وباعتراف مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمحدودية قدرتهم في جنين وشمال الضفة وبأنهم غير قادرين على وقف هجمات إطلاق النار. إسرائيل لازالت لم تدرك أن مخيم جنين ونظرائه لم ولن يرفع رايات الانكسار والاستسلام مهما أوغلت إسرائيل في دماء الفلسطينيين فروح المقاومة والنضال هي جزء من شخصية وهوية الفلسطينيين لن تختفي أو تطمس ما داموا لم يتحصلوا على حقوقهم المشروعة. ورغم انجاز عملية السلام في 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أن الرؤية الإسرائيلية للسلام تمر عبر إجراءات من التبعية والهيمنة وعدم تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم فوق أرضهم، بل شكلت إسرائيل على مدار 30 عاماً عائقاً في وجه عملية السلام فوضعت العصا في دواليبها ورفضت على الدوام العديد من مقترحات السلام وآخرها خطة السلام العربية، لقد عمدت على نهج الحلول المؤقتة والمرحلية التي لا تشبع رغبة الفلسطينيين في الحرية والاستقلال على حدود الرابع من حزيران 1967 وهو ما يعني فقدان الفلسطينيين لمعظم أراضيهم ما قبل العام 1948.  لقد أجهضت إسرائيل حل الدولتين، وقضت على حلم وجود دولة فلسطينية موحدة قابلة للحياة، وعمدت على محاصرتها بفسيفساء المستوطنات والتي بلغت من التضخم وابتلاع الأراضي بتحويل الدولة الفلسطينية المزمعة إلى دولة من كانتونات، بل وقلصت نفوذ السلطة الفلسطينية بهدم مقراتها والتعرض لأجهزتها الأمنية ووضع العقوبات المالية والاقتصادية عليها، ساعدهم في ذلك حالة الرضا والدعم الأمريكية. لقد وجه نتنياهو الطلقة الأخيرة نحو السلام من خلال تصريحه باجتثاث حلم الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، واضعاً الجميع نحو خيار واحد هو التمسك بالدفاع والمقاومة وصولاً للحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية حتى الرمق الأخير.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية على غزة والمقاومة تؤكد قدرتها على مواصلة القتال

عواصم «وكالات»: استشهد 23 شخصا على الأقل في ضربات إسرائيلية في غزة منذ صباح اليوم، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، في وقت أكدت حركة المقاومة «حماس» قدرتها على مواصلة القتال على رغم الخسائر.

وقالت وزارة الصحة: إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الشهداء إلى 41 ألفا و226، والجرحى إلى 95 ألفا و413.

ودخلت الحرب الأطول في تاريخ الصراع شهرها الثاني عشر، وتتواصل من دون أفق لحل يوقف القصف والمعارك في القطاع المحاصر والمدمّر، ويهدئ المخاوف من تحوّلها نزاعا إقليميا.

وغداة سقوط صاروخ أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية في وسط إسرائيل، حذّر وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت من أن الوقت «ينفد» أمام التوصل إلى اتفاق لوقف التبادل اليومي للقصف عبر الحدود مع حزب الله اللبناني.

وتسبّبت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل، بدمار هائل في القطاع المحاصر وأوضاع كارثية لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 18 شخصا على الأقل خلال الساعات الماضية، بينهم عشرة في غارة على منزل وسط القطاع.

وأكد مصدر طبي في مستشفى العودة «ارتفاع عدد الشهداء إلى عشرة وإصابة 15 آخرين ... في استهداف صاروخي لمنزل عائلة القصاص في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة».

من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عدد الشهداء، مشيرا إلى أن الغارة وقعت صباح اليوم.

وأظهر فيديو لوكالة فرانس برس عددا من الأشخاص يرفعون بأيديهم الحجارة المبعثرة في مبنى آخر مدمّر بالكامل يقع في زقاق ضيق بمخيم النصيرات، بحثا عن ضحايا. وعمل آخرون على إزالة الركام وأثاث من مبنى متضرر مجاور.

وفي مستشفى العودة، أدى العشرات الصلاة على الضحايا الذين لفّ بعضهم بأكفان بيضاء غطتها الدماء، قبل أن يحملوهم على الأكف لمواراتهم الثرى.

وقال راشد القصاص الذي طالت الغارة منزله، لفرانس برس «استهدفوا بيتي ونحن نائمون بدون سابق إنذار، واستشهد عدد كبير من أبناء أسرتي في البيت وأحفادي الصغار».

ووجّه رسالة «إلى العالم، بأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو وحكومته حكومة قتلة مجرمين... سنستمر في المقاومة حتى دحر هذا الاحتلال».

قصف «تسبّب بزلزال»

الى ذلك، استشهد ستة أشخاص في غارة جوية ليلا طالت منزلا يعود إلى عائلة بصل في حي الزيتون بمدينة غزة (شمال)، وفق ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني. وأظهر فيديو لفرانس برس عشرات الأشخاص يعملون على رفع الأنقاض والبحث عن الضحايا، مستخدمين مصابيح صغيرة في ظل الظلام الدامس وانقطاع الكهرباء. وقال شاهد العيان محمود أبو فول لفرانس برس «كنا جالسين في دورنا (بيوتنا) وسقط برميل (متفجر) على المنطقة، فهزّ المنطقة وتسبب بزلزال».

كذلك، استشهد شخصان وأصيب عدد آخر «في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة أبو شعر» شمال مدينة رفح بجنوب القطاع، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.

دون أفق

ويتواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة من دون أفق لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ويواجه نتانياهو ضغوطا خارجية وداخلية لا سيما من عائلات المحتجزين، لإبرام اتفاق مع حماس يعيدهم إلى ديارهم.

وأفشل نتانياهو الكثير من المبادرات لوقف إطلاق النار على الرغم من بذل قطر ومصر جهود وساطة منذ أشهر.

ورأى القيادي في حماس أسامة حمدان في مقابلة مع فرانس برس الأحد، أن الولايات المتحدة، الداعم الأبرز لإسرائيل، «لا تمارس الضغط الكافي» لإجبار نتانياهو على تقديم تنازلات من شأنها أن تتيح التوصل إلى اتفاق.

وأكد حمدان في المقابلة التي أجريت في اسطنبول، أنّ «قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل»، مضيفا «هناك شهداء وهناك تضحيات...

لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة».

في السياق ذاته، قالت مصادر إسرائيلية: إن الإدارة الأمريكية ستقدم هذا الأسبوع مقترح وساطة في محاولة لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى، وإنها ستمارس ضغوطا على إسرائيل لتقديم تنازلات، إذا قبلت حماس إبداء مرونة. وفي الضفة الغربية، أصيب 7 فلسطينيين باقتحام مستوطنين مدرسة شمال غرب مدينة أريحا، واعتدوا على الطلبة والطاقم التعليمي.

مقالات مشابهة

  • عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية على غزة والمقاومة تؤكد قدرتها على مواصلة القتال
  • تدشين المخيم الطبي الثاني لتصحيح الحول لدى الأطفال بدعم قائد قوات درع الوطن في عدن
  • برسالة من سجنها.. نرجس محمدي تدعو الأمم المتحدة لكسر الصمت
  • التعليقات الإسرائيلية على الهجوم الصاروخي اليمني في “تل أبيب”: صواريخ الحوثيين تصل إلى عمق “إسرائيل” بنجاح كبير وفشل الدفاعات يثير القلق
  • حسين الحاج حسن: نعرف كيف أوجعنا العدو وأين
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم جنين وسرايا القدس تتصدى لها
  • أهالي شهداء جنين: نحيّي عائلات الخليل وعشائرها ونطالبهم بإسكات كل المزاودين على المقاومة
  • لحظة استهداف سرايا القدس لجيب عسكري تابع لجيش الاحتلال في جنين / فيديو
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لتفجير عناصر سرايا القدس آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة في جنين
  • أمل الحناوي: عدوان إسرائيل على الفلسطينيين بجاحة لا تكترث لعقاب