يعاني قطاع غزة من أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق، حيث فرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون شخص بعد أن شنت حركة حماس هجوما كبيرا على اسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وفي المقابل ردت إسرائيل بقطع جميع الإمدادت عن القطاع وسبل الحياة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه والوقود كما أن هناك أزمة كبرى في الغذاء، فضلا عن وقوع آلالاف من الضحايا والشهداء ، ويقال إن كمية ما استخدمته إسرائيل من أسلحة عند شن هجمات داخل غزة في أيام قليلة فاق ما استخدمته أمريكا خلال عام في أفغانستان.

أشرف أبو الهولأنفاق غزة 

تجاوزت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة الأعراف والقوانين الدولية في العملية العسكرية التي تشنها داخل قطاع غزة، ونزح حوالي مليون شخص من المناطق التي تشهد عمليات حربية شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع بحثاً عن ملاذ آمن، ودخلت الحرب الأكثر دموية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر، شهرها الثاني على التوالي دون آفاق قريبة لحل سياسي يوقف سقوط مزيد من الضحايا الذين تجاوز 10 آلاف قتيل وأكثر من 24 ألف مصاب.

في هذا الصدد قال أشرف أبو الهول الكاتب الصحفي و مدير تحرير جريدة الأهرام والخبير في الشئون الفلسطينية، إنه فيما يخص الوضع العسكري الحالي في قطاع غزة، فقد توغلت القوات الاسرائيلية من خلال اكثر من محور وتوغلت لعمق اكثر من 7 كيلومترات ودخلت من مناطق الشمال الشرقي حيث بيت حنون، وبالشمال الغربي كذلك ، وتخوض معارك عنيفة في هذه المناطق لتأمين تقدمها مشيراً إلى أن معظم عمليات المقاومة تكون بنظام “كر وفر” حيث يخرج افراد المقاومة من حركة حماس من فتحات الانفاق ويطلقون القذائف، لافتاً إلى أن القوات الاسرائيلية استطاعت التقدم بعمق 7 كيلومترات واستطاعت أن تعبر مناطق عديدة ، وفي الوسط استطاعت ان تتطوق مخيم ومدينة جباليا الذي يعد من أكبر مخيمات غزة والتي تتركز بها المقاومة بشكل كبير، ورغم ضربات المقاومة، الا ان القوات الاسرائيلية تقترب من مدينة غزة ومخيم الشاطئ وستكون في مرمى مستشفى الشفاء ما لا يتم ايقافها ، واسرائيل تعتقد ان مستشفى الشفاء بها قادة المقاومة  وكتائب القسام ويعتقدون أنهم يختبئون في سراديب بهذه المنطقة “ مستشفى الشفاء ”.

وأضاف أشرف أبو الهول خلال تصريحات خاصة لــ"صدى البلد “ أن ما تقوم به اسرائيل لا يعني انها سيطرت على غزة ، حيث إنها كلما توغلت في المناطق السكنية كلما واجهت مقاومة أكبر ، والهدف الاسرائيلي لا يتمثل في القضاء على حماس فقط كما ذكرت في البداية ولكن هناك هدف اخر وهو ابعاد حماس عن حكم غزة وإخراج حماس من غزة أو مواصلة الحرب فهناك أحاديث حول إمكانية أن تصل هذه الحرب بين حماس واسرائيل إلى ما يقرب من “ عام “ ، وهناك هدف ايضاً يقوم على توغل الجيش الاسرائيلي في غزة والبحث عن الانفاق التي يختبئ بها أفراد المقاومة مشيراً إلى أن غزة بها شبكة انفاق تصل الى 500 كيلومترات منهم 1300 نفق مزود بالمياه والكهرباء والتهوية الجيدة، ويعتقدون أن الاسرى اليهود موزعين بداخلها ولكنه من اللافت للنظر أن اسرائيل لا تكترث كثيرا بمصير الاسرى بقدر ما تهتم بالقضاء على ”حكم حماس” وليس القضاء على “عناصر حماس” لأن ذلك يعد أمر صعب للغاية حيث إن اعضاء حماس هم كُثر ومنتشرين بكل بيت، وبالتالي الجيش الاسرائيلي في هذا العدوان يحاولون استنزاف القدرات العسكرية لحماس من خلال القصف المتواصل وانهاك المقاتلين بابقائهم تحت الارض لاطول فترة لحين انتهاء مخزونات الادوية والغذاء وتنقطع  عنهم الكهرباء، ولكي لا يكون هناك تهوية في الانفاق .

واستكمل : يوجد معلومات قديمة عن أن هناك سراديب تحت هذه المستشفيات كانت موجود ايام الاحتلال الانجليزي أو ما بعده وهناك معلومات منذ عام 2014 حول ان القادة يختبئون بها ولكنه من المستحيل قصف مستشفى بها الآلاف من المرضى والجرحى ويحيط بها الكثير من الذين يلجئون اليها للاختباء والاحتماء من القصف الاسرائيلي ، وفي حال  ضربها ستكون الخسائرأكبر من أي خسائر سابقة لذلك الجيش الاسرائيلي يحاول قطع الكهرباء عن المستشفى وحرمانها من الوقود وكل ما تحتاجه من الادوات ، وبالتالي يضطر الطاقم لأخذ المرضى والانتقال بهم لمكان اخر،  ويستهدفون كذلك البيوت التي حول المستشفى ويقصفون الالواح التي تعمل بالطاقة الشمسية على اعتقاد انها تغذي القوات بالاسفل، وهم على امل أن تصل اليها القوات البرية عن طريق التوغل  البري وبشكل فعلي لا تستطيع ان تقصف المستشفى ولكنها تريد أن تقتحم المكان بشكل بري ولكن هذا امر صعب لا ن شبكة الانفاق كثيرة ويمكن الانتقال من نفق الى اخر وهناك 1300 نفق رئيسي يرتبطون بممرات صغيرة ، كما أن اسرائيل لديها معلومات عن الانفاق ولكن ليس هناك معلومات عن من يختبئ بها ولذلك يقصفون الانفاق بشكل عشوائي بقنابل امريكية مخصصة مثل قنايل الفوم ، وهناك سيناريو اخر بضخ غازات سامة باللانفاق ، ولكن هناك تحدي اخر وهو الانفاق “ الكتل السكانية” المكدسة بالبشرز.  

مستشفى الشفاءلماذا مستشفى الشفاء ؟

من الجدير بالذكر أن مستشفى الشفاء قد لجأ اليها آلاف الفلسطينيين في غزة هرباً من الغارات الإسرائيلية، وقد قال جوناثون كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن مقاتلي حماس يتحصنون بأسفله، و أن هناك منشأة للقيادة العسكرية ومخزناً للأسلحة أسفل المستشفى الواقع في قلب مدينة غزة، واتهم حماس باتخاذ مواقع قريبة من المستشفيات من أجل إطلاق صواريخها.

ويذكر أن هذا المجمع الذي كان يقدم الخدمات الطبية لأكثر من 650 ألف فلسطيني يقطنون مدينة غزة، كان يعاني الأمرين حتى قبل الحرب، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع منذ سنوات خلت، ومنذ اشتعال شرارة الصراع قبل 3 أسابيع، اتهمت إسرائيل مرارا مسلحي حماس باتخاذ مواقع قريبة من المستشفيات أو أسفلها مقاراً لها، فيما نفت الحركة تلك الاتهامات، معتبرة أنها مقدمة لتبرير القوات الإسرائيلية قصفها للمشافي في القطاع.

ومن الجدير بالذكر أنه كان قد قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية للصحفيين إن غارات إسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف بينما كانت تنقل جرحى إلى معبر رفح لنقلهم للعلاج، وذكر أبو سلمية أنه تم استهداف سيارات الإسعاف في ثلاثة مواقع أحدها قرب بوابة مجمع الشفاء الطبي في غزة، ما أسفر عن 60 قتيلاً وعشرات الجرحى.

و أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الأكبر في مدينة غزة، قائلا إنها كانت "تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس".

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال على موقع "X" إن مصدرا في جهاز الرعاية الصحية في غزة أكد "أن حماس تسرق الوقود من المدنيين في غزة، وتخزنه تحت مستشفى الشفاء وتستخدمه للإرهاب". وأرفق في التغريدة تسجيلا صوتيا قال الجيش إنه لشخص ما قام بتسجيل المكالمة.

إسرائيل تعتزم إبقاء قواتها في غزة بعد انتهاء عمليتها العسكرية الأمم المتحدة: ارتفاع عدد الفلسطينيين الفارين إلى جنوب غزة بشكل حاد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إسرائيل القوات الإسرائيلية حماس مستشفى الشفاء مستشفى الشفاء مدینة غزة أشرف أبو قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: هناك صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل

قال الأكاديمي والباحث السياسي محمود خلوف أكاديمي، إنّ الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حماس باتت قريبة.

74% من الإسرائيليين يريدون العودة إلى ديارهم

وأضاف «خلوف» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ما يقوله إعلام الاحتلال في هذا الصدد انعكاس لتوجهات الرأي العام في إسرائيل وتدخلات أجهزة الأمن ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتًا إلى أنّ استطلاع الرأي في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أظهر أن 74% من الإسرائيليين يريدون العودة إلى ديارهم وعقد الصفقة على أن تكون شاملة، ويريدون وقف الحرب في قطاع غزه بشكل شامل.

وتابع الأكاديمي والباحث السياسي، أنّ هذا الأمر عكس ما يريده بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، وما يريده اليمين المتطرف من موضوع العودة إلى المستوطنات، واستمرار الجيش في مناطق قطاع غزة.

حديث الإعلام الإسرائيلي عن صفقة تبادل المحتجزين

وذكر أنّ حديث إعلام الاحتلال الإسرائيلي عن الصفقة يستهدف تقليل الضغط الجماهيري وبيع الأوهام وإشاعة الأمل، لا أكثر، موضحًا أنّ صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نشرت تقريرًا جاء فيه أن رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية غادر الدوحة.

واختتم بالإشارة إلى أنّ التقرير أظهر أن هناك صعوبات حقيقة لا زلت موجودة على الطاولة أمام المفاوضين، ولم يتم الاتفاق حتى تاريخيه عن أماكن انسحاب الجيش الإسرائيلي، وكل ما يمكن أن توافق عليه إسرائيل هو أن الانسحاب جزئيًا. 

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة
  • تشاؤم مفاجئ يُحيط بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس و إسرائيل .. مسؤولون إسرائيليون: هناك فجوات
  • قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل
  • باحث سياسي: هناك صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل
  • جمال شقرة: مخطط إسرائيل في الشرق الأوسط بدأ بعد الحرب العالمية الثانية
  • جمال شقرة يحذرمن مخطط «إسرائيل الكبرى» في الشرق الأوسط «فيديو»
  • جمال شقرة: إسرائيل تنتظر ظرفا طارئا لتنفيذ مخطط التهجير
  • عبد الملك الحوثي: إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط ممر داود في المنطقة
  • أشرف أبو الهول: مصر قدمت اليوم روشتة للتعاون وأفكار لمشروعات جماعية مع الدول النامية
  • قناة عبرية : هناك تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس