رأي اليوم:
2025-03-10@21:13:54 GMT

الطور فلسطيني

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

الطور فلسطيني

علي الزعتري رَفْعَ الطور كان تهديداً… إخضعوا للحق يا قوم موسى وإلا فالطور سيسقط عليكم.  وفلسطين تقول إخضعوا وإلا فالطور الفلسطيني سيسقط عليكم.  هذه ترجمةٌ للمقاوم الفلسطيني الطوري الذي يرفعُ اللهُ مقامهُ عندما يدافع عن وطنه وعندما ينتصر أو يستشهد. نحنُ العرب نحاربُ بكلِّ الحقائق والرموز ونستطيبُ استرجاعَ العبرةَ من ديننا وتاريخنا لاستعادةِ حاضرنا ومستقبلنا.

  نرى في أحلكِ الأوقاتِ لَمْعَةَ الأمل و صَهْلَةَ العاديات فنتذكر بدر و الأحزاب و اليرموك و القادسية و حطين و عين جالوت و نقول أنها ستعود لأنَّ للحق صولة.  نقول أن موسى وهارون لنا كما إسحق ويعقوب والأسباط وكما إسماعيل وجدُّنا إبراهيم وسنستعيدهم مهما طالَ زمن الصهيونية و اعتلت على بلداننا. وواللهِ العظيم لو لم يبقَ فينا إلاّٰ رفيفَ حياة لننتصر.  هكذا نحن الموعودون بالنصر والشهادة وكليهما عند المقاومين خير. بمقالاتٍ سابقة كتبنا أن المقاومة في فلسطين، سِوى غزة، هي الطريق.  نعم، غزة هي تجسيدٌ للمقاومةِ البانيةِ ذاتها في إطارٍ صعبٍ للغاية لكنهُ يتمتعُ بالقدرةِ على المناورة.  غزة استوعبت وتطورت لديها قدرات مقاومة لكنها ليست بمعزلٍ عن الحصار والاعتداء بأشكالهما وهي كذلك تتحمل مسؤوليةً مدنيةً تجاه السكان.  وهذا يضع المقاوم في غزة بمكانين بآنٍ واحد، مسؤولية المقاومة ومسؤولية الدولة.  التوقُ للمقاومة يشكمهُ الخوف على المدنيين.  معادلةٌ تجعل المقاومة تتقبل فترات هدوءٍ طويلة.  والعدو يراهنُ على تطويلِ هذه الفترات وتوسيعِ الخوفِ على المدنيين وبنفس الوقت تثبيط العمل المقاوم بوسائل مختلفة. أما المقاومة في الداخل الفلسطيني فهي تقع خارج نطاقي السلطة الصهيونية والسلطة الفلسطينية بوسيلةِ التفكير فهي تقاوم المحتل وتقاوم المتعاون.  وإن صدقنا أن هناك من في السلطة الفلسطينية على مستوى الأفراد من يدعمها فذلك من حسن الطالع. كما إن انتمى مقاوميها لحركاتٍ ومنظماتٍ فلسطينية عقائدياً فإنهم من ذوي المبادرات التي تفاجئ الجميع فهم ليسوا مقتصرين على العمل بالنظرية، بل ملتزمين بتطويعها.  يريدُ العدو الصهيوني وبعض فلسطيني السلطة وصف هؤلاء المقاومين أنهم مشاغبون أو زعراناً يتحركون بمبدأ العصابة الإجرامية.  تماماً كيف استخدمِ هذا الوصف عندما اشتعلت المقاومة ضد التغلغل الصهيوني بالحماية البريطانية بأوائل القرن العشرين. وكما قال كل ظالم بوجه مظلوم. ونعلم غير ذاك. كما نعلم أن الفرق الزمني والتقني شاسعٌ بالطبع بين ذلك الزمان وزماننا وأن اليوم هو أصعب على أي مقاومٍ بوجود الحليف الغربي المُقاد أمريكياً المتعطش للتطبيع و وجود نجاحات تطبيع علنية و خفية تفك من عضد المقاوم. وكأن مع التطبيع تعاظم وعد بلفور آلاف المرات بوجه الفلسطينيين. غير أن مواجهة العدو وجهاً لوجه هي الطريقة الوحيدة لزرع المقاومة مرةً ثانيةً وراسخةً في العمق الفلسطيني.  نعلم أن القوة الصهيونية كبيرة وأن التهاون العربي مقرف، ونعلم أن استمرار المقاومة حق شرعي وأن ممارسةَ الحق من داخل فلسطين تهز مفاهيم الاحتلال في السيطرة التي ظنت الصهيونية أنها امتلكت نواصيها بعد أوسلو.  إنما النصرُ صبرُ ساعة. هكذا يقولون.  هكذا نؤمن. دبلوماسي أُممي سابق

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ترامب..بين الشعارات الانتخابية ومحك السلطة

كطائر "الفينيق" الأسطوري الذي يقوم من الرماد، استطاع دونالد ترامب أن يتجاوز كل الصعوبات والتحديات التي واجهته منذ هزيمته في الوصول إلى البيت الأبيض بعد ولايته الأولى، حيث حوّل الكثير من هذه التحديات إلى فرص حقيقية مكنته من الفوز بولاية رئاسية جديدة رغم التنافس الشديد الذي طبع الحملة الرئاسية.
ففي مواجهة التهم الثقيلة التي واجهه بها القضاء الأمريكي، اعتبر أن الكلمة الفيصل في هذا الشأن، ستكون لإرادة المواطن عبر صناديق الاقتراع، كما استطاع أن يظهر بمظهر الزعيم القوي بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته، ويستغلّها في تكريس خطاب لا يخلو من مظلومية.
ومنذ توليه زمام السلطة ضمن ولايته الثانية، أطلق الكثير من الخطابات المثيرة للجدل على المستويين الداخلي والدولي، حيث أظهر إصراراً كبيراً على تنفيذ مجمل تعهداته التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، والمتمحورة حول شعاره المتكرر «أمريكا أولاً»، سواء تعلق الأمر بإعادة بناء وتقوية الحزب الجمهوري، واعتماد إصلاحات اقتصادية وإدارية، أواتخاذ تدابير صارمة في مواجهة الهجرة غير الشرعية، والتخفيف من وطأة ما يسميه ب«الدولة العميقة» وذلك بتعيين عدد من المقربين منه سياسياً في مناصب وازنة وحسّاسة.
وعلى المستوى الخارجي، أطلق مجموعة من التصريحات التي حظيت بنقاشات سياسية وأكاديمية مكثفة، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستفد من العولمة، بالقدر الذي استفادت منها الكثير من الدول، كما هو الشأن بالنسبة للصين، أو بالنسبة لعدد من البلدان الصاعدة، ولذلك لم يخف رفضه لهذه العولمة وإصراره على الانسحاب من مختلف مؤسساتها.
كما اعتبر أيضاً أن زمن الحماية الأمنية المجانية قد ولى بالنسبة للشركاء والحلفاء أيضاً، فهو وبحكم تجربته ومرجعيته الاقتصادية، يرى بأن ضمان أمن هذه الأطراف يتطلب تقديم المزيد من الأموال، حيث اعتبر أن هذه الأقطار بما فيها دول «الناتو» ملزمة بدفع نصيبها «العادل» في ما يتعلق بالضمانات الأمنية أو الصفقات الاقتصادية.
كما أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية متهماً إياها بعدم تحمل مسؤولياتها خلال جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير في الأمن العالمي بمفهومه الإنساني الشامل، وفي اقتصاد الولايات المتحدة بشكل خاص، مبرزاً الإمكانات المالية التي تدفعها هذه الأخيرة للمنظمة في مقابل أقساط رمزية تدفعها دول أخرى كالصين.
وجدير بالذكر أن ضغط الولايات المتحدة على المنظمات أو الانسحاب منها، ليس جديداً، فكثيراً ما امتنعت عن دفع أقساطها المالية للأمم المتحدة بذريعة اعتمادها لسياسات منافية لمصالحها (الولايات المتحدة)، بل وصل بها الأمر إلى حد الضغط باتجاه عدم تجديد ولاية ثانية لبطرس غالي على رأس أمانة الهيئة في سنوات التسعينات.
كما أعلن أيضاً الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ما سيساهم في إرباك الجهود الدولية المتصلة بحماية البيئة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تتموقع ضمن أهم الدول المتسببة في انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناجم عن صناعاتها المختلفة.
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقد طالب الأردن ومصر باستقبال سكان غزة، مع التأكيد على رغبته في السيطرة على القطاع. بينما عبر عن اهتمامه أيضاً بشراء جزيرة «غرينلاند» من الدانمارك، وهو ما رد عليه بعض الدانماركيين من جانبهم برغبتهم في اقتناء «كاليفورنيا». كما طالت التصريحات الجار الشمالي كندا، وذلك بالتأكيد على أن هذه الأخيرة ستكون في وضع أفضل إذا أصبحت الولاية الأمريكية رقم 51.
وفي مواجهة تصاعد أدوار الصين على المستوى الدولي، أشار إلى أنه سيواجه تمددها باتخاذ مزيد من العقوبات الاقتصادية، فيما عبر عن رفضه القاطع لدخول إيران إلى النادي النووي. وفي مقابل ذلك فقد نهج خطابات أقل حدة مع كل من روسيا وكوريا الجنوبية..
ثمّة ملاحظات أساسية نطرحها في هذا السياق، وهي أن توجهات ترامب، ورغم الجدل الذي أثارته داخلياً ودولياً، قد تكون مجرّد مناورات لرفع السقف من أجل الحصول على حد مقبول من الفوائد والمكتسبات. كما أنه لا يمكن اعتبار هذه التوجهات "نشازاً" أو استثناء في السياسة الخارجية لأمريكا منذ فترة الحرب الباردة وما شهدته من تدخلات زجرية في عدد من مناطق العالم كفيتنام وكوبا وبنما..، أو سنوات الثمانينات من القرن الماضي مع إطلاق مبادرة «حرب النجوم» في عهد رونالد ريغان، أو بالتدخل في العراق والصومال والسودان وليبيا، وإحداث معتقل غوانتانامو، رغم الخطابات "المتفائلة" التي اعتاد إطلاقها عدد من الرؤساء بصدد إرساء نظام دولي عادل، مبني على السلام والأمن وحماية البيئة وتفعيل هيئة الأمم المتحدة، وحلّ القضية الفلسطينية. ومن ثم تظل سياسات الولايات المتحدة مبنية على مجموعة من الثوابت التي تضمن مصالحها وتكرّس مكانتها العالمية، غير أن بلورتها تختلف من رئيس إلى آخر تبعاً لطبيعة شخصيته ولخطاباته المتأرجحة بين الصرامة تارة والدبلوماسية تارة أخرى.
وعموماً، فما زال الوقت مبكراً للحديث عن تحوّل جذري في السياسات الخارجية الأمريكية، لاعتبارات داخلية متصلة بمواقف المعارضة عبر الهيئة التشريعية واللوبيات الاقتصادية والسياسية ومختلف القوى المؤثرة داخل المجتمع، بالإضافة أيضاً إلى ردود الفعل المتوقعة للدول المعنية بهذه السياسات كالمكسيك والصين.

مقالات مشابهة

  • الطور يحذر من إدراج أموال صندوق الجهاد في الموازنة العامة
  • مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
  • تشييع جثمان المقاوم عمر الدحدوح.. قاتل سريّة إسرائيلية بمفرده (شاهد)
  • دخول 40 مصابًا فلسطينيًا قادمين من غزة لتلقي العلاج
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • طاهر النونو: نتحدث عن ضرورة الاستقرار في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه
  • مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في شرق غزة
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية
  • المرأة العمانية في السلطة القضائية
  • ترامب..بين الشعارات الانتخابية ومحك السلطة