محللون: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا لتهجير الفلسطينيين والحل بيد العرب
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
رغم فشل إسرائيل في تحقيق مخططها بتهجير سكان قطاع غزة بالقوة فإنها تحاول دفعهم دفعا لمغادرة القطاع المحاصر طلبا للحياة عبر استخدام سلاح التجويع بشراكة أميركية أوروبية واضحة، كما يقول حقوقيون ومحللون.
وقد رصد الحقوقيون والمحللون بدء إسرائيل حرب تجويع علنية متجاهلة كافة النداءات الأممية والانتقادات الحقوقية والغضب الشعبي المتزايد عالميا "لأن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين يواصلون توفير الغطاء السياسي والعسكري لها".
ورغم أن واشنطن وكندا ودولا أخرى بدأت الحديث عن ضرورة إقرار هدنة إنسانية فإن المراقين يرون أن هذه الدول تسير في هذا الاتجاه ببطء يخدم خطط إسرائيل لتجويع المواطنين الفلسطينيين في غزة، في تجل كبير لعجز العالم عن تطبيق القانون الدولي على الجميع، كما يقول ماثيو تروسكوت رئيس قسم الشؤون الإنسانية في منظمة أوكسفام الدولية.
وخلال برنامج "غزة.. ماذا بعد"؟ قال تروسكوت إن على قادة العالم أن يدافعوا عن القانون الدولي ضد أي تجاوز كما حدث في أوكرانيا، وإن إسرائيل كدولة احتلال عليها أن توفر الماء والغذاء والممرات الإنسانية والملاذ الآمن للمدنيين.
وفي ظل ما تعيشه غزة من ظروف مروعة جعلت الناس بحاجة لكل شيء فعليا من ماء وطعام ودواء، فإن المسؤولية -وفق تروسكوت- تقع على عاتق قادة الدول وليس على منظمات المجتمع المدني التي لا تتوقف على توجيه النداءات.
حملة تجويع متعمدةوبعيدا عما تقوله إسرائيل، فإنها -برأي تروسكوت- تمارس حملة تجويع وتعطيش متعمدة لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع، وهو أمر لا يجب على المجتمع الدولي السكوت عنه.
وبالتالي، فإن على العالم التحرك فورا لوقف القتال وإدخال المساعدات بشكل عاجل ومحاسبة كل من خرق القانون الدولي، والأهم من كل هذا: وضع حل سياسي للصراع الذي وصل بنا إلى هذه المرحلة المروعة، كما يقول تروسكوت.
والرأي نفسه، ذهب إليه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي بالقول إن إسرائيل لا تريد فقط القضاء على سكان القطاع ولا على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنما على كل ما هو فلسطيني في غزة أو الضفة الغربية، تحت مظلة من التواطؤ الدولي والعجز العربي الواضحين.
ولفت البرغوثي إلى أن إسرائيل سمحت بدخول 360 شاحنة مساعدات رغم أن المطلوب هو 360 ألف شاحنة مطلوبة، ولم تسمح بوصول أي مساعدات إلى شمال غزة، ولم يحاسبها أحد.
وليس هذا فقط، فقد منعت إسرائيل -كما يقول البرغوثي- الطواقم الطبية الموجودة شمال غزة من الوصول إلى مخازن الأدوية لأنها تقصف كل شيء، مما يعني أنها ترتكب هولوكوست حقيقيا بالتجويع والتعطيش وتهيئة الظروف لنشر الأوبئة.
وقد تجاوز حصار غزة حصار النازيين لمدينة لينينغراد (سان بطرسبرغ) لأن إسرائيل تريد جعل الحياة في القطاع مستحيلة وتحويله إلى جحيم لتنفيذ مخطط التهجير الذي فشلت في تنفيذه بالقوة بسبب صمود الغزيين ورفض مصر الحازم، حسب البرغوثي.
الحل بيد العربوفي السياق نفسه، قال المحلل السياسي عريب الرنتاوي إن إسرائيل تحاول ابتزاز المقاومة وتأليب السكان عليها، لكنها في الوقت نفسه تمضي في تنفيذ مخطط التهجير على نهج كل الأنظمة النازية عبر التاريخ من خلال التدمير والتجويع وجعل المكان غير قابل لأي حياة.
وعن الموقف الأميركي مما يحدث، قال الرنتاوي إن واشنطن ترفض التهجير القسري لكنها تؤيد الهجرة الطوعية لكي تقول إن الفلسطينيين مارسوا حقهم في التنقل.
وحتى الأصوات الغربية التي بدأت ترفض ما تقوم به إسرائيل فإنها ترتفع بوتيرة لا تتناسب مع ما يحدث في غزة، وفق الرنتاوي الذي أكد أن العرب والمسلمين مسؤولون بالدرجة الأولى عن وقف هذا السيناريو.
وقال الرنتاوي إن إسرائيل لا سلطة لها على معبر رفح المصري الفلسطيني، وإن المطلوب حاليا لكسر سلاح التجويع الذي تضعه إسرائيل على رقاب الغزيين "هو تحرك عربي صارم وقوي واستخدام ما لديهم من إمكانيات أخرى لوقف العدوان ولو مؤقتا، طالما أنهم لن يستخدموا قوتهم العسكرية".
ومن هذا المنطلق، فإن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مطالبتان -حسب الرنتاوي- بتوفير مظلة أمان للفلسطينيين في غزة بالقوة وبكل الطرق كبداية لإيجاد حالة دولية لمنع إسرائيل من التعامل بمنطق "أزعر الحي" الذي لا يحاسب لأنه مدعوم من القوة الأكبر في العالم.
وقد أيد البرغوثي حديث الرنتاوي، بقوله إن اللوم فيما يجري لا يوجه لإسرائيل وإنما للغرب -ساسة وإعلاما- لأنهم يتسترون على هذا الهولوكوست، وما هو مستقبل العالم في ظل هذه العقليات؟
لكن اللوم الأكبر والمسؤولية الحقيقية -يضيف البرغوثي- يقعان على الدول العربية التي يمكنها كسر الحصار وفرض وقف للقتال بعدة طرق لكنهم لا يفعلون حتى الآن لدرجة أن وزيرا بإحدى الدول الكبيرة خرج ليؤكد أن النفط لن يستخدم كسلاح في هذه المعركة.
ولا يجد البرغوثي حلا فعليا وعاجلا لإنقاذ المواطنين في غزة سوى أن يتحد العرب جميعا على كسر الحصار ودخول معبر رفح بالقوة، وأيضا أن يقولوا لداعمي إسرائيل "لا نقطة وقود لغزة يعني لا نقطة وقود لكم".
أما تروسكوت، فقال إن حل الصراع لن يكون عسكريا أبدا وإنما هو سياسي من خلال فتح المعابر والسماح للناس بممارسة حقهم في التنقل بأمن وحرية، مؤكدا أن هذا التغول الإسرائيلي يكشف حقيقة أن على المجتمع الدولي استعادة احترامه لنفسه وإعادة القوة للقانون والضغط على من لا يحترمونه.
وختم بالقول "التحدي في غزة صعب ومروع منذ عقود، ولم نتمكن من إيصال المساعدات. لكن حاليا الأولوية لوقف القتال، والتعامل مع الأسباب الحقيقية التي وصلت بنا إلى هذا الوضع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إن إسرائیل کما یقول فی غزة
إقرأ أيضاً:
طارق نصير: البرلمانيين العرب يرفضون تهجير الفلسطينيين ويدعمون خطة الرئيس السيسي في إعادة إعمار غزة
قال النائب اللواء طارق نصير امين عام حزب حماه الوطن ووكيل اول لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشيوخ ونائب رئيس البرلمان العربى اننا جميعا نتوافق كشعوب عربيه على الدعم والتوافق التام لاشقائنا الفلسطينيين الذين يعانون ويلات الحرب والتهجير من اراضيهم في توقيق تفاقمت فيها الازمة ويتعرض فبها الشعب الفلسطيني لاقصي المعاملات الغير انسانية
وأشاد نائب رئيس البرلمان العربى بدور القيادة السياسية المصرية والموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية وشعب فلسطين الشقيق حتى ينال حقوقة الشرعية في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967
جاء ذلك خلال الجلسة الطارئة التي عقدها البرلمان العربي اليوم بشأن فلسطين والتي جاءت تحت شعار "إعمار غزة واجب وتهجير أهلها جريمة" بحضور النائب محمد ابو العينين الرئيس الفخري لبرلمان البحر الأبيض المتوسط والسفير مهند العكوك مندوب دولة فلسطين في جامعة الدول العربية.
وأكد نائب رئيس البرلمان العربى ان البرلمان العربي أنشئ من اجل الدفاع عن القضايا العربية وان القضية الفلسطينية هي قضية مصر الأولى والعرب جميعا وأن ماتقوم بة إسرائيل من انتهاكات واضحة وضوح الشمس امام مرئ ومسمع المجتمع الدولي يعد وسمة عار على جبين العالم والأمم المتحدة التي تقف عاجزة عن وقف هذة الاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني الأعزل الصامد.
واشار اللواء طارق نصير على أن تمادي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وعدوانه على الشعب الفلسطيني ما كان سيحدث الا باستخفاف الكيان الصهيوني بقواعد القانون الدولي وتحدية السافر لارادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وشدد نائب رئيس البرلمان العربى على أن جلسة البرلمان العربي اليوم تأكيدا لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق واننا جميعا كبرلمانين عربي ممثلين لكل اطياف الشعوب العربية نرفض الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل ولن نقبل بتهجير أهلنا في قطاع غزة وندعم بكل قوة خطة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.
وحيا اللواء طارق نصير صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.