استكشاف الفرص الوظيفية لخريجي جامعة لوسيل
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
افتتح سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل أمس، المعرض المهني الأول، الذي تنظمه جامعة لوسيل على مدى يومين.
ويعتبر المعرض، خطوة هامة تجمع بين القطاع الأكاديمي وسوق العمل، بمشاركة أكثر من 40 جهة عمل من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات العاملة في مختلف المجالات.
ويهدف المعرض المهني الذي يتزامن مع تخريج الدفعة الأولى من طلاب جامعة لوسيل، إلى توفير منصة حيوية للطلاب والخريجين لاستكشاف الفرص الوظيفية المتاحة في سوق العمل، والتعرف على فرص التدريب الصيفي، والاستفادة من الرعاية الأكاديمية في مختلف القطاعات.
كما يعتبر فرصة مميزة لأصحاب العمل، إذ يوفر لهم فرصة التفاعل المباشر مع الطلاب والخريجين، ويتيح لهم إمكانية جذب المواهب الشابة واستقطاب الخريجين الواعدين، وبالمقابل يقدم المعرض للخريجين والطلاب نافذة للمستقبل المهني، حيث يتيح لهم هذا الحدث الحصول على رؤى حول الفرص المتاحة ومتطلبات سوق العمل.
ويمكن المعرض من بناء علاقات مهنية قيمة مع أصحاب العمل والمسؤولين في الجهات المشاركة، ما يسمح لهم باتخاذ قرارات سديدة بشأن مستقبلهم المهني، إضافة إلى فرصة عقد مقابلات وظيفية مع مسؤولي جهات العمل والمؤسسات الراغبة في التوظيف.
ويضم المعرض العديد من أنشطة التوعية حول سوق العمل والتخصصات المطلوبة والمهارات اللازمة بجانب ركن السيرة الذاتية.
وقال الدكتور نظام هندي رئيس جامعة لوسيل في تصريح للصحفيين، إن المعرض المهني للجامعة اليوم هو الأول لها منذ إنشائها كأول جامعة وطنية خاصة عام 2020.
ونوه إلى أن جامعة لوسيل ستخرج أول دفعة من طلابها وعددهم في حدود 300 خريج وخريجة في مايو القادم، مشيرا إلى أن من أهداف المعرض المهني إيجاد فرص عمل وتدريب لطلاب الجامعة، بمشاركة حوالي 41 جهة من وزارات ومؤسسات وشركات لمدة يومين للطلبة والطالبات على التوالي، وتمنى هندي أن تتوفر بنهاية المعرض فرص تدريب لطلاب وخريجي الجامعة.
وأكد رئيس جامعة لوسيل، أن الجامعة لمست من الجهات المشاركة في المعرض الذي سيتم تنظيمه سنويا، الحرص على التوظيف، لا سيما وأن برامجها تم تصميمها بناء على احتياجات سوق العمل.
من ناحيتها، قالت تليلة ثاني الكواري مديرة إدارة الحياة الطلابية بجامعة لوسيل، إن الجامعة تولي اهتماما خاصا لفعالية المعرض في نسخته الأولى 2023، وبخاصة أنه يتزامن مع تخريج أول دفعة من الجامعة، التي أكدت أنها تحرص على اكتمال التجربة التعليمية للطالب بدءا من دخوله إليها ومسيرته الأكاديمية، وحتى تخرجه، فضلا عن فتح آفاق العالم المهني أمام الطلاب والخريجين.
كما أكدت اهتمام جامعة لوسيل بتقديم الدعم الكامل للمشاركين في المعرض، لضمان نجاحه وتحقيق أهدافه بالشكل الأمثل، كونها تؤمن بأهمية بناء جسور قائمة على التعليم والتواصل بين القطاعين الأكاديمي والمهني.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة لوسيل تطرح حاليا 15 برنامجا في مرحلة البكالوريوس في مختلف التخصصات الأكاديمية من 4 كليات هي: التربية والآداب، والقانون، والتجارة والأعمال، وتكنولوجيا المعلومات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى برنامج ماجستير العلوم في العدالة الجنائية الدولية، بالتعاون مع /UNODC/، وبرنامج ماجستير الآداب في الشؤون الدولية والسياسات العامة مع /UNITAR/.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزير العمل المعرض المهني جامعة لوسيل المعرض المهنی سوق العمل
إقرأ أيضاً:
تغيير المسار المهني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أتذكر وأنا طالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة علي مبارك الثانوية بدكرنس، أن جاء أستاذ شنودة مدرّس أول الأحياء يسأل عني، وقفت وأنا لا أعرف السبب، قال: الموضوع الذي كتبته عن "الخلية أساس الحياة" مكتوب بأسلوب أدبي شيق وجميل، وأضاف أنصحك أن تلتحق بالقسم الأدبي وأن تمتهن الأدب عندما تكبر. عندما عُدت إلى البيت، قلت لوالدي رحمه الله، ماقاله مدرس الأحياء فكان رد فعل والدي قاطعاً حيث قال: لا أحب أن أسمع هذا الكلام أبداً، أنت ستكون طبيباً مثل خالك. وبالفعل، التحقت بالقسم العلمي وأصبحت طبيباً، ولكن بعد أكثر من أربعة عقود تذكرت نصيحة الأستاذ شنودة، وعاودني الحنين إلى الأدب، وأصبحت أكتب مقالاً واحداً أسبوعياً على الأقل.
وعندما سافرت في منحة دراسية إلى إنجلترا منذ أكثر من ربع قرن، عملت إخصائي نساء وتوليد مع استشاري كان في الأصل مهندساً معمارياً ثم قام بتغيير المسار المهني وأصبح من أمهر أطباء النساء في مجال أمراض الجهاز البولي والنسائي. سألته كيف حدث التغيير، قال بعد أن عملت لسنوات كمهندس معماري، أعجبتني مهنة الطب أكثر، من خلال صداقتي لزميل دراسة أصبح جراحاً، فقررت أن أكون طبيباً مثله، فدرست سنة تحضيرية في البيولوجي (A level Biology) وبعدها التحقت بكلية الطب وأصبحت جراحاً كما تري.
وفى مرة أخرى، جاءتني دعوة على العشاء من زميلة كانت تعمل معي في نفس المستشفى في أدنبره عاصمة أسكتلندا، ذهبت فوجدتها تودعنا لأنها قررت أن تترك مهنة الطب وأن تعمل كمولدة (Midwife) . الحقيقة لم أتفهم القرار وسألتها: لماذا تتركين مجال عملك المهني بعد أن أصبحتِ على وشك أن تستكملي التدريب وتصبحي استشاري نساء وتوليد؟.. أجابت بهدوء شديد، الضغط العصبي الشديد، وعدم مقدرتي على أن أبدأ فى تكوين أسرة وأنا في سن الخامسة والثلاثين، جعلاني أفكر في تغيير المسار. بحثت عن مهنة أخري فوجدت أن مهنة المولدة تناسبني تماماً، وقدمت على دورة تدريبية متخصصة في التوليد، وساعدتني مهنتي في استكمال التدريب بسرعة ونجحت وحصلت على الرخصة، ولذا من الآن فصاعداً لن أكون زميلتك الطبيبة، ولكن سأكون المولدة التي كانت طبيبة، وسوف أستدعيك عندما أفشل في توليد أي سيدة وتتحمل أنت المسئولية كاملةً!.
كانت فكرة تغيير المسار المهنى Career Shift مستغربة جدا من وجهة نظري، حيث لم أكن مقتنعاً أن هناك أي سبب يجعلني أترك مهنتي التي أمضيت فيها عدة سنوات من الدراسة والعمل، إلى أن قابلت العديد من خريجي الجامعات الذين قاموا بتغيير مسارهم المهني في السنوات الأخيرة، وأيضا، في دراسة قام بها أستاذنا الدكتور حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وجد أن أكثر من ٣٠٪ من خريجي كليات الطب المصرية يتركون مجال العمل الطبي خلال ١٠ سنوات من التخرج ويعملون في مجال آخر. ولذا يتضح أن تغيير المسار يشبه الظاهرة التي تستحق الدراسة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الأسباب التي تدفع العديد من الشباب إلى تغيير مسارهم المهني والبحث عن عمل جديد؟ هل هو عدم وجود فرصة عمل مناسبة في مجال الدراسة الجامعية، خاصة في الكليات النظرية (الآداب والتربية والحقوق والتجارة)؟ هل هو ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين؟ وهل جامعاتنا تقوم بإعداد خريجيها لسوق العمل بطريقة صحيحة؟.. أسئلة نحاول الإجابة عنها.
وفي البحث عن الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تغيير مجال عملهم، بعد سنوات من الدراسة والعمل، وجدت أن ذلك يكون لأسباب طاردة في مجال العمل، أو لأسباب أخري جاذبة في مجال العمل الآخر. وبناءً على استطلاع رأي عن أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تغيير مجالهم الوظيفي إلى مجال آخر جاءت الأسباب كالآتي:
أولاً: تحقيق دخل أفضل في العمل الجديد (٤٧٪).
ثانياً: الضغط النفسي الشديد في العمل الأصلى (٣٩٪).
ثالثاً: البحث عن توازن بين العمل وجودة الحياة (٣٧٪).
رابعاً: البحث عن تحدٍ جديد (٢٥٪).
خامساً: فقدان الشغف في العمل وأسباب أخرى (٢٣٪).
وسوف نحاول تحليل هذه النتائج في المقالات التالية بإذن الله تعالى.
*رئيس جامعة حورس