عام على الأزمات المتعددة: التوقعات المتشائمة تنذر بالمحظور؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
كتبت سابين عويس في"النهار": مع اندلاع حرب غزة، بدأت تتوضح اكثر حيثيات تلك التحذيرات التي ركزت في معظمها على ان لبنان قد يخسر اولويته اذا حصل تطور استدرج الاهتمام الدولي نحوه. هذا ما حصل فعلا منذ السابع من تشرين الاول الماضي. وقد حصل ما هو أسوأ، اذ لم يفقد لبنان الاهتمام الدولي، على تواضعه، ولم يفقد فرصة البرنامج مع صندوق النقد فحسب، وانما بات في الصف الامامي للحرب المحتملة مع اسرائيل.
هذه المرة ايضاً، لا يبدو ان التحذيرات الآتية من كل صوب والداعية السلطات اللبنانية الى اليقظة والتنبه لعدم الانزلاق نحو الحرب، ستلقى صدى. اذ رغم ان خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة التي كانت محطّ ترقبٍ محلي وعربي ودولي لم يخرج عن سقف قواعد الاشتباك، ما اعطى شيئاً من الاطمئنان في الداخل اللبناني الى وعي الحزب لحجم التداعيات الكارثية التي ستودي بالبلاد في حال المواجهة المباشرة، إلا ان الممارسات التي تلت الخطاب لم تترجم تلك التطمينات، حيث يبدو واضحاً ان إسرائيل لن تتوقف عن استدراج الحزب والعكس صحيح.
قبل عام، قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف في مجالس خاصة إن ثمة اعتقادا خاطئا لدى اللبنانيين بأن لا حاجة الى اموال صندوق النقد الدولي، منبهة الى ان الافادة من النفط تتطلب سنوات وليست اموالاً مودعة في المصرف. حصل الترسيم البحري وانطلقت اعمال الاستكشاف والتنقيب وانتهت الى اعلان شركة "توتال" الفرنسية عدم الوصول الى نتيجة.
اليوم، وبعد عام على هذا الكلام، ومع دخول المنطقة في اجواء الحرب، تتراجع أي فرصة في امكان اعادة اطلاق اعمال التنقيب في بؤر اخرى يمكن ان تكون النتائج فيها افضل. كما تُعلّق كل فرصة لاعادة إحياء أي برنامج محتمل مع الصندوق، ما دام لبنان تخلّف عن تنفيذ التزاماته في الاتفاق الاوّلي الموقع على صعيد اقرار مشاريع القوانين والإصلاحات ضمن الاجراءات المسبقة، اذ باتت اولوية الانقاذ في مكان آخر، انطلاقاً من مسؤولية المجتمع الدولي في تأمين المساعدات الانسانية أقله لغزة.
حتى الآن، كل الكلام يركز على حجم الخسائر الاقتصادية في إسرائيل، وليس في المقابل، أي فرضيات اقتصادية تشير او تقدّر حجمها في لبنان، علماً انها بدأت تتبلور نتيجة حال الجمود والترقب السائدة وسط خشية كبيرة من الانفجار ستنقل البلاد حتماً الى مستوى جديد من جهنم الانهيار. ويغفل اللبنانيون والمسؤولون حقيقة ان إسرائيل قادرة في سرعة على تعويض خسارتها، اما لبنان المتروك عربياً والمعزول عن محيطه، فإن الحرب هذه المرة ستعني وصوله الى خط النهاية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
قالت حركة حماس، الجمعة، إن إسرائيل طلبت إخلاء مناطق في قطاع غزة يوجد بها رهائن مشيرة إلى أنها لن تقوم بنقلهم منها.
وأوضح الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس: "نصف أسرى العدو الأحياء يتواجدون في مناطق طلب جيش الاحتلال إخلاءها في الأيام الأخيرة".
وأضاف: "قررنا عدم نقل هؤلاء الأسرى من هذه المناطق، وإبقاءَهم ضمن إجراءات تأمين مشددة لكنها خطيرة للغاية على حياتهم".
وتابع: "إذا كان العدو معنيا بحياة هؤلاء الأسرى فعليه التفاوض فورا من أجل إجلائهم أو الإفراج عنهم، وقد أعذر من أنذر".
كما أكد أن "حكومة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) تتحمل كامل المسئولية عن حياة الأسرى، ولو كانت معنية بهم لالتزمت بالاتفاق الذي وقعته في يناير، ولربما كان معظمهم اليوم في بيوتهم".