استطلاع: ربع البالغين في ألمانيا يشعرون بالوحدة الشديدة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الشعور بالوحدة يعتبر أحد أعراض الاكتئاب وليس سببا له بحسب الخبراء
كشف استطلاع للرأي أن 25% من البالغين في ألمانيا يشعرون بالوحدة الشديدة. وبحسب "مؤشر ألمانيا للاكتئاب لعام 2023"، ارتفعت هذه النسبة لأكثر من الضعف (53%) بين مجموعة الأشخاص الذين قالوا إنهم يمرون حاليا بمرحلة اكتئاب.
مختارات في سن الشيخوخة.. الروابط الاجتماعية تحميك من الخرف! عواقب جسدية ونفسية خطيرة ـ الشعور بالعزلة قد يؤدي إلى الموت! "عاصمة العزلة".. هكذا تحاول برلين تحرير سكانها من الوحدة الاجتماعية!
معاناة عدد كبير من الألمان من العزلة والوحدة بلغت معدلات مثيرة للقلق. ويتسبب ذلك في أضرار صحية واجتماعية، ما دفع سياسيين برلين إلى المطالبة بتعيين مفوض رسمي لمكافحة "الوحدة" في ألمانيا!
وتم رصد الشعور بالوحدة بناء على عدة معايير: على سبيل المثال، طُلب من المشاركين أن يقولوا ما إذا كان لديهم دائما شخص ما لمناقشة مشكلاتهم اليومية معه، أو ما إذا كان ليس لديهم صديقة أو صديق جيد حقا.
وبحسب المؤسسة الألمانية للإغاثة من الاكتئاب Depression Help والتي كلفت بإجراء الاستطلاع، فإن الشعور بالوحدة - وهو الموضوع الرئيسي للمؤسسة هذا العام - يعتبر أحد أعراض الاكتئاب وليس سببا له كما نشرت القناة الإخبارية الألمانية الثانية ZDF على صفحتها نقلا عن المؤسسة التي أجرت الاستطلاع.
ويأتي ذلك لأن المصابين بالاكتئاب غالبا ما ينسحبون من بيئتهم، ولذلك فإن الدعم من العائلة والأصدقاء مهم بشكل خاص للسيطرة على هذا المرض القابل للعلاج.
ووفقا للمؤسسة، إذا استمرت أعراض معينة لأكثر من أسبوعين في الظهور، فقد يكون ذلك مؤشرا علىالاكتئاب. وتشمل هذه الأعراض المزاج المتعكر وغياب الاهتمام أو الفرح، وكذلك اضطرابات النوم والشعور بالذنب والتفكير بالانتحار.
وبحسب المعلومات فإن الأعذار التي يوردها المكتئبون والذين يريدون الوحدة والانسحاب من محيط الأصدقاء هي المرض والإرهاق (89%)، والرغبة في السلام والهدوء (85%)، والشعور بالثقل على الآخرين (68%).
وشمل الاستطلاع ما يقرب من 5200 شخص بالغ تحت سن 70 عاما عبر الإنترنت، من بينهم أشخاص يعانون من الاكتئاب أو لا يعانون منه. ومن بين الشباب (من 18 إلى 59 عامًا)، فإن 22% فقط لديهم اتصالات اجتماعية قليلة جدًا، لكن 26% منهم يشعرون بمشاعر قوية بالوحدة.
وقال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع والذين يعانون منالاكتئاب (58%) إن لديهم اتصالات اجتماعية قليلة للغاية (من 0 إلى 4 في متوسط أيام الأسبوع). وهذا غالباً ما يكون نتيجة للانسحاب الاجتماعي، وهو ما أفاد به 82%.
وهذه النسخة السابعة من الدراسة التي تتقصى سنويا مواقف وخبرات متعلقة بالاكتئاب لدىالسكان الألمان. ويتم تمويل الدراسة من قبل مؤسسة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان".
ع.أ.ج (د ب ا)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الوحدة استطلاعات الرأي في ألمانيا الوحدة استطلاعات الرأي في ألمانيا
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون عن عادة أسبوعية تحارب الاكتئاب.. ما هي؟
في ظل تزايد القلق العالمي حول الصحة النفسية، يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات شيوعًا وانتشارًا، حيث يؤثر على مئات الملايين حول العالم، ويُسبب عبئًا نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا.
ورغم فعالية بعض العلاجات والتدخلات النفسية، إلا أن التحدي لا يزال قائمًا في الوقاية والعلاج على نطاق أوسع؛ لكن، وسط هذا المشهد القاتم، ظهرت بارقة أمل من خلال عادة أسبوعية بسيطة قد تُحدث فرقًا حقيقيًا.
أداة غير متوقعة لمحاربة الاكتئاب؟كشفت دراسة حديثة أُجريت في كلية الطب بجامعة شانتو بالصين، واستندت إلى بيانات 15،794 بالغًا أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 20 و59 عامًا، أن ممارسة الجنس مرة أو مرتين في الأسبوع قد يُسهم بشكل ملحوظ في خفض خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة بين البالغين الأصغر سنًا (20-30 عامًا) وقد اعتمدت الدراسة في تقييم أعراض الاكتئاب على مقياس "PHQ-9"، أحد أكثر أدوات الفحص استخدامًا في الأبحاث النفسية.
كيف يعمل ذلك؟أثناء النشاط الجنسي، يُفرز الجسم مجموعة من الهرمونات التي تُعزز الشعور بالسعادة والرضا النفسي، مثل:
الإندورفين: مسكن طبيعي للألم، يُساعد على تحسين المزاج.الدوبامين: يُعرف بـ "هرمون المكافأة"، ويُعزز مشاعر الإنجاز والسعادة.الأوكسيتوسين: يُعرف بـ "هرمون الترابط"، ويُسهم في تقوية العلاقات العاطفية والاجتماعية.تُشير النتائج إلى أن هذه العوامل الكيميائية الحيوية قد تُقلل مستويات التوتر، وتُحسن جودة النوم، وتُعزز الترابط العاطفي، وكلها عوامل تساهم في الوقاية من الاكتئاب.
هل هذا الحل مناسب للجميع؟يُؤكد الباحثون أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن النشاط الجنسي هو "علاج سحري" أو بديل عن العلاج النفسي أو الدوائي، بل هو عامل مُساعد قد يكون فعالًا في إطار نمط حياة صحي ومتوازن كما أشاروا إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث لفهم العلاقة السببية، خاصة وأن التفاعل بين الجنس والاكتئاب قد يختلف من شخص لآخر تبعًا للعديد من العوامل مثل الخلفية الثقافية، العلاقات، الحالة الصحية، والتفضيلات الشخصية.
لمحة عن الاكتئابالاكتئاب هو أكثر من مجرد شعور بالحزن؛ إنه اضطراب نفسي له آثار عميقة على:
المزاج: مشاعر حزن أو فراغ مستمرة.الاهتمامات: فقدان الرغبة في الأنشطة الممتعة.الوظائف اليومية: صعوبات في العمل، الدراسة، أو العلاقات.الأعراض الجسدية: اضطرابات النوم، الشهية، الطاقة، والتركيز.ويظهر الاكتئاب نتيجة تداخل معقد بين العوامل الوراثية، البيولوجية، النفسية، والبيئية.
بينما يظل الاكتئاب تحديًا عالميًا، تسلط هذه الدراسة الضوء على إمكانيات جديدة لدعم الصحة النفسية من خلال ممارسات بسيطة مثل النشاط الجنسي المنتظم، عند توفره ضمن علاقات صحية ومبنية على الرضا المتبادل، ومثل أي تدخل، يظل الاعتدال والوعي الذاتي مفتاحًا للاستفادة دون إفراط أو ضغوط.