أكد د. خالد عبدالوهاب، أستاذ علم النفس بجامعة بنى سويف، واستشارى علاج الإدمان، أن الأساليب العلمية الحديثة فى علاج الإدمان تحتاج إلى فريق معالج من تخصصات مختلفة، متعاون مع بعضه، يشمل الطبيب النفسى، والإخصائى النفسى، والإخصائى الاجتماعى، والمتعافى من الإدمان، والمرشد الدينى، و«مرشد العلاج بالعمل».

وأشار في حواره مع «الوطن»، إلى أن هذه الفكرة تحتاج لإعادة تنظيم وتفعيل على مستوى الدولة ككل، من أجل التصدى لمشكلة الإدمان التى تمس أمن واستقرار الدولة، وحتى ندخل للجمهورية الجديدة بشباب واعٍ قادر على تحمل المسئولية بعيداً عن المخدرات التى تضر بالفرد والأسرة والمجتمع.

. وإلى تفاصيل الحوار:

ما أحدث الأساليب التى توصل إليها العلم فى علاج الإدمان؟

- علاج الإدمان ليس بالأمر المستحيل ولا هو بالأمر السهل، ولكن يحتاج لفريق علاجى مُتعدد التخصصات، لا بد أن يتعاون أعضاؤه مع بعضهم البعض لتقديم الخدمة العلاجية المناسبة، وبدون فريق علاجى متخصص، كل فرد له دور فيه، والكل يعرف دوره وكيف يقدمه ومتى يقدمه، حتى لا يكون ما نقدمه لمريض الإدمان أعمالاً فردية فى جزر منعزلة قد لا تأتى بثمارها.

والأساليب الحديثة تعتمد على فكرة الفريق المعالج، المكون من: طبيب نفسى، وإخصائى نفسى، وإخصائى اجتماعى، ومرشد تعافٍ، وهناك من يضيف مرشداً دينياً، و«إخصائى علاج بالعمل». وطبعاً يكون هناك تفاعل مستمر بين أعضاء الفريق العلاجى، بحيث يقول كل منهم ملاحظاته، ويتم وضع الخطة بما يتناسب مع حالة كل مريض، من الناحية الطبية والنفسية والاجتماعية.

ولا نستطيع أن نقول إن هناك عضواً فى الفريق المُعالج أهم من عضواً آخر، ولا عضو يمكن أن يقوم بمهام عضو آخر، فالكل لا بد وفق تخصصه أن يقدم هذه الخدمة، وكل تخصص يقدم ما يحتاجه المريض.

إلى أى حد تُطبق هذه الأساليب فى الواقع لدينا الآن؟

- تطبق، ولكن بشكل محدود جداً فى بعض الأماكن الحكومية، مثل مستشفى العباسية، ومستشفيات الصحة النفسية الحكومية، ولكن تحتاج لإعادة تنظيم فكرة الفريق المعالج والتفاعل بين الأعضاء وبعضهم البعض ولا يعمل كل فرد فى جزيرة منعزلة، فهناك إخصائى نفسى وإخصائى اجتماعى فى «العباسية».

ولكن لا بد أن يكون هناك فريق علاجى متكامل، واجتماع دورى بخصوص كل مريض، ووضع خطة متكاملة من كافة الزوايا للمرضى، وهذا إن تم سوف نجنى ثماره بشكل جيد، وسيكون هناك تعافٍ حقيقى، وهذا أيضاً يمكن أن يتم فى بعض المستشفيات الخاصة المتميزة التى يمتلكها أطباء نفسيون متخصصون وقادرون على التعامل مع مرضى الإدمان، ولكن تكلفتها عالية.

وبالتالى لا تناسب جميع الأفراد. وبشكل عام فإنه فى المبادرات لا بد أن يكون هناك عضو مُنظم لعمل الفريق العلاجى، يحدد متى يتدخل الإخصائى النفسى وماذا سيفعل، والإخصائى الاجتماعى ماذا سيفعل وكيف، ومتى سنحتاج الطبيب النفسى، والإرشاد الدينى سنحتاجه مع من ومتى؟، ومرشد التعافى متى سيتدخل ومتى يتفاعل ويكون قادراً على أن يقدم الخدمة مع المريض.

كيف يمكن الاستفادة من هذه الأساليب فى المبادرات التى تقوم بها الدولة ومن بينها مبادرة «قرية بلا إدمان»؟

- كما قلنا سابقاً، لا بد أن تكون فكرة الفريق العلاجى واضحة فى ذهن المخطط لهذه المبادرات، وماذا نعنى بالفريق العلاجى، وما هى التدخلات الخاصة بكل عضو فى الفريق، وكيف يتم تقديم الخدمة وبأى أساليب، وبالتالى لكى تكون المبادرة لها دور فعال.

لا بد أن نُحيى فكرة الفريق المعالج ونؤكد عليها باستمرار، فعلاج الإدمان يحتاج للتعامل مع كل جوانب شخصية مريض الإدمان، بما فى ذلك النواحى الطبية والنفسية والاجتماعية والروحية أيضاً، ومطلوب منا أن نضع مُخططاً للفريق العلاجى الذى يمكن أن يعمل فى هذه المبادرات، وليس مجرد إخصائى نفسى أو اجتماعى يحمل مؤهلاً فقط، ولكن يجب أن تكون لديه الرغبة والقناعة فى التعامل مع مرضى الإدمان، ولديه المعلومات والخلفية النظرية والمهارية التى تمكنه من ذلك.

لماذا رغم الجهود الحكومية القديمة فى مكافحة الإدمان لا تزال الظاهرة مستمرة؟

- تعريف مرض الإدمان هو أنه مرض مزمن ليس له شفاء، ولكنه قابل للتعافى، وهذا معناه أن المريض ممكن بعد أن يشفى أن ينتكس نتيجة لأسباب كثيرة، منها أنه لم تقدم له خدمة علاجية جيدة، ومنها أنه لم يهتم أن يتابع باستمرار بعد أن أنهى مدة علاجه، أو أنه تعرض لمشاكل كثيرة ولم يرجع للفريق العلاجى أو لم يكن هناك مجال لأن يرجع للفريق العلاجى، واضطر أن يتعاطى من جديد، ودائماً الانتكاسة من أهم مظاهر مرض الإدمان.

ولا تزال الظاهرة مستمرة لأننا بينما نكافح، فإن المسئول عن ترويج المخدرات الذى لديه مصلحة فى وجود نسبة كبيرة من المتعاطين أيضاً يبتكر أساليب جديدة لإغراء الشباب والأطفال بهذه المواد، فهنا مكافحة المخدرات مستمرة ولكن القائمين على تجارة المخدرات أيضاً مستمرون فى التعامل مع سوق وعالم المخدرات.

واستقطاب الشباب والمراهقين الصغار، لأن من خصائص مرحلة المراهقة حُب التجريب والإحساس بأنه أصبح شخصاً مسئولاً وكبيراً ويمكن أن يفعل أى شىء، وبالتالى سهل استهدافه سواء فى المدارس أو الجامعات أو الشوارع أو النوادى، ومن ثم لا بد أن يكون هناك جانب علاجى وجانب وقائى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلاج من الإدمان الإدمان الشباب والرياضة علاج الإدمان یکون هناک لا بد أن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

محمد فاضل: حصلت على جائزة النيل للفنون ولكن تكريم ماسبيرو له طعم خاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب المخرج الكبير محمد فاضل عن سعادته بتكريمه الذي حصل عليه أمس بمؤتمر مستقبل الدراما في مصر الذي اقيم أمس الثلاثاء بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون برعاية الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئه الوطنية للإعلام، وقد حصل المخرج محمد فاضل على وسام ماسبيرو للإبداع ٢٠٢٥.

محمد فاضل تكريم ماسبيرو له طعم خاص 

ونشر “فاضل” صوره تجمعه مع رئيس الهيئه الوطنية للإعلام وكتب عبر صحفه صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي قائلا: "وكان يوما مشهودا
الثلاثاء 22 أبريل 2025".

وتابع: "الحمدلله.. حصلت على جوائز و تكريمات كثيرة،  كان آخرها جائزة النيل للفنون عن عام ٢٠٢٤؛ و هي ولاشك جائزة رفيعة لأنها جائزة الدولة"...، و لكن.. عندما يكون التكريم من( ماسبيرو ) تصبح الأمور لها طعم خاص، لا تتسع مساحة بوست على صفحتى للتعبير عن مشاعر كثيرة( رفرفت ) بداخلى و أنا اصعد إلى منصة المسرح بالدور السابع فى المبنى،( الرمز ) لاستلام وسام ماسبيرو للإبداع ٢٠٢٥".

 
وأضاف: “شكرا الأستاذ/ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام  ، مع كل التمنيات الطيبة بالتوفيق لعودة مباركة مستحقة لهذا الكيان( الرمز ) ، للمشاركة في الإنتاج الدرامى المصرى و إعادة فترة التوهج لذلك الإنتاج”. 

يذكر أن الكاتب  أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام رحب بكل ضيوف مؤتمر ماسبيرو للدراما الذى انطلقت جلسته الأولى أمس الثلاثاء بماسبيرو تحت عنوان “الدراما المصرية الآن ومستقبلها” بحضور عدد كبير من الفنانين والكتاب والمخرجين.

وقد جلس على المنصة خلال الجلسة الأولى من مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر عدد من رموز الفن والإبداع وهم المخرج محمد فاضل، والفنان محمد صبحي والفنان محمود حميدة والسيناريست مدحت العدل والكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي والكاتبة الصحفية ورئيس لجنة الدراما بالشركة المتحدة علا الشافعي والفنانين أشرف عبد الباقي وهاني رمزي والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد.

 

تجدر الإشارة إلى أن المسلماني قد صرح، بأن عقد المؤتمر يأتي استجابة لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي طرحها في حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة في شهر رمضان الماضي، والتي تقضي بضرورة تعزيز القيم، ومواجهة موجات العنف والجريمة وتعاطي المخدرات، وإشعال الصراع المجتمعي، وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي ، وتدمير قيم العائلة.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن المؤتمر يتضمن دعوة الكتّاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، وسيتم رفع توصيات المؤتمر للمؤسسات المعنية.

مقالات مشابهة

  • فعاليات ترصد انتشار "البوفا" والمخدرات المذابة في مدن سوس (فيديو)
  • عاجل | رئيس الحكومة الباكستانية: السلام مقصدنا ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا
  • ريم البارودي: لست ضد تعدد الزوجات.. وأوافق أكون زوجة ثانية ورابعة
  • هل فرض على الرجل الزواج أكثر من مرة؟.. الدكتورة دينا أبو الخير تجيب
  • مورينيو يقترب من الظهور في مونديال 2026.. ولكن ليس مع البرازيل!
  • هل يجوز تعدد صلاة الجمعة بالمسجد الواحد لضيق المكان؟.. الإفتاء تجيب
  • هل تفسير الأحلام علم؟.. أستاذ طب نفسي الأزهر يفجر مفاجأة
  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • وزير خارجية ايران: قد يكون هناك اتفاق إذا تخلّت أمريكا عن المطالب المستحيلة
  • محمد فاضل: حصلت على جائزة النيل للفنون ولكن تكريم ماسبيرو له طعم خاص