سي إن إن: عدوان إسرائيل على غزة يثير توترا وانقساما بالحزب الديمقراطي
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول، وسقوط أكثر من 10 آلاف شهيد حتى الآن؛ تسبب في إثارة حال من التوتر والانقسام غير المسبوق داخل أروقة الحزب الديمقراطي الذي يضم أعضاء من ينحدرون من أعراق متعددة ولديهم توجهات متنوعة.
واستشهدت الشبكة بما قالته النائبة ديبي واسرمان شولتز (نائبة يهودية) بأن لم يصوت من الديمقراطيين على قرار لدعم إسرائيل ضد حماس فهو "بلا روح"
وذكر الشبكة أن أصداء التعليقات على تصريحات شولتز ترددت في جميع أنحاء التجمع الديمقراطي في مجلس النواب، ولاسيما بالنسبة لـ15 عضوا الديمقراطيين الذي لم يصوتوا لصالح القرار وجميعهم من الملونين وبعضهم من الأمريكيين المسلمين.
وعلق زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز على تصرح شولتز قائلا: "أعتقد أنه من المشين أن ينتقد الديمقراطيون الديمقراطيين بشأن هذه تصويتهم ".
وقالت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، في تصريحات لسي إن إن، إنها امتنعت عن التصويت على القرار؛ لأنه لم يذكر الخسائر في أرواح الفلسطينيين الأبرياء أو الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وأشارت إلى أن الخلاف الداخلي حول تصريحات شولتز، هو مجرد مثال واحد من العديد من الأمثلة على الكيفية التي أدت بها الحرب الإسرائيلية على غزة إلى تأجيج التوترات الكامنة داخل الحزب الديمقراطي.
وكان الزعماء الديمقراطيون حريصين على السيطرة على التوترات وتدخلوا بشكل مباشر، لاسيما بعد أن وصف النائب أندريه كارسون - وهو أمريكي مسلم - النائب جوش جوتهايمر من نيوجيرسي بأنه "فاسق" و"جبان" لوصفه معارضي قرار دعم أمريكا لإسرائيل بأنهم "حقيرون".
لكن بالرغم من تلك الجهود لا تزال التوترات واضحة، وأبرز مثال على ذلك انضمام 22 ديمقراطيًا إلى الجمهوريين في تصويت لتوجيه اللوم للنائبة الديمقراطية رشيدة طليب، (أمريكية من أصل فلسطيني) بسبب استخدامها عبارة فلسطين من النهر للبحر والتي يري الكثيرون أنها دعوة لتدمير دولة إسرائيل.
في المقابل يشعر حلفاء طليب بالغضب من مؤيدي قرار توجيه اللوم لها، بما في ذلك النائبة جايابال التي قالت أشعر بالحرج من هؤلاء الديمقراطيين الذين صوتوا لتوجيه اللوم لزميلتهم.
اقرأ أيضاً
مسؤولون إسرائيليون يكشفون حصيلة الأسرى بغزة.. وبايدن يطلب من نتنياهو وقف الحرب 3 أيام
ومع استمرار الحرب الإسرائيلي وتنامي الأزمة الإنسانية في غزة، أصبح الانقسام داخل الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب أكثر وضوحا، ويعكس ذلك الانقسام الأكبر بين الناخبين الديمقراطيين في البلاد حول تعامل الرئيس جو بايدن مع الأزمة ودعمه الحازم لإسرائيل.
وتدفع مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب إلى تقديم دعم لإسرائيل، في حين تزايد انتقاد عدد من التقدميين للهجوم الذي يؤثر على المدنيين الفلسطينيين ويكثفون الضغط على إدارة بايدن للدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وفي الوقت الحالي، يحاول الزعماء الديمقراطيون تحقيق التوازن بعناية بين وجهات النظر المتنافسة في تجمعهم المتنوع، حيث يواجه بعض المشرعين على جانبي القضية الحساسة الآن تهديدات جراء مواقفهم بالتزامن مع تصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام.
وقالت النائبة الديمقراطية ديبي دينجل التي عارضت توجيه اللوم لطليب: الكراهية التي نراها تخيفني.. التهديدات بالقتل، والانقسام في المجتمعات، أمر غير مقبول".
وينقسم الديمقراطيون في مجلس النواب أيضًا حول طريقة تعامل البيت الأبيض مع الصراع، حيث يؤيد البعض تمامًا موقف إدارة بايدن المؤيد لإسرائيل، ويدعو آخرون الولايات المتحدة إلى الضغط على الإسرائيليين لممارسة ضبط النفس.
ويقول الديمقراطيون إن الانقسام ينعكس في ولاياتهم، ويضر بالرئيس.
وفي هذا الصدد، قالت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين: لدينا أكثر من 300 ألف عربي ومسلم، ولدينا 70 ألف يهودي. والتوتر يتصاعد بشكل كبير"
وأضاف سلوتكين عن الناخبين المسلمين: إنهم بالتأكيد يهددون قوتهم التصويتية في الولايات المتأرجحة. ولذا أعتقد أن هذا عامل حقيقي ومهم للغاية بالنسبة للبيت الأبيض".
وذكرت الشبكة الأمريكية أن ما يثير اهتمام التقدميين هو التصور بأن البيت الأبيض يعطي الأولوية لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وقالت النائبة التقدمية ألكساندريا أوكازيو كورتيز: نرى آلاف الأطفال الذين ماتوا.. هذه ليست حرب.. هذه فوضى.
وأضافت "لدينا مسؤولية لدعم معاييرنا والتزامنا بحقوق الإنسان".
اقرأ أيضاً
عائلات الأسرى في غزة تؤيد دعوة بايدن لوقف القتال مؤقتا
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي دعم إسرائيل فی مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!
الحوار التالي دار بين فتاة إعلامية أمريكية صغيرة السن وبين مالك منصة X إيلون ماسك في أعقاب فرز نتائج الانتخابات الأمريكية، وانتصار المرشح للرئاسة دونالد ترامب، قالت فيه الفتاة: «نحن وسائل الإعلام الآن!»، ليرد عليها ماسك: «نعم أنتم وسائل الإعلام الآن».
جاء ذلك على خلفية الصراع الذي بدا واضحاً بين وسائل إعلام تقليدية تمتلك مليارات الدولارات انحازت مع الديمقراطيين، وناشطين أو صحافيين مستقلين استطاعوا مواجهة تلك المؤسسات وتعويض القارئ عن انحيازها التام للديمقراطيين.وكأن دورة الصحافة في التاريخ الإنساني تعيد بناء نفسها من جديد، وكأن المؤسسات الصحفية وصلت لحالة من الانحياز و«الأدلجة» دفعت بها للتعالي على قرائها وفرض أجنداتها دون حياء، الأمر الذي دفع ما يسمى بصحافة الأفراد للواجهة وتقديم خيارات أخرى أمام القارئ.
إنها فرصة جديدة لبناء مؤسسات جديدة، وتحويل تلك المبادرات الفردية إلى مؤسسات صحفية بديلة عن مؤسسات ترهلت وأدمنت التعالي، فبقاء الأفراد غير مفيد وهو زائل لا محالة لأسباب عديدة، وهي تذكرنا بلا شك ببداية الصحافة في التاريخ الإنساني بمبادرات فردية تحولت عبر الزمن إلى مؤسسات.
لقد لخص «ماسك» الصراع الإعلامي المرير في الولايات المتحدة الأمريكية بين الوسائل التقليدية وبين أفراد استخدموا منصات التواصل الاجتماعي وخاصة منصة X للتعبير عن قضاياهم، وتأسيس صحافة بديلة تعبّر عما يؤمنون به.
صراع حمل في طياته خصومة اجتماعية وطبقية وفئوية عميقة بين تيارات ونخب وقواعد شعبية، أنتجت غداة الانتخابات الأمريكية ما يشبه انتفاضة حمراء، وكأنها ثورة كما الثورات الأوروبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما انتفض الفقراء والعوام ضد النخب الارستقراطية، لكن الغريب في الحالة الأمريكية أن واجهة هذه الثورة هم من أغنياء أمريكا «دونالد ترمب، وإيلون ماسك».
إذن الصراع لم يكن من أجل المال وإن كان هو أحد عوامله المساعدة، لكنه كان في أساسه صراع القيم والأسرة التي يشترك فيها الغني والفقير، الأبيض والأسود، المسلم واليهودي والمسيحي وحتى عبّاد النار والأوثان، ضد انحراف اليسار المتطرف الذي حاول أن يقضي على بشرية الأرض ويحول الإنسانية إلى مجرد مسوخ.
الضغينة أو الكراهية الإعلامية بين دونالد ترمب منفرداً ضد الحزب الديمقراطي ومن ورائه معظم الوسائل الإعلامية التقليدية (سي إن إن، سي بي سي، نيويورك تايمز، الواشنطن بوست... إلخ)، والتي اصطفت ضده منذ عشر سنوات في محاولة للإطاحة به، وإخراجه من المشهد السياسي في أمريكا كانت رأس جبل الجليد لانقسام أمريكي حاد، بين نخبة أركانها الإعلام وهوليود، وأصحاب المال، وعائلات سياسية، انفردت بالمال والسلطة وتعتقد أنها مخولة لقيادة الحياة الإنسانية وتطويع البشر لها.
لقد استطاع من يمكن تسميتهم بـ«المهمشين إعلامياً» إنشاء منصات مجانية على موقع X ويوتيوب، وصلت لمئات الملايين من المتابعين والتأثير فيهم وإنقاذ أفكار وبرنامج ترمب ونقلها للشارع الأمريكي.
وبالرغم من الإمكانات المالية والمهنية الهائلة التي يمتلكها الإعلام التقليدي النخبوي إلا أنه لم يستطع اكتشاف القطيعة التي تسبب فيها مع الشارع الأمريكي، والتي بدت واضحة في استطلاعات الرأي غير الدقيقة، لقد اتخذت المجتمعات المحلية المؤيدة لترمب خطة دفاعية بعدم التصريح بآرائهم قبيل الانتخابات الرئاسية، وفضلوا إما الإدلاء بمعلومات خاطئة أو تجنب الإدلاء بمواقفهم، وهو موقف ورط الديموقراطيين وإعلامهم وأوقعهم في وهم الانتصار المبكر.
لقد جاء الاكتساح الهائل لترمب كنتيجة حتمية للغضب المتراكم بين الطبقات الشعبية، ضد النخب السياسية والفنية والإعلامية التي لا تشبهها، والتي أمعنت في الافتراء والكذب والتزوير والدفع بالأفكار المنفلتة على حساب المهمشين، نخب مقطوعة عن الواقع ولا تعبر عن البسطاء، بل تفرض أجنداتها وتشيطن من لا يتبعها.
إن التصويت العقابي الذي فرضه الشعب الأمريكي لم يوجه ضد الحزب الديمقراطي فقط، بل مس كل النخب من إعلامية إلى فنية إلى أعضاء الكونغرس وحكام الولايات، وكأنهم يقولون لهم لقد استبدلنا ذراعكم الإعلامية التقليدية التي هي جزء من الجسم السياسي الفاسد أخلاقيا، ولذلك نجحت الصحافة الفردية على X، في نشر الأخبار وقيادة الرأي العام.
كما نجحت برامج البودكاست في التأثير على مجتمعات الشباب والطبقات المتوسطة وسالكي الدروب من العمال والموظفين، الذين يقضون ساعات طويلة في سياراتهم يستمعون لبرامج بودكاست منخفضة التكلفة بدلاً من مشاهدة نخب مغرورة متكلفة في الـ«سي إن إن» وبقية القنوات.
لقد انتصرت فتاة صغيرة تتقاضى فقط مئتي دولار من عوائد منصة X، ولا تصل إلى استديو «سي إن إن» بسيارة بورشة وحقيبة هرمز، على أعتى مقدمي البرامج المنتشين الذين يتقاضون ملايين الدولارات من محطات التلفزة الليبرالية.