يمانيون – متابعات
يشبّه بعض المراقبين العسكريين ما يحصل خلال عملية الغزو البرية الصهيونية في قطاع غزة، بما حصل في فيتنام مع جيش الاحتلال الأمريكي، لناحية الفشل في تحقيق أهداف حقيقية، بالرغم من امتلاك الطرفين لأكثر ترسانة أسلحة تطوراً وفتكاً في العالم.

فبعد أكثر من شهر من بدء العدوان الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة، بات مسؤولو الاحتلال أكثر جرأة، في الاعتراف ببعض خسائرهم وصعوبة تحقيق أهدافهم بمواجهة المقاومة الفلسطينية، وطول أمد العملية البرية.

فما هي الوضعية التعبوية والتكتيكية لجيش الاحتلال في قطاع غزة خلال 24 ساعة (الثلاثاء 7-11-2023)؟

أولاً: أهداف المناورة الشاملة لجيش الاحتلال

1)تركيز الجهد الرئيسي على المحاور الغربية (الشمالية – الجنوبية – شاطئ البحر).

2)تأمين القوات وإعادة تنظيم استعدادها في معظم المحاور.

3)التحول إلى الدفاع الثابت مقابل ارتفاع عمليات التعرض من المقاومة.

4)التحضير لتنفيذ وقفة تعبوية (ملزمة) لإعادة تنظيم القوات التي بات استعدادها في عدد من المحاور يعاني من الفوضى.

ثانياً: وضعية جيش الاحتلال في الـ 24 ساعة الماضية:

دفع جيش الاحتلال بنصف قواته العاملة بغزة تقريباً، في معركة الواجهة البحرية، ومنذ الساعة 8 من مساء الاثنين 6-11-2023 وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، تحاول فرقتان كاملتان – واحدة من الشمال الغربي والثانية من الجنوب الغربي- بطاقة نارية هائلة من البر والبحر والجو، بهدف محاولة شق الكيلومترات السبعة بين الأطراف الجنوبية لمنطقة الشيخ عجلين والأطراف الشمالية لمخيم الشاطئ دون جدوى. حيث تعرض الصهيوني لخسائر كبيرة فاقت الـ 25 آلية منها 13 دبابة و5 جرافات و7 آليات مدرعة من نوع النمر.

وفيما يبدو أن الهدف الرئيسي للهجومين هو الوصول إلى مستشفى الشفاء وميناء غزة البحري، فإن شراسة وتكتيكات المقاومة استطاعت فرملة الاندفاعة الكبيرة لحوالي 1500 آلية مدرعة، وتمكنت من حصر الهجوم الأول في محيط فندق المشتل، ولم يتمكن اللوائين المدرعين المدعومين بلوائي مشاة خاصة وجهد هندسي، من قطع أكثر من 520 متراً (على بعد 200 متر من جنوب غرب مبنى المخابرات المعروف بمبنى السفينة)، معظمها في المناطق المفتوحة على جانبي شارع أحمد عرابي.

وتستمر القوة المهاجمة التي تعرضت لكمينين كبيرين وخسرت 13 دبابة وعدد من الآليات بمحاولة الضغط بشق النفس جنوباً دون جدوى، حيث تزداد خسائرها كلما تقدمت 100 متر أو أقل في ظل مقاومة اسطورية من رجال المقاومة، الذين استفادوا من غياب عاملي القصف الجوي والمدفعي البري والبحري ليتفوقوا على القوات المهاجمة بالقذائف الترادفية من نوع الياسين 105 وعبوات العمل الفدائي التي يشغلها المقاومون من النقطة صفر، فضلاً عن الألغام والنسفيات الكبيرة التي تعرضت لها ارتال الصهيوني المدرعة كل عدة امتار من توغلها .

أما الهجوم الثاني الذي تحرك باستعداد فرقة مدرعة كاملة على شعبتين، فتمكنت شعبته الأولى من اجتياز 400 متر من منطقة الشيخ عجلين شمالاً، فيما لم تحقق الشعبة الثانية في منطقة تل الهوى أي تقدم يذكر، وبقيت في حالة كر وفر في مسافة 100-150 متراً حتى عصر الثلاثاء، حيث توقفت عن أي اعمال هجومية .

بنفس الأسلوب زج الصهيوني ما تبقى له من قوات ومن احتياطي يقدر بلواء مدرع ولواء مشاة، للتخلص من العائق الذي علق فيه منذ 25-10-2023 في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في بيت لاهيا، وتحديداً في مناطق العطاطرة والسودانية والصفطاوي وذلك بمحاولة الاندفاع جنوباً عن طريق ( الكرامة – دوار التوام ) لتحقيق التماس مع حي الشيخ رضون، إلا أن المقاومة الكبيرة التي تعرض لها في هذا المحور أجبرته مجدداً على الرجوع إلى أدراجه، وتكليف سلاح الجو والمدفعية بمحاولة تليين المحور عبر الاجهاز على ما تبقى من أبنية ومربعات سكنية في ذلك المحور .

ويستمر جهد مناورة العدو في المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، عند أطراف خان يونس ودير البلح جهداً دفاعياً، حيث تتعرض قوات الاحتلال لجميع أنواع الضربات من المقاومة التي تدير الجهد التعرضي بشكل بارع ومتقن ( قنص آليات ودبابات – التحام مباشر – هجوم من خلف الخطوط – قصف تجمعات داخل وخارج غزة – ضرب تجمعات المشاة بالصواريخ ومدافع الهاون داخل وخارج غزة – تفجير عبوات – قنص أفراد وآليات بأسلحة قنص ثقيلة) فيما يرد الإسرائيلي بقصف المناطق التي يحتمل احتواءها لمقاومين في المغازي وأطراف خان يونس والقرارة والجهة الشمالية الغربية لوادي غزة، بالمدفعية والطيران الحربي والمروحي ونيران الدبابات .

أما في المحاور الشمالية الشرقية (بيت حانون – المقبرة الشرقية)، فيستمر الصهيوني في تثبيت قواته والانتقال إلى الدفاع الثابت دون أي تقدم يذكر، حيث أن قواته التي تتمركز في هذين المحورين لم تأت بأي جهد منذ 72 ساعة، وذلك بعدما أقامت سواتر ترابية على شكل دائري لحماية أصولها البشرية والمادية، ومن الملاحظ أن نسبة عالية من القوات تنام في المدرعات، وتبلغ نسب خيم المنامة في هذين المحورين أقل من 20%.

وفي إشارة إلى المشاكل التي يعانيها جيش الاحتلال من الخسائر البشرية، بلغ عدد الجرحى في مستشفى برازيلاي في عسقلان المخصص لعلاج الجنود 1705 مصاباً، وهو ما يؤكد الارتفاع الكبير بعدد خسائره. مع الإشارة الى أنه يستفيد أيضاً من مستشفيات سوروكا في بئر السبع وهداسا في تل أبيب ورامبام في حيفا لعلاج جرحاه، بالرغم من أن وزارة صحة في الكيان لم تعترف إلا بـ 342 مصاباً و 51 منهم حالتهم خطيرة.

نتائج مناورات العدو في الـ 24 ساعة الماضية:

_لم تحقق الفرقة المدرعة التي دفع بها لتنفيذ جهد هجومي شمال غرب قطاع غزة باتجاه الجنوب سوى تقدماً لـ 520 متراً على الشارع الساحلي شمالي مخيم الشاطئ، وتكبدت خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.

_فشل محاولة الهجوم عن طريق (الكرامة – التوام) بهدف تحقيق التماس مع حي الشيخ رضوان من خلال تكثيف الضغط الهجومي غير المجدي على العطاطرة – الصفطاوي – السودانية، التي يقاتل فيها العدو منذ 25-10-2023.

_أصيب الجهد الجنوبي الغربي بنكسة كبيرة، بعدما فشلت محاولات الصهيوني للتقدم إلى تل الهوى وحي الزيتون، مستفيداً من بناء استعداد كاف يوازي نصف فرقة مدرعة لملاقاة نصف الفرقة الآخر الذي كان يهاجم من أطراف الشيخ عجلين الجنوبية إلا أن شراسة المقاومة في محور تل الهوى وفي الشوارع المتفرعة من الشارع رقم 10 باتجاه الشمال أجهض الهجوم الذي كان يحاول أن يحقق تقدماً باتجاه مستشفى القدس حتى شارع الرشيد على البحر. إلا أن الجهد الهجومي الذي تحرك من جنوب الشيخ عجلين لم يتمكن من التقدم أكثر من 400 متر، فتوقف هجوم تل الهوى بعد تعرضه لمقاومة مجهدة.

_نصب سواتر لحماية الأفراد والدبابات شرقي بيت حانون وفي المقبرة الشرقية وفي منطقة جحر الديك، وعلى الطريق رقم 10 وفي معابر كارني وصوفا .

_اعتماد الدفاع الثابت مقابل انتقال المقاومة في معظم المحاور إلى المناورة بالحركة وبالنار وتحقيق تكافؤ في المطاولة العسكرية رغم التفاوت الكبير بالقوى .

العمليات الدفاعية والتعرضية للمقاومة خلال 24 ساعة

_استخدام تكتيكات الصد الفردي والجماعي في منع الاسرائيلي من التقدم من اتجاهات الجهد الرئيسي .

_تكثيف العمليات التعرضية من النقطة صفر ومن خلف خطوط العدو في المحاور الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والوسطى الغربية ومحاور الجنوب الشرقي .

_تعطيل المحاولة الهجومية التي نفذتها فرقة مدرعة ومشاة خاصة للاحتلال منذ الساعة الـ 8 من مساء الإثنين حتى الثلاثاء، في شمال محور مخيم الشاطئ، وكسر كل محاولات تقدمه في هذا المحور خلال النهار الذي تعرض فيه الاحتلال لخسائر كبيرة .

_تعطيل المحاولة الهجومية التي نفذها العدو، باستعداد بلغ حوالي النصف فرقة في المحور الاوسط باتجاه تل الهوى وأطراف حي الزيتون الشرقية والاطراف الغربية لحي الشجاعية، للسيطرة على مستشفى القدس وملاقاة نصف الفرقة الآخر الذي كان ينفذ هجوماً على شارع الرشيد المتاخم للبحر، من منطقة الشيخ عجلين ولم يتمكن من قطع أكثر من 400 شمالاً .

_فرض التثبيت والانتقال للدفاع الثابت على معظم المحاور الشرقية في مناطق العمليات الثلاث .

_دمج عمليات المقاومة في المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي والاستفادة من نصف الجهد المقاوم في عمليات الدفاع وصد الهجوم باتجاه حي الشيخ رضوان .

_استمرار فرض مجال (حرام) بعرض 2-3 كيلومتر على تجمعات القوات الصهيونية خارج غلاف غزة بحيث أصبحت معظم العمليات اللوجستية تأتي من جهة الحدود الجنوبية مع مصر ومن الشمال الغربي تحت نيران المقاومة. وتتعرض معظم الجهود اللوجستية الآتية عن طريق معبر كارني لدعم المنطقة الوسطى لضربات مؤكدة من المقاومة.

_ارتفاع كبير بالقدرة التكتيكية والتعبوية في جمع المعلومات القتالية ذات الطابع التعبوي، فضلاً عن عمليات الاستطلاع والرصد الجوي والبري في الوقت الحقيقي، والاستفادة من ذلك في معظم المحاور وقد كشفت المقاومة عن قدرات استطلاع جوي ليلية في الميدان.

_رفع نسبة أفراد القناصة بشكل كبير، مما بات يؤذي الصهيوني الذي اعترفت قيادته بالتأثير الكبير لسلاح القناصة التابعة للمقاومة .

_الصد المباشر بالأسلحة الفتاكة (كونكورس – كورنيت – آر بي جي 29 – الياسين 105).

_التعرض والالتفاف خلف قوات الاحتلال لتنفيذ عمليات إيذائية .

_محاولة أسر جنود وضباط الاحتلال وإخفائهم في متاهات المباني .

_الاستفادة من الفراغات في المناطق المبنية التي يعرفها رجال المقاومة جيداً لتجهيز نسفيات كبيرة وزرع ألغام وعبوات قاتلة لآلياته وجنوده .

_تكثيف عمليات ضرب تجمعات المشاة التي تتخذ من البيوت ملاذاً وذلك عبر استهدافها بعبوات كبيرة مجهزة سلفاً، أو زرع عبوات من عناصر الجهد الهندسي، وتحقيق إنجازات مهمة في منع الاسرائيلي من الاستقرار واتخاذ ملاذات آمنة .

_تنظيم عملية إدارة النار لاستهداف تجمعات الاحتلال في مناطق التماس أو في المستوطنات المتاخمة للغلاف .

_المحافظة على وتيرة القصف الصاروخي لعمق العدو ومدنه الرئيسية، وهو ما يبقي الكيان في حالة الصدمة والتوتر .

خسائر العدو منذ بداية المناورة البرية في 7-11-2023

أولاً: الخسائر البشرية: مقتل 35 فرداً من جيش الاحتلال بينهم 21 ضابطاً وإجلاء نحو 380 جريحًا، وذلك في إطار نحو 191 عملية إنقاذ جوية وبرية حسب اعترافاتهم.

بالتقدير الأولي تكبد الاحتلال يوم الثلاثاء، أثماناً كبيرة في الارواح والعتاد، حيث خسر على أقل تقدير 15 دبابة وآلية في الخدمة والحركة الفعلية. وتقدر خسارة الاحتلال نهار الثلاثاء على أقل الاحتمالات 30 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً، وذلك من خلال شهادات الاخوة المقاومين في الميدان.

ثانياً الخسائر بالعتاد:

_منطقة العمليات الشمالية :

تدمير دبابات عدد 10

تدمير آليات مدرعة عدد 3

تدمير جرافة d9 عدد 2

افشال هجوم بري باتجاه شمال غرب مخيم الشاطئ عدد 1

افشال هجوم في محاور بيت لاهيا ( عطاطرة – صفطاوي – السودانية) عدد 1

اشتباك من نقطة صفر ومن خلف الخطوط عدد 25

قصف تجمعات عدد 25

استهداف قوات خاصة ( مختبئة في الابنية ) عدد 2

_منطقة العمليات الوسطى :

استهداف تجمعات مشاة عدد 4

استهداف تجمع دبابات عدد 2

تدمير دبابات عدد 2

تدمير آليات مدرعة عدد 2

قصف آليات متوغلة عدد 7

اشتباك مع قوة متوغلة عدد 5

منطقة العمليات الجنوبية :

اشتباك من نقطة صفر عدد 5

تدمير دبابات عدد2

قنص ثقيل عدد 1

قصف تجمعات داخل حدود غزة 6

قصف تجمعات خارج غلاف غزة 9

استهداف تجمعات خارج غلاف غزة بالصواريخ المباشرة عدد :3

وضعية الصهيوني المتوقعة في الساعات الـ 24 القادمة

سيسعى إلى :

_إعادة محاولة الضغط و التقدم باستعداد كبير يبلغ فرقتين مدرعتين من الجهتين الشمالية الغربية (منطقة الشاليهات – شارع عرابي) والجنوبية الغربية (الشيخ عجلين) ومنطقة تل الهوى حي الزيتون، للاقتراب ساحلاً لمحاولة احتلال ميناء غزة ومستشفيي الشفاء والقدس .

_تأمين قواته في الشمال الشرقي والغربي والجنوب الشرقي وحمايتها فضلاً عن استكمال نصب سواتر ترابية لحماية آلياته ونقاط تجمعه الثابتة داخل قطاع غزة.

_الاستمرار في حالة الدفاع الثابت في معظم المحاور باستثناء المحاور الساحلية.

_في حال النجاح بالاقتراب ساحلاً من ميناء غزة ومستشفى الشفاء، ستسعى القوات التي تسيطر على ميناء غزة بالاستفادة منه لتعزيز القوات وجلب المؤن عبر البحر وإعادة تنفيذ مبادرات مشتركة بين القوات البرية والقوات البحرية تخدم مناورته الهجومية في مدينة غزة.

_حل مشكلة وتكثيف العمليات اللوجستية من خارج الغلاف إلى نقاط تموضع القوات.

_رفع مستوى العمليات الاستطلاعية البرية والجوية بهدف حماية ووقاية القوات ومن المتوقع أن يتكثف عمل الدوريات الاستطلاعية، التي ستنفذها قوات نخبة قد يتحول بعضها إلى جهد استطلاعي قتالي، في حال عثور أي من هذه الدوريات على هدف مهم للمقاومة.

_الدفع بمزيد من القوات إلى الميدان لتعويض الخسائر التي بلغت بين 5-7 % من الارواح والعتاد المسخّر لغزة (كتيبة وسرية مدرعة وكتيبة مشاة) .

_الضغط على القيادة السياسية للعدو للقبول بهدنة بسبب اضطرار معظم قوات الاحتلال في غزة، إلى تنفيذ وقفة تعبوية واعادة تنظيم قواتهم .

_تنفيذ مجازر لأغراض عسكرية في المناطق التالية :

1)مخيم الشاطئ- حي الشيخ رضوان – مخيم جباليا – الشيخ عجلين – النصيرات – دير البلح .

2)مدينة غزة – غزة القديمة – شارع الزيتون –البريج – المغازي – غرب خان يونس – الاحياء والمربعات السكنية الواقعة شمال منطقة تل الهوى.

3)مستشفيي الشفاء والقدس في الوسط والمستشفى الاندونيسي في الشمال.

* المصدر: موقع الخنادق الاخباري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الاحتلال فی مخیم الشاطئ فی المناطق قصف تجمعات دبابات عدد قطاع غزة حی الشیخ تل الهوى أکثر من

إقرأ أيضاً:

شهادة من ميدان الحرب: الاحتلال جعل الحياة بغزة بدائية لكن الشعب صامد

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره العاشر، وما زال تصنيف الفلسطينيين هناك بين شهداء وصل عددهم إلى نحو 40 ألفا، ونحو 90 ألف مصاب تنزف جراحهم في طرقات المستشفيات المهدمة، ومئات آلاف النازحين بلا مأوى أو تمزقهم آلام الجوع وسوء التغذية.

وفي شهادة ميدانية من قطاع غزة، قالت مديرة أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات في القطاع إسلام شحدة العالول إن الاحتلال ربما استطاع تدمير قطاع غزة وخلق بيئة غير مناسبة للعيش، ولكنه لم يستطع ولنْ يستطيع قتل روح المقاومة والدفاع عن الأرض عند الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى أن حياة الغزيين في ظل الحرب تحولت إلى حياة بدائية تشبه ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول؛ فالطبخ يكون على الحطب الذي نحتاج إلى شرائه، والغسيل يتم بشكل يدوي، أما صناعة الخبز فتكون في فرن بُني بالطين ووقوده الحطب.

وأضافت العالول -في شهادتها للجزيرة نت- أنه لا توجد أحذية في أسواق غزة، وأصبح من المعتاد جدا رؤية الناس حفاة أو بأحذية مهترئة، لأنها بُليت بعد أشهر طويلة من الاستخدام في شوارع مليئة بركام المنازل التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي مما يسهم في اهتراء الأحذية بسرعة كبيرة.

وفي ما يتعلق بصمود السكان في قطاع غزة، قالت الباحثة الفلسطينية إن الشعب الفلسطيني اختار الصمود؛ فكان بإمكانه الخروج للشوارع وإعلانه نبذ المقاومة، أو كان بإمكانه الوقوف على الحدود وطلب فتحها ليهرب من هذا الواقع، ولكنه قرر الصمود كخيار ضمن خيارات كانت متاحة له.

وإسلام العالول باحثة فلسطينية نالت وسام "امرأة فلسطين لعام 2022" في المجال التطوعي في قطاع غزة، ولها عدة كتب أهمها "التطهير العرقي ضدّ الشعب الفلسطيني: فعل استعماري استيطاني صهيوني محوري ومستمر" (2023)، و"نظام الأبارتايد في دولة الاحتلال راهنا وجنوب أفريقيا سابقا وسبل مناهضته" (2021)، و"محطات فاصلة في تاريخ فلسطين القديم والحديث" (2019).

كما أنها انتقلت في قطاع غزة من مكان إلى آخر هربا من القصف المدفعي والجوي، وبعد ذلك انتقلت إلى جنوب القطاع حيث مدينة خان يونس بحثا عن الأمان، وبعد دخول الاحتلال إلى هناك انتقلت إلى مدينة رفح، وتنقلت في رفح بين أكثر من مكان.

وإلى تفاصيل الشهادة:

الفلسطينيون في قطاع غزة ينتظرون ساعات طويلة من أجل الحصول على الماء (الأناضول) هل يمكن أن تصفي لنا واقع السكان في قطاع غزة حاليا في ظل الحرب والحصار؟

مع الحصار وندرة فرص العمل لجأ آلاف الشباب للعمل عن بُعد مع مؤسسات خارج قطاع غزة، وهؤلاء الشباب يعيشون في ظل الحرب بلا مصدر رزق وبلا عمل مع انقطاع الكهرباء والإنترنت.

ومع طول فترة الحرب وكثرة النزوح والغلاء الفاحش وانقطاع الرواتب وإغلاق البنوك؛ أصبح الناس في فقر مدقع ويعيشون على المعونات والمساعدات، وأصبح الغني والفقير سواسية في انتظار المساعدات والبحث عنها، حيث يشعر المواطن الغزي بالقهر والإذلال أثناء الاصطفاف في طوابير المساعدات أو طرْق أبواب المؤسسات التي توزعها، ولكنه مضطر لذلك لأن عائلته ستموت من الجوع لو لم يقم بذلك.

علاوة على ذلك، فإن أوضاع المرضى صعبة في القطاع نتيجة انعدام المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات، وعدم توفر الأدوية لكثير من الأمراض المزمنة والأوبئة، وسرقة الأدوية والمساعدات من قبل عصابات وعملاء تابعين للاحتلال، بل ويتم بيعها بأسعار غالية.

ولا ننسى أيضا حرب التجويع على شمال قطاع غزة، حيث يفرض الاحتلال سياسة العقاب الجماعي على السكان كلهم فقط لأنهم لم يستجيبوا للاحتلال ويتركوا شمال القطاع. هؤلاء السكان الذين يقدر عددهم بما يزيد على 700 ألف شخص منع الاحتلال دخول المساعدات إليهم، وكذلك المنتجات الزراعية والتجارية، ولاحقهم بالاجتياحات البرية والقصف والتهجير.

بعد احتلال معبر رفح وإغلاقه، تقلّص بشكل كبير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، والمساعدات الجوية استعراض ولا تأثير لها

هل يعلم العالم ماذا يعني تجويع هذا العدد الكبير من الأشخاص لدرجة أنهم يأكلون ورق الشجر وطعام الدواب؟! ففي شمال غزة ما زال أهلي وأسرتي مرابطين، يُحارب والدي بجسده الهزيل من أجل توفير الطعام لإخوتي وأخواتي وأبناء أختي الشهيدة.

وأثناء بحثهم عن الطعام يحملون عتادهم ويرحلون من منطقة لأخرى مع اجتياح قوات الاحتلال منطقتهم، أو المنطقة التي ينزحون إليها. وفي كل مرة أتحدث مع والدي عبر الهاتف يحدثني عن أخي الصغير الذي لم يتجاوز العام، والذي تأخر نموه وتطوره الحركي بسبب عدم قدرته على توفير الحليب والبيض واللحوم والأسماك له.

يحدثني والدي وكله حرقة لأنه لا يستطيع توفير حياة كريمة لأبنائه ولا يستطيع سد جوعهم، ويخبرني أن الموت قد مر من أمامهم كثيرا! إنهم يرون الموت يتجولُ حولهم؛ يسرق الأرواح من بينهم، فتنطفئ القناديل المُضيئة وتُظلمُ الدنيا.

وكيف يحصل الغزيون على الغذاء والماء والدواء في ظل الحرب والحصار؟

في أغلب الأحوال يصطف الناس في طوابير لساعات، وتتخلل هذه الساعات مشاحنات ومعارك حتى يحافظ كل واحد على دوره خوفًا من انتهاء المياه من الخزان قبل أن يملأ الجالونات الخاصة به؛ فالمياه تتوفر لوقت قصير، وبكميات لا تكفي الجميع.

ولا بد أن أشير هنا إلى وجود نوعين من المياه على الفلسطيني تعبئتها والوقوف في طوابيرهما: المالحة والحلوة، وهذه الطوابير تصطف للحصول على مياه ليست مجانية في أغلب الأحيان.

ويتشارك كل الشعب في قطاع غزة في الوقوف في طوابير المياه، فلا يوجد شخص معفي أو لديه مياه تصله من دون حمل الجالونات. فمثلًا الطبيب يصطف في طوابير المياه مثل غيره قبل الذهاب إلى عمله في المستشفى.

هل تصلكم المساعدات التي تقول أميركا إنها تضمن وصولها إلى النازحين؟

ما يصلنا من المساعدات هو الغذاء المعلب والطحين فقط، ويتم توزيعه من قبل المؤسسات الدولية في جنوب القطاع، أما في شمال القطاع فحتى هذه المعلبات إنْ وجدت فهي مرتفعة الثمن.

لكنّ هذا الغذاء لا يُعد غذاء صحيا، لأنه يفتقد أغلب العناصر الغذائية المهمة واللازمة لجسم الإنسان، وكذلك يُعد غذاء مُضرا لاحتوائه على كميات كبيرة من المواد الحافظة، فمع تناول هذا الغذاء لفترات كبيرة تجاوزت 9 أشهر ينتج سوء تغذية عند كثيرين وما يتبعه من أمراض عديدة، أخفها تساقط الشعر والأظافر وهزلان الجسم، وأشدها الوفاة.

ومن المتوقع وجود إحصاءات غير شاملة (لصعوبة الحصر) لوزارة الصحة للأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية، أما كبار السن الذين وافتهم المنية نتيجة سوء التغذية فلا توجد إحصاءات عنهم، وربما هم بالآلاف.

المواطن الغزي يشعر بالقهر والإذلال في طوابير المساعدات وعلى أبواب المؤسسات التي توزعها، لأن عائلته ستموت من الجوع إن لم يقم بذلك

ولا بد من الإشارة إلى أنه بعد احتلال معبر رفح وإغلاقه تقلّص بشكل كبير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، في حين أن المساعدات الجوية استعراض ولا تأثير لها على إطعام المواطنين.

وأما الحصول على الدواء، فيتم إرسال الأدوية على شكل مساعدات، وتصل بشكل خاص لوكالة الأونروا وبعض المؤسسات الدولية، ولكن بكل أسف الكميات محدودة ولا تناسب كثرة الأمراض والأوبئة المنتشرة حاليا، بل إن هذه الأدوية لا تُغطي العديد من الأمراض المزمنة وحتى بعض الأمراض البسيطة.

وهذا الأمر فاقم معاناة مواطني قطاع غزة، حيث لا يجدون العلاج الذي يداوي أمراضهم المستعصية والجديدة مثل سوء التغذية، علاوة على أن هذه الأدوية الداخلة للقطاع محدودة جدا والتي يفترض أن توزع مجانا على المرضى، وهناك فئات مشبوهة تابعة للاحتلال تقوم بسرقتها وبيعها بأسعار عالية، مما يضاعف أزمة المرضى.

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمر منذ أكثر من 9 أشهر ومعاناة الفلسطينيين تتفاقم (الأناضول) ما أهم المواد التي يفتقدها النازحون في قطاع غزة؟

يفتقد النازحون الكثير من مقومات الحياة، ولعل أهمها: خيم السكن والملابس والأحذية والفرشات والأغطية والسجاد وأدوات المطبخ، ومواد التنظيف ومسحوق الغسيل… إلخ.

فمثلًا، لا تستغرب عند رُؤية الناس في غزة يمشون بلا أحذية أو بأحذية مهترئة، فلا أحذية في السوق يُمكن شراؤها، والأحذية بليت بعد أشهر طويلة من الاستخدام، إضافة إلى أن الشوارع مليئة بالركام والأحجار المكسرة مما يسهم في اهتراء الأحذية بسرعة كبيرة.

ويُمكن أنْ تُلاحظ وأنت تسير في الشوارع أن أغلب ملابس الناس بالية ومرقعة لعدم وجود ملابس يرتدونها، كما تسهم الأعمال الشاقة التي يقوم بها الناس يوميا في اتساخ الملابس وتمزقها.

ثم إن الناس في قطاع غزة يغسلون شعرهم بسائل الجلي أو سائل غسيل اليدين، لأنّ "شامبو الشعر" غير متوفر أو موجود بسعر فوق القدرة الشرائية للفلسطيني.

ولعل أصعب اللحظات التي مرت بنا نحن اللاجئين هي عدم توفر الملابس الشتوية في السوق للبيع، والنازحون الذين خرجوا من بيوتهم بلا ملابس لم يجدوا ما يقيهم برد الشتاء.

ومع عدم توفر الفرش والمراتب ينام الناس على التراب بعد أن كانوا ينامون على فرش ذات ضغط مرتفع ومريحة قبل الحرب، وهذا الأمر أدى بدوره إلى زيادة آلام الظهر والفقرات عند معظم الناس شبابا وكبارا.

كيف تقضي الأسر اللاجئة يومها وليلها في ظل القصف الجوي والمدفعي والتهجير من مكان إلى آخر؟

تقضي الأسر أيامها في الأعمال الشاقة، فقبل الحرب لم تكن تستغرق هذه الأعمال أكثر من ربع ساعة، لكنها في ظل الحرب أصبحت تحتل اليوم كله، إذ يقضي الفلسطيني يومه في الاصطفاف في طوابير عديدة، منها: طوابير المياه الحلوة، وطوابير المياه المالحة، وطوابير التكيات، وطوابير لطلب المساعدات، وطوابير لدخول الحمام أو الاستحمام، وطوابير للخبز… إلخ. وهذه الأعمال الشاقة اليومية يقوم بها الفلسطيني في ظل القصف والخوف والمرض والوهن.

وفي ظل الحرب تحولت حياة الغزيين إلى حياة بدائية تشبه حياة ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول؛ فالطبخ يتم على الحطب الذي يتطلب شراءه وتكسيره، أما الغسيل فيتم بشكل يدوي، وصناعة الخبز تكون في فرن بني بالطين ووقوده الحطب.

الأدوية التي تدخل القطاع محدودة جدا، والتي يفترض أن توزع مجانا هناك فئات مشبوهة تابعة للاحتلال تسرقها وتبيعها بأسعار عالية

أما التهجير والنزوح المتكرر فهذه قصة مختلفة ومعاناة تعجز عن وصفها الكلمات، فالنزوح في ظل قلة الوقود يكلف مبالغ مالية هائلة تزيد على 400 دولار للانتقال من شرق المدينة إلى غربها فقط، وهي مسافة لا تتجاوز كيلومترين اثنين.

ويؤدي النزوح كذلك إلى ارتفاع تكلفة بناء الحمامات في أماكن النزوح الجديدة، وفك الخيم وتركيبها، إذ قد يطلب الاحتلال إخلاء مفاجئا فيخرج النازحون من دون حمل أي شيء ومشيًا على الأقدام، ويتجهون إلى مكان مجهول يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، بلا مأوى أو ملابس أو طعام.

إن هاجس النزوح لدى الغزيين صار شبحا يراودهم في كل يوم، لأنّ الاحتلال يتفنن في تهجيرهم من مكان إلى  آخر بهدف إذلالهم.

تقول استطلاعات رأي فلسطينية إن الغزيين مؤمنون بانتصار المقاومة، فما المؤشرات التي يراها الفلسطينيون تبشر بالنصر؟

صراعنا مع الاحتلال وجودي: إما نحن أو هم، والانتصار من أي طرف يعني إنهاء وجود الطرف الآخر على أرض فلسطين المحتلة، ولكن معاركنا مع الاحتلال هي جولات من الصراع، وفي كل جولة يسجل كل طرف نقاطا، والذي يكسب نقاطا أعلى يكون له السبق في تلك الجولة.

في حرب طوفان الأقصى سجلت المقاومة درجات مرتفعة حتى الآن متمثلة في:

ما قامت به المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هو سَبق عسكري مَرّغ أنف دولة الاحتلال في التراب. صمود المقاومة وبقاء حضورها وفعلها القوي حتى الآن رغم كل ما قام به الاحتلال لتقويض قدراتها. عدم قدرة الاحتلال على استعادة أسراه رغم كل الإمكانيات العسكرية والتقنية والاستخباراتية التي يمتلكها. تنفيذ عمليات عسكرية قوية للمقاومة موجعة ومؤثرة، وبعضها تم خلف خطوط تقدم العدو. قدرة المقاومة على إعادة بناء قدراتها أثناء الحرب بالاستفادة من صواريخ الاحتلال التي لم تنفجر. كشف كذب الاحتلال عبر إعلام المقاومة الذي يوثق عملياته، وكذلك إخراج المقاومة مقاطع تؤثر على البعد النفسي لأهالي الأسرى الصهاينة. الاحتلال دمر قطاع غزة بشكل شبه كامل وأوقع عشرات الآلاف بين شهيد وجريح، لكنه لم يستطع تحقيق أهداف الحرب الأساسية التي أطلقها بدايةً، وبكل تأكيد الذي لا يستطيع تحقيق أهدافه من الحرب هو الطرف الخاسر. طفل فلسطيني يتضرع إلى الله من على ركام مسجد في قطاع غزة قصفه الاحتلال الإسرائيلي (الأناضول) ما الذي يجعل الشعب الغزي صامدا رغم طول الحرب والحصار المفروض عليه؟

يقول البعض إن الشعب الفلسطيني لم يملك خيارًا آخر فأُجبر على الصمود! وهذه ليست الحقيقة؛ فشعبٌ مثل شعب غزة كان بإمكانه الخروج في الشوارع وإعلان نبذ المقاومة وملاحقتها، وكذلك كان بإمكانه الوقوف على الحدود وطلب فتحها ليهرب من هذا الواقع، ولكنّ الشعب الفلسطيني في غزة قرر الصمود كخيار من ضمن خيارات كانت متاحة له.

فذلك الذي فقد كل عائلته وبيته ومأواه وبقي الناجي الوحيد، كان كلامه التلقائي "الحمد الله، وفداء للمقاومة"، ذاك وغيره الآلاف هم نتاج تربية وطنية عقائدية عميقة، مفادها أن دحر الاحتلال لا يكون إلا بالمقاومة.

فالشعب الفلسطيني المعطاء أخذ العبرة مما قامت به الشعوب الأخرى وحركات التحرر وكيف انتصرت على المستعمر، ويعلم أنه لا انتصار يتحقق من دون تضحيات ومن دون خسائر جسيمة، وهذا الشعب يعلم أن مَن يريد أن يستمتع بحياته عليه أنْ ينسى أن له وطنا.

لهذا قرر شعب فلسطين الرباط على أرضه المحتلة، ويعلم أن كل هذا الضنك في العيش والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات هو ابتلاء من رب العالمين وعليه أن يصبر على ذلك.

إن الاحتلال ربما استطاع تدمير قطاع غزة وخلق بيئة غير مناسبة للعيش، ولكنه لم يستطع ولنْ يستطيع قتل روح المقاومة والدفاع عن الأرض عند الشعب الفلسطيني.

ما أهم ما تطالب به الأسر من المنظمات العربية والإسلامية والدولية للعيش في ظل الحرب؟

الحقيقة لا نريد مساعدات ولا إغاثة، كل ما نُريده هو رفع هذا الاحتلال عنا فقط، ونحن نستطيع إدارة أمورنا واستثمار مواردنا في سبيل تنمية وطننا.

أما في ظل هذا الاحتلال الذي يمنع أصلًا دخول المساعدات للقطاع فلا قيمة لأي مساعدات، فكما يعلم العالم هناك مئات الشاحنات المكدسة في الجانب المصري والاحتلال يمنع دخولها لقطاع غزة.

ويمكن لهذه المنظمات أن يكون لها دور فاعل في الضغط من أجل وقف هذا العدوان عن أبناء شعبنا، إن قررت فعل ذلك.

 الشعب الفلسطيني لا يرغب في سلطة تأتي على ظهر دبابة إسرائيلية أو بالتنسيق مع الاحتلال، ولا يرغب قوى عربية تدير القطاع

ما نوع السلطة التي يريد الغزيون أن تدير شؤون أمرهم؟

بكل تأكيد لا يرغب الشعب الفلسطيني في السلطة التي تأتي على ظهر دبابة إسرائيلية أو تأتي بالتنسيق مع الاحتلال، وكذلك لا يرغب في سلطة أو قوى عربية تدير القطاع؛ الغزيون يتوقعون أن أهل غزة هم أولى الناس بإدارة شؤون وطنهم.

فهم يرغبون في سلطة تفرزها صناديق الاقتراع والانتخابات التي يُعطلها الاحتلال منذ سنوات، ويرغبون في سلطة عليها إجماع فلسطيني وتستطيع أن تدير إعادة إعمار قطاع غزة، وأن تلقى اعترافا دوليا، ويرغبون في سلطة لا تنزع سلاح المقاومة؛ فقد علّمتهم هذه الحرب أن بقاء المقاومة درع حماية لهم.

مقالات مشابهة

  • شهادة من ميدان الحرب: الاحتلال جعل الحياة بغزة بدائية لكن الشعب صامد
  • هل تكذب إسرائيل في حجم خسائرها؟
  • أبو عبيدة: جميع كتائبنا تقاتل في القطاع وجنّدنا آلاف المقاتلين الجدد
  • مقاتلو إسرائيل الآليون يسقطون في أنفاق غزة
  • خسائر هائلة.. كيف استنزف المقاوم الفلسطيني في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ 
  • الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية: إسرائيل لا تستطيع العمل بمفردها
  • حول انسحاب أمريكا من المفاوضات
  • الدويري: القسام نفذت عملية من اختصاص قوات الصين الخاصة ودلتا الأميركية
  • خبير عسكري: تحول القسام من الدفاع للهجوم تطور نوعي غير مسبوق
  • ندوة سياسية نظمتها مجالس المقاومة بمديريات أرحب همدان وبني الحارث بصنعاء بمحافظة مأرب