نوفمبر 8, 2023آخر تحديث: نوفمبر 8, 2023

 د. محمد وليد صالح

باحث وكاتب عراقي

الدراية الإعلامية والمعلوماتية انطلقت لسد الحاجة إلى نشر معلومات واقعية وآنية وهادفة وواضحة وميسورة ومتعددة اللغات وقائمة على أساس علمي، في خضم الإحتفاء بأسبوعها الثالث بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لبناء قدرة على المعالجة الجزئية للفجوة الرقمية الكبيرة وللتفاوت في البيانات الموجودة داخل البلدن وفي ما بينها بتحسين كفاءات الأفراد والتقدم المحرز في البحث عن المعلومات وتلقيها ونقلها في المجال الرقمي.

وفي النظام الإيكولوجي الحالي للرسائل والمعاني المعقدة والمتناقضة أحياناً، يبدو من الصعب تصور تقدم في ما يخدم الصالح العام، إذا عجز الجمهور العام عن استغلال الفرص ومواجهة التهديدات، فكل فرد يحتاج إلى أن يكون مجهزًا بكفاءات الدراية الإعلامية والمعلوماتية لفهم المخاطر والمساهمة في فرص المعلومات والاتصال والإفادة منها، من أجل .

إنّ عقولنا بحاجة إلى الحصول على المعلومات المتسمة بالجودة كي تعمل على أكمل وجه كونها تسهم إسهاماً كبيراً في فهمنا لما يجري من حولنا وصقل معتقداتنا وتحديد مواقفنا، ويمكن أن نحصل على هذه المعلومات عبر أشخاص آخرين أو من وسائل الإعلام أو المكتبات أو الأرشيفات أو المتاحف أو دور النشر وغيرها من مصادر المعلومات بما في ذلك الأطراف الفاعلة عبر الإنترنت.

إذ يشهد الناس في جميع أنحاء العالم نموّاً كبيراً في مجال الانتفاع بالمعلومات والاتصالات، في حين أنّ البعض يحصل على كم كبير من المعلومات عبر المضامين المطبوعة والرقمية أو البث الإذاعي مقابل حرمان البعض الآخر منها، فضلاً عن إجابة الدراية الإعلامية والمعلوماتية على أسئلة عدة منها، كيف يمكننا الحصول على المعلومات والبحث عنها وتقييمها بصورة نقدية واستعمال المحتوى والإسهام في إنتاجه بحكمة والانتفاع بالمعلومات، سواء عبر شبكة الإنترنت أو عبر الوسائل الأخرى؟ وما هي الحقوق التي نتمتع بها سواء على شبكة الإنترنت أو غيرها من المنابر الإعلامية؟ وما هي المسائل الأخلاقية التي ينطوي عليها مجال تقديم المعلومات واستعمالها؟ وكيف يمكننا الإسهام في وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، والنهوض بأوجه المساواة والسلام وحرية التعبير.

وبهدف تطوير مهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية لدى الناس تعمل اليونسكو، من خلال توفير الموارد اللازمة لبناء القدرات والمهارات التي تضم وضع المناهج الدراسية، والمبادئ التوجيهية المعنية الخاصة بالسياسات وصياغتها والأطر التقييمية، وتقديم الدروس المجانية والمتاحة للجميع للتعلّم الذاتي، وكذلك في تيسير الربط الشبكي والبحوث من طريق التحالف العالمي للشراكات والشبكة الجامعية للدراية الإعلامية والمعلوماتية، من خلال وسائل الإعلام وتكنولوجيات المعلومات.

 وفي هذا المجال حثّ التقرير المعنون (خطتنا المشتركة) للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على التزام قادة العالم بتنفيذ اثني عشر التزاماً، والتأكيد على قيمتي الثقة والتضامن بوصفهما اللُحمة التي تقوي تماسك النسيج الاجتماعي والإنجازات الاجتماعية لخدمة المنفعة المشتركة.

بيد أننا أمام واقع أليم يتمثل في تضاؤل قيمة الثقة، وبالنظر في خطتنا المشتركة، فالمجتمع العالمي مدعو إلى توكيد الالتزام بمبادئ الدارية الإعلامية والمعلوماتية والتشديد على الالتزام بها وتطوير مبادرات جديدة بشأنها لزيادة قيمة الثقة والتصدي لعواقب غيابها.

وفيما يركز هذا الأسبوع في العام الحالي 2023 على الفضاءات الرقمية، ليتيح الفرصة لاستكشاف مسارات من أجل تعزيز التعاون المتعدد الأطراف مع المنصات الرقمية وغيرها من أصحاب المصلحة، فضلاً عن تسليط الضوء على بعض الإجراءات الواعدة المتخذة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية خلال العام الماضي.

وبالتالي يعد الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية لهذا العام عنصراً هادفاً وحاسماً في التشديد على ضرورة تعزيز هذه المكانة في خطة التنمية الدولية، والتعجيل بوتيرته لغرض حفز إدماج الأنشطة المتعلقة بالدراية الإعلامية والمعلوماتية في التقويم العالمي السنوي بواسطة مشاركة الجهات المعنية، وتمهيد السبيل إلى تحقيق نمو هائل في السنوات المقبلة بفضل تحقيق انتشار جغرافي وتضافر جهود دعم وإقامة عدد من الأنشطة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء حج هذا العام 1446هـ

المناطق_واس

أكد مدير الإدارة العامة للإعلام والاتصال المؤسسي والمتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، خلال مشاركته في جلسة “دور الإعلام الرقمي في التوعية الأمنية”، ضمن أعمال مؤتمر الاتصال الرقمي، أن الجهات الأمنية باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء الحج لهذا العام 1446هـ، والدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما.

وأوضح العقيد طلال بن شلهوب خلال الجلسة، أن من يضبط مؤديًا أو محاولًا أداء الحج دون تصريح، ومن يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال، ومن تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وكل من يقوم بنقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو يحاول نقلهم بهدف إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومن يقوم أو يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن (الفنادق، والشقق، والسكن الخاص، ودور الإيواء، ومواقع إسكان الحجاج، وغيرها)، أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم تؤدي إلى بقائهم في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (100,000) ريال، وتتعدد الغرامات بتعدد الأشخاص المخالفين، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات.

ونبّه المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، من الانسياق خلف عمليات النصب والاحتيال التي يتم الترويج لها عبر إعلانات حملات حج وهمية ومضللة، التي تتضمن توفير سكن ونقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، وأداء فريضة الحج عن الآخرين، وتأمين الأضاحي لضيوف الرحمن وتوزيعها، وبيع أساور حج.

وأشار العقيد طلال بن شلهوب، أن وزارة الداخلية تواصل تنفيذ مبادرة “طريق مكة” ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030, من (11) مطارًا في (7) دول؛ لتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، بالتعاون مع الجهات الشريكة، مبينًا أن المبادرة شهدت منذ إطلاقها عام (1438 هـ/ 2017 م) خدمة (940,657) حاجًا.

يذكر أن وزارة الداخلية شاركت في أعمال مؤتمر الاتصال الرقمي والمعرض المصاحب؛ لإبراز خدماتها التقنية والتحولات الرقمية التي تشهدها قطاعاتها الأمنية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتطوير منظومة العمل الأمني وتعزيز جودة الخدمات.

مقالات مشابهة

  • السودان يتصدر قائمة الجوع العالمي.. أكثر من نصف السكان يواجهون أزمة غذائية خانقة
  • المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء حج هذا العام 1446هـ
  • بمناسبة عيد العمال العالمي… لقاء نقابي حاشد في دمشق ‏
  • منظمات إنسانية تحذّر من تحول قطاع غزة إلى «مقبرة جماعية »
  • مساهمة مجموعة “بريكس” في الاقتصاد العالمي تصل إلى مستوى قياسي
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • رئيس الأكاديمية العربية بالإسكندرية...الثقافة الإعلامية والمعلوماتية صمام أمان عالمي في وجه التضليل
  • يتعلّق بإتمام العام الدراسي والامتحانات الرسمية... مؤتمر صحافي لوزيرة التربية غداً
  • هذه نقاط البيع المعتمدة لبيع الأضاحي المستوردة ببومرداس
  • معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني يقدم جلسات تدريبية ومحاضرات بقيادة الخبراء خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج العالمي لأمن المعلومات 2025