كيف تساعد طفلك في إطلاق مشروع صغير خاص به؟
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
تطمح الأمهات عادة إلى أن يكون أطفالهن "رجالا صغارا" واثقين من أنفسهم وقدراتهم، جريئين ومتميزين ويتمتعون بخيال إبداعي خلّاق، ويتبعون أحلامهم، ويغتنمون الفرص، لا أن يتواجدوا في الصفوف الخلفية مثل الملايين غيرهم عندما يكبرون.
وتريد الأمهات لبناتهن الصغيرات أن يصبحن سيدات ناضجات في المستقبل، مقبلات على الحياة وواثقات من أنفسهن وقدراتهن، ولديهن أعمالهن الخاصة التي تضمن لهن عيشا كريما.
ومع بدء العطلة المدرسية، يمكن أن يكون العمل الصيفي أرضا خصبة ومثالية لمساعدة طفلك على تنمية هواياته، وتشجيع روح المبادرة الخلاقة لديه، وإطلاق مشروعه الخاص، وتعليمه مهارات عملية مهمة جدا له في مستقبل حياته، مثل كيفية وضع موازنة خاصة، وطرق التسويق لمشروعه الصغير.
ونقدم في ما يلي بعض الطرق لمساعدة أطفالكم على بدء مشاريع تجارية خاصة بهم، وفق عدد من المواقع المتخصصة، مثل "بيرنتس" (Parents)، ومجلة "فوربس" (Forbes)، وموقع "أنتربرونور" (Entrepreneur)، وموقع "بيزنس نيوز دايلي" (Business News Daily).
دعهم يتبعون اهتماماتهم وهواياتهمتقول رائدة الأعمال والكاتبة نيللي أكالب لمجلة "فوربس" (Forbes)، "نحاول أنا وزوجي أن نغرس في أطفالنا أنهم بحاجة إلى أن يكونوا شغوفين بما يفعلونه، ونناقش الأشياء التي يحبونها وكيف يمكنهم تحويلها إلى عمل ومشاريع خاصة بهم. بصفتنا رواد أعمال، نؤمن بأنه إذا فعلت شيئا تحبه فلن تضطر أبدا إلى العمل يوما في حياتك؛ هذا أحد أهم الدروس التي أود نقلها إلى أطفالي".
إذا لم تكن لدى طفلك فكرة محددة عن المشروع، اطلب منه إعداد قائمة بهواياته وأنشطته المفضلة؛ مثلا إذا كانوا يحبّون الحيوانات الأليفة فربما يكونون مستعدين للعمل في رعايتها، وهي مهنة تدر المال في بعض المجتمعات.
وإذا كانت طفلتك تحب المجوهرات، فربما تستطيع بدء عمل خاص بها عبر بيع المجوهرات والإكسسوارات على تطبيق "إتسي" (Etsy). فقد بدأ رائد الأعمال ومؤسس شركة "زابوس" (Zappos) توني هسيه عمله "مزارع دود" في سن التاسعة.
بدأ أطفال السيدة جين برادلي الخمسة -الذين كانت تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاما- مشروعًا خاصة "لليموناضة"، وأطلقوا عليه اسم "طريق الليموناضة"، وفقا لموقع "بيرنتس" (Parents).
واستوحى أولادها الفكرة من "يوم عصير الليمون الوطني" في ولاية تكساس الأميركية. ففي ذلك اليوم بدأ أطفال السيدة برادلي بيع العصير أمام متجر "وول مارت" المحلي، وباعوا العصير مخلوطًا بالبسكويت ورقائق الشوكولاتة للمتسوّقين، وحققوا نجاحا باهرا في ذلك اليوم، إلى درجة أنهم تبرّعوا بمبلغ 200 دولار لمعهد بحوث متخصص في مرض التوحّد بفضل أرباحهم.
وبعد انتهاء يوم عصير الليمون الوطني، أراد أطفال السيدة برادلي الاحتفاظ بعملهم في بيع عصير الليمون في السوق. وقبل أن تسمح لهم أمهم بالاستمرار في مشروعهم طلبت منهم تطوير خطة عمل توضح بالتفصيل كيفية سير المشروع بالضبط.
وأوضحت برادلي أنه "كان من المهم حقا بالنسبة إلي أنا وزوجي أن يتحمل أطفالنا مسؤولية عملهم، فنحن لن نقوم بصنع عصير الليمون وبيعه بدل منهم. هذا عملهم ومسؤوليتهم".
وعندما أراد أطفال السيدة كارين أرونيان في مدينة نيويورك بدء عمل تجاري للزبيب محلي الصنع، طلبت منهم وضع خطة عمل دقيقة ومفصّلة.
تقول أرونيان (الحاصلة على درجة الدكتوراه، والخبيرة في التربية والتعليم) "ستعمل خطة العمل على صقل أهداف رائد الأعمال الشاب، ويجب أن تحدد المنتجات أو الخدمات التي ستقدمها الشركة وكيف ستحقق ربحًا".
يمكن أن يساعد تحديد أشياء، مثل تكاليف المشروع ومدخلاته ومخرجاته، وطريقة التسويق المثلى مقدما مع أطفالك في تجنب المزالق والأخطاء المستقبلية وبقاء العمل في مساره الصحيح.
إنشاء فريق عمليحب الأطفال الرياضة، ويبدؤون ممارستها في وقت مبكر جدا من حياتهم؛ لذا يجب أن تكون هذه النصيحة سهلة على العقول الشابة ورواد الأعمال الناشئين في كل مكان لاستيعابها: العمل هو أيضا رياضة جماعية. وسواء كنت والدًا تساعد طفلك في بدء مشروعه، أو كنت طفلا يكتب خطة عمل خاصة به؛ فستحتاج إلى تجميع الفريق المناسب لدعم جهود عملك.
تقول ألينا مورس (16 عاما) -مؤسسة شركة الحلوى الأميركية الأسرع نموا في البلاد "زولي كاندي" (Zolli Candy)- إن "العثور على أعضاء فريق داعمين ومتميزين أمر مهم للغاية في إنشاء شركة وبيئة عمل متوازنة. ابحث عن الأشخاص الذين يؤمنون بك وبأحلامك"، حسب موقع "بيرنتس".
وتنصح أرونيان بضم مرشد لديه خبرة ضمن فريق العمل، وتشرح ذلك قائلة "ابحث عن مرشدين لديهم خبرة في مجال العمل الذي اختاره أطفالك لتدريبهم على كيفية البدء وطرق النجاح. قد تعرف أشخاصًا عملوا في هذا المجال من أقاربك أو أصدقائك أو مدرسين. بإمكانك البحث أيضًا في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وطلب المساعدة من شبكة معارفك".
وتضيف "اطلب المساعدة، والمثير للدهشة أن الناس كرماء بوقتهم واتصالاتهم، خاصة مع الشباب الطموحين والمبتدئين".
يُعدّ العمل الصيفي طريقة رائعة لتعليم الأطفال مهارات إدارة الأموال الأساسية، بالإضافة إلى الموضوعات المعقدة، مثل حساب الأرباح الإجمالية وإدارة النفقات العامة. ويُمكن للمراهقين تتبع الدخل ونفقات العمل، بينما يمكن للأطفال الأصغر سنا وضع علامات الأسعار على المنتج المراد بيعه وإحصاء المبيعات.
قد تحتاج إلى منح طفلك المال لبدء أعماله التجارية. في هذه الحالة، اطلب منه وضع قائمة تفصل جميع التكاليف الأولية التي يحتاجها حتى يعرف بالضبط المبلغ المطلوب. يمكنك عرض مبلغ معين لتمويل المشروع على أن يسهم هو أيضا بالتمويل من مصروفه ومخصصاته الشخصية، والأموال التي يحصل عليها من الهدايا في الأعياد من الأقارب وأصدقاء العائلة.
وفي حالات أخرى، يمكنك عقد اجتماع مع مستثمرين خارجيين حتى يعرض طفلك فكرته عليهم، ويحدد حاجاته المالية، وفق موقع "أنتربرونور" (Entrepreneur).
العمل على خدمة العملاء وتنمية مهارات الاتصالالتواصل الفعال مع العملاء وخدمتهم والاستماع إلى حاجاتهم وتلبية طلباتهم تُعَد لبنات أساسية لريادة الأعمال. ساعد طفلك في تطوير كيفية شرح منتجهم أو خدمتهم بإيجاز للعملاء والزبائن، وشدّد على أهمية خدمة العملاء والعمل على إرضائهم، وشجّع طفلك على الاستماع إلى الطلبات الخاصة للزبائن والتعامل معها عند الحاجة.
اجعل العمل قانونياًوأخيراً، من المهم أن يكون العمل مرخصاً وقانونياً لحماية أطفالك. فالقوانين التي تنطبق على مشاريع الكبار هي ذاتها التي تنطبق على مشاريع الصغار أيضاً. وبحسب موقع "بيزنس نيوز دايلي" (Business News Daily)، فإن ترخيص العمل يُعد أمراً في غاية الأهمية لتعليم أطفالك الالتزام بالقوانين والتشريعات المعمول بها في البلد ولحمايتهم أيضاً.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو
فقط الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو ؛ و هو يمثل سودان ٥٦ ليس بأجندته العلمانية أو شعار الهامش الذي يرفعه ؛ بل الحركة العنصرية التي كانت تبحث عن النقاء العرقي و دولة “العطاوة” كانت لتهتم بالتكوين القبلي للحلو أكثر من “المنفستو” الذي يحمله.
فالحلو المولود لأب من المساليت و أم من النوبة يمثل كل شيء حاربته حركة النقاء العروبي في السودان. فبينما أذاقت مليشيا الدعم السريع كل قبائل السودان و مكوّناته الألم و الإذلال ؛ احتفظت لقبيلتيْ النوبة و المساليت بجحيم خاص في حربها. في بداية تمردها ضد الدولة و بينما كانت تحاصر القيادة العامة و تتوقع إسقاطها ؛ لم تصبر على قبيلة المساليت و ارتكبت فيهم أسوأ المجازر و لم يفهم الناس حينها لماذا تتمرد على الجيش لكنها تقتل المساليت بهذه الوحشية من دون الناس.
عرب العطاوة الذين أحضرتهم المليشيا شرسون جدا ضد النوبة. و هما يطلقون كلمة “أنباي” لكل ذي بشرة داكنة في السودان. و عند دخولها لمدينة الفولة مثلا، و رغم أنها لم تكن في مزاج الإنتهاكات لإعتقادها أن إقتحام المدينة كان بهدف تأديب بسيط لأبناء العمومة الضالين و الذين لا يوافقونها على مشروعها ، إلا أنها
أخرجت من بين صفوف المواطنين عشراتٍ من المنتمين للنوبة و قتلتهم رمياً بالرصاص فقط لأنهم من النوبة. و لذا إنضم المئات من جنود و ضباط جيش الحلو نفسه من إلى أبناء عمومتهم داخل مناطق الجيش السوداني لإدراكهم بطبيعة هذه الحرب التي يريد الحلو إنكار عدواتها للنوبة بعد عامين من العداء المطلق و العلني و المفضوح و هو يستوطن بلاد النوبة و يثري من رفع ظلاماتهم.
آل دقلو المهزومين عسكرياً استدعوا الحلو ليعلمهم فضيلة “التمرد لأجل التمرد” دون مشروع أو مطالب محددة. الحلو هو ملك الخندقة. و هو أولى من يعلمهم كيف لهم أن يتراجعوا إلى ركنٍ قصيٍّ من البلاد للعق جراحهم و الإكنفاء على أنفسهم دون محاولة السيطرة على الثور الهائج في الخرطوم . الحلو هو أنسب من يعزي آل دقلو عن مصابهم و يكشف عنه الندوب و الحروق في جسد الذين حاربوا سلطة الخرطوم و يقص على مسامعهم حكاوي شهداء التمرد من المغامرين الذين إغتالتهم ٥٦ أو شردتهم طوال عمرهم لمحاولة السيطرة عليها بالقوة ؛ قرنق و يوسف كوة و بولاد و القائمة تطول.
لم يكن متوقعاً من دقلو صاحب مشروع النقاء العروبي أن يسعى للقاء الحلو لولا فشل مشروعه . دقلو الجريح يقلّب الآن في دفاتر مليشيات السودان القديمة عن شركاء في الهزيمة و النواح ؛ و عن مشروع يتيم كي يتبناه. دقلو يحاول إقامة مشروع مزدحم يقيه غضب ٥٦ و صيادها المترصد و الغاضب . يحاول خلط الأوراق مخافة الإستفراد به بينما ٥٦ في أفضل أحوالها عسكرياً بعد أن أخذ هو “عرضته” الراقصة ثم وهن و انكسر و تراجع.
ظهور عبد الرحيم دقلو بالبدلة خارج السودان بينما ما زال العطا و كباشي مثلاً لا يظهران بغير الكاكي ، و بينما يصفي الجيش ما تبقى من مغامرات دقلو العسكرية بالخرطوم و كردفان يكشف هو أولوياته الجديدة. إنتهت عنتريات القائد الميداني إلى فضاء المعارض السياسي صاحب المشروع. لا خطة للإنسحاب تشغل باله و لا توجيه بإنقاذ جنوده المحاصرين و إستبقاء حياتهم. بل غسل اليد من دمائهم و الإبتعاد مسافة حتى لا يسمع آلة الجيش الهائلة تطحن أجسادهم إلى العظم. إنهم بعض الماهرية “الشهداء” و كثير من الحبش و الجنوبيين الذين لا بواكي لهم و يستحقون أي مجازفة لإنقاذهم.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب