أحمد يحيى الديلمي
خلافاً لما يروجه البعض ممن لا يُعجبهم العجب ولا الصيام في رجب عن الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تطلقها قيادة الثورة على الأراضي المحتلة، وخلافاً لما يقول هؤلاء القابعون في زوايا الخوف التي وصلت عقولهم إلى مرحلة التدجين والذين تحول الوهم لديهم إلى مخاوف لا وجود لها إلا في أعماقهم، خلافاً لكل ذلك سمعت فلسطينياً يعيش في كندا وهو يتحدث عن الخزي والعار الذي يعيشه العرب وحالة اليأس والحرمان التي أصابت المواطن العربي نتيجة عمالة حُكامه وانقيادهم للبيت الأبيض، فقال “لقد عاد إلينا بعض الدم العربي وشعرنا بالنخوة والاعتزاز عندما سمعنا أن صواريخ السيد الحوثي وصلت إلى مطار اللد وبعض المناطق في الأراضي المحتلة، أنا كفلسطيني من زمان أعتز بانحداري من اليمن وأن أسرتي هاجرت مُنذ زمن سحيق إلى فلسطين، ولكن هذا الاعتزاز تعاظم أكثر عندما سمعنا عن هذه الصواريخ والطائرات المسيرة التي أقلقت الصهاينة وقضت مضاجعهم، لا أُريد أن أقول أنها كانت الحاسمة لكنها كانت البداية العظيمة التي نأمل أن تبعث في بقية العرب ولو قليلاً من النخوة وتدفعهم إلى نصرة إخوانهم في فلسطين الذين يذوقون مرارة الموت في كل ثانية من الأطفال والنساء والشيوخ وكلهم ينتظرون نجدت إخوانهم بلا جدوى وكأن الدم العربي قد تخثر وأصابته الجرثومة الصهيونية وأصبح يتحدث باسمها “، انتهى كلام الفلسطيني، ومن خلاله نعرف مدى مُراهنة إخواننا في فلسطين الجريحة بإخوانهم العرب بلا جدوى، والإعلام العربي والخليجي بالذات يتحدث عن بضعة ملايين من الدولارات وملابس ممزقة يقولون أنها ذهبت إلى غزة لتحمي أطفال هذه المدينة الجريحة من حر البرد وتستر أجسادهم النحيلة عندما تكشفها صواريخ العدو وضرباته البغيضة، إذاً الفلسطينييون لا يزالون يراهنون وسيظل رهانهم مرهوناً بمن يتحرك ويُقدم ولو شيئاً بسيطاً لهذا الشعب المظلوم المكلوم الذين تكالب عليه العالم بما في ذلك أبناء جلدته، لا أقول الكل ولكن الغالبية منهم .
لا أدري كيف سيواجه القادة العرب الموت وهم يُحاسبون في الآخرة ناهيك عن الدنيا، وقد رأوا بأُم أعيُنهم أشلاء الأطفال ممزقة والنساء مبعثرة وكل شيء أصبح في غزة مُباحاً والعدو الصهيوني يُرسل حِمم الرصاص بين ثانية وأخرى، ليس الرصاص فقط بل الصواريخ والقنابل المدمرة التي تُصيب الأطفال والنساء وتهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، بل وتمتد إلى المستشفيات وأماكن العبادة وكل ما له علاقة بالحياة، والعرب يتمادون بالاستنكار والتنديد والشجب، من يستنكر من، ومن يشجُب من، وبمن تلوذون أيها العرب، أمريكا هي العدو الأكبر، عودوا إلى تصريحات بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في الأردن وعلى بُعد أميال من غزة الجريحة، وهو يتحدث عن مستقبل غزة بعد انتهاء العدوان، وكأنهم يُرسلون للعالم كيف يصلون ويدخلون مساجد العبادة، وأنتم تلوذون بهذه الدولة وبأوروبا رغم علمِكُم المسبق أن بريطانيا هي من زرعت هذا السرطان الخبيث في قلب الأمة، وسلمت هذه الأرض المقدسة إلى الصهاينة المشردين وجمعتهم من عالم الشتات ليدّعو بأن فلسطين أرض الميعاد، وهي دعوة باطلة تُكذبها كل الكُتب التاريخية والإثباتات الماثلة في الواقع .
لم يبق أمامكم أيها العرب إلا أن تخفوا وجوهكم في الرمال وتبقى أجسامكم عارية حتى لا يطالكم سخط أمريكا، وهذا هو الحال القائم الآن وأنتم تتغنون به وتفرضون على شعوبكم الخضوع والذل والاستكانة، افتحوا المجال أمام الشعوب وهي كفيلة بأن تتحرك وأن تمد إخوانها في فلسطين، لأن النخوة العربية لم تمت والدم العربي لا يزال يغلي وسيكون الحاسم إن شاء الله، والنصر قريب لأن نتنياهو بدأ يحس بالخذلان وعدم الرضا حتى عن نفسه، لأنه لم يُحقق شيئاً من الأهداف التي دمر غزة من أجلها وقتل الأطفال والنساء بسببها، فكل شيء لا يزال على حاله، الصواريخ تنطلق من غزة وعلى مرأى ومسمع من القبة الحديدية، وأبطال حماس والقسام الميامين مُرابطون في مواقعهم ينتظرون ساعة الخلاص من هذا الصهيوني العفن، نسأل الله التأييد والسداد لإخواننا في غزة والنصر المبين إن شاء الله، والله من وراء القصد ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الصحفيين العرب» يناقش دعم صحفيي فلسطين ومقاضاة الاحتلال على جرائمه.. 12 يناير
يعقد اتحاد الصحفيين العرب اجتماعات مهمة للمكتب الدائم والأمانة العامة فى دبي فى الفترة من 12 إلى 16 يناير القادمة .. وذلك فى وقت تواجه فيه الصحافة العربية تحديات مهمة مع سقوط أكبر عدد من شهداء الصحافة فى فلسطين ولبنان .. كما تواجه منطقتنا ودولنا العربية التحديات الأخطر فى تاريخها الحديث .
يناقش الاتحاد خلال الاجتماعات برئاسة مؤيد اللامي رئيس الاتحاد قضايا مهمة .. على رأسها التجهيز لاحتفالية كبري بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء الاتحاد كأحد قرارات القمة العربية الطارئة بالإسكندرية وبدعوة من مصر عام 1964 لدعم فلسطين ، وتقام الاحتفالية مع افتتاح المقر الجديد للاتحاد الذى تسلمه من الحكومة المصرية بشارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة والذي يتم تجهيزه حالياً .. ووجه الاتحاد الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والدولة المصرية لتخصيص المقر الجديد ودعم الاتحاد فى مسيرة عمله .
ويناقش الاتحاد الذى يضم فى عضويته كل نقابات وجمعيات وهيئات واتحادات الصحافة والإعلام بوطننا العربي ما تواجه منطقتنا العربية من تحديات جسيمة تستهدف الدول العربية .. ودور الصحافة والإعلام فى الدفاع عن القضايا العربية ووحدة الصف العربي ومواجهة المؤامرات التي تستهدف دولنا العربية وتقارير المنظمات المشبوهة التي تستهدف الأوضاع الداخلية بالدول العربية ،كما سيناقش الاتحاد أوضاع الصحفيين فى عدد من البلدان العربية التي تعاني من أوضاع غير مستقرة بسبب النزاعات الداخلية ما تسبب بعدم إمكانية التواصل نقابياً مع الاتحاد بسبب تلك الأوضاع وعدم توفر البيئة الآمنة والمهنية لتكون تلك النقابات والاتحادات بمستوي الطموح ، كما سيتدارس الاتحاد الطلبات المقدمة من منظمات صحفية غير منضوية بالاتحاد وتعاني بلدانها أيضا أوضاعاً غير مناسبة للعمل الصحفي بسبب التغييرات الحاصلة فى منطقتنا العربية مؤخراً .
كما يناقش الدور المهم للصحافة والإعلام فى فضح جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي فى غزة ولبنان واليمن وسوريا، والتي نتج عنها سقوط أكبر عدد من شهداء الصحافة عام 2024 فى تاريخ العالم .. ويناقش الاتحاد كيفية دعم وحماية الصحفيين خاصة فى فلسطين .. واستكمال إعداد ملف جرائم الاحتلال بحق الصحفيين للجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية لمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه التي لا تسقط بالتقادم ..
وكذلك توفير كل سبل الدعم للزملاء الصحفيين فى فلسطين واستمرار وسائل الإعلام العربية فى القيام بدورها لفضح الجرائم الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي.
كما يتضمن جدول أعمال الاتحاد مناقشة التحديات المهمة التي تواجه العمل الصحفي والإعلامي حالياً ، وتدريب الصحفيين والإعلاميين وضمان وجود قوانين تدعم حرية العمل الصحفي والإعلامي لضمان تعبيرها عن قضايا الوطن العربي والمواطنين والدفاع عنها.
ووجه اتحاد الصحفيين العرب الشكر لجمعية الصحفيين بالإمارات برئاسة الزميلة فضيلة المعيني على دعوتها واستضافتها لهذا الاجتماع المهم فى هذا التوقيت المهم.