احتضار الولايات المتحدة يكلف ملايين الأرواح: خطأ المهيمن الأخير
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
كتب أوليغ كاربوفيتش وميخائيل ترويانسكي، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول الثمن الذي تدفعه البشرية من انهيار العالم الأمريكي أحادي القطب.
وجاء في المقال: الوضع في منطقة الصراع في الشرق الأوسط بدأ يكتسب سمات أكثر دراماتيكية. لقد أعطى الغرب الجماعي، في الجوهر، الصقور في القيادة الإسرائيلية تفويضاً مطلقاً لحسم القضية الفلسطينية في قطاع غزة.
وقد ألقت أعمال العنف غير المتكافئ التي ترتكبها تل أبيب بظلالها منذ فترة طويلة على هجوم حماس الإرهابي في نظر الرأي العام العالمي. ومن الواضح أن الصراع له قاع ثانٍ. فالقيادة الإسرائيلية لا تقاتل ضد حماس فحسب، بل ومن أجل احتفاظ حكومة نتنياهو الحالية بالسلطة، وهي التي واجهت قبل بدء الأزمة مستوى هائلاً من الانتقادات بسبب أساليبها الاستبدادية في الحكم وانعدام الكفاءة.
ومع ذلك، يمكن إنهاء الأعمال العدائية بسرعة كبيرة بمساعدة الضغوط الدولية الهائلة. فواشنطن فقدت القدرة على تنظيم مجموعات دبلوماسية خفية، وأصبحت النخب الأمريكية رهينة لمختلف جماعات الضغط والجماعات المالية الصناعية، ولا سيما الجماعات المؤيدة لإسرائيل وصانعي الأسلحة.
الشيء نفسه، حدث مع أوكرانيا. فلقد أتيحت للولايات المتحدة كل الفرص لإقناع كييف بالمشاركة في عملية التفاوض. لكنهم، على العكس من ذلك، شجعوها على تعطيل تنفيذ اتفاقيات مينسك وعسكرة الميدان. وفي كلتا الحالتين ــ أوكرانيا والشرق الأوسط ــ ارتكبت واشنطن حسابات استراتيجية خاطئة، فخسرت نفوذها تماماً على بلدان "الجنوب العالمي"، وأظهرت بوضوح قصر النظر في تخطيط السياسة الخارجية. التاريخ، يعاقب على مثل هذه الأخطاء بلا رحمة. وينبغي أن تكون أطلال المدن الأوكرانية والفلسطينية المدمرة بمثابة تذكير محزن بثمن الأحادية القطبية والهيمنة. إننا نشهد اليوم الانهيار النهائي للعالم الأمريكي، الذي سيظل تاريخه درسًا مأساويًا لتنوير سياسيي ودبلوماسيي القوى العظمى في المستقبل. والأمر المحزن الوحيد هو آلاف الأبرياء يدفعون حياتهم ثمنًا لهذا الدرس.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
غضب إسرائيلي إزاء المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس
أدى القلق الإسرائيلي العميق بشأن المفاوضات السرية بين إدارة ترامب وحماس إلى تبادل حاد للاتهامات بين مسؤول إسرائيلي كبير والمبعوث الأمريكي الذي يقود المحادثات، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر لموقع أكسيوس.
وبحسب التقرير، حذر مسؤولون إسرائيليون كبار الولايات المتحدة من التعامل بشكل مباشر مع حماس، وخاصة دون شروط مسبقة. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحذيرات إسرائيل في أوائل فبراير، فقد مضت الولايات المتحدة قدماً في الأمر.
وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنب علنا توجيه انتقادات مباشرة للرئيس دونالد ترامب منذ ظهور التقارير عن المحادثات، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت التوترات عالية.
أعرب أقرب المقربون من نتنياهو، الوزير رون ديرمر، عن إحباط إسرائيل بشكل مباشر في مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن آدم بوهلر.
جاءت المكالمة المثيرة للجدل بين ديرمر وبوهلر بعد ساعات فقط من لقاء المبعوث الأمريكي في الدوحة مع خليل الحية، المسؤول السياسي كبير في حماس ورئيس فريق التفاوض التابع لها.
وكانت المحادثات، التي بدأت قبل أسبوع مع مسؤولين أدنى رتبة في حماس، جزءًا من جهود بوهلر لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر، 21 عامًا، بالإضافة إلى رفات أربعة رهائن أمريكيين آخرين.
وبحسب المصادر، رأت إدارة ترامب فرصة لتوسيع المحادثات إلى ما هو أبعد من قضية الرهائن.
وأشارت الولايات المتحدة إلى حماس بأن الاتفاق قد يؤدي إلى مناقشات أوسع نطاقا، ربما تشمل وقف إطلاق النار على المدى الطويل، وممرا آمنا لقادة حماس للخروج من غزة، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وإنهاء الحرب.
ورغم الإلحاح، فشلت المناقشات في تحقيق الاختراق الذي كان يأمله ترامب وفريقه قبل خطابه أمام الكونجرس.
وذكر التقرير أن المحادثات تناولت أيضا مسائل حساسة لم توافق عليها إسرائيل، وعلى وجه التحديد عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عودة ألكسندر.
ووصفت مصادر المكالمة التي أجراها ديرمر مع بوهلر بأنها "صعبة"، حيث اعترض الوزير الإسرائيلي على أي مقترحات أمريكية قدمت دون موافقة إسرائيل المسبقة. وردًا على ذلك، طمأن بوهلر ديرمر بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق وأنه على دراية كاملة بالخطوط الحمراء الإسرائيلية. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن معارضة ديرمر القوية دفعت البيت الأبيض إلى إعادة النظر في نهجه.
وبعد مناقشات داخلية يوم الأربعاء، قرر ترامب ومستشاروه الضغط على حماس، حيث أصدر ترامب إنذاره الأخير لحماس ، وكتب على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي أن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن "أو ينتهى الأمر بالنسبة لك".
وفي تعليقه على المحادثات المباشرة التي أجرتها إدارته مع حماس ، الخميس، قال ترامب : "نجري مناقشات مع حماس. ونحن نساعد إسرائيل في تلك المناقشات، لأننا نتحدث عن رهائن إسرائيليين".
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقر مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالمحادثات التي أجراها بوهلر مع حماس.