يمانيون:
2024-10-02@00:15:57 GMT

من البندقية الى معارك الردع.. هذا صُنع المقاومة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

من البندقية الى معارك الردع.. هذا صُنع المقاومة

يمانيون – متابعات
من بنادقَ متواضعة ومُواجهاتٍ فردية ضمن نطاق جغرافيّ ضيّق، انطلقت ملاحم صدّ الاعتداءات الصهيونية على لبنان. منذ اليوم الأوّل للاحتلال، تلقّى الصهاينة ضرباتٍ مُتلاحقة شكلًا ومضمونًا. خَبِرَ أصحاب الطلقة الأولى شيئًا فشيئًا كيف يوجعون العدوّ. سنواتٌ أربعون وما زاد، ثقلت فيها قدرتهم وقوّتهم حتى أضحى الصهاينة مرضى نفسيين يخشون ما ينتظرهم في الجبهة الشمالية.

معركة البداية

في كلّ مراحل نِزَال المقاومة، عَرَفَ العدو أنواعًا مُتدرّجة من التصدّي دفاعًا عن الأرض والعرض. الكلمة على رأسها، القول لا لكلّ ما يخرج من مخططات تدمرية وفتنوية يراد لها أن تصبح أمرًا واقعًا رغم إرادة الشعب كما كان حال المتظاهرين الجنوبيين الذي هبّوا عام 1982 على طريق الزهراني الساحلي لرفض الاحتلال.

العام نفسه، مواجهة خلدة الى الصدارة، أُمّ المعارك التي أسّست فعليًا للردع القادم من لبنان. رئيس أركان جيش العدو أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان رافائيل ايتان وصفها بأصعب المعارك في حرب لبنان الأولى. مقابل قوات العدو المؤلّفة من ألوية المُشاة والمظلّيين، وغولاني والمدرّعات والطيران، وسلاح البحر مدعومًا بالاستخبارات، خرجت ثلّة من الشباب المؤمن مُلتزمين بتكليف الإمام الخميني (قده) لقتال رتْل القادمين لاحتلال بيروت.
على مدى 3 ساعات متواصلة بلا تعبٍ أو إعياء، أجهز المقاومون على الصهاينة في الشوارع والمباني ومن مسافة صفر الى أن استطاعوا دحرهم بأسلحة بسيطة، والخلاصة كانت: منعهم من التقدّم والمُضيّ في مشروع احتلال العاصمة.

ولادة الكاتيوشا

في التسعينيات، أخذت المواجهة مع العدو طابعًا مُتطوّرًا. الكاتيوشا حينها قضّ مضاجع الاحتلال ومستوطناته. السلاح والعتاد لدى المقاومة يزداد، فيما يستقوي الصهاينة بغارات طائراتهم. 7 أيّام حرب متواصلة خاضها المُجاهدون عام 1993 لصدّ اعتداءات الاحتلال، سمّاها الأخير “تصفية الحساب”، إلّا أن الحساب الحقيقي الذي سُجّل في دفتر الصراع أن المقاومة الإسلامية فرضت منطقها: صواريخنا بوجه آلات قتلكم. لا شيء يحدّ من قدراتنا ومن إرادتنا في ردع الصهاينة. عملياتها لم تخبُ درجةً وظلّت على مسارها التصاعدي.

حرب عصابات ونهاريا وكريات شمونة في واجهة الأهداف

عناقيد الحقد في نيسان 1996. العدو يُشغّل مجدّدًا آلة المجازر. المقاومة في المرصاد.
يتزايد الغضب الصهيوني جرّاء تكثيف ضربات المجاهدين في كلّ المحاور وبوجه العملاء اللحديّين. عشرات الملاحم تُسطّر في المنطقة الجنوبية المحتلّة فاقت الأربعين عملية شهريًا توزّعت على قرى بيت ياحون وكونين وطيرحرفا وخلّة ميفيدون والجرمق وجزين وأرنون والشقيف وحولا ومركبا وصولًا الى عمق الشريط المحتلّ في تلك المرحلة. نشاطٌ عسكريٌّ مُتصاعد دفع قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال آنذاك عميرام ليفين الى التحدّث عن تدريبات يجريها الجنود الصهاينة للمرة الأولى تُحاكي حرب عصابات مع مُجاهدي حزب الله.

مجازر كثيرة ارتكبها الاحتلال في تلك الفترة، قانا والمنصوري أشهرها، لكنّ الخلاصة التي انتهت إليها المواجهة ثبّتت معادلة ردعٍ متقدّمة. لم تضعف وتيرة العمليات، لم يتمكّن الاحتلال من ضرب قيادة المقاومة. مدى صواريخ الكاتيوشا توسّع ليشمل مستوطنات جديدة كنهاريا وكريات شمونة.

غزارة في العمليات.. المقاومة تؤلم العدو وتُحرّر الوطن

في العام 2000 وقُبيل تحرير الجنوب، الصورة أوضح وأقسى بالنسبة للصهاينة. الى أن اكتملت الهزيمة، أخذت المواجهة مع العدو طابعًا مؤلمًا. الضربات تتوالى. التحصينات الصهيونية المتطوّرة في مرمى نيران المقاومة وعبواتهم وكمائنهم وكذلك الرادارات المُخصّصة لرصد تحرّكات المجاهدين. تغيّرت القواعد تباعًا.

اقتحامات المواقع تتلاحق من البياضة الى الحردون الى العزّية وغيرها. الأسر أيضًا كان حاضرًا في أساليب المقاومة.
مواقع جيش الاحتلال وعملائه تتلقّى ضربة تلو ضربة. العبّاد والطهرة وسجد ومشعرون وعرمتى والطيبة شكّلت عبئًا وضغطًا مُتفاقمًا على قيادة المنطقة في جيش الاحتلال.
333 عملية نفذّها المقاومون في أيار وحده، قبل أن تتكامل مع جُهدٍ خارق أدّى الى إجبار العملاء اللحديّين على الفرار من مواقعهم في القرى المحتلّة من بئر كلاب، بركة الدجاج، ثكنة الريحان، تلة هارون، مرج حولا، قيادة فوج السبعين في القبع، العبّاد، الجاموسة، شلعبون، العيشية، حداثا، الزفاتة، بلاط، الشريقي، المحيسبات، ضهور الكسّارة وبرعشيت، الى أن أمْسَت بلدات الطيبة ودير سريان والقنطرة، وعلمان وعدشيت القصير وبلدات ميس الجبل، ورب ثلاثين، ورشاف، وبني حيان، بيت ياحون، محيبيب، وبرعشيت وطلوسة، ومركبا، وحولا، والعديسة، وكونين مُحرّرة بفعل إجهاز المقاومة على الصهاينة وعملائهم، وأصبح كلّ الجنوب اللبناني فارغًا من أيّة قوة صهيونية أو عميلة.

الترسانة الصاروخية تتقدّم

2006 المعادلة تتبدّل. الحقّ ينتزع بالقوة. الأسرى عنوان عمل المقاومة. الوعد الصادق يتحقّق، وأسْر جندييْن صهاينة في عملية مباغتة للعدو في “خلّة وردة”. 33 يومًا خاضها المجاهدون لكسر العدو وتسطير معادلات ردع بالجملة عمادها العتاد العسكري والعامل النفسي. المقاومة تضع صواريخَ جديدة في معاركها. تطوّرٌ نوعيّ أرهب العدو ولم يدع له مجالًا للانتصار. سلاح الجو الصهيوني يُعيد عرض عضلاته بالقصف والغارات والتدمير والقتل، والمقاومة تترك ترسانتها الصاروخية (غير الموجّهة) تصنع المشهد، من غراد (مدى بين 5 و35 كلم) وفجر 3 و5 (مدى بين 45 و75 كلم) وزلزال 1 و2 وخيبر 1 (مدى بين 100 و180 كلم). مستوطنات ومدن عدّة عرفت هذه الصورايخ للمرة الأولى في هذه الحرب: طبريا – حيفا – العفولة – الناصرة- عكا- نهاريا- رامات ديفيد – بيسان – الخضيرة.

الردع ثابت

الردع الذي أسّس له حزب الله في 2006 آتى أُكُله في المرحلة اللاحقة. الاحتلال أطلق في أكثر من مواجهة محدودة مصطلح “معركة بين الحروب”. الصورة تجلّت في مزارع شبعا عام 2014، ثمّ في 2015 عندما انتقمت المقاومة لشهداء القنيطرة الذين اغتالهم العدو، مُستهدفة موكبًا عسكريًا صهيونيا مؤلّفًا من عددٍ من الآليات بالأسلحة الصاروخية.
ظلّت العمليات اللغة السائدة، ففي 2019 استهدفت المقاومة آلية عسكرية صهيونية في مستوطنة أفيفيم. عام 2020، أَعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن معادلة مختلفة. تهديدٌ علنيّ أربك العدو لأسابيع اضطرّته الى إخلاء مواقعه الحدودية مع لبنان والاستعاضة بالدُمى ووضعها في آلياته العسكرية. عقب كلّ هذا، شنّ حزب الله حربًا على المُسيّرات وطائرات التجسّس الصهيونية ، فلم يعد مرورها آمنًا في الأجواء اللبنانية.

نوعٌ جديدٌ من المعارك

يقول السيد نصر الله في خطاب 3/11/2023 “إننا اليوم أمام معركة ‏حقيقية مُختلفة عن كلّ المعارك التي خاضتها المقاومة في لبنان، سواءٌ قبل عام ‏‏2000 أو في عام 2006 وما بعدها، معركة مُختلفة من نوع آخر، في ظروفها، في ‏حيثيّاتها، في عناوينها، في أدواتها، في استهدافاتها، في إجراءاتها”.
يرى بعض المُحلّلين أن ما يجري ليس معركة بين الحروب، وليس جولة قتالية محدودة. كلّ شيء اليوم مُعاكس. معركة جديدة أدبيّاتها حيّة ومُتواصلة، نتائجها جارية، تداعياتها مباشِرة ومُتدفّقة في كيان العدو في كلّ دقيقة. كيف ستنتهي؟ قد يكون من المُفيد جدًا قراءة صحافة الاحتلال التي تحسم الجدل: مستقبل بنيامين نتنياهو انتهى وزمن نكبات كيان “اسرائيل” بدأ.

موقع العهد الاخباري/ لطيفة الحسيني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مراقب: “حزب الله” سيستدرج الاحتلال إلى معركة طويلة يتفوّق فيها بالنهاية

#سواليف

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، إن ” #الإحتلال الإسرائيلي قام بعدوان مفاجئ وكبير ذهب به إلى سقوف غير متوقّعة، وكسر به كل قواعد الاشتباك، غير أن ( #حزب_الله ) أقوى من أن يتأثّر بشكل كبير من هذه الضربات الموجعة، وأعدّ لنفسه سياسة النفس الطويل، وسيستدرج الاحتلال إلى #معركة_طويلة يتفوّق فيها بالنهاية”.

ورأى المدهون، مساء اليوم الأحد، أنّنا “اليوم في أخطر مراحل المعركة، وسيكون هناك ردود فعل قويّة من المقاومة الإسلاميّة في لبنان، على جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في لبنان، وستكون المواجهة مفتوحة في المرحلة المقبلة”.

وأضاف أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بارتكاب مجازر إبادة جماعيّة، مستخدماً أسلحة لم يسبق أن استعملت من قبل، وكسر بذلك قواعد كانت غير قابلة للمسّ لعقود، وفرض المبادرة والمهاجمة، هذا كله يشير إلى أن (إسرائيل) كانت جاهزة لهذه المعركة منذ سنوات، وخاصة في لبنان”.

مقالات ذات صلة كيف استخدمت إسرائيل التكنولوجيا الرقمية في تنفيذ الاغتيالات وأهدافها العسكرية؟ 2024/09/29

ولفت إلى أن “اغتيال السيّد حسن نصر الله، لا يعني نهاية المعركة، بل قد يكون بداية مرحلة جديدة من الصراع”.

وأكد على أنّ “اغتيال نصر الله لن يؤدّي إلى انكسار المقاومة، بل سيزيدها تصميماً على مواصلة المعركة بلا حدود وبلا سقوف، كما تعهّد السيد نصر الله في خطاباته السابقة”.

وشدّد على أن “ما يمرّ به الحزب اليوم يتطلّب تعزيز الدعم الإقليمي، وخاصةً من حلفاء الحزب في إيران واليمن والعراق، لضمان استمراريّة المساندة اللوجستيّة والسياسيّة والعسكريّة، وعدم تركه وحيدًا في الميدان”.

ورأى أنّه من “الضروري القيام بهجوم مكثّف من قبل الحزب، حتى لو لمرّة واحدة خلال الأيام القليلة القادمة، على سبيل المثال، إطلاق مئات الصواريخ دفعة واحدة على مدينة تل أبيب، مما قد يعيد توازن القوة”.

ومنذ الاثنين الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسعا على مناطق لبنانية، هو الأعنف منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، وهو ما أدى لاستشهاد عدد كبير من قيادات حزب الله السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في دولة الاحتلال، إثر إطلاق “حزب الله” وفصائل فلسطينية، مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات في المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة، وسط تعتيم “إسرائيلي” صارم على الخسائر البشرية والمادية.

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله يبارك عملية إيران النوعية ويؤكد: اليمن سيبقى فاعلا في معركة الإسناد
  • المقاومة اللبنانية.. معركة إسناد فلسطين تسير كما لو أن السيد القائد ما زال حياً بيننا
  • إسرائيل تعلن بدء عملية برية.. وحزب الله يدك تحركات العدو بشكل مباشر
  • جيش الاحتلال يتحدث عن معارك برية بظروف صعبة وحزب الله يقصف تجمعاته
  • معارك ضارية في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني بين حزب الله وقوات الاحتلال
  • جيش الاحتلال يخوض معارك عنيفة مع حزب الله جنوب لبنان
  • سرايا القدس في نابلس تخوض معارك مع العدو الصهيوني المقتحم للمدينة
  • رباطة علماء اليمن: ما يقوم به العدو الصهيوني هي محاولات بائسة لاسترداد قوة الردع التي فقدها في معركة طوفان الأقصى
  • تظاهرات وتنديدات عربية وإقليمية بجرائم العدو الصهيوني في لبنان واغتيال أمين عام حزب الله
  • مراقب: “حزب الله” سيستدرج الاحتلال إلى معركة طويلة يتفوّق فيها بالنهاية