موقع 24:
2024-12-26@04:48:25 GMT

ثمن تقديم الاستيطان على الأمن

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

ثمن تقديم الاستيطان على الأمن

إسرائيل لن تستطيع ادعاء تحقيق أي انتصار حتى لو لم تبق حجراً على حجر في غزة، ولن تستطيع حماس أن تكون بديلاً من السلطة الوطنية حتى لو اعتمدت خيار الدولتين.

مهما فعلت إسرائيل ومهما ارتكبت من أعمال وحشيّة ومجازر في غزة، لا شيء يعوض عن فشلها غير تغيير جلدها واعترافها بضرورة البحث عن حل سياسي يخرجها من المأزق الذي أدخلت نفسها فيه.

من أدخل إسرائيل في المأزق هو التوجه الذي اعتمده سياسيون من اليمين على رأسهم بنيامين نتنياهو.. في لب الأزمة التي تعاني منها إسرائيل في الوقت الحاضر ذلك السقوط المريع لرهانات اليمين المتطرف على خيار التطرف الذي في أساسه السعي إلى تكريس الاحتلال ومتابعة الاستيطان من جهة ورفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني من جهة أخرى.

في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سقط رهان إسرائيل على حماس من أجل تكريس الانقسام الفلسطيني وفصل الضفة الغربية عن غزة.. سقط رهان الاستثمار في حماس، التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين.. ما سقط فعلاً هو الرهان على الاستيطان بدل الرهان على الأمن، تبيّن أن الرهان على الاستيطان لا يمكن أن يوفر الأمن، إضافة إلى أنه يلغي أي أفق سياسي، إسرائيلياً وفلسطينياً وعربياً وإقليمياً.

يحصد بنيامين نتانياهو وأفراد حكومته ما زرعوه ليس في غزة فحسب، بل في الضفة الغربية أيضاً.. حصدت الحكومة الإسرائيلية ما خلفه الجهل في التعاطي مع الواقع المتمثل في قطع الطريق على خيار الدولتين.. ساعدتها حماس في ذلك بعدما رفعت شعارات غير واقعيّ سمحت لأي حكومة إسرائيليّة بالقول إن "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه".

الآن انفجر اللغم الحمساوي والغزاوي في وجه إسرائيل التي لم تتلق ضربة شبيهة بتلك التي وجهتها إليها حماس وذلك منذ قيامها في العام 1948.. لم يسبق لإسرائيل أن خسرت هذا العدد من العسكريين والمدنيين في يوم واحد.. كذلك، لم يسبق أن وقع في الأسر هذا العدد الكبير من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.. فوق ذلك كله، لم يسبق أن تعرضت مدن إسرائيلية ومواقع عسكرية لقصف مباشر كما حصل في الأسابيع القليلة الماضية.

"بيبي" نتنياهو فشل على كل الجبهات، خصوصاً بعد رضوخه لأقصى اليمين وتشكيله حكومة تضم مجموعة من العنصريين يرفضون الاعتراف بوجود شعب فلسطيني.. بين وزراء حكومة "بيبي" التي لا هم لها سوى الحؤول دون ذهابه إلى السجن بسبب فضائح الفساد المتورط فيها يمكن التوقف عند اسمين.. الأول إيتمار بن غفير الذي يمارس كل أنواع الإرهاب بدل ممارسة مهمته الأصلية بصفة كونه وزيراً للأمن القومي، الوزير الآخر هو وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي لا يعترف بوجود شعب فلسطيني.. قال ذلك صراحة في أثناء وجوده في باريس قبل أشهر قليلة.

إلى أين يمكن لحكومة فيها مثل هذا النوع من الوزراء أخذ إسرائيل؟ الجواب، بكل بساطة أن حكومة "بيبي" التي لا مهمة لها سوى إنقاذ رأس رئيسها أخذت إسرائيل إلى كارثة سيكون صعباً الخروج منها هذا إذا لم تأخذ المنطقة كلها إلى كارثة.

في النهاية لا يصنع تطرفان سلاماً.. ما يصنع السلام هو المشروع السياسي الواضح.. عمل التطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على نسف أي مشروع للسلام من أساسه، كانت نتيجة هذا الحلف غير المقدس أن تلقت إسرائيل الضربة التي تلقتها، هذه الضربة ستغيّر طبيعة الدولة تغييراً نهائياً.. إسرائيل ما قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)  2023 غير إسرائيل ما بعد هذا التاريخ.

انهزمت إسرائيل وانهزم معها المشروع الاستيطاني الذي نادى به اليمين الذي سعى إلى خلق واقع جديد على الأرض الفلسطينية، أكان ذلك في القدس الشرقية أو في الضفة الغربيّة.. هناك فشل إسرائيلي على كل المستويات.. ليس "بيبي" نتنياهو سوى رمز لهذا الفشل.. من هذا المنطلق، نجده عاجزاً عن الذهاب إلى السياسة، ليس لديه من خيار آخر غير التصعيد وممارسة الوحشية التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء وعجائز، فيما لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ التي مصدرها إيران.

كان رهان "الجمهورية الإسلامية" على حماس رهاناً في محله، لم تنتقم من إسرائيل ومن عملياتها في داخل إيران فقط.. استطاعت أيضاً تسميم الأجواء في المنطقة كلها، جعلت بلدا مثل لبنان يقف على كف عفريت.. ماذا إذا قرر حزب الله، وهو لواء في “لحرس الثوري الإيراني المغامرة غداً وفتح جبهة جنوب لبنان؟ أي مصير للبنانيين ولبلدهم غير مصير غزة التي تحول قسم منها إلى ركام بعدما أصرّالأمين العام لـ حزب الله على اعتماد "الغموض"؟ اعتمد ما أسماه "الغموض" بدل الإعلان صراحة ومباشرة أن لا مصلحة للبنان في أي حرب من أي نوع.

عندما يلتقي تطرفان عند مشروع تدميري، لا يعود هناك أي مشروع سلمي قابل للحياة.. لا يمكن تجاهل أن الفشل، في الأساس، فشل إسرائيلي.. قام هذا الفشل على استغلال حماس وشعاراتها إلى أبعد حدود بدل الاعتراف بوجود شعب فلسطيني يمتلك حقوقه المشروعة "غير القابلة للتصرف" باعتراف الأمم المتحدة.

من رحم الفشل الإسرائيلي ولدت الكارثة التي نشهدها حالياً.. هذه كارثة ما زالت في بداياتها في ضوء غياب أي مخرج سياسي في المدى المنظور.. لن تستطيع إسرائيل ادعاء تحقيق أي انتصار من أي نوع.. حتى لو لم تبق حجراً على حجر في غزة، ولن تستطيع حماس أن تكون بديلاً من السلطة الوطنية، حتى لو اعتمدت خيار الدولتين، وهو خيار ياسر عرفات أصلاً.. لا مستقبل سياسياً لـ حماس بعدما أخذت غزة إلى حيث أخذتها.. أي إلى دمار وبؤس لا قعر لهما.

كل ما في الأمر أن المنطقة في وضع لم تر مثله منذ إعادة تشكيلها في عشرينات القرن الماضي مع انهيار الدولة العثمانية.. أوجدت حرب غزة خريطة سياسية جديدة بعد كل هذا الفشل الإسرائيلي في خلق دولة تعيش بسلام مع محيطها.. متى الخريطة الجغرافية الجديدة للشرق الأوسط؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان حتى لو فی غزة

إقرأ أيضاً:

الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي

في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا مع تفاصيل الحياة اليومية، أصبحت الطائرات المسيّرة الصينية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأمريكيين. من الزراعة إلى الإنقاذ، تتجاوز استخداماتها الفعّالة مجرد أدوات طائرة، لكنها تواجه الآن تحديات تشريعية تهدد وجودها في الأسواق الأمريكية.

اعلان

وتمثل الطائرات المسيّرة الصينية مثالًا حيًا على الابتكار التقني الذي غيّر قواعد اللعبة في العديد من المجالات، مثل الزراعة وخدمات الطوارئ. ففي ولاية كارولاينا الشمالية، يعتمد المزارع راسل هيدريك على هذه الطائرات لرش الأسمدة على حقوله بكفاءة وبتكلفة أقل بكثير من المعدات التقليدية. ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد الكبير يثير قلقًا لدى صناع القرار الأمريكيين الذين يرون فيه خطرًا على الأمن القومي والتنافسية الاقتصادية.

راسل هيدريك يشغل طائرة مسيرة في مزرعته.Allison Joyce

ومع تصاعد المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، تسعى الحكومة الأمريكية إلى تقليص الاعتماد على المنتجات الصينية.

ويأتي هذا التوجه في سياق قيود سابقة فرضتها واشنطن على شركات الاتصالات الصينية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى توجهات مماثلة في مجالات أخرى كأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

ولم تكن القوانين الجديدة بعيدة عن هذه المواجهة؛ إذ تضمن قانون الدفاع الذي أقرّه الكونغرس مؤخراً بنوداً تمنع شركتين صينيتين من بيع طائرات مسيّرة جديدة في الولايات المتحدة، إذا تبيّن أنها تشكل خطرًا "غير مقبول" على الأمن القومي الأمريكي. وقد سبق أن مُنعت بعض الوكالات الفيدرالية من شراء هذه الطائرات، مع استثناءات محدودة، بينما فرضت ولايات عدة قيودًا على استخدامها في برامج مدعومة حكوميًا.

ورغم المخاوف الأمنية، هناك أصوات تنتقد هذه الإجراءات، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على قطاعات حيوية. ومن بين هذه الأصوات، المزارع هيدريك الذي يؤكد أن الطائرات الأمريكية لا تزال بعيدة عن منافسة نظيراتها الصينية من حيث الأداء والسعر. ويشارك هذا الرأي العديد من الخبراء الذين يرون أن البدائل الأمريكية ليست جاهزة بعد لسد الفجوة، مما قد يضعف قدرات المستخدمين المحليين على تنفيذ مهامهم اليومية بكفاءة.

طائرة مسيرة من طراز DJI التابعة لراسل هيدريك تنشر غطاء المحاصيل في مزرعته.Allison Joyce

وتحتل شركة "DJI" الصينية موقع الصدارة في سوق الطائرات المسيّرة، حيث تُعرف منتجاتها بأسعارها التنافسية وأدائها العالي. تُستخدم هذه الطائرات في تطبيقات متعددة، بدءًا من البحث عن ضحايا الكوارث الطبيعية وصولًا إلى تصوير الأفلام. ورغم ذلك، فإن وجودها المهيمن أثار مخاوف متزايدة، حيث أدرجتها الحكومة الأمريكية في قوائم سوداء بسبب مزاعم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وعلاقات مع الجيش الصيني.

Relatedتايوان قلقة من تهديد جديد.. وتؤكد أن "الصين ترسل إلى المنطقة أكبر أسطول بحري منذ عقود"قبل عودة ترامب.. بايدن يدفع لوضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصيندعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيب

لكن القوانين الجديدة لم تأت دون تحديات؛ فقد تسببت في تعطيل العديد من البرامج الحكومية والخاصة التي تعتمد على الطائرات المسيّرة، مما دفع بعض الولايات مثل فلوريدا إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لمساعدة الوكالات المحلية على الانتقال إلى بدائل جديدة. ومع ذلك، وصف خبراء هذه المرحلة بأنها "فوضى عارمة"، حيث واجه المستخدمون صعوبات تتعلق بتعلم أنظمة تشغيل جديدة وإعادة ضبط الشبكات والتطبيقات المستخدمة.

وفي ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الصناعة الأمريكية سد الفجوة وابتكار بدائل قادرة على منافسة المنتجات الصينية؟

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يهدد أوروبا بعقوبات ورسوم جمركية ويطالب بزيادة إنفاق الناتو إلى 5% ميتا تواجه غرامات تفوق 251 مليون يورو بعد تسريب بيانات المستخدمين في 2018 دعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيب ضرائبالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالسياسة الصينيةالوارداتزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إصابة أكثر من 25 إسرائيليًا إثر صاروخ يمني والكنيست يمدد حالة الطوارئ لعام إضافي يعرض الآن Next ترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ يعرض الآن Next طلاق أسماء الأسد.. رحل بشار عن سوريا فهل ترحل عنه زوجته؟ يعرض الآن Next عاجل. وول مارت تبيع قمصانا عليها صورة السنوار وإسرائيل تستشيط غضبا يعرض الآن Next عاجل. 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادبشار الأسددونالد ترامبإسرائيلشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباسورياضحاياأبو محمد الجولاني ماغدبورغنيويوركالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله
  • «حماس» تحذر من استغلال الاحتلال الأعياد اليهودية وانتهاك المقدسات لتوسيع الاستيطان
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • "البث الإسرائيلية": حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين في المرحلة الأولى
  • الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • الأمن الوطني يفكك شبكة احتيال تستغل المواطنين بحجة تقديم سلف مالية في النجف
  • مولوي من السعودية: مصمّمون على أن نخرج إلى لبنان الذي نريده وتريدونه
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران
  • 2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط