موقع 24:
2025-02-07@13:26:15 GMT

ثمن تقديم الاستيطان على الأمن

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

ثمن تقديم الاستيطان على الأمن

إسرائيل لن تستطيع ادعاء تحقيق أي انتصار حتى لو لم تبق حجراً على حجر في غزة، ولن تستطيع حماس أن تكون بديلاً من السلطة الوطنية حتى لو اعتمدت خيار الدولتين.

مهما فعلت إسرائيل ومهما ارتكبت من أعمال وحشيّة ومجازر في غزة، لا شيء يعوض عن فشلها غير تغيير جلدها واعترافها بضرورة البحث عن حل سياسي يخرجها من المأزق الذي أدخلت نفسها فيه.

من أدخل إسرائيل في المأزق هو التوجه الذي اعتمده سياسيون من اليمين على رأسهم بنيامين نتنياهو.. في لب الأزمة التي تعاني منها إسرائيل في الوقت الحاضر ذلك السقوط المريع لرهانات اليمين المتطرف على خيار التطرف الذي في أساسه السعي إلى تكريس الاحتلال ومتابعة الاستيطان من جهة ورفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني من جهة أخرى.

في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سقط رهان إسرائيل على حماس من أجل تكريس الانقسام الفلسطيني وفصل الضفة الغربية عن غزة.. سقط رهان الاستثمار في حماس، التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين.. ما سقط فعلاً هو الرهان على الاستيطان بدل الرهان على الأمن، تبيّن أن الرهان على الاستيطان لا يمكن أن يوفر الأمن، إضافة إلى أنه يلغي أي أفق سياسي، إسرائيلياً وفلسطينياً وعربياً وإقليمياً.

يحصد بنيامين نتانياهو وأفراد حكومته ما زرعوه ليس في غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضاً.. حصدت الحكومة الإسرائيلية ما خلفه الجهل في التعاطي مع الواقع المتمثل في قطع الطريق على خيار الدولتين.. ساعدتها حماس في ذلك بعدما رفعت شعارات غير واقعيّ سمحت لأي حكومة إسرائيليّة بالقول إن "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه".

الآن انفجر اللغم الحمساوي والغزاوي في وجه إسرائيل التي لم تتلق ضربة شبيهة بتلك التي وجهتها إليها حماس وذلك منذ قيامها في العام 1948.. لم يسبق لإسرائيل أن خسرت هذا العدد من العسكريين والمدنيين في يوم واحد.. كذلك، لم يسبق أن وقع في الأسر هذا العدد الكبير من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.. فوق ذلك كله، لم يسبق أن تعرضت مدن إسرائيلية ومواقع عسكرية لقصف مباشر كما حصل في الأسابيع القليلة الماضية.

"بيبي" نتنياهو فشل على كل الجبهات، خصوصاً بعد رضوخه لأقصى اليمين وتشكيله حكومة تضم مجموعة من العنصريين يرفضون الاعتراف بوجود شعب فلسطيني.. بين وزراء حكومة "بيبي" التي لا هم لها سوى الحؤول دون ذهابه إلى السجن بسبب فضائح الفساد المتورط فيها يمكن التوقف عند اسمين.. الأول إيتمار بن غفير الذي يمارس كل أنواع الإرهاب بدل ممارسة مهمته الأصلية بصفة كونه وزيراً للأمن القومي، الوزير الآخر هو وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي لا يعترف بوجود شعب فلسطيني.. قال ذلك صراحة في أثناء وجوده في باريس قبل أشهر قليلة.

إلى أين يمكن لحكومة فيها مثل هذا النوع من الوزراء أخذ إسرائيل؟ الجواب، بكل بساطة أن حكومة "بيبي" التي لا مهمة لها سوى إنقاذ رأس رئيسها أخذت إسرائيل إلى كارثة سيكون صعباً الخروج منها هذا إذا لم تأخذ المنطقة كلها إلى كارثة.

في النهاية لا يصنع تطرفان سلاماً.. ما يصنع السلام هو المشروع السياسي الواضح.. عمل التطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على نسف أي مشروع للسلام من أساسه، كانت نتيجة هذا الحلف غير المقدس أن تلقت إسرائيل الضربة التي تلقتها، هذه الضربة ستغيّر طبيعة الدولة تغييراً نهائياً.. إسرائيل ما قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)  2023 غير إسرائيل ما بعد هذا التاريخ.

انهزمت إسرائيل وانهزم معها المشروع الاستيطاني الذي نادى به اليمين الذي سعى إلى خلق واقع جديد على الأرض الفلسطينية، أكان ذلك في القدس الشرقية أو في الضفة الغربيّة.. هناك فشل إسرائيلي على كل المستويات.. ليس "بيبي" نتنياهو سوى رمز لهذا الفشل.. من هذا المنطلق، نجده عاجزاً عن الذهاب إلى السياسة، ليس لديه من خيار آخر غير التصعيد وممارسة الوحشية التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء وعجائز، فيما لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ التي مصدرها إيران.

كان رهان "الجمهورية الإسلامية" على حماس رهاناً في محله، لم تنتقم من إسرائيل ومن عملياتها في داخل إيران فقط.. استطاعت أيضاً تسميم الأجواء في المنطقة كلها، جعلت بلدا مثل لبنان يقف على كف عفريت.. ماذا إذا قرر حزب الله، وهو لواء في “لحرس الثوري الإيراني المغامرة غداً وفتح جبهة جنوب لبنان؟ أي مصير للبنانيين ولبلدهم غير مصير غزة التي تحول قسم منها إلى ركام بعدما أصرّالأمين العام لـ حزب الله على اعتماد "الغموض"؟ اعتمد ما أسماه "الغموض" بدل الإعلان صراحة ومباشرة أن لا مصلحة للبنان في أي حرب من أي نوع.

عندما يلتقي تطرفان عند مشروع تدميري، لا يعود هناك أي مشروع سلمي قابل للحياة.. لا يمكن تجاهل أن الفشل، في الأساس، فشل إسرائيلي.. قام هذا الفشل على استغلال حماس وشعاراتها إلى أبعد حدود بدل الاعتراف بوجود شعب فلسطيني يمتلك حقوقه المشروعة "غير القابلة للتصرف" باعتراف الأمم المتحدة.

من رحم الفشل الإسرائيلي ولدت الكارثة التي نشهدها حالياً.. هذه كارثة ما زالت في بداياتها في ضوء غياب أي مخرج سياسي في المدى المنظور.. لن تستطيع إسرائيل ادعاء تحقيق أي انتصار من أي نوع.. حتى لو لم تبق حجراً على حجر في غزة، ولن تستطيع حماس أن تكون بديلاً من السلطة الوطنية، حتى لو اعتمدت خيار الدولتين، وهو خيار ياسر عرفات أصلاً.. لا مستقبل سياسياً لـ حماس بعدما أخذت غزة إلى حيث أخذتها.. أي إلى دمار وبؤس لا قعر لهما.

كل ما في الأمر أن المنطقة في وضع لم تر مثله منذ إعادة تشكيلها في عشرينات القرن الماضي مع انهيار الدولة العثمانية.. أوجدت حرب غزة خريطة سياسية جديدة بعد كل هذا الفشل الإسرائيلي في خلق دولة تعيش بسلام مع محيطها.. متى الخريطة الجغرافية الجديدة للشرق الأوسط؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان حتى لو فی غزة

إقرأ أيضاً:

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 

 

الجديد برس|

 

قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن من يريدون تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى “مكان أكثر سعادة وجمالا” يجب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم الأولى، في إشارة إلى وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين التاريخية.

 

جاء ذلك في تصريح للصحفيين عقب جلسة طارئة مغلقة في مجلس الأمن الدولي، حيث تمت مناقشة الوضع في غزة والضفة الغربية المحتلة، علق فيها على حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن منصور قوله: “غزة جزء من بلدنا، وبيتنا. وأولئك الذين يريدون إرسال سكان غزة إلى مكان أكثر سعادة وجمالا يجب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى منازلهم الأولى في إسرائيل، هذه أماكن جميلة وسيعود شعبنا إلى هناك بكل سرور”.

 

وأشار إلى أن 400 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى منازلهم المدمرة شمال غزة سيرا على الأقدام خلال يومين بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة احترام خيارات الشعب الفلسطيني وقراراته.

 

 

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يريد إزالة الدمار في غزة وإعادة بناء مدارسه ومستشفياته وطرقاته، وعلى جميع القادة والشعوب احترام ذلك.

 

وذكّر منصور بأن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة سابقا، وبأن مصر والأردن أعلنتا موقفهما بشكل واضح وصريح بهذا الصدد، مشيرا إلى أن السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات وفلسطين أصدرت بيانا مشتركا ورفضت تهجير الفلسطينيين.

 

وعن توقعاته من اللقاء الثنائي بين رئيس حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي ترامب في واشنطن، أشار منصور إلى ضرورة تنفيذ كافة مراحل وقف إطلاق النار في غزة ووقف الهجمات في الضفة الغربية.

 

وذكر منصور أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يقوم بواجبه ضمن هذا الإطار، وأن جميع أعضاء مجلس الأمن باستثناء دولة واحدة وافقوا على البيان المشترك لوقف العنف، مؤكدا أنه لا ينبغي السماح بتكرار الدمار الرهيب في غزة في الضفة الغربية.

 

ومنذ 25 يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

مقالات مشابهة

  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • إعلام عبري يزعم تقديم نتنياهو خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.. متحدث حكومته يعلق
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟