بخلاف أوكرانيا.. شحنات نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل يومية ومحاطة بالسرية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
سلط موقع "إنترسبت" الضوء على عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل مع دخول عدوانها الوحشي على قطاع غزة شهره الثاني، مشيرا إلى أن هذه العمليات سرية غالبا، ولا يُعرف سوى القليل عنها.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أصدرت قائمة مفصلة من 3 صفحات بالأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا، في حين أن المعلومات المنشورة حول الأسلحة المرسلة إلى إسرائيل مذكورة في جملة واحدة.
واعترف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، بسرية شحنات الأسلحة إلى إسرائيل في مؤتمر صحفي يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إن المساعدة الأمنية الأمريكية لتل أبيب تتم "على أساس شبه يومي".
وأضاف: "إننا حريصون على عدم تحديد حجم الشحنات، أو الخوض في الكثير من التفاصيل حول هذا الأمر. ما يحصلون عليه لأغراض أمنية تشغيلية خاصة بهم بالطبع".
حجة مضللة
ووصف خبراء الحجة القائلة بأن الشفافية من شأنها أن تعرض الأمن العملياتي الإسرائيلي للخطر، وهو ما لا يشكل مصدر قلق بالنسبة لأوكرانيا، بأنها "مضللة".
وقال الزميل في معهد كوينسي للحكم المسؤول والخبير في مبيعات الأسلحة، وليام هارتونج: "الزعم بأن توفير المزيد من المعلومات سيضر بالأمن التشغيلي للجيش الإسرائيلي ليس سوى قصة للتغطية على الجهود المبذولة لتقليل المعلومات حول أنواع الأسلحة التي يتم توفيرها لإسرائيل وكيفية استخدامها".
وأضاف: "أعتقد أن الافتقار المتعمد للشفافية بشأن الأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة لإسرائيل بشكل يومي مرتبط بسياسة الإدارة الأكبر، المتمثلة في التقليل من مدى استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة لارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين في غزة".
وأرجع جنرال متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية، يعمل في المنطقة، سرية شحنات الأسلحة الأمريكية إلى الحساسية السياسية للصراع، طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه ليس مخولا من الجهة التي يعمل بها للحديث الإعلامي.
وأوضح أن الأسلحة المستخدمة في حرب المدن من منزل إلى منزل، والتي من المرجح أن تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، لن تكون شيئًا تريد الإدارة الأمريكية نشره.
وفي السنوات الأخيرة، أدى اندلاع حروب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى شن حروب جوية إسرائيلية مع دخول أعداد محدودة من القوات الإسرائيلية إلى القطاع الساحلي المحاصر. وفي آخر حرب بين الجانبين، توغلت قوات الجيش الإسرائيلي في غزة ضمن عملية "الجرف الصامد" عام 2014.
وبينما شهد غزو عام 2014 وجود قوات إسرائيلية في غزة لمدة تقل عن شهر، قال وزير الجيش الإسرائيلي للصحفيين مؤخرًا إن الحرب الدائرة حاليا ستستغرق عدة أشهر على الأقل.
اقرأ أيضاً
بأسلحة أمريكية.. إسرائيل تستغيث من طوفان حماس وتخشى كابوس حزب الله
ومن المتوقع أن يتطلب هدف إزالة حركة حماس بالكامل من السلطة في غزة التزاماً كبيراً بتواجد الجيش الإسرائيل البري طويل الأمد والقتال العنيف في المناطق الحضرية.
ووفقا لصحيفة نيويوركر، فقد أخبر المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الأمريكيين أن الحرب قد تستمر 10 سنوات، فيما تشعر إدارة بايدن بالقلق من عدم إمكانية تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية.
ويوم الإثنين، قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لشبكة ABC: "ستتحمل إسرائيل، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نمتلكها".
مسألة حساسة
وأدت عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى إرسال سلسلة من شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، ورغم أن إدارة بايدن رفضت في البداية تحديد أنظمة هذه الأسلحة، إلا أن تسرب بعض التفاصيل في الصحافة كشف عن بعضها.
وتشمل هذه الشحنات "الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والمدفعية، وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وغيرها من المعدات الحيوية"، كما قال المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر.
ويظل ما تنطوي عليه "المعدات الحيوية الأخرى" لغزا، وكذلك التفاصيل المتعلقة بكمية الأسلحة التي يتم توريدها، والتي رفضت الإدارة الأمريكية الكشف عنها.
وخلص إلياس يوسف، الباحث في مركز ستيمسون، إلى أن "تقارير الحكومة الأمريكية حول عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل متقطعة ودون أي تفاصيل ذات معنى".
وأضاف: "يجب تجميع التحديثات في صفحة واحدة كما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، وأن تتضمن تفاصيل عن السلطات التي يتم الاستناد إليها لتقديم المساعدة (التسليحية لإسرائيل) بالإضافة إلى نوع وكمية الأسلحة المقدمة مع خصوصية كافية لتمكين البحث والتقييمات العامة".
وأشار هارتونج، زميل كوينسي، إلى "تناقض" سرية شحنات الأسلحة إلى إسرائيل مع انفتاح الإدارة الأمريكية على الإعلان عن المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وقال هارتونج: "إن الشفافية بشأن عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا جاءت في جزء كبير منها بسبب شعور الإدارة بأنها كانت منخرطة في مغامرة نبيلة".
وأشار إلى أن خبراء مستقلين وصفوا قصف إسرائيل وحصارها لمنطقة تضم مليوني شخص، وقتلها الآلاف من الأبرياء بأنه "جريمة حرب".
وبعيدًا عن الكميات، فهناك نوعيات أسلحة يقدمها البنتاجون لإسرائيل ولم يتم الكشف عنها علنًا، حسبما قال جنرال مشاة البحرية الأمريكية لموقع "إنترسبت".
ومع استمرار تدفق تلك الأسلحة، عبرت العشرات من طائرات النقل العسكرية من طراز C-17، حسبما تظهر بيانات تتبع الرحلات مفتوحة المصدر، وهبط معظمها في قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي قاعدة جوية تابعة للجيش الإسرائيلي في صحراء النقب.
وطلب بايدن من الكونجرس مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، بالإضافة إلى أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن إلى تل أبيب بالفعل.
وتخطط إدارة بايدن لإرسال قنابل "سبايس" دقيقة التوجيه بقيمة 320 مليون دولار إلى إسرائيل، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الإثنين الماضي.
اقرأ أيضاً
119 مؤسسة أمريكية ودولية تطالب بوقف تسليم أسلحة لإسرائيل
المصدر | إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أوكرانيا غزة الأسلحة الأمريكية جو بايدن الأسلحة الأمریکیة إلى شحنات الأسلحة إلى إسرائیل الأسلحة إلى نقل الأسلحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.