إستمرار فعاليات المنبر الثابت حول "نعمة الأمن" بمساجد الفيوم
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، فعاليات المنبر الثابت “نعمة الأمن” بعدد من المساجد، وذلك بالتعاون مع منطقة الفيوم الأزهرية.
وتحدث أئمة مديرية الأوقاف بالفيوم وعلماء الأزهر الشريف بصوت واحد من خلال برنامج "المنبر الثابت" عن نعمة الأمن والتي تحتاج إلى شكر الله وتوحيد الصف.
وأكد أئمة الأوقاف على أن الأمن يُعد نعمة من أهم النعم ، ويأتي في مقدمتها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً في سربِهِ،مُعَافَىً في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" (رواه الترمذي).
وتعد نعمة الأمن من أجل النعم التي امتن الله (عز وجل) بها على عباده، وأشار العلماء إلى قول الحق سبحانه وتعالى ممتنًّا على قريش: { لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}(قريش:1-4)، ويقول سبحانه وتعالى ممتنًّا على مكة وأهلها: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (القصص: 57) ،{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَما آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}(العنكبوت : 67) ويقول سبحانه: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( الأنفال : 26).
علماء الأزهر الشريف: القرآن الكريم يربط بين الأمن والإيمانوأوضح العلماء أن القرآن الكريم يربط بين الأمن والإيمان، والحفاظ على هذه النعمة وعدم جحودها أو إنكارها أو نكرانها، أو الخروج على مقتضيات الحفاظ عليها، فيقول الحق سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، ويقول سبحانه وتعالى: { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ}(سبأ : 15-18)، ويقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}(النحل :112).
كما أشار العلماء إلى أنه لنا في الحاضر من حولنا عبرة ومتعظ بحال تلك الدول التي سقطت في براثن الفوضى والتفكك، والتشرذم والتمزق ، ما بين لاجئ متعرض لمخاطر لا تحصى ولا تعد، ومشرد أو مصاب أو مقعد أو مشوه أو عاجز؛ مما يدعونا وبقوة إلى الحفاظ على ما أنعم الله (عز وجل) به علينا من أمن وأمان واستقرار. كما أكد العلماء إلى أن الحفاظ على هذه النعمة يحتاج منا إلى أمرين، أحدهما: شكر الله (عز وجل) عليها حيث يقول الحق سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم: 7)، والشكر ليس في المال فحسب وإنما في سائر النعم، والأمـر الآخـر هـو وحــدة الصــف وإدراك حجـم التحـديــات التــي تواجهنـا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن الاوقاف نعمة الأمن العلماء سبحانه وتعالي بوابة الوفد جريدة الوفد ویقول سبحانه نعمة الأمن
إقرأ أيضاً:
ما أول شيء خلقه الله في الكون؟.. الإجابة في الأحاديث الشريفة
أحيانا يفكر البعض في ما هو أول شيء خُلق في الكون، أو ما ترتيب الخلق، ومسألة أول ما خلق الله سبحانه وتعالى اختلف حولها بعض العلماء، فالبعض ذهب إلى أن القلم هو أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، ومنهم ابن جَرير الطبري وابن الجوزي، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن أول ما خُلق في الكون هو العرش، وذلك ما اتفق عليه ابن تيمية، في حين قال ابن مسعود وغيره من السلف أن الماء هو أول ما خُلق.
أول ما خلق الله سبحانه وتعالىوقال عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بالقاهرة، والعضو الأسبق للجنة الفتوى، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن هناك دلالة استند عليها كل عالم لتحديد ما أول شيء خلقه الله، فمن اتفق من العلماء على أن القلم هو أول ما خُلق، استند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: في حديث عبادة بن الصامت: (إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ القلمَ، فقالَ لَهُ: اكتُب، فجرى بما هوَ كائنٌ إلى الأبدِ)، وصحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (قدَّرَ اللَّهُ المقاديرَ قَبلَ أن يخلُقَ السَّمَواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألفَ سنةٍ)، أي أن الله سبحانه وتعالى قد خلق القلم أول وكتب عز وجل بعلمه كل مقادير الكون، وهو أكثر الآراء الشائعة بين علماء الفقه.
دلالة من السنة النبوية الشريفةأما من قال إن العرش هو أول ما خلق الله عز وجل، فأوضح لاشين أن هذا الرأي استند إلى سؤال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله، وأجاب صلى الله عليه وسلم: كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، ونقل هذا القول أبو جعفر الطبريّ عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «أوَّل ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه».
وأضاف أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر في القاهرة، أن هناك بعض العلماء ذهبوا إلى أن الماء هي أول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، حيث سأل بو هريرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الخلق، فردّ عليه -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلُّ شيْءٍ خُلِقَ من الماءِ)، أي أن الماء هي المادة الأساسية لكل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى، بالتالي هي جاءت قبل كل المخلوقات، وأشار لاشين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كان عرشه على الماء»، ما يدل على أن الماء والعرش هما أول ما خلق الله سبحانه وتعالى في الكون.