صحيفة: مصر ترفض مقترحا لـإدارة مؤقتة لقطاع غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مسؤولين مصريين كبار، الأربعاء، أن "الولايات المتحدة اقترحت على مصر إدارة الأمن في قطاع غزة بصفة مؤقتة"، إلا أن القاهرة "رفضت".
وبحسب الصحيفة، فإن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، ويليام بيرنز، ناقش المقترح مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، عباس كامل.
ويأتي المقترح، وفقا للصحيفة الأميركية، "حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية الكاملة بعد هزيمة حماس" في الحرب الدائرة حاليا بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب.
في المقابل، رفض السيسي الاقتراح، قائلا إن "مصر لن تلعب دورا في القضاء على حماس؛ لأنها تحتاج إلى الجماعة المسلحة للمساعدة في الحفاظ على الأمن على الحدود"، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال".
غزة بعد الحرب.. تحليل يطرح فكرة "إدارة قطرية إماراتية سعودية مصرية" تشتد الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، برا وجوا وبحر، وبالتزامن ترتفع أصوات تتحدث عن سيناريوهات غزة بعد انهيار حكم حماس، إلى أين؟وكان موقع "أكسيوس" الأميركي، قد ذكر في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية سيزور إسرائيل ودولا أخرى في المنطقة، من بينهما مصر وقطر، لمناقشة الحرب في غزة.
ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على رحلة بيرنز للمنطقة.
وفي الوقت الحالي، ترفض السلطة الفلسطينية الانخراط في أي نقاش رسمي حول كيفية إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وتصر بدلا من ذلك على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار.
وخلال اجتماع عقد، الإثنين في رام الله، رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مناقشة إدارة غزة بعد الحرب مع وزير من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وفقا لمحمود الهباش، وهو مستشار عباس المقرب الذي كان حاضرا الاجتماع.
ولم ترد وزارة الخارجية الاميركية على الفور على طلب صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتعليق على تصريحات الهباش.
مكررا دعوته لوقف إطلاق النار، قال عباس لبلينكن: "اليوم أكثر أهمية من اليوم التالي"، محملا واشنطن مسؤولية استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف: "أنتم الولايات المتحدة، الجانب الوحيد الذي يمكنه أن يأمر الإسرائيليين بوقف العدوان".
ومع ذلك، شدد الهباش على أن الحكومة الفلسطينية التي يعمل بها، "تتوقع أن تشارك في إدارة قطاع غزة مستقبلا". وتابع: "السلطة الفلسطينية هي الجانب الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية".
وتابع: "لم نترك غزة"، مضيفا أن السلطة التي تتخذ من رام الله مقرا لها، واصلت إدارة بعض وزاراتها في غزة.
"لا لإعادة الاحتلال"وكانت وكالة رويترز قد ذكرت الإثنين، أن السلطة الفلسطينية "لا تزال تدفع رواتب العاملين في مجال الرعاية الصحية بقطاع غزة، رغم إدارة حماس للمؤسسات العامة، بما في ذلك قطاع الصحة".
وتدير حركة حماس قطاع غزة منذ عام 2007، إثر قتال مع حركة فتح، وذلك بعد عام من فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.
والأربعاء، رأت الحكومة الإسرائيلية أن من "السابق جدا لأوانه" التحدث عن "سيناريوهات" حول مستقبل قطاع غزة الذي يجب أن "ينزع السلاح فيه"، لكنها أشارت إلى أنها "تتشاور مع دول أخرى بشأن هذا الوضع".
وقال الناطق باسم الحكومة، إيلون ليفي: "من السابق جدا لأوانه التحدث عن سيناريوهات مرحلة ما بعد حماس". وأضاف: "أتمنى أن تكون مرحلة ما بعد حماس الأسبوع المقبل، لكن الأمر قد يستغرق على الأرجح مدة أطول".
ودعت الولايات المتحدة، الأربعاء، إلى فرض قيود على سيطرة إسرائيل على غزة بعد حربها مع حماس، مرسلة رسالة عامة إلى المسؤولين الإسرائيليين حول التوقعات بدور فلسطيني موسع هناك.
ودعا كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن يكون الشعب الفلسطيني في قلب الحكم في غزة – موحدا مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية.
لماذا ترفض واشنطن إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة؟ أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايمين نتانياهو، التي أشار فيها إلى أن بلاده ستسعى لتولي المسؤولية الأمنية في غزة "لفترة غير محددة" بعد الحرب، المخاوف بشأن نوايا إسرائيل المستقبلية في القطاع وسط دعوات أطلقها مسؤولون أميركيون تتعلق بأهمية عدم المضي قدما بهذا المقترح.ووصف بلينكن رؤية لإعادة بناء غزة، وطريقا نحو عيش الإسرائيليين والفلسطينيين جنبا إلى جنب "في مساحة خاصة بهم، مع توفير تدابير متساوية من الأمن والحرية والفرص والكرامة".
وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع، إن "الولايات المتحدة تعترض على التهجير القسري للفلسطينيين من غزة".
وتابع بلينكن في حديثه من طوكيو: "لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع، ولا محاولة لحصار غزة أو محاصرتها. ولا لتقليص في أراضي غزة".
وفي وقت لاحق، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي: "نعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا مسؤولين عن مستقبلهم ويجب أن يكونوا الصوت الحاسم والعامل في مستقبلهم".
ويُظهر الخطاب الجديد للمسؤولين الأميركيين كيف تختلف إدارة الرئيس، جو بايدن، مع بعض المسؤولين الإسرائيليين حول مستقبل غزة، حتى مع استمرار واشنطن في دعم العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية هناك، طبقا للصحيفة الأميركية ذاتها.
وتأتي خطة بلينكن بعد شهر من المناقشات الهادئة التي أجراها مع إسرائيل، وشركاء إقليميين، بالإضافة إلى دبلوماسيين عالميين بارزين.
وقالت محللة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بمركز أبحاث المجلس الأطلسي، تقى النصيرات، إن "هذا هو أوضح بيان سمعناه حول تصور الولايات المتحدة لغزة ما بعد الحرب".
وأضافت في حديثها لصحيفة "وول ستريت جورنال": "لكن ليس من الواضح ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تفكر بطريقة مماثلة، ما من شأنه أن يحدد المرحلة التالية من المفاوضات الأميركية الإسرائيلية العربية".
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، أدى إلى سقوط أكثر من 1400 قتيل غالبيتهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وخطف نحو 241 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وبلغت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ ذلك الحين، أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب أحدث حصيلة لسلطات القطاع الصحية.
وكانت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية، قد أعربت، الثلاثاء، عن معارضتها لاحتمال إعادة احتلال قطاع غزة، بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده "ستتولى مسؤولية الأمن بشكل كامل" في غزة "لفترة غير محددة".
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون ألترمان: إن "بلينكن يكافح بشكل متزايد من أجل سد الفجوة المتزايدة بين إسرائيل وجيرانها والمجتمع الدولي".
وتابع: "يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورا، لكن يجب أن يكون هناك شيء مباشر بين الإسرائيليين والعرب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة وول ستریت جورنال بعد الحرب قطاع غزة غزة بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: هجوم حماس نسخة من هجوم فيتكونغ فيتنام ورعب من تشابه النتائج
شهدت عدد من التحليلات العسكرية العبرية، بصورة وُصفت بـ"الّافتة"، استحضارا مكثفاً للنموذج الفيتنامي الذي شهد هزيمة نكراء للجيش الأمريكي، في محاولة لمحاكاة ما يواجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
وفي مقال لصحيفة "معاريف" العبرية، ترجمته "عربي21" فإنّ: "الاستحضار المكثف يأتي كمحاولة إسرائيلية لدفع صنّاع القرار لدى الاحتلال باستخلاص الدرس المرير الذي تعلمته الولايات المتحدة في فيتنام، كي يثير قلق الرأي العام الإسرائيلي لأنه قد يحوّل الإنجاز العسكري لفشل سياسي، كما هو الحال اليوم".
وبحسب الخبير العسكري في صحيفة "معاريف"، حنان شتاينهارت، فإنّ: "ما قام به جيش الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة، يحاكي ما قام به الجيش الأمريكي في فيتنام في الثلاثين من يناير 1968؛ حين غزا وهاجم عشرات القرى والمدن والقواعد العسكرية".
وأوضح: "جاء هجومًا واسع النطاق، وبمثابة مفاجأة كاملة، وحينها لم يعتبر الخصم الفيتنامي ضعيفاً ومردوعاً فحسب، كما نظرت إسرائيل لحماس، بل يفتقر للقدرة على المواجهة العسكرية، رغم أن الفيتناميين سابقاً، وحماس اليوم، شنوا هجوما بوابل هائل من الصواريخ وقذائف الهاون، وبعد مفاجأتهم باتساع الهجوم الإسرائيلي، لكنهم تعافوا بسرعة، وبدأوا بصدّ الغزاة".
وأضاف المقال نفسه، أنّ: "الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أربعة عشر شهرا، ما زالت مستمرة ومحتدمة، وتكبّد الجيش الإسرائيلي فيها خسائر فادحة، قتلى وجرحى، مع العلم أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر يشبه الهجوم المفاجئ لجنود فيتنام الشمالية والفيتكونغ".
"الهجومين، حماس والفيتكونغ، جاءا بعد سنوات عديدة من التخطيط والتدريب، وتأهيل الموارد المادية والبشرية، ما أدى للفشل الإسرائيلي والأمريكي، إلى صدمة وانقسام كبير بين قيادتيهما، واليوم لا يوجد خلاف على أن ذلك الهجوم كان بداية النهاية للتورط الأمريكي في فيتنام، ووضع حدًا لثقة الشعب الأمريكي بحكومته الفاشلة، ووعودها المتكررة بأن النصر المطلق أصبح قاب قوسين أو أدنى" وفق المقال ذاته.
وأشار إلى أنّ: "الهجوم الفيتنامي في حينه، حطّم الاعتقاد الأمريكي بالقدرة على هزيمة تصميم الفيتناميين على طرد الغزاة الأجانب بالقوة، ورغم أن الأمر استغرق سبع سنوات أخرى، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف أمريكي دون جدوى، لكن النتيجة هي ظهور الصورة الرمزية للهزيمة الأمريكية في سايغون، حتى تحوّل النصر العسكري إلى الهزيمة السياسية، وهو ما يبدو أنه يتكرر مع إسرائيل في حربها على غزة".
وتابع: "ما أسفر عنه هجوم حماس في أكتوبر، واليوم بعد 440 يوما، يُظهر الاحتلال أنه حقق إنجازات عسكرية في مختلف الجبهات المعادية، في محاولة منه لنسيان ذلك الفشل، لكن من الأفضل ألا تنتقل هذه النشوة للجمهور الإسرائيلي العام".
واسترسل: "لأن الصحوة منها، كالتي تلت حرب 1967، قد تكون أكثر إيلاما مما كان متوقعا، وإلا فسيكون مصير الدولة مشابهاً لمصير الولايات المتحدة عقب هجوم الفيتكونغ الفيتناميين، الذي تسبب بتدمير جيشها، وفقدان ثقة الرأي العام الأمريكي به، وصولا لخسارتها التامةللحرب بأكملها".
وختم المقال بالقول: "بدون تحرك فعلي وفوري وصادق وحقيقي وشامل ومبادرة سياسية تعقب انتهاء حرب غزة، فإن حرب "السيوف الحديدية" قد تتحول لهجوم مضاد على إسرائيل، نجاح تكتيكي يرافقه فشل استراتيجي مدوي، ويسفر عن خسارتها للأبد للرأي العام العالمي، رغم كل ما ينطوي عليه في الأعوام المقبلة: اقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، وداخلياً".