يتحدث الكاتب الصيني دينغ غانغ، في موقع “غلوبال تايمز” عن موجة الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها فرنسا ضد عنصرية الشرطة والعنف الذي تمارسه، ويعتبر أن الاحتجاجات المتتالية منذ سنوات في هذا البلد الأوروبي وغيره تظهر الجوانب السلبية في الاقتصادات الغربية. وقال “تجتاح الاحتجاجات العنيفة معظم المدن الفرنسية الجميلة والأنيقة، حيث أضرمت النيران في أكثر من 1350 سيارة.

كنتيجة لتصرف متهور قام به شرطي فرنسي بقتل شاب مراهق بلا أي ذنب، مما أثار انفجاراً مفاجئاً للغضب المكبوت، والذي دفع بالحكومة الفرنسية لنشر 45 ألف ضابط وشرطي، للحفاظ على هيبة الدولة والقانون”. واضاف الكاتب في مقاله “من الواضح، أنّ الفرنسيين الفخورين برومانسيتهم، ثمة ما يدفعهم إلى الغضب وتأجج العداء ضد السلطة. فمن حركة “السترات الصفراء”، إلى الاحتجاجات ضد “إصلاحات” المعاشات التقاعدية، إلى الاحتجاجات ضد التمييز العنصري الجارية الآن، تشهد فرنسا، موجة تلو الأخرى على انفجارات حادة بسبب قضايا مختلفة، تدل بلا ريب على اضطرابات اجتماعية حادة”. وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية، وكما جرت العادة، في عجلة من أمرها لوصف العلاجات. من الإسراع في إصلاح نظام الشرطة والتصدي للتمييز العنصري، أوإيجاد سبل لسد الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء ومعالجة الزيادة في البطالة. لكن، معظم هذه الوصفات مكررة ومجربة وبالية. والاعتراف بمشاكل فرنسا يجب أن يراعي سياق العولمة التي تطورت في الموجة الثالثة لثورة المعلومات، إلى الموجة الرابعة لثورة الذكاء الاصطناعي، والتي تفرض متغيرات تجلب مشاكل متزايدة التعقيد، مما يجعل من المستحيل الاعتماد على الصيغ القديمة لإيجاد الحلول، اضاف الكاتب. وتابع “أهم مؤشر على التحولات في الاقتصادات الوطنية الانتقال من التصنيع إلى الخدمات. ووفقاً للباحث الصيني تشيان تشيندان، فإن التحول الأول للاقتصاد الذي حلت فيه الصناعة محل الزراعة، يعتبر تقدماً كبيراً للتقدم البشري. لكن التحول الثاني، ينطوي على الانتقال من التصنيع إلى قطاع الخدمات باعتباره الشكل المهيمن للإنتاج الاقتصادي الوطني، والذي ينظر إليه أيضاً على أنه شكل من أشكال التقدم. ومع ذلك ، قد لا يعكس هذا بالضرورة الواقع. إن تخلي الدول المتقدمة عن “الاقتصاد الحقيقي” لصالح الخدمات ليس غير مستدام فحسب، بل يساهم أيضا في عدم توازن التنمية الدولية، ويثير ويوسع من التيارات المناهضة للعولمة”. وقال ان “تسارع التحولات نحو اقتصاد قطاع الخدمات في فرنسا كنموذج، لم يستطع أنّ يملأ الحفرة الاجتماعية العميقة بسبب البطالة الناجمة عن تراجع التصنيع، ناهيك عن الحرب الأوكرانية المؤثرة بقوة بالكشف عن الآثار السلبية للتباطؤ الاقتصادي الناتج عن ذلك التسارع، الذي ألقى العبء بشكل أساسي على الطبقات الاجتماعية الدنيا والمتوسطة، وضغط على آمال الناس في مستقبلهم، فلا يوجد أمل في الحصول على عمل مستقر أو ارتفاع الدخل أو أسر سعيدة”. وتابع “الاحتجاجات التي تحدث حالياً في فرنسا مدفوعة بمعارضة العنصرية الممأسسة، والتي يغذيها الغضب من الظلم الاجتماعي. وليس من المستغرب أنّ يكون معظم المحتجين من فئة الشباب الذين يشعرون بالإحباط المتراكم المؤهل كي يشتعل بضراوة”. كانت فرنسا واحدة من أوائل الدول الغربية ذات الكفاءة التصنيعية، لكن زمن “ما بعد الصناعة”، أسس لما نشهده اليوم في الاحتجاجات المدنية والطلابية في العام 1968، كبداية لفوضى اجتماعية مزمنة، ودلالة رمزية على تأثيرات الفكر الغربي الحديث، الذي دفع بالشباب الغربي نحو المزيد من الاهتمام بالحرية الشخصية وتحدي المفاهيم القيمية التقليدية وزجر نموذج الحياة العائلية، مع أن تغيير المفاهيم يتصل بجذور الاتجاه المناهض للعولمةحسب الكاتب. وقال “بينما نتطلع إلى المستقبل، يبدو أن تحقيق إعادة الاقتصاد إلى التصنيع حلم بعيد المنال؛ لهذا السبب يجب أن نكون مدركين لما يحدث في فرنسا”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يكرم أوائل برامج التدريب بمركز التنمية المحلية بسقارة| صور

كرّم الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، أوائل الدورات التدريبية التى نظمها مركز تدريب التنمية المحلية بسقارة، وذلك خلال الفترة من 8 أبريل 2024 حتى 5 فبراير 2025، فى إطار دعم التميز وتحفيز الكوادر البشرية.

وشمل التكريم 16 موظفًا من العاملين بديوان عام محافظة قنا والوحدات المحلية للمراكز والمدن، الذين حصلوا على المراكز الأولى في الدورات التدريبية التي شاركوا بها، كما تم تكريم كل من مدير إدارة الموارد البشرية، ومدير مركز التدريب، ومسؤول التدريب بإدارة الموارد البشرية بديوان عام المحافظة، تقديرًا لجهودهم في تطوير الكوادر الإدارية.

مواقيت الصلاة تاسع أيام رمضان .. موعد آذان المغرب بمحافظة قناتعليم قنا تعلن نتيجة مسابقة الرائد العام المثالى لمديرى المدارسمحافظ قنا يوجه أهالى الوقف باستثمار الأراضى المخصصة في مشروعات قومية

وأكد محافظ قنا ، بأن هذا التكريم يأتي في إطار تحفيز العاملين، وترسيخ ثقافة التميز والالتزام في العمل، باعتباره الأساس الحقيقي للتنمية المستدامة.

وأشاد محافظ قنا، بالمكرّمين، لأنهم كانوا خير سفراء لمحافظة قنا بأدائهم المتميز ونتائجهم المشرفة، موجها بضرورة نقل الخبرات والمعارف المكتسبة إلى زملائهم، لضمان تعميم الفائدة وتعزيز كفاءة الجهاز الإداري بالمحافظة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، تحقيقًا لأهداف الدولة في تطوير الأداء الحكومي.

وأعرب المكرمون عن شكرهم وامتنانهم لهذا التكريم، مؤكدين عزمهم على تطبيق ما اكتسبوه من مهارات ومعارف في تطوير منظومة العمل، بما ينعكس إيجابيًا على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية للمواطنين بمركز ومدينة قطور“أنتم فوق رؤوسنا
  • تعرف على قطار TGV المستقبل الذي طلبه المغرب من فرنسا (صور)
  • كورنيش المحلة وسمنود.. نهضة حضارية في قلب الغربية لخدمة المواطنين وتحقيق التنمية
  • فايننشال تايمز: المتشددون في إيران يتمسكون بموقفهم بينما يزيد ترامب الضغط
  • تحقيق الانضباط الإداري.. محافظ الغربية في جولة مفاجئة بإدارات الديوان العام
  • فرنسا تعتزم تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بـ 200 مليون يورو
  • ألمانيا تخطط لتواصل مع فرنسا والمملكة المتحدة بشأن تقاسم الأسلحة النووية
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • محافظ قنا يُكرم أوائل البرامج التدريبية بمركز تدريب التنمية المحلية بسقارة
  • محافظ قنا يكرم أوائل برامج التدريب بمركز التنمية المحلية بسقارة| صور