بعد ساعتين من بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، صدر الإعلان أن " إسرائيل في حالة حرب"، بالتزامن مع ذلك صدر قرار وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بطلب تجنيد 300 ألف جندي احتياط من الخارج للمشاركة في الحرب على قطاع غزة، وعملت إسرائيل على تكثيف عمل شركات الطيران الخاصة بها من أجل زيادة عدد رحلاتها الجوية اليومية، بهدف نقل هؤلاء الجنود إلى داخل دولة الإحتلال.

 

جند الاحتلال في الحرب التي يشنها على قطاع غزة والتي دخلت في شهرها الثاني، خمسة أضعاف عدد جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم في حرب لبنان 2006، وهي أكبر عملية تجنيد منذ حرب أكتوبر 1973، وفي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014، إذ قام بتجنيد حوالي 40 ألف جندي احتياطي، بعد حوالي أسبوع من بداية الحرب، للتأهب للحرب البرية. 



لاحقا تحدثت وسائل إعلام غربية عن طلب الاحتلال من الدول الاوروبية إرسال مرتزقة للانضمام للقتال في صفوفها، مما أثار تفاعل الكثيرين والتساؤل عن حاجة مدى الاحتلال للجنود الأوربيين وهي تملك هذا الكم الهائل من الجنود الاحتياطين وفي صفوفها حوالي 170 ألف جندي في الخدمة الإلزامية. 

المقاومة تستنزف جيش الاحتلال 

اللواء المتقاعد عودة شديفات يقول لـ عربي21 أن اسرائيل منذ أن بدأت بالعملية البرية، بات أمامها صعوبات كبيرة في التعامل مع الكثير من الملفات وصعوبات في عدة اتجاهات وخاصة أن غالبية جنود الاحتياط ممن استدعتهم للقتال في صفوها هم من المتقاعدين وهم لم يشاركون في عمليات منذ فترات طويلة. 

وأضاف أن ما تقوم به المقاومة هو مفاجأت من العيار الثقيل، باعتبار أن عمليات التدمير والاستنزاف لقوات الاحتلال كبيرة، فلم يتمكن جيش الاحتلال من الوصول إلى بضعة أمتار أو 100 متر من توغلها البري، بالتالي ما قامت به لا يعتبر اقتحام لقوات بهذه الحجم وبهذه التدريب والأسلحة. 

وأشار إلى أن طول المدة الزمنية للعملية البرية وبدء الشهر الثاني للعملية بشكل كامل شكل تخوف، مما انعكس نفسيا على جنود الاحتلال، وخاصا أن لديهم مخاوف قديمة تتمثل في شعور كل شخص من جيش الاحتلال أنه سيقتل في أي لحظة. 

ويرى شديفات أن اعتصامات أهالي الأسرى الاسرائيليين لدى حماس والتظاهرات التي تتنامى يوما بعد يوم، وزيادة عدد القتلى من القوات الإسرائيلية، واحتجاجات عائلات من قتلوا، كل هذه التطورات تشكل ضغوط كبيرة أمام القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية.  

هناك الكثير من الإسرائيليين ممن يحملون جنسيات أخرى ويعملون في جيوش تلك البلدان لا يستبعد أن تقوم اسرائيل باستدعائهم للقتال في صفوفها، في المقابل هناك امتناع ورفض من بعض قوات الاحتياط أن تعود للخدمة وهناك أعداد ليس بسهولة، وفق حديثه.

الكاتب والصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي خالد خليل في حديثه لـ"عربي21" يقول أنه من غير الواضح وغير الدقيق حجم تجنيد الأجانب في صفوف الجيش الإسرائيلي، ولكن يأتي ذلك في أطار التحشيد والتعبئة الاعلامية الاسرائيلية لاستمالة الغرب والرأي العام العالمي، كما هو الحال حينما صورت إسرائيل وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الحرب التي يخوضونها إذ يستخدمون بها عبارات كهنوتية لجلب تعاطف الغرب مثل معركة النور ضد الظلام ، هي جزء من التسويق والبروباغاندا. 



وأضاف أن إسرائيل تعرضت لانتكاسة كبرى تتمثل في خسارة تأييد الرأي العالمي وخير مثال التظاهرات في كبرى العواصم الأوروبية، مؤكدا أن هناك استدعاء انضمام الإسرائيليين مزدوجي الجنسية أما المقاتلين الأجانب لا تشكل ظاهرة إنما فرصة لإسرائيل نحو استخدام اللوبيات الضاغطة وتحشيد لصورتها المنهارة لا سيما بعد ارتكاب مجازر ضد الانسانية.  

ويرى خليل أن هناك تجنيد الأجانب شيء طبيعي ولكن في نطاق ضيق، وخاصة أن كل الصراعات التي تتخذ شكل من أشكال الاستقطاب العالمي كما هو الحال في الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة والتي أعادت القضية الفلسطينية  الى الجدل العالمي يوجد هناك من يتطوع للقتال في طرف ضد طرف آخر. 

ولا يستبعد اللواء شديفات أن إسرائيل قد تستغل وتستثمر الوقفة الأوروبية والامريكية لطلب قوات عسكرية لمساعدتها، وذلك لا يكون بشكل مباشر و بصريح العبارة، للقتال، ربما لغايات أخرى مثل حفظ الأمن في بعض المناطق التي تحتاج للحماية في ظل تنامي القتال على الجبهة الجنوبية تجاه لبنان، وتخفيف من المخاوف من تنامي المقاومة بشكل أكبر في الضفة الغربية. 

مؤكدا أن " إسرائيل إذا وصلت لهذا المنحى في طلب المرتزقة للقتال في صفوفها، فتعد نقطة ضعف لكيان يعتبر جيش أقوى جيش في هذه المنطقة" .

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية طوفان الأقصى غزة الجنود الاحتلال المقاتلين جنود مقاتلين الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على قطاع غزة للقتال فی فی صفوفها

إقرأ أيضاً:

الحكومة العراقية: إسرائيل تهدف لتوسعة الحرب في المنطقة

أكدت الحكومة العراقية، أن جريمة الاحتلال في مخيم طولكرم تؤكد إصراراه على ممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

الدولية لدعم فلسطين: العدوان على غزة ولبنان وحشي وغير مسبوق (فيديو) الاحتلال يشن حملات اعتقال موسعة على عدد من مدن فلسطين اليوم

 

وتابعت الحكومة العراقية، أن سرائيل تهدف لتوسعة الحرب في المنطقة في ظل موقف دولي عاجز تجاه الممارسات الإسرائيلية.

شنت قوات الاحتلال الصهيونية الإسرائيلية منذ فجر اليوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر، حملات اعتقال للمواطنين في عدد من المدن الفلسطينية.

ووفق لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم ، شابا من حي بطن الهوى من مدينة رام الله، وذلك عقب دهم منزله وتفتيشه.

 كما اعتقلت الشاب قاسم جبر من مدينة قلقيلية، بعد مداهمة منزله وتفتيشه بالمدينة.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المدينة من مدخلها الشرقي، وانتشرت في عدة أحياء منها "شارع المدينة، وصوفين، وكفار سابا"، كما داهمت بناية سكنية في شارع المقبرة.

ومن مدينة نابلس، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، مواطنا من بلدة بيتا.

وجاء ذلك بعد اقتحام الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس بجيبات، فجر اليوم وداهمت أحد المنازل وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته واعتقلت منه المواطن جامي خالد عوض عديلي.

وأضافت المصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم، أحياء عدة من مدينة نابلس، وداهمت إحدى البنايات في حي رفيديا، وفتشت منازل هناك وعبثت بمحتوياتها، ولم يبلغ عن اعتقالات.

اعتقال 24 مواطن من الخليل

وشهدت مدينة الخليل وبلدة بيت أمر شمالا، اعتقال أكثر من 24 مواطنا، وشددت قوات الاحتلال الغاشمة إجراءاتها العسكرية على أرجاء المحافظة.

وأفاد الناشط الاعلامي محمد عوض لـ "وفا"، أن قوات الاحتلال داهمت عدة أحياء في بلدة بيت أمر واعتقلت 20 مواطنا وصاحب الاعتقالات حملة تفتيش وتخريب واسعة لمنازل المواطنين، والاعتداء على بعض الشبان بالضرب والتنكيل بهم.

كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل واعتقلت 4 مواطنين، وفتشت منازلهم وعبثت بمحتوياتها.

وفي نفس السياق شددت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم، اجراءاتها على الحواجز العسكرية واستمرت وأغلقت مداخل بلدات ومخيمات محافظة الخليل.

 

 

 


 

مقالات مشابهة

  • لماذا تعلوا أصوات الحرب على السلام في السودان ؟
  • أوقاف غزة ترصد بالأرقام ما فعلته إسرائيل بدور العبارة بعد سنة من الحرب
  • عام على حرب غزة.. زلزال خسائر يضرب اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي وسط مستقبل غامض
  • "لماذا نحن؟".. حزن جماعي يخيّم على لبنان
  • الحكومة العراقية: إسرائيل تهدف لتوسعة الحرب في المنطقة
  • لماذا تتبخر أجساد الشهداء في غزة ؟
  • الحكومة العراقية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف توسعة الحرب في المنطقة
  • لماذا حرصت إسرائيل على الترويج لفكرة الاحتلال إلى زوال؟
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي لم يلتفت إلى الأصوات الدولية الدافعة للتهدئة
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها