ذوي الهمم بين العنف الجسدي وثقافة الصمت
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
في إطار الإهتمام العالمي والمحلي بأحد قطاعات المجتمع وهم ذوي الهمم من الجنسين برزت العديد من التحديات والتي حاولت الدولة المصرية مجابهتها ومواجهتها في سبيل تذليل كافة الصعاب والعقبات في حياة هذه الشريحة المجتمعية الهامة، وفي ظل رعاية كبيرة من كافة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة.
ولاشك أن أحد القضايا الشائكة التي تواجه جزء كبير من ذوي الهمم تتمثل فيما تواجهه فتيات وسيدات من محاولات الإعتداءات الجسدية بكافة أشكالها الى جانب تعرضهم للتنمر والقسوة فى المعاملة، بل وربما الإمتهان من جانب البعض، وذلك إحساسا من الجاني أن هذه جريمة بلا عقوبة أو مساءلة في ظل صمت المجني عليها، أو عدم تمكنها من الشكوى أو التعبير عما حدث لها من إعتداءات جسدية ونفسية قد تؤدي إلى مزيد من المشكلات والضغوط تجاه ذوات الهمم.
وفي ضوء تحليل هذه الظاهرة التي تنتشر في كافة دول العالم، يلاحظ أن 20% من الإناث ومن 5% إلي 10% من الذكور في الولايات المتحدة الأمريكية يتعرضون لإعتداءات جسدية وقد تختلف هذه النسبة بالزيادة في بعض المجتمعات العربية خاصة من جانب ذوي الهمم الذين يعانون القصور في القدرة العقلية أو الحركية. ومن هنا يشعر الجاني أنه في مأمن نتيجة الصعوبات التي تواجه الضحايا سواء في القدرة على إيصال الرسالة أو رواية ما حدث لهم أمام جهات قضائية.
ومن هنا يمكن الإنتقال إلى أسباب هذه الظاهرة ومدى استمرارها رغم الإهتمام العالمي والمحلي بحقوق ذوي الهمم ومراعاة إحتياجاتهم وتأمين الحصول على كل ما يلزم لمواصلة حياتهم، ولعل السبب الرئيس يكمن في طبيعة ذوي الهمم أنفسهم وعدم قدرتهم على التعبير عما حدث لهم وهو ميزة يراها الجاني حيث يقوم بجريمته في مأمن دون شعور أنه سيتم محاكمته نظرا لظروف ذوات وذوي الهمم والذين لا يخبرون أحداً علي الإطلاق بما يتعرضون له في مواقف الإساءة الجنسية. خاصة أن ذوي الهمم لديهم إحساس أن المجتمع لن يصدقهم في حال الحديث عما جرى لهم من إعتداءات وانتهاكات جسدية نتيجة خوفهم من عدم تصديقهم أو خوفهم ألا يؤخذ كلامهم بالجدية المطلوبة.
أضف لذلك أن ذوي وذوات الهمم في حال التعرض لتلك الإعتداءات لن يكون بمقدورهم مقاومة الجناة نتيجة ضعفهم الجسدي وكلها أمور قد تؤدي في مقامها الأخير إلى مشكلات مضاعفة لذوي الهمم.
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة التعرف على ملامح تلك الإعتداءات والتي قد تبدو على الضحايا سواء جسديا أو مجتمعيا الى جانب ضرورة التقرب من ذوي الهمم مع محاولة تمكينهم نفسيا وإجتماعيا من خلال نقل شعور الامن والإقتراب النفسي منهم وبالتالي يكون ذلك مؤشرا إيجابيا للبوح بما حدث لهم من تلك الإعتداءات.
جملة القول، إن ما يتعرض له ذوي الهمم من إعتداءات جسدية يقتضي تشديد العقوبات في القانون الجنائي الى جانب أهمية تأهيل تلك الفئات لكيفية التفاعل والتعامل في حال تعرضهم لتلك الإعتداءات وهى كلها جهود سعت الدولة المصرية لمكافحتها في ظل إستراتيجية تنموية تفاعلية تجاه فئة عريضة من المجتمع وهم ذوي وذوات الهمم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ذوی الهمم
إقرأ أيضاً:
42 قتيلاً بهجمات في باكستان
إسلام أباد (وكالات)
أخبار ذات صلة مقتل 20 جندياً خلال يوم في باكستان الشرطة الباكستانية: مقتل 8 جنود واختطاف 7 شرطيينقتل 42 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال بهجمات في باكستان، وفق ما أفاد مسؤولون كبار أمس، في حلقة جديدة من العنف في شمال غرب البلاد.
وقال المسؤول المحلي جاويد الله محسود، إن «موكبين استُهدفا في كورام في إقليم خيبر باختونخوا عند الحدود مع أفغانستان»، مشيراً إلى مقتل 42 شخصاً وإصابة 11 آخرين.
وأضاف أن نحو 10 مهاجمين أطلقوا النار بشكل عشوائي من جانبي الشارع.
وأكد ضابط في الشرطة في الموقع هذه الحصيلة، طالباً عدم الكشف عن هويته، مشيراً إلى أن من بين القتلى عناصر شرطة.
ومنذ يوليو، خلفت أعمال العنف بين القبائل في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلاً، بحسب منظمات محلية باكستانية.
وتندلع بشكل دوري اشتباكات ثم تتوقف حين يتم التوصل إلى هدنة من قبل مجلس قبلي «الجيرغا»، وبعد أسابيع أو أشهر تتجدد أعمال العنف.
وتتعلق النزاعات بين القبائل خصوصاً بمسألة الأراضي في المنطقة حيث تكون قواعد «الشرف القبلية» قوية وغالباً ما تسود على النظام الذي تكافح قوات الأمن للحفاظ عليه.