إسرائيل تستخف بالقرارات الدولية ولا يبقى أمام مسؤولي الأمم المتحدة إلا السخط
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
كتب فلاديمير كوجيمياكين في "أرغومينتي إي فاكتي"، عن شعور كبار موظفي الأمم المتحدة بالعجز أمام حماية واشنطن لتل أبيب.
وجاء في المقال: قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة لقوا حتفهم، منذ تصاعد الصراع بين فلسطين وإسرائيل، مقارنة بأي فترة مماثلة في تاريخ المنظمة.
لقد قال الأمين العام للأمم المتحدة قوله. فماذا بعد؟ علق الباحث البارز في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية سيرغي فيدوروف على الوضع، لـ"أرغومينتي إي فاكتي"، بالقول:
"الأمين العام للأمم المتحدة شخصية ضعيفة للغاية. ويتعين عليه المناورة بين مصالح اللاعبين الرئيسيين، وفي مقدمتهم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي. وله مواقفه الضعيفة المرتهن فيها للولايات المتحدة.
في الوضع الحالي، يمكن للمرء أن يتعاطف مع الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يتعين عليه البقاء على مسافة (من الأطراف)، والبحث عن حلول وسط. في بعض الأحيان نرى أن منصب موظفي الأمم المتحدة مسيس للغاية. وهو ما لا يزيد بالطبع من سلطة هذه المنظمة. يمكن للجميع أن يروا أنها غالبًا ما تكون مجرد منصة للمناقشة دون اتخاذ أي قرارات.
هل تتجاهل إسرائيل الأمم المتحدة في صراعها مع حماس والعالم العربي؟
هي تتجاهل رأي الأمم المتحدة، معتقدة بأن من حقها أن تفعل ما تريد، والأمم المتحدة، كما يقولون، سوف تنتظر. ومن الواضح أن إسرائيل، لولا الحماية الصامتة التي توفرها الولايات المتحدة لها، لكان موقفها أكثر مرونة واعتدالا. وهنا يشعر الإسرائيليون بأن الهيمنة (الأمريكية)، على الرغم من ضعفها، هي لهم، ولذلك يسمحون لأنفسهم بفعل ما يفعلون.
هل يمكن أن تكون الأمم المتحدة على وشك الدخول في صراع مع إسرائيل؟
الأمم المتحدة ليست طرفا، بوصفها منظمة دولية و"حكومة عالمية". شيء آخر هو أن أعضاء الأمم المتحدة قد يكونون في صراع مع إسرائيل. والأمم المتحدة نفسها مدعوة إلى منع الصراعات العالمية. هذا ما تحاول القيام به. ولكن لسوء الحظ، الأمر لا يعتمد على موظفي الأمم المتحدة إنما على اللاعبين الرئيسيين.
كل ما يتبقى لموظفي الأمم المتحدة هو أن يعبروا عن استيائهم من تصرفات إسرائيل ويخلقوا رأيا عاما.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأمین العام للأمم المتحدة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
بيدرسون يطالب بجهود أكبر لرفع العقوبات عن سوريا وينتقد إسرائيل
رحب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون برفع العقوبات الأميركية مؤقتا عن دمشق مطالبا بمعالجة كاملة للملف، في الوقت الذي أبدى فيه قلقه إزاء "النشاط العسكري" الإسرائيلي في سوريا.
وقال المبعوث الأممي، أمام مجلس الأمن أمس الأربعاء، "أرحب بإصدار حكومة الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة ترخيصا عاما مؤقتا جديدا. لكن عملا أكبر بكثير في المعالجة الكاملة للعقوبات والتصنيفات (في القوائم) سيكون ضروريا حتما".
وبعد 13 عاما من الصراع المسلح، أُطيح بالرئيس السوري بشار الأسد في هجوم خاطف شنته قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام قبل شهر.
وأصدرت الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، إعفاء من العقوبات عُرف باسم الترخيص العام، للمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة 6 أشهر، في مسعى لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والسماح ببعض المعاملات في مجال الطاقة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى قد فرضت عقوبات شديدة على سوريا بعد حملة الأسد على احتجاجات شعبية تطالب بالحرية عام 2011 التي تحولت إلى صراع عسكري مع النظام.
لكن الواقع الجديد في سوريا أصبح أكثر تعقيدا بسبب العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام وبعض قادتها، لأن الجماعة كانت ذات يوم فرعا لتنظيم القاعدة.
إعلانوقالت دوروثي كاميل شيا، نائبة السفير الأميركي في الأمم المتحدة، لمجلس الأمن "الولايات المتحدة ترحب بالرسائل الإيجابية من هيئة تحرير الشام، لكنها في نهاية المطاف ستنظر إلى التقدم في الأفعال وليس الأقوال".
ورحبت وزارة الخارجية في دمشق، أمس، بالخطوة الأميركية، ودعت إلى الرفع الكامل للقيود لدعم تعافي سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في وقت سابق أمس إن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا والتي تعرقل توصيل المساعدات الإنسانية وتعوق تعافي البلاد قد تُرفع سريعا.
وانتقد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى على سوريا.
وأضاف "نتيجة لذلك، يتعرض الاقتصاد السوري لضغوط شديدة ولا يستطيع الصمود أمام التحديات التي تواجه البلاد". وكانت روسيا حليفة للأسد طوال الحرب.
وقال سفير سوريا في الأمم المتحدة قصي الضحاك، في كلمة بمجلس الأمن أمس، لقد "عانى السوريون لسنوات طويلة وآن الوقت كي يتنفسوا الصعداء ويعيشوا حياة كريمة في وطنهم أسوة بغيرهم من شعوب العالم".
وأضاف "تدعو سوريا الأمم المتحدة ودولها الأعضاء كافة للعمل على الرفع الفوري والكامل للتدابير القسرية الانفرادية وتوفير التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية".
الهجوم الإسرائيليمن جهة أخرى، قال بيدرسون إن الهجمات على سيادة سوريا وسلامة أراضيها يتعين وقفها منتقدا إسرائيل تحديدا.
ومع انهيار حكومة الأسد في نهاية العام الماضي، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات ضد البنية التحتية العسكرية السورية ومواقع تصنيع الأسلحة.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية، كما توغلت بمناطق أخرى خارج المنطقة العازلة.
إعلانوقال بيدرسون "أُعرب عن قلقي العميق إزاء استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك خارج المنطقة العازلة، في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974".
وأضاف بيدرسون إن التقارير التي تتحدث عن استخدام إسرائيل للذخيرة الحية ضد المدنيين، وتهجيرهم وتدمير البنية الأساسية المدنية، تثير القلق الشديد أيضا.
وأشار إلى أن مثل هذه الانتهاكات، إلى جانب الغارات الجوية الإسرائيلية في أجزاء أخرى من سوريا، وهو ما تحدثت عنه تقارير حتى الأسبوع الماضي في حلب، قد تعرض احتمالات الانتقال السياسي المنظم لمزيد من الخطر.