الإمارات تجدد التحذير من أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
جددت دولة الإمارات، أمس، التحذير من أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكلٍ قسري والذي قد يؤدي إلى نكبة جديدة، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء استمرار عمليات هدم الممتلكات الفلسطينية ومصادرة أراضيهم.
وكررت الإمارات، في بيان أمام المناقشة العامة للجنة الرابعة الشاملة للبند 50 بالأمم المتحدة، والمعنون حول الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، التأكيد على ضرورة خفض التصعيد الراهن، وفي مقدمته القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة دون هوادة، وفرض حصار كامل على القطاع.
وقالت في البيان الذي أدلت به، مريم السركال الملحق الدبلوماسي: «يأتي اجتماعنا في وقت تشهد فيه الأرض الفلسطينية المحتلة، تصعيداً خطيراً لم يبدأ الشهر الماضي وإنما منذ فترة طويلة، فبينما يعاني قطاع غزة حالياً من حربٍ دامية يعاني ويلاتها المدنيون، كان العامان الماضيان الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ قرابة عقدين، وهذا إلى جانب الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى خاصة هذا العام».
وأضافت السركال: «أضم صوت بلادي للبيان الذي ألقته المملكة العربية السعودية الشقيقة نيابةً عن جامعة الدول العربية، والبيان الذي ألقته سلطنة عمان الشقيقة نيابةً عن دول مجلس التعاون».
وتابعت: إن استمرار الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في انتهاك للقانون الدولي والقرارات الأممية، يُقوض جهود السلام وحل الدولتين ويطيل أمد هذا النزاع، فضلاً عن تسببه في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت أنه لهذا تشدد دولة الإمارات على ضرورة خفض التصعيد الراهن، وفي مقدمته القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة دون هوادة، وفرض حصار كامل على القطاع، ليتجاوز بذلك عدد القتلى الفلسطينيين العشرة آلاف، بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل وألفين وخمسمئة امرأة، فيما يواجه من بقي على قيد الحياة أشد المعاناة في ظل النقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية من مياه وطعام، وانهيار القطاع الصحي، وقطع الكهرباء والوقود عن القطاع.
ونوّهت إلى أنه فوق كل ذلك، اضطر 70% من سكان القطاع البالغ عددهم حوالي مليوني شخص إلى النزوح داخل غزة، رغم عدم وجود مكان آمن، بعد استهداف مخيمات اللاجئين والمدارس، والمساجد، والكنائس، وحتى المستشفيات ومرافق الأمم المتحدة.
وقالت السركال: في ظل هذه الكارثة الإنسانية، تكرر دولة الإمارات المطالبة بالوقف الفوري لهذه الحرب، وسياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق وعلى نحو مستدام، فمجموع الشحنات التي سمح بإدخالها منذ بدء الحرب يساوي عدد الشاحنات التي كانت تدخل في يوم واحد قبل الحرب، وهذا لا يكفي إطلاقاً مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل على الأرض.
كما أكدت على ضرورة حماية المدنيين، لا سيما الأطفال، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني الذي يجب الالتزام به.
وشددت السركال أيضاً على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن توقف اعتداءاتها على المدن والقرى الفلسطينية، وأن تَكُف عن بناء وتوسيع المستوطنات التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ومنها القرار 2334.
وجددت التأكيد على ضرورة وقف عنف المستوطنين، الذي تتصاعد وتيرته منذ بداية هذا العام وبلغ ذروته خلال الشهر الماضي، فمن المهم اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن خاصة خلال موسم قطف الزيتون في فلسطين الذي يشهد عادةً تصاعد هجمات المستوطنين.
وفي سياق متصل، دعت الإمارات، بحسب السركال، إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها، واحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة، وتوفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى الذي يشهد اقتحامات متواصلة من قبل المتطرفين، وأعضاء من الحكومة الإسرائيلية.
وقالت: «إن مستويات العنف الراهنة وهذه الحرب الجارية، تضع أمن ومستقبل الشعبين على المِحَك، ولهذا من المهم تكثيف ومضاعفة الجهود الإقليمية والدولية لإعادة خلق أفق سياسي، يُمهد الطريق نحو استئناف عملية مفاوضات جدية وذات مصداقية، تفضي إلى حل الدولتين».
وأكدت بهذه المناسبة على موقف دولة الإمارات الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وأوضحت أنه لا يجب أن تُترك شعوب المنطقة أسيرة حلقات مفرغة من العنف والكره المتراكم من جيل إلى جيل، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، والتي صاحبها انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف في المنطقة والعالم.
ولفتت إلى أنه كما أقر مجلس الأمن في قراره رقم 2686 بشأن «التسامح والسلام والأمن» يسهم خطاب الكراهية والعنصرية في اندلاع وتصعيد وتكرار الصراعات.
وقالت السركال في ختام البيان: إن السبيل الوحيد لإنهاء هذه التطورات الخطيرة يكمن في التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع، وتعزيز الحوار والتعايش السلمي وجعل التعاون مساراً لإحلال الاستقرار في المنطقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني فلسطين غزة الإمارات قطاع غزة إسرائيل الشعب الفلسطینی على ضرورة
إقرأ أيضاً:
المركزي الفلسطيني يطالب حماس بتسليم غزة .. والحركة ترد
طالب المجلس المركزي الفلسطيني، في ختام أعمال دورته الثانية والثلاثين التي عُقدت بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، حركة "حماس" بإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، وإعادة القطاع إلى "سيادة دولة فلسطين" وسلطتها الوطنية، ضمن إطار قانوني موحّد، ونظام حكم واحد، وسلاح واحد، بما يتيح البدء بإعادة الإعمار فور توقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من القطاع.
وأكد المجلس أن قرار السلم والحرب والمفاوضات هو شأن وطني بامتياز، لا يختص به فصيل أو حزب، بل يجب أن تتولاه منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وصاحبة الولاية السياسية والقانونية، محذراً من منح الاحتلال ذرائع إضافية لعدوانه المستمر.
وفي سياق مخرجات الدورة، أعلن المجلس قراره استحداث منصب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتكليف اللجنة التنفيذية بترجمة ذلك وفقاً للأنظمة الداخلية، إلى جانب تفعيل لجنة إعداد دستور دولة فلسطين، ولجان المجلس الوطني.
كما دعا المجلس إلى إطلاق حوار وطني شامل لتحقيق توافق فلسطيني جامع، يستند إلى مرجعية منظمة التحرير، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية، باعتبارها الإطار الجامع لكافة أبناء الشعب الفلسطيني.
وحثّ المجلس اللجنة التنفيذية على مواصلة الانخراط في الجهود الإقليمية والدولية، مشدداً على أهمية المشاركة في المؤتمر الدولي المرتقب في 17 حزيران/ يونيو المقبل، بمقر الأمم المتحدة، برعاية مشتركة من السعودية وفرنسا، بهدف تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد المجلس تمسكه بأن أي حل سياسي يجب أن يحقق قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وأن المقاومة الشعبية السلمية هي الوسيلة الأنجع لتحقيق الأهداف الوطنية، مع تأكيده أن الدولة الفلسطينية المنشودة هي دولة ديمقراطية، تؤمن بالتعددية السياسية والنقابية، وحرية الرأي والمعتقد، في ظل سيادة القانون وسلاح واحد ونظام حكم موحد.
كما أكد المجلس عزمه مواصلة العمل لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في كافة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، فور توافر الظروف المناسبة، كما جرى في الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
حماس ترد
من جانبها، عبّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن خيبة أملها من مخرجات اجتماع المجلس، ووصفتها بأنها "محطة جديدة في مسار التفرد والإقصاء والانفصال عن واقع الشعب الفلسطيني المقاوم".
واعتبرت الحركة، في بيان صدر أمس الخميس، أن قرارات المجلس تجاهلت معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته للوحدة، خاصة بعد 18 شهراً من العدوان والمجازر في غزة.
واتهمت "حماس" المجلس المركزي بعدم الاستجابة للمسؤولية الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو الضفة الغربية، واعتبرت أن مخرجاته لا ترقى لمستوى التحديات الراهنة، لا سيما في ظل تصاعد الاستيطان وتهويد القدس.
وأشار البيان إلى مقاطعة عدد من القوى والفصائل الوطنية لاجتماع المجلس، بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية، وتحالف القوى الفلسطينية، فضلاً عن انسحاب الجبهة الديمقراطية من الجلسة الأولى، ومقاطعة عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس رفضاً واضحاً لنهج التفرد في القرار الوطني، وتأكيداً على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الحقيقية.
كما أعربت الحركة عن رفضها لما صدر عن رئيس السلطة محمود عباس من "إساءات وشتائم بحق قوى المقاومة"، مشيرة إلى أن المرحلة تتطلب التكاتف حول خيار المقاومة، لا الطعن بها أو تحميلها تبعات جرائم الاحتلال.
توثيق للتاريخ وللأجيال القادمة
في عز الإبادة وبعد 565 يومًا من العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الهواء مباشرة في مؤتمر المجلس المركزي الفلسطيني يقول:
"ياولاد الكلب سلموا الرهائن
وخلونا نخلص" pic.twitter.com/vSO5C6Ya4w — Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 23, 2025
وختمت "حماس" بيانها بالتأكيد على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وديمقراطية، وتفعيل الإطار القيادي الموحّد، وإجراء انتخابات شاملة داخل الوطن وخارجه، بما يعيد الاعتبار للمشروع الوطني التحرري، ويعبّر عن إرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته.