قصة سورة الفاتحة أو سبب نزول سورة الفاتحة يعد من أهم أسرار هذه السورة العظيمة ، التي تعد من أركان الصلاة ، فبدونها لا تصح ، وذلك رغم أن سورة الفاتحة تعد من السورة المعروفة للجميع، لأن الله سبحانه وتعالى فرض على المُسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ من ركعات صلاته كي تصحّ؛ إلا أن قصة سورة الفاتحة أو سبب نزولها يظل أحد الأسرار الخفية، وحيث قيل عن سورة الفاتحة بأنَّ آياتها تجمع معنى جميع آيات القرآن الكريم، ولو قُرِئَت بتدبّر لوُجِد بها حقًّا كلّ ما في القرآن الكريم من صفات الله جلَّ وعلا، وقصص الأمم السّابقة، فكل هذا يطرح أهمية كبيرة لمعرفة  قصة سورة الفاتحة أو بمعنى آخر سبب نزول سورة الفاتحة وأيضًا وقت نزول سورة الفاتحة يعد من الأسرار ، التي لا يعلمها إلا القليل من الناس.

قصة سورة الفاتحة

تتلخص قصة سورة الفاتحة  في حادثة وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل، فيقول فيها أبو ميسرة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا، فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال : فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال :لبيك، قال : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: قل: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب، وهذا قول علي بن أبي طالب.

سبب نزول سورة الفاتحة

جاء سبب نزول سورة الفاتحة فيما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسَلَّمَ كانَ إذا برَزَ سَمِعَ منادِيًا ينادي يا مُحمَّدُ فإذا سَمعَ الصَّوتَ انطلَق هارِبًا فقال له ورَقَةُ بنُ نَوفَلٍ: إذا سَمِعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تَسمَعَ ما يقولُ لكَ فلمَّا برزَ سمِعَ النِّداءَ فقالَ: لبَّيكَ قال: قُلْ أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ ثُمَّ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتَّى فرغَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ.

وقد ورد فيه كذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- كان إذا سمع مناديًا يناديه من الملائكة ينطلق هاربًا، فأخبره ورقة بن نوفل أن يثبت ويجيب الداعي، فأتاه الداعي فناداه، فقال له رسول الله عليه السّلام: لبيك، فلقّنه المنادي الشّهادتين، ثمّ قرأ عليه سورة الفاتحة.

وقت نزول سورة الفاتحة

وورد عن وقت نزول سورة الفاتحة ،  أن سورة الفاتحة هي أوّل سورة في ترتيب سور القرآن الكريم، ولها عدّة أسماءٍ، وتمتاز بالكثير من الفضائل التي اختصّها الله تعالى بها عن سائر سور القرآن ، ولقد اختلف العلماء في تحديد وقتٍ دقيقٍ لنزول سورة الفاتحة ؛ فقيل إنّها نزلت في مكّة، وقيل في المدينة المنورة، وقيل نزلت مرّتين مرّة في مكّة ومرة في المدينة؛ ولذلك سمّيت سورة المثاني، ولكنّ أرجح الأقوال أنّها سورة مكّيّة، والدّليل على ذلك أنّ آية وردت في سورة الحجر هي : «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»، والمقصود بالسّبع المثاني سورة الفاتحة، وسورة الحجر سورةٌ مكيّة بلا خلاف؛ فاستدلّ بذلك على أنّ سورة الفاتحة سورةٌ مكيّةٌ.

تعريف سورة الفاتحة

 سُمِّيَت سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب؛ لأنّ كتاب الله عزَّ وجلّ افتُتِح بها، فهي أول ما يكتبه الكاتب إذا أراد كتابة المُصحف، وهي أول ما يُتلى من كتاب الله عزَّ وجلّ، مع أنَّ سورة الفاتحة ليست أول ما نزل من القرآن الكريم، وقد كانت تُعرف هذه السّورة بهذا الاسم من أيّام النبّوة.

وقد اختلف العلماء في هذه السّورة هل هي مكيّة أم مدنيّة؛ فمن قال بأنّها مكيّة استدلَّ بما حصل مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام حيث إنَّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام (لما شكا إلى خديجة ما يجده عند أوائل الوحي، فذهبت به إلى ورقة فأخبره، فقال له: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد يا محمد! فأنطلق هاربًا في الأرض، فقال: لا تفعل! إذا أتاك فاثبت حتّى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني. فلما خلا ناداه يا محمد، قل: بسم الله الرّحمن الرّحيم، حتّى بلغ ولا الضالّين).

ووجه الاستدلال بهذا الحديث أنَّ نزول الوحي كان بمكّة، فلذلك حَسْب هذا الحديث تكون سورة الفاتحة سورةً مكيّةً، ومن ذهب إلى أنّها مدنيّة استدلّ بما رُوِي عن أبي هريرة: (رن - بمعنى صاح- إبليس حين أُنزِلت فاتحة الكتاب وأُنزِلت بالمدينة)، ووجه الاستدلال بهذا الحديث واضح في نصّ الحديث أنَّ سورة الفاتحة نزلت بالمدينة وتُسمّى سورة الفاتحة أيضًا بأم الكتاب؛ لأنّه يُبدَأ بها عند كتابة المَصاحف، ويُبدَأ بالقراءة بها في الصّلاة، ومن أسمائها أيضًا السّبع المثاني، وسورة الكنز، والوافية، وسورة الحمد، وسورة الصّلاة.

سورة الفاتحة مكتوبة

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)».

تفسير سورة الفاتحة 

قال تعالى: (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) يُقصد بالبسملة طلب البركة والمعونة من الله -عزّ وجلّ- وحده، فحرف الباء يفيد الحصر، أي أنّ لا استعانة إلّا بالله.

قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، والحمد هو الثناء بجميل محاسن المحمود، مع الرضى القلبيّ والمحبة، فالشكر لا يكون إلّا على النعم أمّا الحمد فيكون على النعم وغيرها، مثل الحمد على الابتلاءات والمصائب والأمراض، والرب صفةٌ مشبهةٌ للموصوف، فالله هو المربي، والمالك، والخالق، ومصلح الأشياء، ومتمّمها، والمنعم على عباده، وهو السيد المعبود المُطاع، والعالمين اسمٌ يدلّ على كلّ ما سوى الله تعالى، بدليل قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ*قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ).

 قال تعالى: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)، وهما صفتان مشتقّتان من الرحمة، فالرحمن صفةٌ على وزن فَعْلَانْ، وهي صيغة مبالغة، أي أنّ الله -تعالى- عظيم الرحمة، أمّا الرحيم فعلى وزن فعيل، وتستعمل للصفات الدائمة، أي أنّ الله -تعالى- عظيمٌ في رحمته الدائمة على الناس.

 قال تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، أي أنّ الله -سبحانه- الصاحب المتصرف بيوم الجزاء والحساب، وهو وحده المتفرّد بالملك فلا أحد يملك شيئًا.

 قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،  فالعبادة محصورةٌ ومقصورةٌ لله، ويُقصد بها كلّ ما يحبّه الله من الافعال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي فعل العابد بتذلّلٍ وخضوعٍ وامتثالٍ للأوامر والنواهي، مع تعظيم المعبود ومحبته، ولا تصحّ إلّا لله -عزّ وجلّ-، والعبادة مقترنة ومجتمعة مع الاستعانة بالله فقط، لأنّ تيسير الأمور بيده، والاستعانة تفويض وتوكيل الأمور له.

قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، طلب المؤمن من ربه أن يدلّه على الطريق الموصل إليه، وبذلك تتحقّق الهداية التي تعدّ الثمرة الناتجة عن الاعتقاد الصحيح، ممّا يؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)،  بيّن الله -تعالى- العباد الذين أنعم عليهم؛ وهم أهل الصراط المستقيم مَن علموا الحق وعملوا به، وورد ذكرهم في موضعٍ آخرٍ في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا)، فالرسل والأنبياء في الطبقة الأولى للمُنعم عليهم، والصديقون في الطبقة الثانية، وهم الذين بلغوا في الصدق مع الله ومع العباد درجاتٍ عاليةٍ، ثمّ الشهداء من العلماء والمقاتلين في سبيل الله في الطبقة التالية، ثمّ الصالحون في ظاهرهم وباطنهم، فالعبد يسأل الله أن يكون من المنعم عليهم، وليس ممّن غضب عليهم الذين علموا الطريق الصحيح لكنّهم خالفوه، ولا من الضالين الذين يعبدون الله على جهلٍ وتخبّطٍ.

سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم

سُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم للعديد من الأسباب التي ذكرها العلماء وأهل التفسير في كتبهم، ونذكر أقوالهم في تسمية سورة الفاتحة  بهذا الاسم ما يأتي:
1-  لافتتاح القُرآن بها.

2- لأنَّها أوَّل سورةٍ نزلت كاملةً.

3- لابتداء القُرآن بها، فهي أُمُّ القُرآن، وأُمُّ الشيء؛ أي أصله وأوَّله.

4-لافتتاح المصاحف والصَّلاة والتَّعليم بها، كما أنَّها تحتوي على الآية التي يُفتتحُ بها العديد الأُمور للبركة، وهي البسملة.

أسماء سورة الفاتحة 

 ورد أنّ لِسورة الفاتحة العديد من الأسماء، ومنها ما يأتي:  السَّبع المثاني والقُرآن العظيم: وورد هذا الاسم في قولهِ -تعالى-: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ)، وفسَّرها النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- بسورة الفاتحة، وسُمِّيت بالمثاني؛ لاشتمالها على الحمد والثناء على الله -تعالى-، ولأنَّها تُثنَّى أي تُكرَّر في كُلِّ ركعةٍ، وقال مُجاهد: لأنَّها خاصَّةٌ بأُمَّة النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- واستثناها الله لهم، والسَّبع؛ لأنَّ عدد آياتها سبع. 

ومن أسماء سورة الفاتحة ،  فاتحةُ الكِتاب: وورد هذا الاسم في قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ). وكذلك من أسماء سورة الفاتحة ، الرُقيّة: لإقرار النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- لبعض الصَّحابة على الاسترقاء بها.

وأيضًا من أسماء سورة الفاتحة  ، أُمُّ القُرآن: وورد هذا الاسم في قول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسلام-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْتَرِئْ بأُمِّ القُرْآنِ)، وسُمِّيَت بذلك لابتداء القُرآن بها، فهي الأصل والابتداء، ولاشتمالها على معاني جميع القُرآن، وجاء عن الطبريُّ أن الاسم جاء من تسمية العرب كُلِّ شيءٍ جامعٍ أُمَّاً.

وكذلك من أسماء سورة الفاتحة  ، الصَّلاة: وورد هذا الاسم في الحديث القُدسيّ: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي). أُمُّ الكِتاب: وذكر الإمامُ البُخاريُّ سببَ تسميتها بذلك؛ وذلك لابتداء المصاحف بها، كما يبتدئ المصلّي بقراءتها في الصَّلاة. الحمدُ لله رب العالمين.

وجاءت أسماء سورة الفاتحة ، ومنها الأساس، والشَّافيّة أو الشِّفاء، والواقية، والوافية، والكنز، والسؤال أو المُناجاة، والنُّور، والواجبة، والتَّفويض، والحمد، فضلاً عن تعليم المسألة؛ لأنَّ الله -تعالى- علَّم فيها النَّاس آداب السؤال؛ حيث يبدأ الدّاعي بالحمد والثَّناء، ثُمَّ الدُّعاء، وهذه الأسماء جاء ذِكرُها عن بعض أهل العلم.

كما ورد أن الوافية من أسماء سورة الفاتحة : وقال سُفيان بن عُيينة؛ لأنَها لا تُجتزأ ولا تُنصَّف، فيجبُ قراءتُها كاملةً في كُلِّ ركعةٍ، بخلاف السُّوَر الأُخرى التي يجوزُ تقسيمُها وقراءة بعضها في ركعة والبعض الآخر في ركعةٍ أُخرى، و الكافيّة: لأنها تكفي عن غيرها، ولا يكتفي غيرها عنها.

موضوعات سورة الفاتحة

تناولت سورة الفاتحة على قلة آياتها مقاصد الإسلام والقُرآن؛ كالتَّوحيد، والعبادة، والوعد، والوعيد، بِشكلٍ مُجمّل، فهي رُكنٌ في الصَّلاة والتي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشَّهادتين، وتبطُل الصَّلاة بعدم قراءتها،  كما أنَّها أجملت ما ذُكر في غيرها من السُّور، وأمَّا المعاني الواردة في سورة الفاتحة  فكما يأتي:  الحمدُ والثَّناء والتَّمجيدُ لله -تعالى-، وأقسام التوحيد الثلاثة؛ وهي توحيد الرُّبوبيَّة، والألوهيَّة، والأسماء والصِّفات. التَّرغيب والتَّرهيب، وإثبات الجزاء والبعث، والعمل وجزاء صاحبه. إرشاد النَّاس إلى كيفيَّة الاستعانة بالله -تعالى-، وحمده، والثَّناء عليه، وإخلاص العبادة له، وذكرها لأقسام النَّاس الثلاثة، وهُم: المُنعَم عليهم؛ وهُم المُهتدون والموفّقون للعمل الصَّالح، والمغضوب عليهم: وهُم الذين عرفوا الحقَّ ولم يعملوا بهِ، والضَّالين: وهُم الجاهلين بالحقِّ والعاملين بالباطل. إثبات الرُّسل والوحي والرِّسالات.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سورة الفاتحة ت سورة الفاتحة ل سورة الفاتحة سورة الفاتحة أ ة سورة الفاتحة القرآن الکریم علیه الصلاة بهذا الاسم رسول الله قال تعالى الله علیه الفاتحة ب رسول الل علیه الص م علیهم الص لاة ال ح م د ى الله ن الله فی الص

إقرأ أيضاً:

ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق

يسأل العديد من الناس عن كيفية الاستعانة بالله تعالى لقضاء الديون والوفاء بالالتزامات المالية، هل هناك ذكر نبوي يمكن أن يساعد في هذا الشأن؟

 

قال  الدكتور مختار مرزوق ستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أنه لقضاء الديون والاستعانة بتوفيق الله تعالى، يجب عليك أن تقوم بأمرين مهمين:

أن تكون صادقاً في أداء حقوق العباد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله تعالى عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله". هذا الحديث يوضح أهمية النية الصادقة في سداد الديون، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر الأمور لمن يريد أن يؤدي ما عليه من حقوق.

الاستعانة بالدعاء النبوي: 

عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه قال: "جاءني مكاتب فقال: إني عجزت عن كتابي فأعني". فقال علي رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات علمنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كان عليك مثل جبل صير دينا لأداه الله عنك".

 ثم علمه دعاءً عظيماً:


"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عن من سواك".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه في "صحيح الترغيب" رقم 1820.

"المكاتب" هو العبد الذي كان قد اتفق مع سيده على دفع مال معين مقابل عتقه.عندما أخبر العبد سيدنا علي رضي الله عنه بحاجته، علمه هذا الدعاء ليعينه الله سبحانه وتعالى على سداد دينه، حيث كان سيدنا علي يعلم أن الدعاء هو الطريق الأمثل للتيسير."جبل صير" هو جبل كان يُذكر في تلك الفترة كمثال على الديون الكبيرة التي يصعب سدادها.

 

ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على تلاوة هذا الدعاء، سواء كان مديناً أو غير مدين، لأنه دعاء يحصن الشخص بالله تعالى ويشعره بالراحة في جميع الأحوال. كما أنه يمثل تضرعاً لله عز وجل ليفرج الهموم وييسر الأمور.

الدعاء الوارد في الحديث النبوي الشريف هو ذكر عظيم ينبغي أن يستعين به كل من يعاني من الديون أو أي نوع من الضائقات المالية، مع الإيمان الصادق بالله والإلتزام بالوفاء بالحقوق.

مقالات مشابهة

  • أذكار النوم من القرآن وفضلها.. أسباب تجعلك لا تفوتها ليلة
  • روشتة إيمانية: 4 آيات قرآنية لزيادة الرزق والحماية من الخوف والغم
  • مراتب الحزن في القرآن الكريم
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • 10 حقائق وأسرار حول سورة ق.. هل تضعف القرين والجن؟
  • دعاء الحسد والعين.. حصن نفسك وأبناءك من القريب والغريب بـ4 سور
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • الإفتاء توضح معنى "المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة" في سورة المائدة