ميقاتي يسعى لانتزاع ضمانات دولية تجنّب لبنان خطر الحرب
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يبدو لبنان معنيا بترقب ثلاث محطات تحمل منسوبا معينا من التأثيرات على الوضع الناشئ في جنوب لبنان ،وهي تتمثل في القمة العربية الطارئة التي ستعقد السبت في الرياض وما يمكن ان تخلص اليه من قرارات يفترض ان تكتسب طابعا استثنائيا، ومن ثم الكلمة الثانية منذ بدء الاحداث التي سيلقيها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله السبت أيضا، ومن ثم القمة الإسلامية في الرياض أيضا الاحد المقبل التي ستشهد حدث الزيارة الأولى التي سيقوم بها الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية.
في المقابل يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جولاته الخارجية ولقاءاته الديبلوماسية لدعم الموقف اللبناني بوقف العدوان الاسرائيلي المستمر في جنوب لبنان.
وفي هذا السيتق كتبت " الشرق الاوسط":أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رؤساء وقادة دول عربية ومسؤولين دوليين، موقف لبنان الرسمي والشعبي الرافض لامتداد الحرب القائمة في غزّة إلى لبنان، لكنه لم يتمكّن حتى الآن من انتزاع ضمانات دولية، بمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية قد تفجّر الجبهة الجنوبية على نطاق واسع.
وكشف مصدر مقرب من رئيس الحكومة عن أن الأخير «سيستكمل جولته الخارجية بعد القمّة العربية المقررة في الرياض السبت المقبل».
وكان ميقاتي أجرى، الأسبوع الماضي، لقاءات شملت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان.
وشدد رئيس الحكومة على «أولوية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووقف سياسة الأرض المحروقة، والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان»، مؤكداً أن «لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وبالتنسيق مع (اليونيفيل)، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على أرضه وسيادته براً وبحراً وجواً».
ومع اشتداد وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» يستمرّ التحذير الدولي من توسيع الحزب نطاق عملياته حتى لا تنزلق الأمور إلى حرب واسعة.
وأوضح مصدر مقرّب من ميقاتي أن رئيس الحكومة «ركّز خلال زياراته إلى كلّ من مصر والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، على شرح موقف لبنان من مجمل الأحداث، وضرورة الوصول إلى إنهاء الحرب في غزّة حتى لا تمتدّ نارها إلى كلّ المنطقة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية زيارات رئيس الحكومة أنها أعادت لبنان إلى الخريطة العربية والدولية، بعد تغييبه عن القمّة العربية الدولية التي انعقدت في القاهرة منتصف الشهر الماضي».
وقال: «نجح (ميقاتي) في توظيف علاقاته مع دول القرار، وأصرّ على ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على جنوب لبنان؛ لأن التصعيد الحاصل على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، هو نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرر، وهناك تفهم للموقف اللبناني المطالب بردع إسرائيل».
بموازاة الجهود السياسية والدبلوماسيّة لتجنّب شبح الحرب، تستعدّ الحكومة اللبنانية لأي طارئ، وتتلاحق الاجتماعات الوزارية لإعداد خطّة تواجه أي حربٍ محتملة، عبر توفير الكميات اللازمة من المواد الغذائية والقمح والأدوية والمحروقات، وقال المصدر المقرب من رئيس الحكومة إن «الأولوية تكمن في تحييد لبنان وإبعاد النيران عنه، فالبلد لا يتحمّل تداعيات حرب جديدة، وهناك تفهّم دولي لذلك»، لكنه أشار إلى أن رئيس الحكومة «سيستكمل جولته العربية والدولية بعد مشاركته في القمّة العربية وقمّة مجلس التعاون الإسلامي في الرياض، في الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الحالي».
واعتبر مصدر في الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) أن «جهود رئيس الحكومة مقدّرة من كل القوى السياسية، ومواقفه تمثّل الموقف الرسمي اللبناني». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كل الاتصالات واللقاءات التي أجراها في الخارج كانت منسقة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأن هذا الجهد مطلوب في هذه المرحلة، خصوصاً أن رئيس الحكومة هو رأس السلطة التنفيذية، ويؤدي دوراً أساسياً في هذه المرحلة الدقيقة».
وكتبت" الديار": تاتي جولات الموفدين الاميركيين على دول المنطقة حاملين «العصا والجزرة» والطلب من الرؤساء العرب الليونة والاعتدال في المواقف خلال القمتين العربية والاسلامية، وفي هذا الاطار، دعا الموفد الاميركي هواكشتاين خلال محطته في بيروت الى ضرورة ضبظ الساحة اللبنانية وعدم انزلاق الامور في الجنوب الى حرب شاملة، وحاول معرفة مواقف حزب الله من التطورات وكيف سيتصرف اذا تصاعدت المواجهات في غزة دون ان يحصل على اي جواب؟ لكن الذين التقوا هوكشتاين لم يلمسوا اي تحذير في كلامه، خلافا لرسائل بلينكن في بداية الحرب الى القيادات اللبنانية وضرورة تبريد جبهة الجنوب تلافيا لمشاركة الطاىرات الاميركية في قصف مواقع حزب الله.
أشارت أوساط سياسية في فريق "المقاومة" لـ«البناء» إلى أن «كل الوساطات والموفدين الأميركيين والأوروبيين وآخرهم آموس هوكشتاين لن تنجح بثني المقاومة على وقف العمليات العسكرية وتهدئة الجبهة الجنوبية لمساندة المقاومة في غزة»، مشيرة الى أن المسؤولين اللبنانيين أسمعوا الموفد الأميركي ما هو مناسب بأن الإشكالية ليست في الجبهة الجنوبية بل في العدوان الإسرائيلي على غزة، وأي تهدئة للجبهة الجنوبية لن يحصل قبل وقف العدوان على غزة وإطلاق مسار التفاوض غير المباشر على تبادل الأسرى وفك الحصار».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الحکومة جنوب لبنان فی الریاض ة العربیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحف دولية: حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل وقصور مشاهير هوليوود
اهتمت وسائل الإعلام والصحف الدولية بعدد من الموضوعات الملحة على مستوى المعمورة حصلت فيها حرائق لوس أنجلوس الأمريكية على اهتمام وافر هذا بخلاف حرب الإبادة المستعرة في غزة والتي لاتزال تقوم خلالها قوى الاحتلال بالقتل والتدمير دون رادع.
وقالت شبكة بي بي سي البريطانية، أنه قد تسببت حرائق الغابات المستعرة في لوس أنجليس بالولايات المتحدة في حدوث خسائر كبيرة، كما أسفرت عن مقتل نحو عشرة أشخاص، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان، فضلاً عن التهام العديد من المنازل والقصور الفاخرة التي يملكها العديد من المشاهير والفنانين في هوليوود.
كان من بين النجوم الممثل الأمريكي ميل جيبسون الذي كشف أن منزله دمرته حرائق الغابات في لوس أنجليس أثناء غيابه لتسجيل بودكاست مع الفنان ومقدم البرامج جو روجان.
وقال نجم السينما الحائز جائزة الأوسكار إن ممتلكاته في ماليبو "احترقت بالكامل"، وانتقد حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، بشأن التعامل مع الأزمة.
وقال جيبسون إنه كان يشعر "بضيق شديد" أثناء زيارته لأوستن بولاية تكساس، ليحل ضيفاً على برنامج جو روجان، بعد أن علم أن المنطقة التي بها منزله "تحترق".
وتواجه لوس أنجليس أسوأ حرائق غابات في تاريخها، إذ أتت النيران على 31 ألف فدان من الأراضي، وأدت إلى إجلاء 180 ألف شخص.
ولا تزال خمسة حرائق غابات مستعرة في مناطق باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست وليديا في لوس أنجليس.
وصرح رئيس الإطفاء في كاليفورنيا، ديفيد أكونا، لبرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4، أن 10 آلاف بناية من المرجح أن تكون قد دُمرت، كما حذر من أن الرياح خلال الأيام المقبلة قد تؤدي إلى حدوث المزيد من الدمار في المنطقة.
تحدث عدد كبير من المشاهير عن خسارتهم لممتلكاتهم ومنازلهم في الحرائق المدمرة، من بينهم النجم جيف بريدجز، الحائز جائزة أوسكار عن دوره في فيلم "قلب مجنون"، وشارك في بطولة المسلسل التلفزيوني "العجوز"، وقال إنه فقد منزله في ماليبو الذي ورثه هو وإخوته عن والديهم بعد أن دُمر في الحرائق.
وحول موضوع نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اعتبرت الصحيفة أن "تهديد" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحماس في حال عدم التوصل إلى صفقة لتبادل الرهائن قبل عوته إلى منصبه يعد "وعداً كبيراً" ويلقى صدى لدى الإسرائيليين.
وبالرغم من ذلك، فإن هذا التهديد "جوهره فارغ" كونه لا يوجد ما يمكن فعله أكثر مما حققه الجيش الإسرائيلي.
وتطرح الصحيفة احتمال إرسال الولايات المتحدة طائرات لقصف غزة، وهو أمر يستبعد حدوثه وبالتالي فإن النتيجة ستبقى كما هي.
وقالت : "أصبحت غزة في حالة دمار، وتم تفكيك حماس وهي في موقف دفاعي، بينما معظم سكان غزة مشردون".
ووفق ذلك، فلا تعتقد الصحيفة أنه لا يمكن التوصل إلى صفقة أسرى كاملة إلا في حال غيّرت إسرائيل سياستها ووافقت على إنهاء الحرب، لافتة إلى أنه إذا كانت إسرائيل مستعدة فقط لوقف إطلاق نار محدود "فلن يحدث تغيير حقيقي"، سوى انتقال إدارة جديدة إلى البيت الأبيض".
كما سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على كيفية تعامل جو بايدن وإدارته مع ملفات السياسة الخارجية المتعلقة بحرب غزة، والحرب في أوكرانيا، وأفغانستان.
وقالت أن بايدن على بعد أسبوعين من التقاعد، ومع اقتراب يوم التنصيب، يتفاخر مسؤولون في إدارته بإنجازاتهم.
ففيما يتعلق بحرب غزة، تؤكد المجلة أنه "لا يوجد الكثير من الأمور الإيجابية للحديث عنها" إذ أن إدارة بايدن "دافعت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد 7 أكتوبرعام 2023" إلا أنها كانت حذرة في اتخاذ موقف حازم عندما تدهور الوضع.
أدى الهجوم الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 45,000 فلسطيني، مما جعل غزة منطقة كارثية.
في المقابل، كانت المواقف الأمريكية "متناقضة"، حيث أعرب المسؤولون عن القلق بشأن التأثير الإنساني ثم وافقوا على تقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل. في النهاية، يترك بايدن خلفه حالة من الفوضى التي سيواجهها دونالد ترامب".
أما الحرب في أوكرانيا فكانت نتائجها "صفرية" فالجانب الإيجابي الذي يستحق بايدن عليه تقديراً كبيراً هو تمكنه من تشكيل "ائتلاف غربي سريع" حتى قبل أن يطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحرك نحو جارته الأصغر.
ووصفت قرار وكالة الاستخبارات الأمريكية بنشر معلومات عن تحركات القوات الروسية وخطط الحرب قبل أشهر من بدء القصف بـ "خطوة ذكية وفعّالة "، لجذب انتباه أوروبا إلى خطر عودة الحرب إلى القارة.
وحول الحكم على ترامب، قالت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية، فقد أثار الحكم على الرئيس المنتخب دونالد ترامب ، الجمعة، بتهمة ارتكاب جريمة جنائية ثم خروجه من المحكمة رجلاً حراً، مشاعر قوية لدى المراقبين.
وقال مؤرخ يتابع القضية إن "المشهد المجنون" يلخص تمامًا شعبية ترامب ومكانته في التاريخ وعدم ثقة أمريكا الحالية في أنظمتها السياسية والعدالة الجنائية.
وذكر ماثيو داليك ، أستاذ الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن: "أعتقد أن ما يحدث اليوم يعكس الكثير عن حقبة ترامب بأكملها. إنه أمر تافه ولكنه أيضًا إدانة جنائية".
وأضاف داليك "إن حقيقة أنه تمكن من النجاة من إدانته بـ 34 تهمة جنائية والفوز بالبيت الأبيض بسهولة، هي في اعتقادي تجسيد أنيق للسياسة الأمريكية في عام 2025"، مشيرا إلى أن هذا هو الأول على الإطلاق لرئيس أمريكي سابق أو قادم.
والواقع أن رد فعل المسؤولين المنتخبين في كلا الحزبين أظهر عدم الثقة، حيث قال البعض من كل منهما إن النتيجة أظهرت تحيزات في النظام القانوني.
وأضاف داليك: "لقد أصبح الأميركيون أكثر تشككا وسخرية واشمئزازا من النظام السياسي والمؤسسات، وهذا يشمل المحاكم ونظام العدالة الجنائية والسياسيين الذين جلبوا ترامب إلى هذه المحكمة".
أدين ترامب في 30 مايو في محكمة مانهاتن الجنائية بتهمة تزوير سجلات تجارية للتغطية على دفع أموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وفي يوم الجمعة، حكم عليه القاضي خوان ميرشان بالإفراج غير المشروط، مما يعني أن ترامب لن يحصل على أي عقوبة بالسجن أو فترة مراقبة بينما يستعد لدخول البيت الأبيض للمرة الثانية في 20 يناير.
وقالت شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، إن الضربات العسكرية الإسرائيلية تسبب باستشهاد أكثر من 600 شخص في قطاع غزة في الأيام العشرة الأولى من عام 2025 ليرتفع إجمالي الشهداء إلى أكثر من 46 ألف شخص منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع الذي تديره حركة حماس، وتشير تقديرات جديدة إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ويمثل العدد الإجمالي للقتلى في غزة ما يزيد قليلا على 2% من سكان الجيب الصغير، بمتوسط نحو 3000 شخص يقتلون كل شهر أو 100 شخص يقتلون كل يوم منذ الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل 15 شهرا.
رفضت إسرائيل الأرقام التي قدمها المسؤولون الفلسطينيون واتهمت حماس بالمسؤولية عن جميع الوفيات في غزة، واتهمت الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
في حين تواصل إسرائيل ضرباتها، قالت قوات الاحتلال إن قواتها البحرية والجوية ضربت أهدافا متعددة للحوثيين على الساحل الغربي لليمن وفي الداخل، بما في ذلك الموانئ ومحطة كهرباء.
وذكرت إن الحوثيين، مثل حماس، مدعومون من إيران، وقد شنوا هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية والسفن العسكرية الأميركية والإسرائيلية والأراضي الإسرائيلية دعماً لحلفائهم منذ بدء الحرب في غزة. كما نفذت الولايات المتحدة العديد من الضربات على أهداف حوثية في اليمن خلال العام الماضي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان منفصل: "كما وعدنا، فإن الحوثيين يدفعون، وسيستمرون في دفع، ثمن باهظ لعدوانهم ضدنا".