عبدالسند يمامة: سد النهضة أخطر الأزمات والتلويح بالعمل العسكري كان ضرورة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قال الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد والمرشح الرئاسي، إن أخطر أزمة تواجه مصر هي سد النهضة الإثيوبي، منوهًا إلى أنه كان يجب الانسحاب من الاتفاق الإطار الخاص بسد النهضة والذي تم التوقيع عليه في عام 2015.
وأضاف خلال مقابلة مع الإعلامي شريف عامر، مقدم برنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر فضائية إم بي سي مصر، مساء الخميس، أن مصر لها حصة تاريخية في مياه نهر النيل وكان يجب التلويح بالعمل العسكري في 2020 للضغط من أجل تحصيل المكاسب لمصر.
ونوه إلى أن التلويح بالعمل العسكري في الفترة الحالية أمر صعب نظرًا لأنه من المحتمل أن تغرق السودان ومصر، مشيرًا إلى أن مصر يجب أن توسع من خطواتها تجاه أزمة سد النهضة والاعتماد على بدائل أخرى بعيدًا عن الاعتماد على المسارات الدبلوماسية فقط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور عبدالسند يمامة سد النهضة الإثيوبي السودان ومصر
إقرأ أيضاً:
النهضة.. مقاربة الرومان ومالك بن نبي
عيسى الغساني
تعد كلمة النهضة من أبرز المصطلحات التي ترد في السياق التاريخي للحضارات الإنسانية، شكلت الحضارة الرومانية جزءًا من الإرث الإنساني حيث استمرت لمدة تقارب 1500 عام، وقدمت القانون الروماني الذي تناقلته الحضارات اللاحقة، وكما تسري سنن البقاء والفناء على الكائنات الحيَّة، فهي كذلك على الحضارات الإنسانية تولد وتنهض ومن ثم تُصاب بالوهن الذي يتلوه العجز.
وفي هذا المقال، نُلقي نظرة إلى عوامل صعود الرومان، كان للإغريق الفضل في نهوض الرومان؛ إذ إن "الإلياذة والأوديسة" للشاعر الإغريقي هوميروس كانت مصدر إلهام للشاعر الروماني فيرجيل فكتب "الإنيادة" أعظم ملحمة رومانية. والدراما اليونانية ألهمت الكاتب المسرحي سينيكا، وفي أعماق التأثير والتأثُّر أتت الفلسفة اليونانية؛ حيث إن الرواقية اليونانية وضعت بصماتها في فكر ماركوس أوريليوس وسينيكا، وقوام الرواقية هو الفضيلة والأخلاق والتحكم في المشاعر المتوحشة وتهذيبها، والابتعاد عن الشهوات المُفرطة.
والمُلفِت للنظر في نهوض الرومان هو تبني أفكار أفلاطون وأرسطو؛ حيث أصبحت جزءًا من النظام التعليمي، وأدى ذلك إلى تشكيل نظام اجتماعي وقانوني وسياسي ساهم في الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وفي مقاربة فكرية يعالج كتاب "شروط النهضة"- أحد الكتب الشهيرة للمفكر الجزائري مالك بن نبي- مسألة النهضة، وهذا الكتاب يُعد من الأعمال المُهمة في الفكر العربي والإسلامي؛ حيث ينظر بن نبي إلى موضوع النهضة وكيفية تحقيقها في المجتمعات، وذلك من خلال مسعى تحديد الشروط اللازمة لتحقيق النهضة.
ويرى الكاتب أنه في مقدمة إرهاصات أي نهضة تبرز الجوانب الثقافية والاجتماعية؛ سواء داخلية مثل الجمود الفكري وخارجية وهي تداعيات الوهن الفكري. ويتصور مالك بن نبي أن نهوض الأمم يبدأ بالفرد من خلال تهذيب النفس وتطوير الذات وتحقق الوعي الذاتي. وهذا الوعي الفردي يربط الفكر المُجرد بالعمل المنتج مع تأصيل واقعي للمبادئ الأخلاقية؛ حيث الأخلاق هي المكون الأسمى والأهم في بناء نهضة. وتأتي بالتزامن معها المشاركة المجتمعية؛ إذ النهضة لا تتحقق بشكل فردي فقط؛ بل من خلال تفاعل الأفراد مع مجتمعهم والمشاركة في الأنشطة المجتمعية. ومن خلال العمل الجماعي، يمكن تحقيق تغييرات إيجابية ومستدامة في المجتمع.
وإذ كان الفرد هو الأساس والمحور لهذه النهضة، يؤكد مالك بن نبي أن تحقيق النهضة يتطلب بدء الفرد بتحسين وتطوير نفسه، ومن ثم التأثير الإيجابي في المجتمع من حوله. من خلال التركيز على التعليم، الوعي الذاتي، الأخلاق، والمشاركة المجتمعية، يمكن للفرد أن يسهم بفعالية في تحقيق نهضة شاملة ومستدامة.
رابط مختصر