شارك الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، أمس الأربعاء، في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في جلسة بعنوان: «تصحيح مسار العمل المناخي العالمي في COP28».
واستعرض الجهود التي يبذلها فريق رئاسة المؤتمر، ومخرجات الفترة التحضيرية؛ لضمان نسخة مميزة واستثنائية، وأوضح خطوات الاستعداد للاستضافة من خلال استراتيجية، شملت آلية العمل والحوكمة، وجولة عالمية استباقية، للاستماع والتواصل، وتقصي الحقائق، وإعداد خطة عمل رئاسة المؤتمر، وتحديد أهداف واضحة للمسارات التفاوضية.


أكد  الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن استضافة الإمارات لهذا المؤتمر، الذي سيكون أكبر مؤتمر دولي تستضيفه الدولة، وأهم مؤتمر عالمي يركز على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ، تعد مصدر فخر واعتزاز لكل المواطنين والمقيمين، ومحطة تاريخية، ترسخ دور الإمارات في بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
محطة تاريخية
وأعرب عن ثقته أنه بدعم القيادة وتكاتف الجميع وتضافر جهودهم، سيكون «COP28» محطة تاريخية، تسجل دور الإمارات في بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية العليا للإشراف على الاستضافة، برئاسة سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، واللجان المساندة، تبذل جهوداً فائقة في الإعداد للمؤتمر الذي سيشهد حضور أكثر من 85 ألف مشارك، بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشعوب الأصلية والشباب.
وشدد على أن نجاح «COP28» مسؤولية وطنية، تستهدف تقديم مؤتمر استثنائي مميز، يعزز الدبلوماسية الإماراتية، ويحمي مصالح الدولة، ويحقق أهدافها، من خلال جهد وطني شامل، يتطلب مساهمة القطاعَين الحكومي والخاص وكافة الأفراد والمؤسسات وجميع شرائح المجتمع.
وضمن الاستعدادات لاستضافة المؤتمر ومواصلة بناء الزخم اللازم لنجاحه، انعقدت في أبوظبي مؤخراً الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـ«COP28»، التي حضرها أكثر من 70 وزيراً، و100 وفد، لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بمفاوضات المؤتمر؛ بهدف بناء توافق في الآراء، وتحديد مسار العمل المرتقب.
وتستمر رئاسة «COP28» في الدعوة إلى إحراز تقدم بشأن تقديم الـ100 مليار دولار سنوياً، والتعهدات النهائية لصندوق المناخ الأخضر، والالتزامات الجديدة بمضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وتجديد موارد صندوق التكيف بنجاح.

الصورة


23 كارثة طبيعية
واستهل سلطان الجابر الجلسة بمقدمة أشار فيها إلى أن عام 2023 شهد حتى الآن أكثر من 23 كارثة طبيعية كبيرة، بما فيها فيضانات وأعاصير وحرائق وذوبان الجليد في كل من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) وجرينلاند، مضيفاً أن عام 2023 سجل أعلى درجة حرارة في الأرض منذ بداية الثورة الصناعية، وأن هذه التداعيات الضخمة، تجعل من تغير المناخ تحدي العصر.
ثم قدم نبذة حول استجابة العالم لهذا التحدي؛ حيث قامت منظمة الأمم المتحدة بتأسيس الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ «UNFCCC» في عام 1992، وتم الاتفاق على عقد مؤتمرات للدول الأطراف في هذه الاتفاقية، وأول هذه المؤتمرات كان في برلين في عام 1995، وأصبحت تنعقد سنوياً، وتعرف باسم «مؤتمرات الأطراف»، وتعد أعلى سلطة سياسية عالمية معنية بتغير المناخ.
وأوضح أن المؤتمرات السابقة نجحت في تحديد الأولويات الصحيحة، لكنها واجهت تحديات في تنفيذ المخرجات التفاوضية، وأن العالم أصبح بحاجة إلى مؤتمر استثنائي، يحقق نقلة نوعية في العمل المناخي، وهذا ما يسلط أنظار العالم على «COP28»، ويترقب ما سيتوصل إليه من مخرجات ونتائج.
وانتقل إلى شرح المسؤولية الكبيرة التي تمثلها استضافة مؤتمر الأطراف؛ فالعالم يعاني حالياً انقسامات وتوترات جيوسياسية متعددة الأسباب، وسيستضيف المؤتمر 198 دولة ومنظمة، تمتلك كل واحدة منها مواقف وآراء ومصالح مختلفة عن الآخرين.
وقال: إن ما يزيد من أهمية المؤتمر، هو أن العالم يتوقع منه إعداد استجابة عالمية فعّالة لأول تقييم للتقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس والمعروف باسم «الحصيلة العالمية» التي أظهرت أن العالم بعيد عن المسار الصحيح للمحافظة على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
دبلوماسية المناخ
وأوضح الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة بتمكين الشباب، حرصت رئاسة «COP28» على تأهيل فريق من المفاوضين الإماراتيين، ليقوموا بدور محوري في تحقيق تقدم ملموس في العمل المناخي، وتمكين مستقبل دبلوماسية المناخ، بما يعزز الدور الرائد لدولة الإمارات في هذا المجال، وذكر أن نسبة المفاوضين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً ضمن فريق المؤتمر تبلغ نحو 70%. وأكد أن جهود فريق المؤتمر، حققت خطوات مهمة لتطوير العمل المناخي، منها استجابة 85% من اقتصادات العالم لدعوة رئاسة COP28 إلى الالتزام بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، واستجابة أكثر من 20 شركة للنفط والغاز لدعوة رئاسة المؤتمر إلى خفض انبعاثات الميثان إلى «صافٍ صفري» بحلول 2030، وإحراز بنوك التنمية متعددة الأطراف، تقدماً ملموساً في تعزيز وتطوير آليات التمويل المناخي.
100 مليار دولار
وتستمر رئاسة المؤتمر في جهودها لتطوير العمل المناخي من خلال دعوتها إلى رفع سقف الطموح، وزيادة التمويل المخصص للمناخ من مليارات إلى تريليونات الدولارات، ودعم العديد من المبادرات والإجراءات الهادفة إلى تعزيز التمويل المناخي، ومنها الوفاء العاجل بالتزامات التمويل السنوية بقيمة 100 مليار دولار.
وأضاف الجابر، أن رئاسة «COP28» تستهدف من خلال المؤتمر، رفع سقف الطموح العالمي للتصدي لتحديات التغير المناخي، بما يحقق تقدماً جوهرياً في العمل المناخي، ومستقبلاً مستداماً لجميع الأفراد والمجتمعات؛ وذلك من خلال تحقيق خفض مؤثر في الانبعاثات، والعمل لتفعيل كل من المسرع العالمي لإزالة الكربون، وميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي، وإعداد وتنفيذ استراتيجية الحد من غاز الميثان، وتبنّي أكبر عدد من الدول للتعهدات الهادفة إلى دعم تسريع خفض الانبعاثات.
وتم إعداد إطار للحوكمة الإدارية والمؤسسية من خلال تشكيل اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف برئاسة سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، والتي من مهامها اتخاذ القرارات، وتحديد التوجهات الاستراتيجية الخاصة بتنظيم المؤتمر، وتنسيق العمل بين كافة المؤسسات الحكومية والقطاعات، لضمان استضافته بنجاح.
كما تم تشكيل عدد من اللجان المساندة، لدعم عمل اللجنة الوطنية العليا، منها اللجنة التنفيذية لاستضافة وإدارة الفعاليات، برئاسة سموّ الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائبة رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان؛ وذلك للإشراف على إنجاز الاستعدادات اللازمة للمؤتمر العالمي.

الصورة

لجنة إعلامية للمؤتمر 
كما تم تشكيل اللجنة الإعلامية للمؤتمر، برئاسة سموّ الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس المكتب الوطني للإعلام، والتي تعمل على تسليط الضوء على التجربة الإماراتية في التخطيط للمستقبل، وتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد وبناء نموذج للتنمية المستدامة.
وأوضح، أنه تماشياً مع توجيه القيادة بأن يكون «COP28» أكثر مؤتمرات الأطراف شمولاً واحتواءً للجميع، تم التشاور مع كل من الجهات المعنية في الدولة والشركاء الاستراتيجيين، والرئاسات السابقة لمؤتمرات الأطراف، وتم القيام بجولة عالمية؛ شملت القارات الخمس، وكانت هذه الجولة خطوة استباقية مهمّة، ميّزت رئاسة الإمارات للمؤتمر، وأسهمت في الإعداد والتحضير الجيد له؛ إذ لم يتم الاكتفاء بالدور الروتيني المُعتاد لرئاسة المؤتمر، وإنما عملنا بمنهجية استباقية، واستمعنا للكل وشاركنا الكل، وأوصلنا أصوات الجميع.
جولة ولقاءات 
وقال: إن الجولة شملت أكثر من 50 دولة، وشهدت عقد لقاءات مع أكثر من 200 من القيادات العالمية والشركاء والخبراء والمعنيين بالعمل المناخي، وتضمنت لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في المملكة المتحدة، وفرنسا، والهند، وباكستان، وعدد من الدول في القارتين الإفريقية والأمريكية، وأن هذه اللقاءات أسهمت في تصحيح التصور العام الخطأ بشأن استضافة دولة الإمارات للمؤتمر؛ باعتبارها منتجة للنفط، وتم إيضاح الإرث الأصيل ونهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاستدامة والعمل المناخي منذ تأسيس الدولة.
وشملت الجولة مراكز الفكر والإعلام العالمية، ولقاءات مع ممثلي قطاع النفط والغاز والصناعات الأكثر تسبباً في الانبعاثات؛ مثل: النقل الثقيل وصناعات الحديد والألمنيوم والأسمنت، وتعد هذه أول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، يتم فيها إشراك هذه القطاعات. 
تعهدات واضحة
وأوضح سلطان الجابر، أنه كان هناك بعض التردد والقلق من قبل بعض المنظمات والدول والمؤسسات بالنسبة لإشراك هذا القطاع في العمل المناخي، وأنه نتيجةً للتواصل الإيجابي والدعوة إلى حشد الجهود تحقيقاً للمصالح المشتركة، قامت هذه القطاعات، وللمرة الأولى، بالإعلان عن التزامات وتعهدات واضحة في خفض الانبعاثات والعمل المناخي.
وأشار إلى لقاءات مع بنوك التنمية متعددة الأطراف، ومؤسسات التمويل الدولية، وشركات القطاع الخاص؛ حيث تمت مناقشة دورهم في ضرورة تطوير آليات التمويل العالمي، وزيادة تمويل العمل المناخي العالمي؛ حيث كان هناك تفاعل إيجابي من هذه المؤسسات.
مجتمع الشباب 
كما شملت الجولة مجموعة من اللقاءات مع مجتمع الشباب حول العالم؛ نظراً لأهمية دورهم في العمل المناخي، ومدى ارتباط مستقبلهم بتطوراته، وأشار إلى استحداث مهمة رائد الشباب للمناخ.
وأوضح أن الجولة شملت أيضاً لقاءات مع المؤسسات الدينية، وبخاصة الأزهر والفاتيكان، وتم التنسيق معهم؛ لدعم العمل المناخي في ضوء الأهمية الكبيرة لدور هذه القيادات في غرس القيم والمبادئ التي تحثّ الأفراد والمجتمعات على الخير وحماية كوكب الأرض، ودعا قادة الأديان إلى تحفيز العمل المناخي في مجتمعاتهم.
كما تضمنت الجولة العالمية لقاءات مع الشعوب الأصلية، تحقيقاً لمبدأ الشمول واحتواء الجميع؛ حيث سيستضيف «COP28» لأول مرة في مؤتمرات الأطراف جناحاً لهذه الشعوب، وأوضح الجابر أن هذه الجولة الاستباقية أسهمت في البدء بتقريب وجهات النظر وتوفيق الآراء، للوصول إلى توافق عالمي، لرفع سقف الطموح للمناخ.
وانتقل إلى شرح خطة عمل رئاسة «COP28» التي تم إعدادها بناءً على مخرجات ونتائج جولة الاستماع والتواصل، لتسهم في تقديم استجابة فاعلة لنتائج الحصيلة العالمية لـ«اتفاق باريس»، وحلول ملموسة للتحديات القائمة من خلال اتخاذ إجراءات فاعلة تتماشى مع ركائز الخطة الأربع؛ وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
وقدم الجابر، خلال الجلسة، أعضاء فريق الإمارات التفاوضي الذين أعربوا عن فخرهم بالمشاركة في هذه المهمة الوطنية، والوصول إلى نتائج ملموسة عبر التركيز على تكريس التوافق، وتحقيق الإجماع المنشود حول مختلف مجالات النتائج التفاوضية.
التجارة والتمويل
ثم استعرض برنامج المؤتمر الذي يمتد من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول، مشيراً إلى إضافة موضوعات متخصصة، بناءً على المشاورات التي أجريت مع كافة الأطراف المعنية، ولفت إلى أن برنامج الموضوعات المتخصصة، يتضمن أياماً جديدة تستجيب للتحديات العالمية؛ حيث خصصت رئاسة «COP28» يوماً للصحة والإغاثة والتعافي والسلام لأول مرة في مؤتمرات الأطراف، كما سيكون أول مؤتمر يركز على دور التجارة والتمويل في العمل المناخي.
اتفاق باريس
وأوضح أن رئاسة «COP28» تحمل مسؤولية توفيق آراء المجتمع الدولي على تقديم استجابة حاسمة وفاعلة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتصحيح مسار العمل العالمي الهادف إلى تحقيقها، مشيراً إلى أن مجالات التركيز الرئيسية للاستجابة تتضمن تحقيق نتائج قوية في مجال «التخفيف»، والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن التكيف، وحلول رائدة في مجال التمويل، بما يشمل تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والوفاء بالتعهدات التي تمت في مؤتمر «COP27» في شرم الشيخ، مع ضرورة مضاعفة تمويل التكيف، بما يشمل تقديم تعهدات للصندوق المخصص لهذا الهدف، وكذلك تحقيق نقلة نوعية في مؤسسات التمويل الدولية، وبناء وتعزيز أسواق الكربون، وحشد وتحفيز استثمارات القطاع الخاص، ليرتفع التمويل المناخي من المليارات إلى التريليونات.
مدينة إكسبو دبي
ثم قدم الجابر لمحة عن موقع استضافة «COP28» في مدينة إكسبو دبي والذي يضم منطقتين؛ حيث تقام المفاوضات في «المنطقة الزرقاء» المخصصة للوفود الرسمية والمشاركين المعتمَدين من جانب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تخضع هذه المنطقة لإدارتها، بينما ستكون «المنطقة الخضراء» التي تديرها دولة الإمارات مفتوحة للجمهور والمنظمات غير الرسمية والمشاركين الآخرين. 
مشاركة أكثر من 160 رئيس دولة وحكومة
توقع سلطان الجابر أن يشهد «COP28» مشاركة أكثر من 160 رئيس دولة وحكومة، و85000 مشارك، وأكثر من 5000 من ممثلي وسائل الإعلام الحاصلين على الاعتماد الإعلامي الرسمي من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وحرصاً على إيصال رسالة المؤتمر، ونقل فعالياته للعالم أجمع، فقد تم تخصيص مساحات وأماكن كافية للإعلام، ومركزَيْن إعلاميَّين مزودَين بجميع التقنيات اللازمة لتسهيل مهمة الإعلاميين.وأكد الدكتور سلطان الجابر أهمية توقيت المؤتمر الذي يتزامن مع عيد الاتحاد؛ حيث تقدم الإمارات تجربتها للعالم مثالاً حياً لتوحيد الجهود والعمل والإنجاز، وأوضح لحضور الاجتماع أن نجاح المؤتمر هو جهد وطني شامل، يتطلب مساهمة القطاعَين الحكومي والخاص وكافة الأفراد والمؤسسات وجميع شرائح المجتمع داخل الدولة، وقيام الشركات والجهات المعنية بإطلاق وتنفيذ مبادرات مرتبطة بالاستدامة وتحقيق الحياد المناخي، وإبراز دور الدولة الإيجابي في العمل المناخي.
ووجه دعوة إلى كافة الجهات للتعاون والتنسيق في هذه المسؤولية الوطنية، بما يضمن تقديم مؤتمر استثنائي مميز؛ يعزز الدبلوماسية الإماراتية، ويحمي مصالح الدولة، ويحقق أهدافها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلطان الجابر كوب 28 فی العمل المناخی بن زاید آل نهیان التمویل المناخی رئاسة المؤتمر سلطان الجابر تغیر المناخ الإمارات فی برئاسة سمو لقاءات مع أکثر من من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تفتتح احتفالية البنك الدولي تحت عنوان «العمل المناخي والتحول الأخضر»

افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ورشة عمل البنك الدولى، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لاحتفالات يوم البيئة الوطني 2025 تحت عنوان "العمل المناخي والتحول الأخضر"، بحضور المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتور الخان بولكوف Elkhan Polukhov سفير جمهورية أذربيجان في مصر، وستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي للبنك الدولي، وبمشاركة الدكتور علي أبو سننة رئيس جهاز شئون البيئة، ولفيف من خبراء البيئة فى مصر وممثلى البنك الدولى، وممثلي الجهات المانحة والسفارات والوزارات والجهات المعنية والمجتمع المدني والأكاديميين.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الاحتفال بيوم البيئة الوطني هذا العام تحت عنوان التحول الأخضر العادل يأتي في ظل استكمال مصر لهذا المسار رغم التحديات والأزمات العالمية المتسارعة، وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية بوضع ملف البيئة في قلب عملية التنمية، وحرص رئيس الوزراء على وضع البيئة تحت محور الأمن القومي في برنامج الحكومة الجديدة.

واستعرضت وزيرة البيئة أهم خطوات التحول الأخضر العادل خلال عام 2024، وقالت: “تم استكمال العمل على ملف إدارة المخلفات، وحصدنا ثمار القرار الذي اتخذناه من 4 سنوات بمنع استيراد المخلفات، ما انعكس على زيادة إنتاج الوقود البديل لاستخدامه في مصانع الأسمنت، حيث تم توقيع 6 عقود لمصانع تدوير مخلفات لإنتاج الوقود البديل تنفذها مصانع الأسمنت، والذي يعد إنجازا مهما لقطاعي البيئة والصناعة لدعم صناعتي تدوير المخلفات والاسمنت في مصر”.

وأضافت أنه “يتم استكمال العمل على تقنين أوضاع العمالة غير الرسمية في مجال المخلفات، والتنسيق مع القطاع الخاص لضمان إشراكهم في مشروعات ادارة المخلفات، كما أصدرنا تراخيص لأكثر من 300 شركة كبيرة ومتوسطة وصغيرة في مجال جمع ونقل وإدارة والدفن الآمن للمخلفات، بما ينعكس على تعزيز الاستثمار في المخلفات، بالإضافة للعمل على دعم الاستثمارات الأجنبية في المخلفات بمختلف أنواعها، ومنها إقامة شراكة استثمارية مع الجانب الإماراتي في مجال ادارة المخلفات الزراعية والطبية بالتعاون مع وزيري الزراعة والصحة والمحافظات المعنية”.

كما تحدثت وزيرة البيئة عن قصة النجاح التي شهدها عام 2024 في التعاون مع البنك الدولي من خلال مشروع إدارة تلوث الهواء والمناخ بالقاهرة الكبرى في تنفيذ خطة مستديمة لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية، في ظل التنبؤ بحدة الظاهرة نتيجة زيادة عدد ساعات السكون بنسبة 40% عن الـ20 عاماً الماضية مما يزيد الشعور بالانبعاثات، ونجح تنفيذ هذه الخطة في تدوير 98%؜ من قش الأرز المجمع، وتدوير مخلفات حطب الذرة والسمسم بالتعاون مع القطاع الخاص والشباب، بما ساهم في منع 334 ألف طن من الملوثات على منطقة الدلتا كانت متوقعة خلال فترة نوبات تلوث الهواء الحادة.

وأشارت أيضا إلى نجاح وزارة البيئة في الحصول على بجائزة "Esri SAG Award 2024" جائزة التميز الدولية فى نظم المعلومات الجغرافي لضمان استدامة التنوع البيولوجي في مصر خلال 2024، نتيجة النجاح في تنفيذ منظومة رصد الموارد الطبيعية بتقنيات تكنولوجيا عالية.

وتابعت: “كما نجحنا بالتعاون مع وزارة الزراعة وصندوق المناخ الأخضر في أن تكون مصر ضمن 6 دول تحصل على تمويل 200 مليار دولار لتنفيذ مشروعات في مجال الزراعة الذكية ومشروعات الدراسات مع منظمة الفاو وتقديم تمويل ميسر ودوار للمزارعين لزراعة محاصيل مستنبطة لديها القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ، مما يعزز ملف الأمن الغذائي في مصر”.

ولفتت الدكتورة ياسمين فؤاد أيضا إلى نجاح وزارة البيئة في نهاية 2024 في تقديم ملف الشفافية الأول لفترة من 2020 حتى 2022، تم من خلاله مراجعة انبعاثات مصر وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات في عدد من القطاعات، حيث اظهر التقرير النجاح في تنفيذ هدف خفض الانبعاثات في قطاع الكهرباء والبترول، وكان البطل هو قطاع النقل الذي نجح في تخطي هدف الخفض من 7؜ إلى 16%، ولا تزال هناك بعض القطاعات التي تتطلب مزيد من العمل ومنها آلية تعديل حدود الكربون CBAM خاصة في قطاع الصناعة، حيث تم الانتهاء من خارطة الطريق لها، كما يتم العمل على زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في قطاع السياحة من خلال مشروعي الغردقة الخضراء وشرم الشيخ الخضراء بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وانطلاقا من الوضع الوطني إلى الدور العالمي، أشادت وزيرة البيئة بالجهود الفنية والسياسية والتنظيمية الحثيثة لدولة أذربيجان في تنظيم مؤتمر المناخ COP29، خاصة مع التحدي الكبير الذي واجهه المؤتمر كمؤتمر للتمويل يستهدف الخروج برقم طموح لتمويل المناخ، حيث تولت مصر مهمة التشاور مع مختلف الدول والأطراف لتسيير مفاوضات الهدف الكمي الجمعي الجديد لتمويل المناخ بالقيادة المشتركة مع استراليا، وحرصت مصر على مراعاة مطالب واحتياجات الدول الأفريقية والعربية والنامية، ونجحت توصيات المؤتمر في الاعتراف بالمسئولية المشتركة متباينة الأعباء بين الدول مع الاعتراف بمسئولية الدول المتقدمة في توفير التمويل، وتم إقرار 300 مليار دولار تمويل سنويا بحلول 2035، مع رصد مصادر تمويل مختلفة، وتخصيص قدر اكبر للتكيف كاولوية لكثير من الدول، وزيادة التدفقات لصندوق المناخ الأخضر.

من جانبه، أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، خلال كلمته، أن هذه المناسبة مثال واضح لتزايد الاهتمام على المستوى الرسمي والوطني بقضايا البيئة، وتأكيد على سعي الدولة المصرية نحو أهمية رفع الوعى البيئي لما له من أهمية كبرى.

وقال إن الدولة اتخذت العديد من الخطوات الجادة فى سبيل التحول للأخضر ودعم العمل المناخي وتقليل الملوثات من خلال التوسع فى إنشاء مشروعات الطاقة البديلة كمحطات الطاقة الشمسية ومحطات طاقة الرياح وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الملوثة للبيئة كالبنزين والسولار واستبداله بمصادر أخرى أقل ضرراً على البيئة كالغاز الطبيعى أو مصادر الطاقة النظيفة كالكهرباء لتشغيل السيارات ووسائل النقل الجماعى أيضاً، هذا إلى جانب جهود إعادة التدوير والتوسع فى الاعتماد على المواد الصديقة للبيئة والتى تمثل جميعها أحد أهم بنود رؤية مصر 2030.

وأوضح محافظ الجيزة أن هناك تعاونا مع وزارة البيئة للتعامل مع المخلفات الصلبة بطريقة بيئية سليمة، مشددا على أهمية رفع الوعي لدى المواطنين وتشجيعهم علي تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة ومواجهه التحديات البيئية الوطنية والحفاظ الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة.

في حين ثمن المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الشراكة المثمرة مع وزارة البيئة والبنك الدولي من خلال تنفيذ المشروع، حيث تستفيد المحافظة من تحويل تحدٍ إلى فرصة، وذلك بإغلاق واحد من أقدم المقالب العمومية هو مقلب أبو زعبل، كما تستفيد من المجمع المتكامل للمخلفات بالعاشر من رمضان والذي يساهم في حل جزء كبير من أزمة المخلفات، والتعامل معها بطريقة مثلى ويقدم نموذجا ملهما، ويستفاد مواطنو القليوبية بتحسين جودة الهواء في منطقة تعد من القلاع الصناعية التاريخية في مصر، حيث تم التعاون في دراسة افضل طرق الحد من الانبعاثات الصناعية.

فيما أعرب ستيفان جيمبيرت، المدير الإقليمي للبنك الدولى، عن سعادته بدور البنك الدولي في مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، ودوره الواعد في تحسين هواء القاهرة الكبرى بوضع سيناريوهات تربطه بتغير المناخ، وكان شريكا مع وزارة البيئة في اعداد دراسة تكلفة التدهور البيئي في مصر، وأيضا التعاون في تنفيذ خطة مستديمة لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء، و خطة عمل متكاملة مع الجهات المعنية في موضوعات تلوث الهواء وتقديم قواعد البيانات الأفضل ونظم القياسات والرصد التي تساعد في تحسين جودة الهواء والتنبؤ للتغيرات المناخية.

وقال ستيفان إن مصر تسعى للالتزام مستقبلا في تقليل الانبعاثات، ما يساعد في فتح باب الاستثمارات الأجنبية، حيث زادت على مدار الـ10 سنوات السابقة الاستثمارات في مجالات الطاقة الشمسية والنظيفة.

وأشار إلى أهمية العمل على الحد من استخدام الفحم لتقليل الانبعاثات الكربونية، خاصة مع اهتمام الاتحاد الأوربي بآلية تعديل حدود الكربون  CEBAM التي تعمل على خفض وتعديل والتحكم في نسبة الكربون وعدم تعدي الحدود الكربونية، بالإضافة لزيادة التحول الأخضر في مصر من خلال بيئة تمكينية وتحفيز الأطراف المعنية والاقتصاد والاستثمار في المجالات البيئية المختلفة.

وقد استعرض الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شئون البيئة، التطورات التي مر بها المشروع خلال الفترة الماضية من خلال العمل على ربط إدارة تلوث الهواء بالقاهرة الكبرى لمواجهة آثار تغير المناخ وتحسين جودة الهواء، ومنها ملف ادارة المخلفات  الذي يضم جميع أنواع المخلفات سواء مخلفات الهدم والبناء والمخلفات الطبية والخطرة وغيرها، وساهم في تطوير البنية التحتية للمخلفات في جمهورية مصر العربية وتحقيق العديد من الإنجازات في مشروعات المخلفات، مثل الانتهاء من المجمع المتكامل المخلفات في العاشر من رمضان. 

وأكد أبو سنة ضرورة إتاحة فرص استثمارية للقطاع الخاص لاستدامة هذا الملف بالتعاون مع وزارة الاستثمار.

وأضاف أن وزارة البيئة تطرح التنفيذ الإغلاق التام للمقالب العشوائية مثل مقلب أبو زعبل طبقا للمعايير البيئية المتبعة، كما أشار إلى مكون Green transportation  النقل المستدام  ضمن المشروع والذي سيقوم بتوريد أتوبيسات كهربائية صديقة للبيئة خلال الأسبوع القادم، كذلك قام المشروع بتأهيل جراج الأميرية، كما تتعاون وزارة البيئة مع جامعة القاهرة في وضح منهج يهتم بالملفات البيئية التي ستأهل العديد من الكوادر في مجال البيئة وتغير المناخ وربطها بلجنة القيد والاعتماد للشباب للحصول على مركز أخصائي في مجالات البيئة المختلفة.

مقالات مشابهة

  • أمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح يبعث برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع عبّر فيها عن خالص تهانيه ومؤكداً على التطلع الدائم لتعزيز أواصر العلاقات بين البلدين.
  • الشارقة تستضيف مؤتمر رؤساء الجامعات الفرنكوفونية
  • صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، يبعث برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، ويعرب عن تمنياته الخالصة لفخامة الرئيس الشرع بالتوفيق والسداد في قيادة سوريا الشقيقة في هذه المرحلة ا
  • فيديو | 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • القمة العالمية للحكومات تكشف عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و 140 وفداً حكومياً
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. الرياض تستضيف 100 دولة لبحث "مستقبل العمل"
  • 53 باحثًا يشاركون بمؤتمر كلية العلوم فى جامعة جنوب الوادي
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي
  • وزيرة البيئة تفتتح احتفالية البنك الدولي تحت عنوان «العمل المناخي والتحول الأخضر»