قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول، وسقوط أكثر من 10 آلاف شهيد حتى الآن؛ تسبب في إثارة حال من التوتر والانقسام غير المسبوق داخل أروقة الحزب الديمقراطي الذي يضم أعضاء من ينحدرون من أعراق متعددة ولديهم توجهات متنوعة.

واستشهدت الشبكة بما قالته النائبة ديبي واسرمان شولتز (نائبة يهودية) بأن لم يصوت من الديمقراطيين على قرار لدعم إسرائيل ضد حماس فهو "بلا روح"  

وذكر الشبكة أن أصداء التعليقات على تصريحات شولتز ترددت في جميع أنحاء التجمع الديمقراطي في مجلس النواب، ولاسيما بالنسبة لـ15 عضوا الديمقراطيين الذي لم يصوتوا لصالح القرار وجميعهم من الملونين وبعضهم من الأمريكيين المسلمين.

وعلق زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز على تصرح شولتز قائلا: "أعتقد أنه من المشين أن ينتقد الديمقراطيون الديمقراطيين بشأن هذه تصويتهم ".

وقالت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، في تصريحات لسي إن إن، إنها امتنعت عن التصويت على القرار؛ لأنه لم يذكر الخسائر في أرواح الفلسطينيين الأبرياء أو الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

 وأشارت إلى أن الخلاف الداخلي حول تصريحات شولتز، هو مجرد مثال واحد من العديد من الأمثلة على الكيفية التي أدت بها الحرب الإسرائيلية على غزة إلى تأجيج التوترات الكامنة داخل الحزب الديمقراطي.

 وكان الزعماء الديمقراطيون حريصين على السيطرة على التوترات وتدخلوا بشكل مباشر، لاسيما بعد أن وصف النائب أندريه كارسون - وهو أمريكي مسلم - النائب جوش جوتهايمر من نيوجيرسي بأنه "فاسق" و"جبان" لوصفه معارضي قرار دعم أمريكا لإسرائيل بأنهم "حقيرون".

لكن بالرغم من تلك الجهود لا تزال التوترات واضحة، وأبرز مثال على ذلك انضمام 22 ديمقراطيًا إلى الجمهوريين في تصويت لتوجيه اللوم للنائبة الديمقراطية رشيدة طليب، (أمريكية من أصل فلسطيني) بسبب استخدامها عبارة فلسطين من النهر للبحر والتي يري الكثيرون أنها دعوة لتدمير دولة إسرائيل.

في المقابل يشعر حلفاء طليب بالغضب من مؤيدي قرار توجيه اللوم لها، بما في ذلك النائبة جايابال التي قالت أشعر بالحرج من هؤلاء الديمقراطيين الذين صوتوا لتوجيه اللوم لزميلتهم.  

اقرأ أيضاً

مسؤولون إسرائيليون يكشفون حصيلة الأسرى بغزة.. وبايدن يطلب من نتنياهو وقف الحرب 3 أيام

ومع استمرار الحرب الإسرائيلي وتنامي الأزمة الإنسانية في غزة، أصبح الانقسام داخل الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب أكثر وضوحا، ويعكس ذلك الانقسام الأكبر بين الناخبين الديمقراطيين في البلاد حول تعامل الرئيس جو بايدن مع الأزمة ودعمه الحازم لإسرائيل.

وتدفع مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب إلى تقديم دعم لإسرائيل، في حين تزايد انتقاد عدد من التقدميين للهجوم الذي يؤثر على المدنيين الفلسطينيين ويكثفون الضغط على إدارة بايدن للدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وفي الوقت الحالي، يحاول الزعماء الديمقراطيون تحقيق التوازن بعناية بين وجهات النظر المتنافسة في تجمعهم المتنوع، حيث يواجه بعض المشرعين على جانبي القضية الحساسة الآن تهديدات جراء مواقفهم بالتزامن مع تصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام.

وقالت النائبة الديمقراطية ديبي دينجل التي عارضت توجيه اللوم لطليب: الكراهية التي نراها تخيفني.. التهديدات بالقتل، والانقسام في المجتمعات، أمر غير مقبول".

وينقسم الديمقراطيون في مجلس النواب أيضًا حول طريقة تعامل البيت الأبيض مع الصراع، حيث يؤيد البعض تمامًا موقف إدارة بايدن المؤيد لإسرائيل، ويدعو آخرون الولايات المتحدة إلى الضغط على الإسرائيليين لممارسة ضبط النفس.

ويقول الديمقراطيون إن الانقسام ينعكس في ولاياتهم، ويضر بالرئيس.

وفي هذا الصدد، قالت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين: لدينا أكثر من 300 ألف عربي ومسلم، ولدينا 70 ألف يهودي. والتوتر يتصاعد بشكل كبير"

وأضاف سلوتكين عن الناخبين المسلمين: إنهم بالتأكيد يهددون قوتهم التصويتية في الولايات المتأرجحة. ولذا أعتقد أن هذا عامل حقيقي ومهم للغاية بالنسبة للبيت الأبيض".

وذكرت الشبكة الأمريكية أن ما يثير اهتمام التقدميين هو التصور بأن البيت الأبيض يعطي الأولوية لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وقالت النائبة التقدمية ألكساندريا أوكازيو كورتيز: نرى آلاف الأطفال الذين ماتوا..  هذه ليست حرب.. هذه فوضى.

وأضافت "لدينا مسؤولية لدعم معاييرنا والتزامنا بحقوق الإنسان".

اقرأ أيضاً

عائلات الأسرى في غزة تؤيد دعوة بايدن لوقف القتال مؤقتا

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي دعم إسرائيل فی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

أحلاها مر.. 3 سيناريوهات أمام الديمقراطيين لاستبدال بايدن

واشنطن- في حالة اتفاق نادرة، طالب مجلسا تحرير صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" بضرورة خروج الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية، وذلك عقب أدائه الكارثي في مناظرة 27 يونيو/حزيران ضد دونالد ترامب.

وطالبت افتتاحية نيويورك تايمز، أهم صحف التيار الليبرالي المقرب من الحزب الديمقراطي، بضرورة استبدال بايدن بمرشح أصغر وأكثر حيوية يستطيع هزيمة ترامب، ومنعه من العودة إلى البيت الأبيض لأربع سنوات جديدة.

أما صحيفة وول ستريت جورنال، أهم صحف التيار المحافظ المقرب من الحزب الجمهوري، فقد شددت على ضرورة انسحاب بايدن بعدما شاهده "أعداء أميركا"، من قادة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وهو ضعيف متلعثم يفقد ترتيب أفكار حديثه وسط ظهور ملامح الشيخوخة عليه بصورة لا يمكن تجاهلها، وهو ما يضر بصورة أميركا ومصالحها.

وأشار استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي إس نيوز ويوجوف يوم الأحد إلى أن 72% من الناخبين المسجلين يعتقدون أن الرئيس لا يتمتع بالصحة العقلية والمعرفية ليكون رئيسا.

وعلى النقيض من دعوات انسحاب بايدن، يدافع فريق من كبار قادة الحزب الديمقراطي عن بقاء بايدن في السباق اعتمادا على منطق أن ليلة واحدة سيئة لا تنقص من نجاحات بايدن السابقة.

ويعمل هذا التيار القوي على تجاهل السؤال المهم الذي يشغل الناخبين الديمقراطيين والناخبين المستقلين، ويتعلق ببساطة بتراجع قدرات بايدن الصحية والذهنية والمعرفية كما شاهدها أكثر من 50 مليون أميركي في بث حي، وهل يملك بايدن من القدرة ما يمكنه من الحكم ولاية ثانية تنتهي بعد بلوغه 86 من العمر.

وبين الدعوات لبقاء بايدن والدعوات لانسحابه، يتبارى المعلقون الديمقراطيون في طرح سيناريوهات مختلفة حول مستقبل بايدن، ومنهم من تطرق لعرض أسماء يمكنها القفز والظفر ببطاقة الترشح وهزيمة دونالد ترامب.

وأبرز المعلقون الديمقراطيون عنصر الوقت، وتوقيت عقد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي بين 19-22 أغسطس/آب القادم في مدينة شيكاغو، وضرورة حسم هذا الخلاف قبل موعد المؤتمر.

السيناريو الأول: بقاء بايدن

استفاد بايدن من تصريحات الدعم العلنية من قادة الحزب الكبار مثل الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس السابق بيل كلينتون ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والنائب جيمس كلايبورن، إلى جانب حكام ديمقراطيين مثل جافين نيوسوم من كاليفورنيا وجريتشن ويتمير من ميشيغان.

ويدعم هذا السيناريو غياب أي منافسة لبايدن خلال سباقات الحزب التمهيدية، وحصوله على تعهد 3900 مندوب من 4 آلاف، أي ما يقرب من نسبة 99% من المندوبين.

ويعتمد هذه السيناريو على أن أي بديل آخر سيضر بالحزب وتماسكه في ظل حالة التماسك الهش بين تيارات الحزب التقدمية والتقليدية التي كشفت عنها مواقفهما المتنافرة تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

السيناريو الثاني: انسحاب طوعي

يفترض هذا السيناريو أن يقرر بايدن بنفسه التقاعد، وهنا تكون مهمة الحزب إجرائية سهلة نظريا في كيفية العثور على مرشح آخر لخوض السباق الرئاسي.

ويعني انسحاب بايدن الطوعي ترك مؤتمر الحزب الديمقراطي مفتوحا، حيث يتم التصويت على مرشحين محتملين آخرين حتى يحصل أحدهم على أغلبية أصوات المندوبين. وقد يشعل ذلك منافسة محمومة بين الديمقراطيين الذين يتنافسون على الترشح.

ويذكر هذا السيناريو بانتخابات 1968 عندما قرر الرئيس ليندون جونسون عدم خوض السباق اعترافا بشعبيته المتلاشية بسبب المعارضة الشعبية للحرب في فيتنام، وعرف مؤتمر الحزب الديمقراطي فوضى عارمة حتى بعدما اختار الديمقراطيون نائب الرئيس هوبرت همفري مرشحا لهم.

ويخشى كبار مسؤولي الحزب من فوضى عارمة إذا ترك بايدن الساحة للتنافس المفتوح حال انسحابه وخوض أكثر من مرشح للسباق.

السيناريو الثالث: انقلاب على بايدن

وهذا سيناريو يتعلق بإجبار بايدن على الانسحاب غير الطوعي، وهو سيناريو أقل منطقية. ولم يسبق أن حاول أي حزب ترشيح أحد غير المرشح الحاصل على أغلبية أصوات المندوبين، ولا يبدو أن هناك أي توجه في هذا الاتجاه بعد.

لا يوجد دليل على أن الحزب سوف يفكر في التغيير من دون موافقة بايدن. ولكن، حتى لو حدث ذلك، فلا توجد آلية لاستبدال مرشح قبل المؤتمر، وبالتأكيد لا توجد طريقة لتعيين خليفة مختار.

ويتوقع أن يحدث هذه السيناريو فقط إذا فقدت قطاعات كبيرة من الحزب الديمقراطي الثقة في بايدن، فقد ينشق المندوبون إلى المؤتمر الوطني نظريا بشكل جماعي. وبالطبع، جاء اختيارهم ليكونوا مندوبين بسبب ولائهم لبايدن وقد تعهدوا بدعمه في المؤتمر.

ويتضمن ميثاق الحزب أحكاما لاستبدال المرشح في حالة الطوارئ. والغرض من هذا الإجراء هو استخدامه في حالة الوفاة أو الاستقالة أو العجز، وليس لاستبدال شخص ليست لديه رغبة في التنحي.

ولم يواجه بايدن منافسين أقوياء من داخل حزبه في الانتخابات التمهيدية، ونافسه عضو مجلس نواب مغمور من ولاية مينيسوتا هو دان فيليبس والكاتبة ماريان ويليامسون، ولم يحصلا إلا على عدد ضئيل جدا من أصوات المندوبين.

ومع ذلك، فإن لوائح اللجنة الوطنية للديمقراطيين تنطوي على بعض الثغرات التي يمكنها، من الناحية النظرية، دفع بايدن إلى الانسحاب؛ إذ تسمح قواعد الحزب للمندوبين "بكل ضمير حي أن يعكسوا مشاعر أولئك الذين انتخبوهم"، وذلك يعني أنه يمكنهم النظر إلى شخص آخر.

ويعني ذلك أيضا حدوث تمرد بين مندوبي الحزب، وربما خلافات صاخبة تضر بصورته، وقد تدفع إلى الفوضى لدى عدم وجود مرشح يهمين على أغلبية أصوات المندوبين.

فرص البديل

دستوريا، تحلّ نائبة الرئيس كامالا هاريس في منصب الرئيس محل بايدن تلقائيا إذا تنحى خلال فترة رئاسته. لكن القواعد نفسها لا تنطبق إذا انسحب بايدن كمرشح لسباق الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، ولا توجد آلية من شأنها أن تمنح نائب الرئيس اليد العليا في مؤتمر مفتوح، إذ يتعين عليها التنافس كأي مرشح آخر يسعى للفوز ببطاقة الحزب الرئاسية، وسيتعين عليها الفوز بأغلبية المندوبين، تماما مثل أي مرشح آخر.

قد يكون الاستقرار على بديل لبايدن أمرا مثيرا للانقسام والفوضى، وسيكون الأمر متروكا للمندوبين ليقرروا من يختارون في سلسلة من عمليات التصويت.

كذلك يعرف الحزب الديمقراطي ظاهرة "المندوبين الفائقين"، وهم مجموعة تضم نحو 700 من كبار قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين الذين لديهم أصوات كالمندوبين بصورة تلقائية في المؤتمر بناء على مناصبهم. وبموجب قواعد الحزب، لا يمكنهم التصويت في الاقتراع الأول على اختيار مرشح الحزب، لكن بإمكانهم عند تأرجح الترشيح أن يصوّتوا بحرية في المراحل التالية.

وهناك بعض الدعوات لحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم أو حاكم ميشيغان جريتشن ويتمير أو حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، ليعبر أحدهم عن رغبته في تحدي بايدن، لكن أيا من هؤلاء المرشحين لم يعلن أي رغبة في استبدال الرئيس حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • الديمقراطيون يتعهدون بدعم بايدن في الانتخابات الرئاسية.. مالقصة
  • “واشنطن بوست”: العديد من ممثلي الحزب الديمقراطي يعتبرون كامالا هاريس مرشحا رئيسيا بدلا من بايدن
  • بايدن يرفض الانسحاب من السباق الرئاسي والحكام الديمقراطيون يتعهدون بدعمه
  • الحكام الديمقراطيون يتعهدون بـ دعم بايدن في الانتخابات الرئاسية
  • بايدن متعهدا الاستمرار بالسباق الرئاسي: لا أحد يدفعني للرحيل
  • درس عن حماس يثير الجدل ويدفع معلمة أميركية للاستقالة
  • مؤتمر "ضباط الاتصال" يحظر شركات داعمة لإسرائيل ويحث الفيفا على منع فريق الاحتلال من الألعاب
  • الديمقراطيون في الكونغرس يستعدون لإقناع بايدن بالانسحاب من الانتخابات
  • ضغوط من المانحين الديمقراطيين بعد الأداء الضعيف في المناظرة
  • أحلاها مر.. 3 سيناريوهات أمام الديمقراطيين لاستبدال بايدن