الثورة نت:
2025-01-19@11:36:22 GMT

المقاومة بعد ( شهر ) تتحكم بمسار المعركة

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

المقاومة بعد ( شهر ) تتحكم بمسار المعركة

حماس تنتصر ومتمسكة بتصفير السجون .. الهدنة بلا شرط .. خسائر كبيرة وحرب نفسية تُواجه بالثبات والتنكيل بالعدو العدو أمام مستقبل مجهول (الرسم على الماء)

الثورة / متابعة / محمد الجبلي

مذبحة القرن وحجم الكارثة
ما بين الحدث عن وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية يضاعف العدو من هجماته المتوحشة على غزة ويدمر ما بقي من وسيلة ضرورية لاستمرار الحياة هناك.


شهر ولم يتمكن العدو من تحقيق أي انتصار إلا في قتل أكبر عدد من النساء والأطفال وتدمير المحظور وفقاً للقانون الدولي.
انتصارات العدو هزيمة لضمير العالم ودعاة حقوق الإنسان
باسم نعيم القيادي في حركة حماس أكد أن 2% من سكان غزة أصبحوا إما شهداء أو جرحى أو مفقودين، وزارة الصحة في غزة وفي آخر تحديث لحصيلة الضحايا تفيد بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10569 شهيداً، خلال 1098 مجزرة، والعدد الإجمالي للشهداء والجرحى تجاوز 37 ألف فلسطيني، 70 % من الأطفال والنساء، وقال أشرف القدرة لقناة المسيرة إن العدو قام باستخدام أسلحة غير تقليدية في هذه الحرب.
وكشف الإعلام الحكومي في غزة أن 46% من الشهداء هم من المناطق الجنوبية التي قال العدو الإسرائيلي أنها آمنة ودعا السكان للذهاب إليها.
القطاع الصحي في غزة وصل إلى نقطة الانهيار في ظل القصف المستمر والدمار الهائل.
على المستوى الغذائي تفيد التقارير من قطاع غزة بأن العدو استهدف خزانات المياه وبات نصيب الفرد الواحد من المياه أقل من حاجته الطبيعية في اليوم الواحد.
رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة أكد أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 5 ليترات من مياه غير صالحة للشرب، مؤكداً أن الحرب على غزة هي حرب تجويع وإبادة وتطهير عرقي ولا يوجد أي مخبز يعمل الآن بعد استهداف 12 مخبزا.
رئيس سلطة الطاقة في غزة، ذكر أن 70 % من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء قد دمّرت بخسائر تقدر بنحو 80 مليون دولار نتيجة العدوان على غزة.
ورغم هذه المذبحة، غزة واقفة ولم تستسلم، يؤكد القيادي في حماس أسامة حمدان بالقول نحن أمام تحول استراتيجي على صعيد القضية الفلسطينية وسنخرج من هذه المعركة وقد وضعنا أقدامنا على طريق التحرير، وأن معنويات المقاومين عالية وهم من يتحكم بمسار المعركة.

رسم على الماء
الحديث الذي بدأ يتداول حول مصير غزة بعد الحرب وعن إدارتها بعد القضاء على حماس – كما يحلمون – هو مثل الرسم على الماء.
فحماس وشعب غزة في الأرض والمقاومة ماسكة إدارة المعركة واستطاعت إدخال العدو إلى مستنقع يصعب الخروج عنه.
المقاومة تتمتع بقوة تمكنها من المواجهة لسنوات، وبالتالي فالحديث المبكر عن مستقبل غزة بدون حماس مجرد أوهام وحرب نفسية ومحاولة لإقناع الداخل الصهيوني بالتريث وتخفيف الضغط على قادة الحرب.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كانت رسالته واضحة يجب أن تنتصر حماس بالتحديد.. فمحور المقاومة يتجه نحو هذا الواقع.
لا يدرك العدو الإسرائيلي ماذا يعني القضاء على حماس، بالنسبة لجمهور محور المقاومة فإن القضاء على حماس هو القضاء على إسرائيل، وقد رسم نصر الله هذه المعادلة.
وتعليقا حول هذا الحديث قال الناطق باسم حركة حماس «أي مشاركة في محادثات أمريكية صهيونية لفرض واقع جديد في غزة مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية».
القيادي في حماس أسامة حمدان دعا الأمريكيين إلى التوقف عن وهم التخطيط لحكم غزة بعد العدوان فالغلبة للمقاومة مؤكداً ألا قوة على الأرض يمكن أن تفرض الوصاية على فلسطين كما حمّل الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن المجازر اليومية في غزة.
حمدان خاطب نتنياهو المجرم وتوعده بدفع الثمن مقابل الإفراج عن جنوده، قائلاً «أنت تعرف ما هو الثمن المطلوب».

تداعيات الكارثة على العدو
برغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو يومياً على الجبهتين الجنوبية والشمالية إلا أنه ما زال متمسكاً بسقف الأهداف التي باتت نهايتها مجهولة.
يقول نتنياهو: نحقق نجاحات كبيرة ولا ننوي التوقف ومستمرون حتى النهاية.
مجلس الحرب الدموي بارتزاحه على دعم الغرب يهدد ولا يجد أي وسيلة لتهدئة جمهوره سوى التخبط والتمويه.
يقول غالانت: لا يوجد لدينا أي نية لخوض حرب مع حزب الله وإذا أقدم نصر الله على ارتكاب خطأ فسيقضي على لبنان.
نفس التهديد السابق سنقضي على حماس وها هو الشهر الثاني ولم يستطع – برغم حجم الدعم والتحشيد – أن يوقف إطلاق الصواريخ فقط.
حالة الهزيمة النفسية ربما أقل من الهزيمة الميدانية، مكابرة العدو لن تقوده إلا إلى الانهيار، وفي حديث نتنياهو مع سفراء الدول الغربية اشترط وقف المذابح الجماعية وحرب الإبادة التي تشنها قواته بالإفراج عن الأسرى من طرف واحد، وهذا طبعاً من المستحيل إلا بتصفير المعادلة.
يحاول نتنياهو المجرم استفزاز الغرب ويقدم نفسه بمذابحه وجرائمه على أنه يقود معركة الغرب بالكامل محاولا بذلك تبديد الضغوطات التي تزداد وتيرتها مع ارتفاع المجازر بحق أطفال غزه.
يتخبط في كل مكان، يقوم بتعويض خسائره في ارتكاب المذابح بحق المدنيين واقتحام مخيمات اللاجئين واختطاف العزل في القدس المحتلة وسائر فلسطين.
تفيد الجهات الرسمية في فلسطين بأن العدو الإسرائيلي أعتقل قرابة 5 آلاف فلسطيني في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر.

الخسائر المعلنة
الناطق العسكري الإسرائيلي أعلن عن مقتل 348 جنديا وضابطا و59 شرطيا و10 من عناصر المخابرات منذ بداية الحرب.
وهذا بالطبع ليس الرقم الحقيقي وفقاً لمجريات المعركة.
الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أعلن عن تدمير 136 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً وإخراجها عن الخدمة.
وقال إن قوات النخبة في المقاومة تناور وتلتف على العدو وتنصب له الكمائن ويدمرون الآليات من نقطة الصفر..
وقال ناطق القسام إن المسار الوحيد لقضية الأسرى هو صفقة تبادل.
ونقلت أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، التقديرات تشير إلى احتجاز حماس نحو 180 أسيراً وحركة والجهاد 40 أسيراً، بينما يحتفظ آخرون نحو 20 أسيراً صهيونيا.
ويزداد الضغط الدولي مع تصاعد وحشية العدو الإسرائيلي المجرم، حتى أن المواقف التي كانت في البداية مؤيدة بدأت تنسحب بفضل صمود واستبسال المقاومة في غزة ولبنان.

تتراكم الخسائر ويتضاعف الضغط
فبحسب تقرير خبراء مطلعين جاء فيه « نشرت إسرائيل إحصائيات رسمية حول أداء نظام القبة الحديدية ومقلاع داود للدفاع الصاروخي صباح الأحد، تقول إن نسبة نجاح الاعتراض تزيد عن 88 %، وتم تنفيذ حوالي 9600 عملية إطلاق دفاع صاروخي من أربع مناطق للدفاع الصاروخي.
وبناء على هذه المعطيات فإن كل صاروخ من صواريخ القبة الحديدية يكلف الآن 150 ألف دولار. وتبين أن إسرائيل أنفقت خلال شهر الحرب نحو 1.5 مليار دولار على الدفاع الجوي وحده. لكن الشيء الرئيسي ليس المال، بل حقيقة أن مثل هذا الاستهلاك للصواريخ يستنزف الترسانات الإسرائيلية وفي حالة نشوب حرب إقليمية ستبقى إسرائيل بلا حماية.
الولايات المتحدة أكدت منذ البداية أن معركة إسرائيل هي معركتها، وفتحت جسراً جوياً لإرسال السلاح والمقاتلين المرتزقة وأكبر جنرالات الحرب.
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة شراء 200 مسيرة انتحارية من طراز سويتش بليد 600، هذه المسيرات عادةً ما تكون محمولة على الكتف وتدار بشاشة توجيه.
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فكشفت أن «إسرائيل» تستأجر منظومات قبة حديدية من الولايات المتحدة،
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي أسقطوا المقترح الجمهوري لحزمة مساعدات أمريكية لـ«إسرائيل» بقيمة 14.4 مليار دولار، ولم تذكر الأسباب، إلا أن الجمهوريون كعادتهم يهمهم الخسارة وأيضاً نكاية بالرئيس الحالي بايدن الذي لاقى ترحيبا كبيرا أكثر من سلفه ترامب حينما زار إسرائيل.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی القضاء على على حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

من حق الشعب الفلسطيني اي يفرح باتفاق وقف الحرب

قبل أكثر من ستة شهور، وفي صباح السبت 13 يوليو 2024، كتبت ونشرت مقالا في هذا المكان نفسه عن احتمالات عقد صفقة وقف النار في «غزة»، قلت فيه ببساطة، إنه لا فرصة لاتفاق من هذا النوع، إلا مع أجواء تنصيب دونالد ترامب رئيسا في 20 يناير 2025، ولم أكن وقتها أقرأ الرمل ولا أضرب الودع، بل كان التوقع مبنيا على سلوك بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو، وعلى فرصه المتاحة للمناورة مع ساكن البيت الأبيض المنصرف جو بايدن. كان بايدن وقتها قد لقي هزيمة مخزية في المناظرة الأولى مع ترامب، وكانت الأصوات تتعالى لإخراجه واستبداله في سباق الرئاسة، وكان بايدن في وضع «البطة العرجاء» بل المشلولة تماما.

وفي عام الرئاسة الأمريكية الأخير كالعادة، يصعد نفوذ اللوبي الصهيوني ـ «الأيباك» وأخواتها ـ إلى أعلى ذراه، وهو ما يفهمه جيدا نتنياهو، الذي صعد دوره إلى درجة إذلال إدارة بايدن، مع استغلال طموح ترامب لنيل رضا «اللوبي الصهيوني» ونتنياهو شخصيا، وبالغ ترامب على طريقته الفجة في إبداء المحبة والولاء لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ولقي نتنياهو استقبالا حافلا عامرا بمئات نوبات التصفيق خلال خطابه في الكونغرس، بمجلسيه يوم 24 يوليو 2024، وبدا كأنه سيد البيت الأبيض الأول، إضافة لرئاسته حكومة «إسرائيل» الفرعية في تل أبيب.

ومن موقع القوة المتضخمة، واصل نتنياهو تنفيذ خطته، أي (استمرار الحرب في غزة، وربما مدّ الحرب إلى لبنان، حتى يأتي ترامب إلى البيت الأبيض) كما كتبت حرفيا في مقال 13 يوليو الماضي، ونفذ ما أراد، ذهب إلى الحرب البرية مع «حزب الله»، وإن لم يتمكن من جلب صورة «نصر ساحق» كان يحلم بها.

واضطر للموافقة على «اتفاق هدنة»، وواصل بشراسة حرب الإبادة الجماعية على غزة، ولم يتمكن هنا أيضا من تحقيق أهداف حربه المجنونة، وإن أعاق التفاوض مرات حول اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، وتصدى بصلف وعجرفة لكل رغبات إدارة بايدن، ولكل اقتراحاتها الإسرائيلية أصلا.

وأطاح بما عرف بعنوان «صفقة بايدن» المعلنة مساء 31 مايو 2024، ولترجمتها الحرفية في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، ولكل مسودات اتفاقات التفاوض في باريس والقاهرة والدوحة، التي شارك وضغط بها كل مبعوثي إدارة بايدن، وأولهم مايكل بيرنز مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وكان الاتفاق المطروح في كل هذه الجولات، هو نفسه الذي اضطر أخيرا للموافقة عليه، بعد أن تغيرت معادلة التفاعل مع البيت الأبيض بعد فوز ترامب على نحو ساحق في الرئاسة والكونغرس، فبعد أن ظل نتنياهو لشهور آمرا مطاعا يخضع له بايدن وترامب معا، انقلبت الموازين إلى صيغة أخرى، يتحكم بها ترامب وحده، ويخضع له بايدن ونتنياهو معا، وبدا ظل ترامب حاضرا في اتفاق هدنة لبنان وأكثر في مفاوضات اتفاق غزة.

وربما تنطوي القصة على مفارقة ظاهرة، فقد بدأ ترامب سيرته مع قصة غزة على نحو مختلف، وأطلق تهديدا بالذهاب إلى «جحيم»، تصوره ضاغطا على «حماس» وأخواتها في التفاوض، وبدا التهديد وقتها مثيرا للسخرية، فما كان بوسع حكومة «إسرائيل» في واشنطن أن تفعل أكثر، وهي شريك كامل الأوصاف في حرب الإبادة الجماعية، وفعلت كل ما بوسعها من «جحيم» عبر نحو 16 شهرا من الحرب البربرية، ومن دون أن يتحقق شيء من الأهداف المعلنة والضمنية للعدو الأمريكي «الإسرائيلي»، اللهم إلا مضاعفة التوحش في إبادة الحجر والبشر والشجر، ووضع أهل غزة في عذاب أسطوري.

ولكن من دون أن يخفت صوت المقاومة الأسطورية، التي زادت في تحديها البطولي لقنابل وحمم متفجرات بلغت زنتها نحو مئة ألف طن، ألقيت على رأس غزة، وقتلت وأصابت وقطعت أشلاء نحو مئتي ألف فلسطيني معلوم ومفقود، أغلبهم من النساء والأطفال الأبرياء، في أبشع مجزرة ومحرقة شهدتها الحروب، فقتلت الأبرياء بالقصف والتجويع والتجمد في الصقيع، وحرمت الضحايا من كل إغاثة طبية بالتدمير شبه الكامل للمرافق والمستشفيات والمدارس والبيوت وحرق الخيام، ومنع فرق الإسعاف المدني من الوصول إلى المصابين والشهداء، وترك الجثث في الخلاء تنهشها الكلاب الضالة.
المقاومون من حماس وأخواتها، يبدعون على نحو مذهل، ويعيدون تدوير قذائف العدو
وقتل النازحين في كل مكان يذهبون إليه، حتى في الأماكن الموصوفة كذبا بالآمنة، ورغم كل هذا الهول الأفظع، كانت قوات الاحتلال تتلقى الهزائم المتلاحقة في ميادين القتال المتلاحم، وكان المقاومون من «حماس» وأخواتها، يبدعون على نحو مذهل، ويعيدون تدوير قذائف العدو التي لم تنفجر، ويضيفون زادا جديدا إلى ورش التصنيع الحربي الذاتي، ويدبرون الكمائن المميتة لنخب قوات الاحتلال من شمال غزة إلى جنوبها، ويفشلون «خطة الجنرالات» الهادفة للتطهير العرقي الشامل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال مدينة غزة، وإلى حد دفع العدو الأمريكي «الإسرائيلي» إلى حافة جنون، عبر عنه أنتوني بلينكن وزير خارجية بايدن، بإعلانه قبل أيام، أن قوات «حماس» عادت إلى حجمها الأول صباح 7 أكتوبر 2023، وأن آلافا متكاثرة جرى تجنيدها من قبل «حماس» وأخواتها.

بينما ذهب الجنرال جيئورا آيلاند إلى إعلان فشل «خطة الجنرالات» التي وضعها بنفسه، وقال إنه لا أمل في تنفيذها، وإنه لا بديل عن الانسحاب «الإسرائيلي» بالكامل من غزة، وكان ترامب وإدارته يتابعون حقائق الميدان عن قرب، وأدركوا أن حرق «حماس» وأخواتها في الجحيم غير ممكن ومحض وهم، فالمقاومة تنمو وتتوالد ذاتيا، ودونما حاجة إلى مدد لم يأت عبر الحدود، وأن استنزاف قوات العدو ماض إلى نهايته، وهو بعض ما دفع ترامب البراغماتي إلى وجهة أخرى، تضغط على نتنياهو لتجرع سم اتفاق وقف النار، بعد أن ثبت مرارا وتكرارا أن القوة الأمريكية «الإسرائيلية» الإبادية لم ولن تفوز أبدا في المنازلة النارية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأنها لن تنجح في تهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج أرضه المقدسة، رغم كل هذا العذاب الأسطوري، وأنه لا سبيل لاجتثاث حركات المقاومة الأسطورية، وأن ما أخفقوا في إحرازه بقوة السلاح قد يكون أيسر في التحقق، لو تحولوا إلى السياسة، وانتقلوا إلى اتفاق ثلاثي المراحل لوقف الحرب، تدور عناصره الأساسية، كما صمم عليها المفاوضون الفلسطينيون، حول التدرج في وقف النار من الموقوت إلى المستديم، وحول فتح سبل إغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار اللاحقة، وإطلاق سراح آلاف من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة على مراحل، وفتح معابر الإمداد الإنساني، وإعادة كل النازحين الفلسطينيين من جنوب «غزة» إلى سكناهم في الشمال، وهذه هي الملامح الكبرى للاتفاق الجديد القديم، الذي دأبت حكومة الاحتلال على رفضه وإعاقته لثمانية شهور مضت، ثم يخضع له اليوم ترامب ونتنياهو معا، ربما على أمل الاستعاضة عن فشل حرب غزة، والانتقال إلى حرب العصف بالضفة الغربية، وعقد اتفاقات «إبراهام» جديدة مع دول عربية مضافة.

ومع وقف النار في حرب غزة، وضعف الثقة في ضمانات تنفيذ أي اتفاق مع كيان الاحتلال، إلا أن تكون المقاومة على الموعد في أحوال الإخلال الإسرائيلي الوارد طبعا، و في كل الأحوال، فجولة الحرب الأخيرة لم تكتب كلمة النهاية، ولم يحقق العدو فيها نصرا بأي معنى، رغم كل ما جرى من دمار وقتل، وهذه هي الخاتمة ـ التي صارت معتادة ـ لكل حرب تخوضها «إسرائيل» مع المقاومة الجديدة، وفي صورة حروب غير متناظرة، يملك فيها العدو ما لا تملكه المقاومة، والعكس بالعكس، لكن النتائج تظل كما هي.

فالعدو ينهزم حين لا تتحقق أهدافه، والمقاومة لا تهزم حين لا تفنى، وحين تثبت قابليتها للتجدد، رغم قسوة الظروف، فبقاء المقاومة يعني المقدرة على استئناف المواجهات الحربية، وبقاء المقاومة يعني تجدد الأمل في نصر كامل، تستعاد به الحقوق المقدسة للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي أثبت مقدرته اللانهائية على الصبر وتحمل التضحيات بغير حدود، فقد أثبتت تجربة الحرب بعد «طوفان الأقصى»، أن بوسع الشعب الفلسطيني المحاصر، أن يتفوق ويهتدي بتجارب كفاح الجزائريين والفيتناميين، وأن يواصل الاستمساك بمقاومته العنيدة حتى تعود النجوم إلى مداراتها، ويستعيد حقه كاملا في الحياة والحرية، مهما بلغت التضحيات وتضاعفت العذابات، ومهما خذله المتخاذلون، ومن حق الشعب الفلسطيني اليوم أن يفرح بالاتفاق الجديد، وأن يفخر بدماء الشهداء التي هزمت سطوة وجبروت سيف العدو، وأن يحلم بالنصر الكامل في قابل الأيام والحروب.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • مسؤول صهيوني سابق: الحرب انتهت بفشل مدوٍ لـ”إسرائيل” وحماس انتصرت
  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • المعركة لم تنتهِ.. كلامٌ من نتنياهو عن حزب الله
  • لاءات نتنياهو التي حطمتها المقاومة في غزة
  • حماس: أرغمنا إسرائيل على وقف عدوانها والانسحاب رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب
  • من حق الشعب الفلسطيني أن يفرح باتفاق وقف الحرب
  • من حق الشعب الفلسطيني اي يفرح باتفاق وقف الحرب
  • حماس: تم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام العدو في بنود الاتفاق
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت كيان العدو الإسرائيلي على التراجع
  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟