صدى البلد:
2024-11-05@06:39:10 GMT

رؤية الله في الجنة .. معناها وكيفيتها وكم مرة تحدث؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

يتساءل الكثيرون عن رؤية الله في الجنة، ومعنى رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، حيث أجمع أهل السنة والجماعة على أن رؤية الله تعالى ممَّا يدخل في الممكنات، وأن العقل لا يحيل رؤية العباد لربهم.

رؤية الله في الجنة 

رؤية الله تعالى في الآخرة معناها: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًّا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة، يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" (ص: 171، ط.

دار الفكر المعاصر): [على الرغم من أن الله تعالى ليس جسمًا ولا هو متحيز في جهة من الجهات، فإن من الممكن أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وأن يروا ذاته رؤية حقيقية لا شبهة فيها، وستحصل هذه الرؤية إن شاء الله بدون الشرائط التي لا بد منها للرؤية] اهـ.

الأدلة من القرآن على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة

استدل أهل السنة على إمكان رؤية الله في الآخرة بالكتاب والسنة والإجماع:

أما استدلالهم بالقرآن فبعدة آيات:

أولًا: قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ۝ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 22-23]. وجه الدلالة: أن النظر إما أن يكون عبارة عن الرؤية بالمعنى المراد عند أهل السنة، أو عن تقليب الحدقة نحو المرئي طلبًا لرؤيته. والأول هو المطلوب، والثاني تعذر حمله على ظاهره؛ لأن تقليب الحدقة إلى المرئي يستلزم أن يكون في الجهة والمكان، فيحمل النظر على الرؤية التي هي كالمسبب للنظر بالمعنى الثاني، وإطلاق السبب وإرادة المسبب من وجوه المجاز البليغة اهـ. راجع: "التحقيق التام في علم الكلام" (ص: 97).

ثانيًا: قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15].

وجه الدلالة: أنه تعالى أخبر عن الكفار على سبيل الوعيد في هذه الآية أنهم لا يرونه؛ عقوبة لهم، وذلك يدل على أن المؤمنين يومئذ غير محجوبين عن ربهم، وإلا لم يكن في الإخبار عن الكفار على سبيل الوعيد بهذا التعبير فائدة.

ثالثًا: قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26]. فإن الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر لوجهه الكريم كما قال جمهور المفسرين. راجع: "تفسير الألوسي" (11/ 102، ط. دار إحياء التراث العربي).

ويدعم هذا التفسير ما روي عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ» رواه مسلم في "صحيحه".

هل استعاذ النبي من الغنى.. وكيف يكون شكر نعمة المال؟ الإفتاء توضح أوصى بها النبي.. 8 كلمات تجعل لك كنز تحت عرش الرحمن وتنجيك من النار الأدلة من السنة على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة

استدلوا على جواز الرؤية بأحاديث:

أولًا: عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله سلم فنظر إلى القمر ليلة، يعني البدر، فقال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]» متفق عليه.

ثانيًا: وعنه أيضًا قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» رواه البخاري في "صحيحه".

ووجه الدلالة من الحديثين واضح؛ قال العلامة ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص: 205، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة] اهـ.

الإجماع على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة

أما الإجماع: فإن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا مجمعين على وقوع الرؤية في الآخرة وأن الآيات والأحاديث الواردة فيها محمولة على ظواهرها من غير تأويل.

وشددت بناء على ما سبق: فإنه يجوز عقلًا وشرعًا رؤية الله عز وجل في الآخرة باتفاق أهل السنة والجماعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم القيامة صلى الله علیه وآله رؤیة الله فی الله تعالى أهل السنة فی الآخرة الله ت

إقرأ أيضاً:

هل كان صحابة سيدنا النبي يخطئون؟.. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ كان يُرَبِّى بالنظرة، قال ابن حجر : "من رآه النبي ﷺ - وليس من رأى النبي لأنه قد يكونُ ضريراً كابن أم مكتوم -أَحْدَثَت النظرةُ منه ﷺ مَا اسْتَوْجَبَ تَعْدِيلَه" أي أن النبي ﷺ إذا نظر لإنسان مؤمن به يُحْدِث فيه شيئاً يجعل اسمه صحابياً، وصحابي أي عَدْل، وَعَدْل أي لا نستطيع أن نقدح فيه، فالصحابة كلهم عدول، ويأتي من يقول أليسوا بشر ويصدر منهم الخطأ أو الخطيئة؟ نعم بشر يصدر منهم الخطأ والخطيئة، منهم من سرق ومنهم من زنى ومنهم مَن كذا وكذا، إذن فهم بشر لا يوجد عِصْمَة، فلماذا هذا الفضل الكبير للصحابة ؟ لأن النبي سيد البشر ﷺ نظر إليهم فأحدث فيهم ما أوجب عدالتهم، اتغسلوا من الداخل بنظر النبي ﷺ .

 وقد وَرَّثَ سيدنا رسول الله ﷺ هذا الميراث لأمته عن طريقِ الأولياءِ وكبارِ أهلِ الله؛ يَرِثُونَ عنه من بركتهِ شيئاً فشيئاً. لا يجتمعُ في وَلِىٍّ منهم ما اجتمعَ في رسول الله ﷺ إنما هو كالشمس شُعَاعُها يَصِلُ إلى الأقطارِ كُلِّهَا؛ فكل شعاع منه صدر منه إلى ولى من أولياء الأمة ومربيها ومرشديها ووارثيها المحمديين. فأخذوا منه ﷺ ما تستقيمُ به الأحوال؛ منهم من أخذ بعض الكرامات من معجزاته، ومنهم من أخذ التربية بالنظرة ، الحال ، الخواطر ، السُّلُوك ، الْجَذْبَة إلى الله تعالى. فكلُّ ذلك كان في رسول الله ﷺ لأنه الإنسان الكامل؛ وهذا هو الذى جعله خاتِمًا للمرسلين، وسيداً للنبيين، وإماماً للغُرِّ المُحَجَّلين، ومصطفى الرحمنِ سبحانه وتعالى، ومُجْتَبَى الرَّبِ سبحانه وتعالى، والكلمة الأخيرة للبشرية.

ومما أوتي هذا الحال -التربية بالنظرة- السيد أحمد البدوي، كان يربي بالنظرة، لا يتكلم كثيرا ، ينظر للمريد فيجد روحه اتغيَّرت، فيأتي من يقول وهل هذا في الكتاب والسنة؟ هذا ليس مكانه الكتاب والسنة؛ هذا مكانه الوجود.

فالوجود مصدر من مصادر المعرفة غفل كثير من الناس عنه؛ وجُل الاعتراضات اللي تجدها كلها راجعة إلى فَقْد فَهْمِهِم أن الوجود مصدر.

مقالات مشابهة

  • من أسباب دخول الجنة.. دار الإفتاء توضح فضل إطعام الطعام في الإسلام
  • دعاء المطر.. ماذا كان يقول النبي الكريم؟
  • هل نرى ربنا يوم القيامة؟.. أحد علماء الأزهر يجيب
  • أولي الألباب
  • دعاء المطر.. أفضل الأدعية الواردة عن النبي
  • 3 أمور وردت عن النبي لدخول الجنة.. منها التزام الصلاة
  • خير الأعمال في الإسلام.. أفعال بسيطة تسهل طريقك إلى الجنة
  • كيف ترقي نفسك وأولادك وأهل بيتك؟ ضع يديك على رأسك وردد دعاء النبي
  • دعاء المطر .. كلمات مستجابة دعا بها سيدنا النبي
  • هل كان صحابة سيدنا النبي يخطئون؟.. علي جمعة يوضح