بدا واضحا في خضم الازمات المتتالية التي يشهدها لبنان، والنيران المشتعلة من حوله، أن هناك في الداخل مَنْ يصر على تجيير كل شيء لمصالحه الشخصية، حتى لو أدى ذلك الى ضرب ما تبقى من مؤسسات قائمة.
تحت هذا العنوان تندرج الحملة المستجدة على قيادة الجيش في ظل الحديث عن مرحلة ما بعد إحالة العماد جوزيف عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل.


ويقود هذه الحملة بالدرجة الاولى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي لم ينجح يوما في تطويع قائد الجيش لتنفيذ مطالبه ووضع اليد على المؤسسة العسكرية، وفق ما يؤكد مصدر تابع مسار العلاقة بين باسيل وعون منذ تعيينه قائدا للجيش.
ويضيف المصدر "أن باسيل، مدعوما بموقف عمه الرئيس السابق ميشال عون، يقود حملة شعواء ضد قائد الجيش حتى ولو ادى ذلك الى خسارة المسيحيين، الذين ينادون بالحفاظ على حقوقهم، أهم منصب لهم في التركيبة الادارية والعسكرية في البلد، بعد الشغور الحاصل في منصب رئاسة الجمهورية.
في خضم هذه المعطيات تتجه الانظار الى المسار الذي سيسلكه هذا الملف حكوميا وموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
اوساط حكومية معنية أكدت "أن الاساس الذي ينطلق منه رئيس الحكومة هو حماية الجيش كمؤسسة والاستمرار في الخطوات التي قامت بها قيادته للحفاظ على تماسك المؤسسة".
وذكّرت الاوساط بما اعلنه ميقاتي خلال الجولة الاخيرة التي قام بها مع قائد الجيش في الجنوب حيث قال "أنا على ثقة ان الجيش سيبقى رمزا للوحدة الوطنية الجامعة، واحيي في هذه المناسبة قائد الجيش الذي، بقيادته الحكيمة، يواجه كل الصعوبات التي تعترض الجيش في الميدان وفي الثكنات، بشهامة وحنكة".
واكدت الأوساط "أن الهم الاساس لدى رئيس الحكومة هو الحفاظ على الوضعية الحالية للجيش، مؤسسة وقيادة، لتأمين استمرار قيام الجيش بالمهام المطلوبة منه في أصعب مرحلة من تاريخ الوطن، وعدم السماح بأي اهتزاز في وضعية المؤسسة وقيادتها "في خضم الحرب الجارية".
وشددت الاوساط على "أن ما ينسج من روايات ويتم تسريبه من أخبار وسيناريوهات لا يتعدى اطار بالونات الاختبار المعروفة المصدر والاهداف".
وتختم الاوساط بالقول "موقف رئيس الحكومة الثابت والمعروف هو الحفاظ على مؤسسة الجيش باعتبارها الركن الاساس في حماية الوطن والشعب بالتعاون مع الاجهزة الامنية، ولن يكون القرار الذي سيتخذ الا منطلقا من ارساء هذا الدور والحفاظ على الجيش وقيادته وعدم السماح بالاهواء الشخصية بالتسلل لضرب هيبة الجيش وحضوره ودور قيادته الحكيمة".


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس الحکومة قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

ميقاتي من طرابلس: نتطلع لانتخاب رئيس يجمع كافة اللبنانيين

رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي افتتاح قسم قسطلة القلب والتمييل في مستشفى طرابلس الحكومي عصر اليوم، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام ورئيس أساقفة طرابلس للروم الكاثولية المطران إدوار ضاهر ووزير الصحة العامة فراس الابيض وحشد نيابي ونقابي ووجوه طرابلسية.   وقال رئيس الحكومة في كلمته: "لقد اصريت على الحضور والمشاركة في هذا الحفل، نظرا لرمزية هذا الافتتاح في هذا القسم بالذات، لأقول بأنّ أي شخص منا إذا دخلنا الى قلبه، تأكدنا ان قلبه على الشمال وان طرابلس في قلبه".     وتابع: "كذلك، تهمنا أيضاً رمزية هذا المشروع ونجاحه، الذي لم يكن ليتحقق لولا اصرار ومتابعة معالي وزير الصحة فراس الابيض، وانا شاهد انه في الاشهر الماضية خلال العدوان الاسرائيلي كان متابعا لكل عمل صحي في كل مستشفى في لبنان".     وأكمل: "نحن هنا لا ننسى ان نتوقف باجلال امام ارواح شهداء القطاع الصحي حيث ان حوالى 225 مسعفا وطبيبا استشهدوا خلال العدوان الاخير. إضافة الى ذلك، فان معالي الوزير الابيض واصل افتتاح عدد كبير من الاقسام في مستشفيات مختلفة في طرابلس وانحاء الشمال وعندما يتابع ويتكلم فانه يفعل ذلك بكثير من الشغف والحرص لتوخي النجاح واننا نتطلع معه الى المزيد من النجاحات والانجازات والى اعطاء طرابلس حصة كبيرة ولو اننا نرى ان العمل الذي نقدمه لهو عمل متواضع فيما يلزمنا الكثير. نحن نعلم مدى قدرات الدولة اللبنانية ولكن هذا لا يمنعنا من ان نعد بتقديم المزيد في القريب العاجل باذن الله".   أضاف: "لابد في هذا المقام من أن نتحدث في السياسة فانني اتمنى لكم جميعا ان يكون العام 2025 مليئا بالصحة والسعادة والسرور وراحة البال والطمانينة، لجميع اللبنانيين بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل متطلعين الى رئيس للجمهوريّة يمثل كل لبنان ويجمع جميع  اللبنانيين لما فيه خير الوطن".     وزير الصحة   وقال وزير الصحة فراس الابيض في كلمته: "يسعدني أن أكون معكم اليوم في افتتاح مركز تمييل القلب في مستشفى طرابلس الحكومي الجامعي، وهو أول مركز من نوعه في محافظة طرابلس والشمال.  تأتي هذه المناسبة تأكيدًا على ما ذكرته يا دولة الرئيس قبل يومين، مستشهدًا بقول الله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”. والحديث الشريف : "احب الناس إلى الله انفعهم للناس". كان هذا نهج حكومة معا للإنقاذ بتوجيهات رئيسها منذ اليوم الأول، بالعمل الدؤوب  ومن غير ضجيج لخدمة الناس والمصلحة العامة".
أضاف: "نجتمع اليوم في أحد المشاريع التي تنفذها وزارة الصحة العامة لتطوير المستشفيات الحكومية، وهو جزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية للصحة التي أطلقتها الوزارة في كانون الثاني 2023، بهدف تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. وما يميز هذا المشروع اليوم هو الشراكة بين القطاعين العام والخاص وهو توجه مهم في مرحلة إعادة الإعمار والتقدم التي نأمل أن نكون مقبلين عليها، لأن هذه الشراكة من أكثر ما يمكن أن يجذب الاستثمارات ويسرع العمل في رفع مستوى الخدمات المقدمة في القطاع العام، وما يهمنا كوزارة في شكل خاص في قطاع المستشفيات الحكومية".     وقال: "إن هذا المشروع ليس الأول الذي تنفذه الوزارة في هذا المستشفى. فقد بدأنا العمل سابقًا بقسم غسيل الكلى المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ونحن الآن بصدد توسيعه. كذلك، توسعنا في مركز علاج السرطان، وأصبح مستشفى طرابلس الحكومي الأكبر من حيث عدد المرضى في علاج السرطان في منطقة الشمال، وسنفتتح قريبًا مركز الرعاية الصحية الأولية الجديد، وكذلك مركز الطوارئ في المستشفى الجديد، وهي مراكز وأقسام تعزز الخدمات التي نقدمها لأهلنا في مدينة طرابلس ومحافظة الشمال".     أضاف: "بالإضافة إلى ذلك، يسعدني أن أذكر أنه وفي خلال الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى فرنسا قبل أيام، ومن خلال مشروع توأمة  مستشفيات جامعية فرنسية مع مستشفياتنا الحكومية، توصلنا إلى مشروع تعاون مع مركز ليون برارد، وهو أحد أكبر مراكز علاج السرطان في فرنسا، وتحديدا في مدينة ليون، مع مستشفى طرابلس الحكومي. سيؤدي هذا المشروع إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة في المستشفى لمرضى السرطان.لم تكن هذه المشاريع لتتحقق لولا تفاني  القيمين على المستشفى وأمانتهم وحسن إدارتهم، من مجلس الإدارة برئاسة الدكتور فواز الحلاب، والمدير العام الاخ الاستاذ ناصر عدرة.بالإضافة إلى المشاريع في هذا المستشفى، نفذت وزارة الصحة مشاريع أخرى في الشمال. هذه المنطقة، والتي وللأسف، عانت من نقص في الخدمات الصحية ومن نقص في تطوير مستشفياتها مقارنة بالمستشفيات الحكومية في مناطق أخرى من لبنان".   وقال وزير الصحة: "من هذه المشاريع، على سبيل المثال، في مستشفى أورانج ناسو، حيث افتتحنا قسمًا جديدًا لعلاج السرطان في بداية هذا العام. وسف نقوم قريبا باستبدال أجهزة غسيل الكلى في هذا المستشفى لتجديد القسم الموجود. كما تم توسيع العمل أيضًا في أقسام الجراحة.  وفي مستشفى المنية، سيتم خلال ستة اسابيع افتتاح مركز غسيل الكلى الذي تبرع به رئيس الحكومة عبر مؤسسة العزم، بالإضافة إلى قسم جديد لعلاج السرطان بدعم قطري.
هناك أيضًا مشاريع في مستشفى البترون لإعادة تأهيل القسم الذي تضرر بسبب الحريق. وقد تامن التمويل و سيتم العام المقبل افتتاح مركز جديد لتمييل القلب في مستشفى حلبا الحكومي، بالإضافة إلى الأقسام الأخرى التي افتتحت سابقًا، مثل غسيل الكلى وعلاج السرطان. وغيرها من المشاريع في مستشفى سير الضنية ومستشفى إهدن الحكومي".   وأكمل: "هناك ايضا مشاريع تمت في مناطق اخرى من لبنان من أهمها افتتاح المستشفى التركي في صيدا بعدما بقي المستشفى مقفلا على مدى اكثر من عشر سنوات. ونحن مستمرون في نهج دعم المستشفيات الحكومية، 
اما المؤسسات الاستشفائية وأصحي والتي تضررت خلال حرب اسرائيل على لبنان، فقد قامت الوزارة بمسح اولي، وسوف تبدا بمسح مفصل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في كانون الثاني، تمهيدا لإعادة الإعمار واستئناف العمل فيما تهدم او تضرر قريبا باذن الله، ان الوزارة تسعى دائمًا لتقديم أفضل الخدمات الصحية لمواطنينا، ونسأل الله التوفيق في مساعينا".     وقال: "كانت الأشهر القليلة الماضية قاسية على هذا البلد. نسأل الله الرحمة لجميع الشهداء، خاصة شهداء القطاع الصحي و الإسعافي، الذين ضحوا بحياتهم من أجل مجتمعهم وحماية أسرهم. ما يزيد عن مئة وعشرون شهيدا فداء عن الاهل والوطن، ونسأل الله الشفاء لجميع المرضى. لقد كان عامًا صعبًا، ولم نكن لنتجاوزه لولا تضامن هذا القطاع وثباته والتزامه بالخطة التي وضعتها الوزارة. والتضامن والتآزر على مستوى كل اطياف هذا الوطن والتي كانت طرابلس واهلها افضل مثال على ذلك. حمى الله هذا الوطن، وأنعم عليه بنعم الامن والاستقرار".   وختم: "قال الله تعالى: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”. عشتم، عاشت طرابلس الفيحاء، عاش لبنان".   وكان  الحفل بدأ بالنشيد الوطني ثم رحب مدير المستشفى ناصر عدرة بالحضور موجهاً التحية للرئيس ميقاتي وحكومته.   إثر ذلك، تحدث رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز الحلاب مشيرا الى مثابرة المستشفى على خط تصاعدي والى ما قدمه الوزير الابيض خلال المرحلة الماضية منوها بجهود حكومة الرئيس ميقاتي المخلصة التي ساهمت في تقديم الدعم لمستشفى طرابلس الحكومي متطلعاً الى المزيد من التقديمات والاعمال النوعيه.   من جهته، تحدث رئيس شركه Chatleb sal جورج المكاري، مشيراً الى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص وإلى أهمية الحدث الذي نحن بصدده اليوم والى ما بذل من جهد حتى تحقيقه متطلعا الى مزيد من الاعمال التي تقدم للمواطن خدمة يحتاجها.          

مقالات مشابهة

  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • ميقاتي من طرابلس: نتطلع لانتخاب رئيس يجمع كافة اللبنانيين
  • مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل
  • عن ترشيح قائد الجيش للرئاسة.. ماذا قالت مصادر الثنائي الشيعي؟
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه
  • الحكومة الأمريكية تقترب من الإغلاق بعد رفض الجمهوريون مشروع قانون الإنفاق الذي يدعمه ترامب
  • فياض: نريد أن تأخذ الحكومة والجيش دورهما في حماية الأرض وصون السيادة
  • قائد الثورة: ما تقوم به “السلطة الفلسطينية” في جنين خطأ جسيم وخيانة عظمى
  • هل أصبحت طريق قائد الجيش معبّدة إلى قصر بعبدا؟!
  • ما هو خط الجثث الذي اعترف به ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي؟