الرؤية- مريم البادية

وقعت وزارة الطاقة والمعادن مذكرة تعاون في مجال التقاط الكربون، واستخدامه، وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان مع كل من شركة تنمية نفط عمان، عمان شل، أوكيو لشبكات الغاز، وأوكسيدنتال من أجل تكوين بيت خبرة يسهم في تطوير الاطار التنظيمي والاستراتيجي في هذا المجال.

وأقيم حفل التوقيع تحت رعاية  سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، والذي يعد ضمن المبادرات التي تقودها الحكومة لتوظيف تقنيات التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق في تحقيق مستهدفات استراتيجية سلطنة عمان للتحول في الطاقة والإعلان عن التزام سلطنة عمان بتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.

وتعد تكنولوجيا التقاط الكربون، واستخدامه، وتخزينه من الحلول الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية والوصول للحياد الصفري الكربوني خصوصا في قطاعات إنتاج النفط والغاز، والصناعات ومحطات توليد الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري. وتوضح الاستراتيجية الوطنية للسلطنة للانتقال المنظم إلى الحياد الصفري، إحدى مخرجات مختبر إدارة الكربون في أكتوبر عام 2022، أن التقاط الكربون، واستخدامه، وتخزينه سيساهم بما يقارب 15% من خفض إجمالي الانبعاثات المحلية في سبيل الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2050 في سلطنة عمان.

وكانت وزارة الطاقة والمعادن نظمت مسبقًا ورشة عمل بمشاركة عدد من الشركات ذات العلاقة في مايو من العام الجاري بهدف مناقشة آخر تطورات التقاط الكربون، واستخدامه، وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان والفرص والتحديات التقنية والتشريعية والاقتصادية المرتبطة بهذا المجال، ويمثل هذا التوقيع استكمالا للجهود المبذولة لإيجاد حلول عملية للحد من الانبعاثات الكربونية وتمكين المبادرات الرائدة والمشاريع المستقبلية المرتبطة بمجال التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق، من خلال تكوين بيت خبرة متخصص من أجل عمل تقييم تكنو-اقتصادي شامل في سلطنة عمان والمساهمة في تطوير الإطار التنظيمي والاستراتيجيات اللازمة للنهوض بهذا القطاع؛ حيث سيجمع بيت الخبرة فريقًا أساسيًا يعمل مع وزارة الطاقة والمعادن، إضافة إلى عدد من الشركاء أصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطاقة والتقاط الكربون، واستخدامه، وتخزينه وتطوير الهيدروجين الأزرق، كما سيتم تكوين مسارات عمل لتطوير جوانب تقنية وتنظيمية محددة من مراحل سلسلة القيمة المرتبطة بهذا المجال بمشاركة عدد من الجهات من القطاع العام والخاص، والأكاديمي، والمؤسسات الاستثمارية والبحثية ذات الخبرة.

وقال سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن إن "من المهم اتخاذ خطوات متسارعة في توظيف مقومات الاقتصاد النظيف، وذلك من خلال الحلول العملية للوصول إلى النتائج المستهدفة في الوقت المحدد، بالتنسيق والتعاون مع الشركاء في القطاع، وباستخدام أفضل الممارسات والحلول التقنية المتقدمة في مجال إدارة الكربون بطريقة منهجية مستدامة".

من جانبه، قال الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن إن الدراسة ستساهم التي سيقوم بها بيت الخبرة في مجال التقاط الكربون وإنتاج الهيدروجين الأزرق في استكمال الجهود المبذولة من القطاع العام والخاص للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال عمل تقييم "تكنو- اقتصادي" وتشريعي شامل يهدف إلى وضع الإطار التشريعي المستقبلي وإعداد الضوابط المناسبة لتمكين الاستثمار في هذا المجال بطريقة متماشية مع خطة عمان للوصول للحياد الصفري.

ومن جانب آخر، وقعت شركة أوكسيدنتال عُمان وشركة أوكيو لشبكات الغاز مذكرة تفاهم بهدف إجراء دراسة مشتركة حول المشاريع المحتملة لحجز الكربون واستخدامه وتخزينه في السلطنة، وذلك بالتنسيق مع مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط التي تنفّذها أوكسي عمان في منشآتها الإنتاجية بالسلطنة.

ووفقًا لهذه المذكرة، اتفق كل من أوكسي عمان وأوكيو لشبكات الغاز بتبادل المعلومات والخبرات الفنية ذات الصلة بوضع الاستراتيجيات التي تضمن تعميم مشاريع حجز الكربون واستخدامه وعزله في السلطنة بما يتماشى مع التوجه الاستراتيجي الوطني، بما في ذلك حجز الكربون ونقله إلى المنشآت الإنتاجية لأوكسي عمان لأغراض الاستخلاص المعزز للنفط، إلى جانب تقديم الدعم اللازم من أجل وضع السياسات والإجراءات لدى الجهات الحكومية المعنية.

ويعكس هذا التعاون الاستراتيجي التزام الشركتين الراسخ بالابتكار ودعم المشاريع المستقبلية لحجز الكربون واستخدامه وتخزينه والاستخلاص المعزز للنفط في السلطنة، وكذلك حرصهما على تمكين استراتيجية الانبعاثات الصفرية بعيدة المدى للسلطنة والأهداف المناخية العالمية، وقّع المذكرة الفاضل منصور العبدلي الرئيس التنفيذي لأوكيو لشبكات الغاز، والفاضل ستيفن لاوفر الرئيس والمدير العام لأوكسي عمان. 

وتعليقًا على ذلك، قال ستيفين لاوفر الرئيس والمدير العام لشركة أوكسي عمان: "إن هذا التعاون الاستراتيجي مع أوكيو لشبكات الغاز سيمكّن شركتينا من خلق فرص لتطوير مشاريع حجز الكربون واستخدامه وتخزينه في السلطنة، فنحن في أوكسي لدينا خبرة عالمية تصل إلى خمسين عامًا في إدارة الكربون والاستخلاص المعززّ للنفط، إلى جانب شراكتنا ونجاحنا التشغيلي الذي يمتد لعقود في تطوير حلول إدارة الكربون بالسلطنة بما يتماشى مع الأهداف بعيدة المدى للحكومة. نحن نؤمن بأن حجز الكربون واستخدامه وتخزينه سيتيح المزيد من الفرص لتطوير قطاع الهيدروكربونات وتقليل الانبعاثات الكربونية". وأضاف: "يسرنا أيضًا أن نكون جزءًا من سياسة حجز الكربون واستخدامه وتخزينه وسياسة الهيدروجين الأزرق والإطار التنظيمي المرجعي، حيث يمكننا دراسة تقنيات استخلاص ثاني أكسيد الكربون مثل تقنية التقاط الهواء المباشر (DAC) جنبًا إلى جنب مع مبادرات الجهات المعنية الأخرى".

ومن جانبه، قال منصور العبدلي الرئيس التنفيذي لأوكيو لشبكات الغاز: "نتطلّع إلى التعاون مع أوكسي عمان من أجل تطوير مشاريع حجز الكربون واستخدامه وتخزينه والاستخلاص المعزز للنفط، آملين أن نكون الركيزة الأساسية لمبادرات نزع الكربون بالسلطنة، ويأتي هذا الاتفاق، إلى جانب مشاركتنا بصفتنا عضو أساسي في مجموعة حجز الكربون واستخدامه وتخزينه وسياسة الهيدروجين الأزرق والإطار التنظيمي التابع لوزارة الطاقة والمعادن انعكاسًا لالتزامنا، باعتبارنا المالك والمشغل الحصري للبنية الأساسية الوطنية لنقل الغاز في السلطنة، في دعم تطوير البنية التحتية لمشاريع حجز الكربون واستخدامه وتخزينه ومشاريع الهيدروجين وتعميمها بما يتماشى مع تطلعات السلطنة وأهدافها فيما يتعلق بالتحول إلى الطاقة النظيفة، وفي سبيل ذلك سوف نستغل ما لدينا من خبرات في نقل الغاز الطبيعي حتى نكون بمثابة حلقة الوصل بين الجهات المنتجة لثاني أكسيد الكربون والجهات العديدة المستقبلة له من أجل تحقيق الأجندة الوطنية بأقل تكلفة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: وزارة الطاقة والمعادن الانبعاثات الکربونیة إدارة الکربون فی سلطنة عمان لشبکات الغاز فی السلطنة أوکسی عمان هذا المجال فی مجال من أجل

إقرأ أيضاً:

وضع حجر الأساس لمشروع مرسى لتزويد السّفن بوقود الغاز

احتفل مشروع (مرسى) لتزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال بولاية صحار بوضع حجر الأساس لأكبر مشروع استثماري مشترك بين أوكيو للاستكشاف والإنتاج وشركة توتال إنرجيز، تحت رعاية معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وبحضور عدد من المسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال.

أكد العوفي وزير الطاقة والمعادن أن الوزارة ملتزمه بدعم مشاريع الشق السفلي لقطاع الطاقة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين قطاعات الصناعة والتجارة والموانئ والخدمات اللوجستية، ويأتي مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال كثمرة للتعاون الاستراتيجي بين شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج وشركة توتال إنرجيز لتطوير بنية تحتية متقدمة لإمداد السفن بالغاز الطبيعي المسال كوقود نظيف بديل.

وأضاف معاليه أن المشروع يمثل نقلة نوعية في دعم التحول نحو الطاقة منخفضة الانبعاثات، ويسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي موثوق لتزويد السفن بالوقود النظيف بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في مجالات الاستدامة والابتكار الصناعي كما يعكس المشروع التزامنا بتقديم حلول مسؤولة في قطاع الشحن البحري العالمي والمساهمة الفاعلة في خفض البصمة الكربونية لهذا القطاع الحيوي.

وثمن معاليه هذه الشراكة النوعية، مؤكدًا أن استثمارات الشق السفلي للطاقة تشكل رافدًا مهمًا للنمو الاقتصادي وتفتح آفاقًا واسعة لتوليد فرص عمل نوعية ومستدامة ونقل المعرفة وتطوير الكفاءات الوطنية بما يعزز جاهزية سلطنة عمان لتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المستدامة.

ويقع هذا المشروع في ميناء صحار، وبلغت تكلفته أكثر من 615 مليون ريال عُماني ويعد أكبر مشروع استثماري مشترك بين أوكيو للاستكشاف والإنتاج وشركة توتال انرجيز حيث يبلغ إسهام توتال إنيرجيز 80% من تكلفة المشروع، ويبلغ إسهام أوكيو للاستكشاف والإنتاج 20% من الاستثمار المشترك.

وأكد باتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز أن هذا المشروع رائد القدرة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال بمستويات منخفضة للغاية من الكربون بما يعزز دوره كوقود للمرحلة الانتقالية على المدى الطويل من خلال التصاميم الفنية، مؤكدًا أنهم يهدفون إلى وضع معايير جديدة لمنشآت الغاز الطبيعي المسال منخفضة الانبعاثات حول العالم، كما أنهم يقدمون حلًا فعالًا لدعم تحول قطاع الشحن نحو الطاقة النظيفة عبر توفير وقود بحري منخفض الانبعاثات في موقع استراتيجي عند مدخل الخليج.

وأوضح المهندس أحمد بن سعيد الأزكوي الرئيس التنفيذي لشركة أوكيو للاستكشاف أن مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال يمثل خطوة أساسية في هذا المجال حيث يعتمد المشروع على أحدث التقنيات، مؤكداً انهم يعملون من خلال شراكتهم الإستراتيجية مع توتال إنرجيز على ضمان توفير طاقة أنظف وأكثر كفاءة وسيلعب المشروع كونه أول مركز لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا في تقليل الانبعاثات في قطاع الشحن إضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان كمُساهم رئيسي في قطاع الطاقة العالمي وكجزء من رحلة التحول التي تضع معايير جديدة لحلول الطاقة منخفضة الكربون.

ويتكون المشروع من شقين علوي وسفلي، حيث يتمثل الشق العلوي في إنتاج 150 مليون قدم مكعب يوميًّا من الغاز من منطقة الامتياز رقم 10 ثم نقل هذا الغاز عبر أوكيو لشبكات الغاز إلى ميناء صحار.

أما الشق السفلي فيتمثل في بناء مصنع للغاز الطبيعي المسال بسعة مليون طن سنويًّا ويتكون من محطة لتوليد الطاقة المتجدّدة من خلال بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاوات لتوفير احتياجات الطاقة السنوية لمصنع الغاز الطبيعي المُسال.

ويمثل مشروع (مرسى) قيمة مضافة لمحافظة شمال الباطنة ويعكس المكانة الاستراتيجية التي يتمتع بها ميناء صحار باعتباره محورًا رئيسًا في منظومة الطاقة واللوجستيات في سلطنة عُمان، ومن المتوقع أن يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات وتوفير فرص عمل نوعية لأبناء المجتمع المحلي لما سيحدثه من أثر الإيجابي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة وسلطنة عُمان بشكل عام.

وسيُحقق مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) إنجازين لأول مرة على مستوى المنطقة، حيث تتمتع منشأة مرسى للغاز الطبيعي المسال بتصميم كهربائي بالكامل وترتبط بمحطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 300 ميغاواط والتي ستوفر استهلاك المنشأة من الطاقة السنوية وبذلك سيصبح مشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال واحدا من أقل مصانع الغاز الطبيعي المسال عالميًا من حيث كثافة انبعاثات الكربون محققًا أقل من 3 كغم من ثاني أكسيد الكربون المكافئ لكل برميل نفط مكافئ وهو ما يشكل خفضا بنسبة 90% عن متوسط كثافة الكربون في مصانع الغاز الطبيعي المسال عالميًا والبالغ قدره 35 كغم لكل برميل نفط مكافئ.

وسيعمل مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) على تأسيس مركز تزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال الأول من نوعه في الشرق الأوسط ليعرض بذلك وقودًا بحريًّا بديلًا متاحًا وبأسعار تنافسية للإسهام في خفض البصمة الكربونية لقطاع الشحن البحري ويسهم الغاز الطبيعي المُسال مقارنة بالوقود البحري التقليدي.

ويعزّز تنفيذ مشروع مرسى كاستثمار استراتيجي مكانة سلطنة عُمان باعتبارها مركزًا إقليميًّا لتزويد السفن بالوقود النظيف ويعكس شراكة نوعية بين أوكيو للاستكشاف والإنتاج وتوتال إنيرجيز التي تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في تطوير مشروعات الطاقة النظيفة، وسيسهم المشروع في دعم سياسات التنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة القيمة المحلية المضافة تماشيًا مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

مقالات مشابهة

  • وضع حجر الأساس لمشروع مرسى لتزويد السّفن بوقود الغاز
  • انطلاقُ الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشروعات الهيدروجين الأخضر في الدقم
  • اتفاقية تعاون لتطوير وتشغيل محطة النقل العام التكاملية للحافلات في لوى
  • واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران
  • مذكرة تعاون لتنفيذ برنامج التميز في الطاقة بالمناطق الاقتصادية والحرة
  • «الاتحاد للطيران» توقع مذكرة تعاون مع «سياحة تايلاند»
  • تعاون بين جهاز المشروعات والتنمية المحلية لتطوير التكتلات الإنتاجية بالمحافظات
  • توقيع مذكرة تعاون لبرنامج التميز في كفاءة الطاقة في المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية
  • تعاون سوداني تركي في مجال التعليم العالي
  • اتفاقية تعاون بين "المدينة الطبية" و"جوان" الصينية لتطوير الخدمات الصحية وتبادل الخبرات