شتاينماير يدعو ذوي الأصل العربي للنأي بأنفسهم بوضوح عن حماس
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير: "حماية الحياة اليهودية في ألمانيا هي مهمة دولة وواجب على مواطنيها".
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأشخاص في ألمانيا من أصل عربي إلى النأي بالنفس بشكل جلي عن معاداة السامية وحركة حماس الإسلاموية المتطرفة.
مختارات الأمم المتحدة: إسرائيل وحماس ارتكبتا جرائم حرب فيزر: 450 مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ألمانيا منذ هجوم حماس قضية مزراوي - المجلس المركزي ليهود ألمانيا يطالب بـ"عواقب شديدة" للمرة الأولى... يهود البحرين يحيون ذكرى "ليلة الكريستال" النازية
وقال شتاينماير اليوم الأربعاء (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023) في كلمة ألقاها في مقر الرئيس الاتحادي في برلين، قصر بلفيو، أمام طاولة مستديرة ضمت يهوداً ومسلمين إن "الإرهاب والتحريض والدعوة إلى تدمير الدولة ليس لها مكان في ألمانيا، وأنتظر أن نقف معاً ضدها".
ووجه الرئيس الألماني نداء مباشراً إلى هؤلاء: "أطلب منكم، أيها المتحدرون من جذور فلسطينية وعربية في ألمانيا: لا تسمحوا لأنفسكم بأن يتم استغلالكم من قبل شركاء حماس! تكلموا عن أنفسكم! ارفضوا الإرهاب بوضوح!".
وأضاف شتاينماير: "على كل من يعيش ويريد أن يعيش في هذا البلد أن يحترم قواعد التعايش السلمي وأن يعرف تاريخنا. إن حماية الحياة اليهودية في ألمانيا هي مهمة دولة وواجب على مواطنيها".
وأدلى الرئيس الاتحادي بهذه التصريحات في اجتماع مائدة مستديرة في مقر إقامته الرسمي، قصر بلفيو، مع ممثلين عن اليهود والمسلمين في ألمانيا. وكان من بين المشاركين حاخام يهودي وإمام مسلم وناجية من المحرقة، بلغت قبل وقت قصير عامها الثاني بعد المائة.
ودعا شتاينماير الفلسطينيين والعرب في ألمانيا إلى صياغة وجهات نظرهم السياسية في إطار القانون. وقال: "يجب أن يكون لكم جميعاً مساحة لإظهار ألمكم وغضبكم تجاه الضحايا المدنيين في غزة ومشاركتها مع الآخرين"، مؤكداً على ضرورة عدم وجود "عنصرية معادية للمسلمين ولا اتهام عام ضد المسلمين".
وشدد الرئيس الألماني على أنّ الاحتجاجات السلمية والتضامن والتعاطف أمور مشروعة و"تعبير عن الحرية التي يحميها الدستور"، بيد أنه استدرك بالقول: "لكن الحرية لها حدودها حين تتحول إلى عنف وكراهية: التحريض المعادي للسامية، والاعتداءات على المعابد اليهودية، وحرق الأعلام الإسرائيلية. تلك الممارسات ليست من الحرية ويجب أن يحاكم مرتكبوها ويعاقبون بشكل حازم".
وتوجه شتاينماير بكلامه إلى اليهود في ألمانيا بشكل مباشر: "لقد هزكم العنف ضد اليهود في إسرائيل حتى النخاع. لا أستطيع أن أزيل رعبكم من المظاهرات العدوانية المناهضة لليهود في ألمانيا، لكنني أريد أن أؤكد لكم أن هذا البلد لن يهدأ طالما أنكم تخافون على سلامتكم وسلامة أطفالكم".
ميركل: "إن واجبنا الحكومي والمدني هو مكافحة جميع أشكال العداء تجاه اليهود
ميركل تتكلم
وفي نفس الاتجاه، ذهبت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل؛ إذ دعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد معاداة السامية في ألمانيا. وحذرت ميركل في بيان صادر عن مكتبها اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لمذبحة "ليلة البلور"، وهي المذبحة الوحشية التي نفذها النازيون عام 1938، قائلة: "يجب على الأغلبية الديمقراطية في دولتنا أن تظل يقظة".
وقالت ميركل: "إن واجبنا الحكومي والمدني هو مكافحة جميع أشكال العداء تجاه اليهود- من تيار اليمين، ومن اليسار، وكذلك العداء الواقع بدافع من الإسلاميين..ويجب أن يكون اليهود قادرين على الشعور بالأمان في ألمانيا".
وأوضحت المستشارة السابقة أنه بعد 85 عاماً، أصبحت الصورة مشوشة في ألمانيا. وقالت ميركل: "الحياة تزدهر مرة أخرى في ألمانيا، وفي الوقت نفسه نواجه معاداة سامية مثيرة للقلق تهدد حياة اليهود في بلادنا وأماكن أخرى في العالم كان يعتقد أنها آمنة".
ووصفت ميركل التصريحات المعادية للسامية خلال المظاهرات في ألمانيا في أعقاب الهجوم على إسرائيل من قبل حركة حماس بأنها مثيرة للاشمئزاز بشكل خاص ودعت إلى معاقبة جرائم الكراهية. وحذرت أولئك الذين قد يستغلون "الرغبة المشروعة في إقامة دولة فلسطينية" والانتقادات المشروعة للسياسات في ألمانيا أو إسرائيل "كغطاء لتبرير كراهيتهم لدولة إسرائيل واليهود".
وأثارت المظاهرات المناصرة للفلسطينيين في المدن الألمانية جدلاً شعبياً واسع النطاق منذ الهجمات التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على إسرائيل.
وأشارت السلطات الألمانية إلى وقوع حوادث معاداة السامية وتعبير للدعم لحماس أدى للحد من بعض التجمعات أو حظرها. وقد حث بعض السياسيين على شن حملات قمع أكبر. فعلى سبيل المثال، دعت النائبة في البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيراب غولر إلى فرض قيود جديدة على حق التجمع للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك بإجراء تعديل محتمل لدستور البلاد.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
خ.س/أ.ح/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس أخبار ألمانيا اليهود في ألمانيا معاداة السامية تاريخ ألمانيا المحرقة النازية غزة إسرائيل حماس أخبار ألمانيا اليهود في ألمانيا معاداة السامية تاريخ ألمانيا المحرقة النازية الرئیس الألمانی فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
لاريجاني يدعو لتجنب فخ إسرائيل وطهران تطالب إدارة ترامب بالوفاء بوعودها
قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامئني، إن إسرائيل تسعى لنقل التوتر إلى بلاده وارتكاب مغامرات جديدة في المنطقة بعد فشلها في غزة ولبنان. ودعا في لقاء بثه التلفزيون الإيراني إلى عدم الانجرار إلى "فخ إسرائيل"، وأن يكون رد طهران عقلانيا، حسب تعبيره.
وأضاف "ينبغي لنا كدولة تعمل بشكل إستراتيجي أن نضعَ حدا لإسرائيل، وأن نتخذ قرارا سليما للرد على هجومها في الوقت نفسِه، قرار الردِّ لا يجبُ أن يكونَ عاطفيا وغريزيا، ولا يجب أن ننجر إلى الفخ الإسرائيلي، وينبغي أن يكون الرد عليها عقلانيا، تسعى إسرائيل للهروب للأمام وإيجاد مغامرات جديدة في المنطقة وعلينا التعامل مع ذلك بدهاء".
وكان المرشد الإيراني قال في وقت سابق إن حزب الله قوي ويواصل كفاحه، "رغم أن البعض داخل لبنان وخارجه يظنون أنه ضعف، وهؤلاء واهمون ومخطئون"، على حد قوله.
وأضاف خامئني أن "العالم سيرى بوضوح كيف سيُهزم الكيان الصهيوني على يد حزب الله". وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية خاضت، منذ عام 2009، تسع مواجهات انتصرت فيها على إسرائيل، وهي تتفوق اليوم أيضا، حسب قوله.
من جانبه، قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف إنه يأمل أن تفي الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب بوعودها بشأن تجنب الحروب، وأن تتذكر ما وصفه بالدرس المهم الذي لقنه لها الشعب الأميركي حول إنهاء الحروب.
وأضاف ظريف، في تدوينة على منصة إكس، أن الشعب الأميركي أظهر بوضوح معارضته لتواطؤ الولايات المتحدة المشين في جرائم إسرائيل بغزة ولبنان، وأكد أن إيران أظهرت أن لديها العزم والقدرة على التعامل مع أي نوع من العدوان، وأنها لا تتأثر بالتهديدات، بل تهتم باحترام الآخرين لها، حسب قوله.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن إيران لن تهاجم إسرائيل انطلاقا من العراق، مشيرا إلى أن مسؤولين إيرانيين نفوا نية استخدام الأراضي العراقية.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن ما سماه إشعال النار في العراق سيعرضه لنيران الخارج "ونأمل ألا يصبح ساحة صراع أميركي إيراني".
وعيد الحرس الثوري
في غضون ذلك، قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد علي فضلي إنه في عملية الوعد الصادق الثالثة سيتم الرد على العدو بقوة وبشكل ساحق وفق تعبيره.
وفي السياق، قال مسؤول التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري إيرج مسجدي إنّ أي هجوم على إيران سيواجه برد ساحق، وإن "على الكيان الصهيوني أن يكون مستعدا لرد إيران الحاسم".
وفي ما يخص احتمال مشاركة الجيش الإيراني في عملية الوعد الصادق الثالثة ضد إسرائيل، أضاف مسجدي أنّ القوات المسلحة تمثل عائلة واحدة، وكل جهة قد تشارك في الدفاع عن إيران حسب مهمتها، سواء في مجالات الدفاع أو الهجوم، بحسب قوله.
من جانبه، قال نائب قائد الجيش الإيراني العميد محمد حسين دادرس إنه في الوقت القريب "سنشهد طي صحفة الكيان الصهيوني بشكل كامل".
وأضاف العميد دادرس أن "جرائم الكيان الصهيوني بقتل الأطفال والأبرياء في غزة أدمت قلوب المسلمين"، وأن بلاده تفتخر بأنها من داعمي المقاومة.
وفي وقت سابق قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في منشور بالعبرية على منصة "إكس"، إن "العالم سيرى اليوم الذي سيُهزم فيه الصهاينة على يد المقاومة".
وقبل أيام، قال خامئني إن الأعداء بمن فيهم الولايات المتحدة وإسرائيل سيتلقون ردا صارما على ما يفعلونه ضد إيران والمقاومة.
وفجر 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم استمر 4 ساعات على إيران، التي أكدت أنها "تصدت بنجاح لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد"، في حين أدى الهجوم إلى مقتل 4 جنود إيرانيين، وفق بيان لجيش طهران.
وجاء الهجوم على خلفية إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، في هجوم قالت طهران إنه انتقام لاغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وحسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.