عمر نجيب  العالم يتغير والصراعات بين القوى المتنافسة والمتخاصمة تتطور وتسلك مسارات متعددة، والأوضاع الاقتصادية والمالية الدولية تتعرض لهزات متواصلة فتنسف المعادلات المتعلقة بالتفوق العسكري الغربي وباستقرار أوضاع التجارة الدولية ومناعة الدولار الأمريكي وهيمنة المنظمات المالية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما تتقلص صلابة الفرضيات المتمسكة بحتمية ثبات واستمرارية النظام العالمي الأحادي الذي فرض بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العقد ما قبل الأخير من القرن العشرين.

 أحداث عالمية مفصلية على مدى العقود الثلاث الماضية شكلت المؤشرات على التبدل المتواصل في معادلات ومؤشرات موازين القوى العالمية. عدد كبير من المحللين السياسيين في العالم قدروا أن هزيمة الولايات المتحدة وحلف الناتو الواضحة في أفغانستان وانسحابهما الفوضوي والمذل في 30 أغسطس 2021 الذي أنهى 20 عاما من المحاولات الفاشلة لهزيمة حركة طالبان، شكل زاوية الانعطاف في مسار هيمنة القوى الغربية وذلك بعد سلسلة مواجهات وحروب وغزوات ومحاولات نشر الفوضى الخلاقة خاصة في المنطقة العربية.  منذ 24 فبراير 2022 موعد انطلاق ما تسميه موسكو العملية العسكرية الخاصة وما يصفه الغرب بغزو أوكرانيا، شكلت مسارات تلك المواجهة العسكرية في وسط شرق أوروبا بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء الناتو من جهة أخرى أحد المؤشرات الرئيسية للتحولات العالمية.  واشنطن راهنت على أن حرب الكرملين في وسط شرق أوروبا تفتح لها إمكانية استنزاف روسيا في مواجهة مماثلة لتلك التي خاضها الاتحاد السوفيتي في أفغانستان من 25 ديسمبر 1979 وحتى 2 فبراير 1989، وهكذا تنهي محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعاون مع بكين لاستعادة نظام عالمي متعدد الأقطاب، وتفتح الباب أمام إمكانية تقسيم الاتحاد الروسي إلى دويلات وتقديم جزء من ثمرات الوضع الجديد لأوروبا وتفرض هيمنة غربية عالمية أوسع.  موسكو من جانبها كانت تدرك أنها بالحرب مع الناتو ستقرر مصيرها الوجودي لعقود قادمة واختارت أسلوبا في المواجهة يخفض التكاليف لها ويضخمها للخصوم.  بعد ما يقارب 16 شهرا على بداية المواجهة العسكرية في وسط شرق أوروبا يتابع جزء كبير من العالم مسارها، فكل انتصار للناتو يعني ترسيخ النظام العالمي القائم وكل انتصار للكرملين يعني أفول نجم الهيمنة الغربية وبداية مرحلة جديدة. اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، في مقال نشره في صحيفة “جورنالي” في 6 أبريل 2022، أن أحداث أوكرانيا كشفت عزلة الغرب عن بقية العالم، مما يعد مؤشرا لمناخ جديد بدأ يخيم على المشهد العام في العالم، وينبئ بتقلصات مولد نظام عالمي جديد ـ وخلص السياسي الإيطالي إلى أن “ما أظهرته لنا الأزمة الأوكرانية هو مؤشر مقلق للحاضر وخاصة للمستقبل. روسيا معزولة عن الغرب، لكن الغرب معزول عن بقية العالم”. نكسة بعد أشهر من الضجة التي أثارتها واشنطن وعواصم الناتو عن المساعدات الضخمة لكييف “أكثر من 150.8 مليار دولار” التي ستتيح لها شن هجوم مضاد وهزيمة موسكو ومن ثم إجبارها على التفاوض بشروط الغرب، تظهر الأوضاع مع بداية شهر يوليو نتائج معاكسة بعد حوالي أربعة أسابيع من بدء الهجوم المضاد، فقد أقرت كييف يوم الأحد 2 يوليو كما ورد في موقع الحرة الأمريكي، بأن القوات الروسية تتقدم في أربع مناطق على خط الجبهة في شرق البلاد حيث تدور “معارك ضارية”، مؤكدة في المقابل أن قواتها تحرز بعض التقدم في جنوب البلاد.  وكان الرئيس الروسي بوتين قد أعلن منتصف شهر يونيو 2023 أن الهجوم الأوكراني المدعوم بإمكانيات الناتو قد تعرض لنكسة خطيرة وتكبدت القوات المشاركة فيه خسائر فادحة. وكتبت نائبة وزير الدفاع، غانا ماليار، على قناتها في تطبيق تلغرام أن “معارك ضارية تدور في كل مكان (…) الوضع معقد”. وأوضحت أن “العدو يتقدم في مناطق أفدييفكا وماريينكا وليمان. العدو يتقدم أيضاً في قطاع سفاتوفو”. وأضافت أن القوات الأوكرانية “تعمل بإصرار وبدون توقف على تهيئة الظروف لتحقيق تقدم سريع قدر الإمكان”. وذكر الموقع الأمريكي: تواجه كييف صعوبة في إحراز تقدم حاسم وتحض حلفاءها الغربيين على تسريع مساعدتهم العسكرية الموعودة مع قرب موعد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو 2023. وكان رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني قد طالب في مقابلة نشرت الجمعة الغرب بإمداد قواته بمزيد من الأسلحة، محذرا من أن عدم حصولها على مقاتلات وقذائف مدفعية يعرقل خططها للمضي قدما في هجومها المضاد. وقال زالوجني لصحيفة “واشنطن بوست” إنه يشعر بالامتعاض حيال بطء إيصال الأسلحة التي وعد الغرب أوكرانيا بها. وأوضح أن حلفاء بلاده الغربيين ما كانوا ليبدأوا هجوما لا يضمنون فيه تفوقهم الجوي، في حين ما زالت أوكرانيا تنتظر تسلم مقاتلات إف-16 التي وعدها بها حلفاؤها. وذكر للصحيفة الأمريكية “لست بحاجة إلى 120 طائرة. لن أهدد العالم بأسره. يكفي عدد محدود للغاية”. ونقلت عنه صحيفة واشنطن بوست قوله أيضا إن لديه عددا ضئيلا من قذائف المدفعية بالمقارنة مع سيل القذائف التي تطلقها روسيا. كما أعرب الجنرال الأوكراني عن أسفه لأن التأخير في إرسال هذه الأعتدة إلى جيشه “قاتل”. أما الرئيس الأوكراني زيلينسكي فلم يتوان خلال استقباله في كييف، يوم السبت الأول من يوليو 2023، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في اليوم الأول لتولي مدريد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، عن اتهام “بعض” الشركاء الغربيين لبلاده بالمماطلة في تدريب طياريها على قيادة مقاتلات أف-16 الأمريكية. وذكر زيلينسكي “ليس هناك جدول زمني لمهمات التدريب. أعتقد أن بعض الشركاء يماطلون. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أعلم”. لكن واشنطن ردت بالقول إنها وحلفاءها يبذلون قصارى جهدهم لتزويد كييف ما تحتاج إليه.  في برلين أشارت أوساط عسكرية أن ساسة كييف يحاولون تبرير نعثر هجومهم المضاد ويخشون من فقدان الناتو الأمل في قدرتهم ولو على إلحاق هزيمة ولو رمزية بروسيا.  في نفس الوقت ونقلا عن مصادر في الأجهزة الأمنية الألمانية فإنه يظهر أن الكرملين بتمديده لزمن الحرب وتقاعسه أو عجزه حسب معارضيه عن حسم المواجهة بسرعة، وإستخدامه لنسبة ضئيلة جدا من قدراته العسكرية له على الأغلب عدة أهداف من وجهة نظر قادة روسيا: 1- استنزاف الناتو والولايات المتحدة عسكريا وماديا. 2- إضعاف المعادين في أوكرانيا لعودة العلاقات بين موسكو وكييف إلى سابق عهدها، فجزء من هؤلاء تتم تصفيتهم في ساحة المعارك، والجزء المتردد من سكان أوكرانيا الذي لا يؤيد الحرب ومع عدم تحقيق انتصار مرشح لتعديل مواقفه. 3- خلق حالة من الانقسام داخل الناتو وخاصة بين أوروبا والولايات المتحدة حول جدوى مواصلة الحرب، والضغط من أجل الوصول إلى تسوية. 4- إثارة الرأي العام الغربي خاصة في أوروبا بشأن جدوى مواصلة ضخ عشرات المليارات من الدولارات لحساب كييف في حين أن جزء كبيرا من مواطني هذه الدول في حاجة لهذه الأموال لتحسنين وضعيتهم. في فرنسا وخلال اضطرابات شهر يونيو وبداية يوليو 2023 صرح متظاهرون من الضواحي الفرنسية المهمشة أن باريس تتخلف عن صرف مليار يورو على مدى عشر سنوات لإنقاذ عشرات آلاف الفرنسيين من الفقر في الضواحي المهمشة ولكنها تقدمه لكييف بجرة قدم في 24 ساعة. 5- حشد جزء كبير من دول العالم وخاصة في الدول الموصوفة بالنامية إلى جانب روسيا لأن هذه الدول تشعر أن الغرب هو سبب تحلفها ومشاكلها. 6- تمكين الصين من مواصلة تقدمها الاقتصادي على الصعيد العالمي وتعزيز قدراتها العسكرية وخاصة النووية. 7- تمكين كل من إيران وكوريا الشمالية من تعزيز قدراتهم العسكرية في ظل انشغال واشنطن بالصراع في شرق آسيا ووسط أوروبا. محاولة وقف تصدع يوم الأحد 2 يوليو 2023 ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية: يتوجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أوروبا في نهاية الأسبوع في رحلة تشمل 3 دول، بهدف تعزيز التحالف الدولي ضد العدوان الروسي، في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب في أوكرانيا في عامها الثاني. سيكون التركيز الأساسي لزيارة بايدن التي تستمر خمسة أيام على قمة الناتو السنوية التي ستعقد هذا العام في فيلنيوس، بليتوانيا. ذكر البيت الأبيض، الأحد، إنه من المخطط أيضا أن يتوقف في هلسنكي بفنلندا للاحتفال بانضمام الدولة الإسكندنافية، في أبريل، لحلف شمال الأطلسي (الناتو) المؤلف من 31 دولة. ومن المقرر أن يبدأ بايدن رحلته يوم الأحد المقبل في لندن، بلقاء مع الملك تشارلز الثالث. ويأتي اجتماع الناتو في الوقت الذي يقول فيه الرئيس الأوكراني، إن الهجوم المضاد والإجراءات الدفاعية ضد القوات الروسية مستمرة. من جانبه، زار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، البيت الأبيض في 13 يونيو، حيث أوضح هو وبايدن أن التحالف الغربي متحد في الدفاع عن أوكرانيا. وصرح بايدن خلال ذلك الاجتماع إنه سيعمل هو وقادة الناتو الآخرون على ضمان أن كل دولة عضو تنفق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. من المقرر أيضا أن يستضيف بايدن رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، في البيت الأبيض، الأربعاء، في تعبير عن التضامن في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة من أجل انضمام الدولة الإسكندنافية للناتو. وصرح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن السويد متساهلة للغاية بشأن الجماعات الإرهابية والتهديدات الأمنية. لكن ستولتنبرغ قال إن السويد أوفت بالتزاماتها المتعلقة بالعضوية من خلال تشديد القوانين المناهضة للإرهاب والإجراءات الأخرى. كانت أسباب اعتراض المجر على انضمام السويد أقل تحديدا، إذ تشتكي من انتقاد السويد للتراجع الديمقراطي وتآكل سيادة القانون. البحث عن مخرج  كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في اليوم الأول من شهر يوليو 2023 عن تفاصيل عن الزيارة “السرية” التي قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى أوكرانيا، والخطة المتوقعة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا مع نهاية عام 2023. وقالت الصحيفة إن بيرنز أجرى زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف، في وقت سابق من شهر يونيو، وكشف عن استراتيجية طموحة لاستعادة الأراضي التي استولت عليا روسيا وفتح مفاوضات وقف إطلاق النار مع موسكو بحلول نهاية العام. وشملت الرحلة -التي لم يعلن من قبل- اجتماعات مع الرئيس زيلينسكي وكبار مسؤولي الاستخبارات الأوكرانية. وأوضحت الصحيفة أن القادة العسكريين الأوكران في كييف نقلوا لوليام بيرنز ثقتهم المتفائلة في استعادة مناطق كبيرة بحلول الخريف، إلى جانب خطة تحريك الأنظمة المدفعية والصواريخ بالقرب من خط حدود شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، ثم فتح مفاوضات مع موسكو للمرة الأولى منذ انهيار محادثات السلام، في مارس 2022. وقال مسؤول أوكراني رفيع “لن تتفاوض روسيا إلا إذا شعرت بالتهديد”. ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين أن هدف أوكرانيا المتمثل في فرض مفاوضات “أمر طموح بالنظر إلى واقع الدفاعات الروسية”. البديل  في حروب الفيتنام وأفغانستان وبعد تحول مسار الصراع لغير صالحها، تخلت واشنطن عن انصارها وتركتهم لمواجهة مصيرهم على يد من قاتلوهم إلى جانبها، وكان لذلك مقدمات كانت في ظاهرها بريئة. البعض يخشى من تكرار نفس المشهد في أوكرانيا إذا اختار البيت الأبيض عدم خوض حرب عالمية ثالثة أو فشل في جر الدول الأوروبية إلى حرب برية في أوكرنيا ضد القوات الروسية. يوم 18 يونيو 2023 وعلى صفحات موقع الحرة الأمريكي وتحت عنوان “الرئيس الثاني” في أوكرانيا.. من هو أندريه يرماك؟ جاء التالي:  في مقابلة نادرة، قال أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس زيلينسكي، لصحيفة وول ستريت جورنل، إن أوكرانيا لن تتنازل أبدا عن سلامة أراضيها وأن المفاوضات مع روسيا غير ممكنة بينما لا تزال قوات موسكو على الأراضي الأوكرانية. يرماك هو محام ومنتج سينمائي سابق يبلغ من العمر 51 عاما، وهو اليد اليمنى للرئيس الأوكراني والمنسق مع الإدارة الأمريكية، وبالخصوص مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ممثل إدارة بايدن في ما يخص الحرب في أوكرانيا. وقال يرماك في مقابلة نادرة شهر مايو 2023: “أنا ضد الدبلوماسية الرسمية. إنه زمن جديد. القوة الناعمة ضرورية. أحتاج إلى نتائج”.  وينظر إلى يرماك داخل الإدارة الرئاسية وفي العواصم الأجنبية على أنه مدير دقيق يتمتع بسلطة هائلة، لكنه يتصرف على نحو وثيق مع زيلينسكي، الذي يعرفه منذ أكثر من عقد. ويحمل يرماك لقب “رئيس الموظفين” في إدارة زيلينسكي، لكنه يعمل وفق صلاحيات “الرئيس الثاني” وفقا للصحيفة، حتى إنه يرتدي دائما ملابس عسكرية خضراء مثل الرئيس، ويشرف على الملفات الهامة من الضغط على مزيد من شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها إلى الإشراف على تبادل الأسرى مع موسكو. تقول الصحيفة إن أحدث مساعي يرماك في كسب دول مثل البرازيل والهند التي تحتفظ بعلاقات ودية مع روسيا. جزء واحد من الخطة: جلب المشاهير من أمريكا اللاتينية لزيارة كييف، كما فعلت مجموعة من النجوم الغربيين. التقى يرماك بزيلينسكي في أوائل عام 2010، عندما كانا يعملان في مجال الأعمال التجارية. كان زيلينسكي، الممثل الكوميدي والممثل التلفزيوني، أكبر منتج في قناة تلفزيونية أوكرانية، بينما كان يرماك محاميا عمل في أول شركة محاماة مسجلة في البلاد بينما كانت أوكرانيا تخرج من نظم الاتحاد السوفيتي وتتعلم الرأسمالية. وساعد يرماك زيلينسكي في التعامل مع طلبات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لفتح تحقيق مع نجل جو بايدن، المرشح الرئيسي آنذاك للحزب الديمقراطي. وتقول الصحيفة إن يرماك بنى، بمساعدة الرئيس، حملة العلاقات العامة التي احتاجتها أوكرانيا في الغرب، مستفيدين من “مواهبهما في العمل التلفزيوني لمخاطبة الشعوب الغربية”، وأيضا من حملة دبلوماسية مكثفة قاداها بنفسيهما. ويقول يرماك إن الجهود التي بذلت قبل الحرب للتوصل إلى اتفاق مع روسيا تعثرت بسبب اتفاق عام 2015 الذي أبرم تحت ضغوط غربية والذي منح موسكو السيطرة على أجزاء من أوكرانيا. وحصل يرماك على رأس مال كبير من الغرب عندما نسق مع مسؤولين وأفراد وشركات ومؤسسات، بما في ذلك صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، المساعدة في عمليات الإجلاء من أفغانستان على متن طائرات أوكرانية عند استيلاء حركة “طالبان” على السلطة بعد الانسحاب الأمريكي. فشل العقوبات بينما تحتدم المواجهات العسكرية على جبهة يزيد طولها على 1100 كلم وسط أوروبا، تنكشف المزيد من الإخفاقات في جهود الغرب لفرض حصار اقتصادي على موسكو.  يوم الأحد 2 يوليو 2023 وجهت منظمة “غلوبال ويتنس” غير الحكومية اتهامات لشركتي “توتال إينيرجي” الفرنسية و”شل” البريطانية بتسويق الغاز الروسي. وكتبت “غلوبال ويتنس” في تقريرها أن “صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية تساعد في تمويل حرب ذلك البلد في أوكرانيا، وفي عام 2022 قدرت قيمتها بنحو 21 مليار دولار”. بدورهما، قالت شركتا شل وتوتال إنرجي إنهما ملتزمتان بعقود جارية، رغم انسحابهما من شراكات روسية بعد الهجوم على أوكرانيا عام 2022. وقدرت المنظمة أن “شل كسبت مئات الملايين عبر تسويق الغاز الطبيعي المسال الروسي”. وفي مايو، قامت الشركة البريطانية العملاقة “بشراء وبيع حوالي 170 ألف متر مكعب من الغاز الروسي الذي نقلته ناقلة النفط نيكولاي زوبوف”، كما أوضحت المنظمة. بحسب “غلوبال ويتنس”، فإن 3 شركات قامت بتسويق الغاز الطبيعي المسال الروسي أكثر من شركة شل: اثنتان منها روسيتان، والثالثة هي شركة توتال إينيرجي الفرنسية. وهكذا تذكر توتال إينيرجي “بواجبها في المساهمة في تأمين إمدادات الطاقة من الغاز في أوروبا (…) في إطار العقود طويلة الأجل، التي يجب أن تفي بها طالما أن الحكومات الأوروبية لا تفرض عقوبات على الغاز الروسي”. وقالت الشركة الفرنسية أيضا إنها “باعت أنشطتها في روسيا، والتي لم تكن تساهم في إمداد القارة بالطاقة”. قصة الشركات السابقة مكررة بلا حدود ولهذا يفشل الحصار. نتبجح ثم نهدد ثم نتوعد جاء في تقرير نشر يوم 5 مايو على الشبكة العنكبوتية:  تتحدث العديد من الجهات الأمريكية عن بداية نهاية النفوذ الأمريكي في العالم، سواء على المستوى السياسي أو حتى على المستوى الاقتصادي، في ظل حالة من التغيير الكبير الذي يطرأ على النظام الدولي في الآونة الأخيرة. صحيفة نيوزويك الأمريكية، أوضحت في تقرير لها مساء الأربعاء 3 مايو 2023، أن “القرن الذي شهد سيطرة الولايات المتحدة، بدأ في الانتهاء من منطقة الشرق الأوسط”، في حين رأى الرئيس المشارك في مجموعة الأزمات الدولية، فرانك غوسترا أن إلغاء اعتماد دول العالم على الدولار الأمريكي قد أصبح حتمية لا مفر منها. التقرير الذي أوردته صحيفة نيوزويك، أعده توم أوكونور، نائب رئيس التحرير، المختص بالشؤون الدولية والأمن القومي، وأكد فيه أن عبارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين عند لقائه في موسكو مؤخرا عندما قال “هناك تغييرات كبرى لم نشهد مثلها خلال قرن من الزمن”، لم تكن مجرد عبارة دعائية، بل أقرب لتكون حقيقة معبرة عن تغير كبير في النظام الدولي. يضيف الصحفي أن هذا الأمر واضح بشدة في منطقة الشرق الأوسط، الذي كرست الولايات المتحدة الكثير من موارده، لصياغة نظام القرن الحادي والعشرين، راصدا ملامح هذا التغيير بالأدلة. يقول أوكونور: “قبل نحو شهرين نجحت الصين في الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران، لتسحب بكين دور الوسيط الذي استحوذت عليه واشنطن لعقود، بين دول المنطقة.. ليس لدينا أي علاقات دبلوماسية مع طهران، بينما علاقاتنا مع الرياض أصبحت مشوبة بالتوتر”. كما انتقد أوكونور السياسة الأمريكية المتبعة مع دول العالم، حيث نقل عن الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد، تشايس فريمان قوله “نحن نتبجح ثم نهدد ثم نتوعد، ثم نفرض العقوبات، ثم نرسل الجنود، ونبدأ بالقصف”، مضيفا: “نحن لا نمارس أبدا فن الإقناع”، ويعتبر فريمان الذي صاحب الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في زيارته للصين عام 1972، وعمل سفيرا في بكين لمدة طويلة، أن “لحظة التوهج الدبلوماسي لواشنطن قد ولَت منذ فترة طويلة، وأصبحت قدرتها على الضغط أضعف، ومع ذلك نتعامل مع العالم كما لو كنا لا نزال نمتلك القوة التي يمكن مواجهتها، كما توهمنا في نهاية الحرب الباردة”. ويشير الصحفي إلى ما يقوله الخبير الصيني البارز، هوندا فان، إن بلاده ولوقت طويل كانت تتمركز في الموقع الذي يوفر لها ميزة تغيير موقفها دون خسائر، وكانت توطد علاقاتها بالكثير من الدول من منطلق المنفعة المتبادلة والاحترام، مضيفاً أنه “لم تثر الصين أي نزاعات مع أي دولة أخرى لعقود، ما يجعل أعداءها أقل ما يمكن، ويسمح لها بالعمل في بيئة دولية مواتية”. ويضيف التقرير أن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر لأكثر من 130 دولة حول العالم، كما وسَعت علاقاتها التجارية والدبلوماسية، مع الكثير من دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتبنت استراتيجية الحزام والطريق، لتطوير مشروعات البنية التحتية في نحو 150 دولة. ويؤكد أوكونور أن العلاقات مع دول الشرق الأوسط تعد أمرا شديد الأهمية للصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وبالتالي تسعى السعودية وإيران معا للحصول على علاقات تجارية أفضل معها، علاوة على الانضمام لدول البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وهي الأمور التي قد تدعم الصين في مواجهة أي عقوبات من جانب الولايات المتحدة، مثلما حدث مع روسيا، بعد غزوها الأراضي الأوكرانية. الدولار يفقد أهميته في العالم أما على الصعيد الاقتصادي، وتراجع واشنطن في هذا المجال، فقد قال الرئيس المشارك في مجموعة الأزمات الدولية إن فكرة فقدان الدولار لهيمنته لم تكن تخطر ببال غالبية دول العالم المتقدم، حتى قررت الولايات المتحدة والحلفاء تجميد احتياطيات العملة الروسية، وفصلها عن نظام سويفت، على خلفية هجوم موسكو على أوكرانيا. هذه الخطوة من وجهة نظر غوسترا أسفرت عن تنامي مقاومة الدولار الأمريكي، مع إبرام العديد من الدول لاتفاقيات تجارية غير دولارية، وعودة خطط مجموعة بريكس لإصدار عملتها الخاصة. وقال: “يعتمد بناء الأنظمة المالية على الثقة. وإذا تم تسليح تلك الأنظمة المالية، فسوف تفقد الثقة اللازمة للحفاظ على هيمنتها”. لهذا بدأت البنوك المركزية في تقليل احتياطياتها من الدولار، مع مراكمة المزيد من الذهب، بعد أن رأت في العقوبات الروسية قصة لمن يعتبر. ولا شك أن قيمة الدولار تهم بقية دول العالم، لأن غالبية الديون السيادية يجري سدادها بالعملة الأمريكية. وأردف غوسترا أن إدارة تلك الديون أصبحت صعبة، نظرا لمعدلات قيمة العملة الخضراء حاليا. في الوقت ذاته، يؤدي ارتفاع سعر الدولار الأمريكي إلى رفع أسعار السلع، مما يجبر الدول النامية على استيراد التضخم الأمريكي فعليا. وأردف: “ستظل جهود إلغاء الدولرة قائمة رغم المعارضة الأمريكية المحتملة، لأن غالبية دول العالم غير الغربي تريد نظام تجارة لا يجعلها عرضة لمخاطر تسليح أو هيمنة الدولار. ولم يعد الأمر مجرد احتمالية، بل أصبح مسألة وقت”. لكن الانخفاض المفاجئ في الطلب على الدولار الأمريكي قد يؤدي لارتفاع التضخم المحلي، وربما يهدد بحدوث التضخم المفرط. وحذر من أن هذا الأمر قد يتسبب في دورة من الديون وطباعة الأموال، مما قد يمزق النسيج الاجتماعي الأمريكي. كما قال غوسترا: “يمكن القول باختصار إن الإدارة الأمريكية ستعتبر أي خطوات لإلغاء الدولرة من المسائل التي تخص الأمن القومي بنهاية المطاف”. سيناريوهات محتملة جاء في تقرير كتبه المحلل فتحي خطاب عضو هيئة تدريس في جامعة سبها يوم 11 فبراير 2023: بات واضحا أن تداعيات “الحرب في أوكرانيا”، راحت تستكمل صورة للحقيقة، تفصيلا بعد تفصيل، بأن العالم أصبح على أبواب نظام جديد. والشاهد.. أنه بعد انهيار حائط برلين عام 1989، ثم تفكك الاتحاد السوفييتي، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية عنوانا عريضا عن الحالة الكوسمولوجية للكرة الأرضية، وقد أطلقت على المشهد تعبير “النظام العالمي الجديد”. وبمعنى أكثر دقة، النظام المهيمن عليه من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مطلق، ولم يخل الأمر من تنظيرات أيديولوجية مغرقة في الأصولية الغربية هذه المرة، من قبيل ما فعله البروفيسور فرانسيس فوكاياما، عبر كتابه الشهير عن “نهاية التاريخ”، عادا الرأسمالية هي الحد النهائي للتطور البشري، مصادرا الديالكتيك الطبيعي لطبيعة الأمور وحقائق الأشياء. ثم تبدت متغيرات استراتيجية في روسيا الاتحادية، مع تولي الرئيس فلاديمير بوتين رئاسة الدولة في31 ديسمبر 1999، وما بدا من رغبة جادة لإصلاح ما أفسده الرئيسين السابقين: بوريس بلتيسن وميخائيل غورباتشوف، بعدما خف تأثير الدولة بمقدار ما خفت قوتها، وفي محاولة لإحياء النزعة القومية، والعودة إلى سابق نفوذ وقوة الاتحاد السوفيتي، وقد تحقق له ما يسعى إليه، لتتغير صورة المشهد العام داخل روسيا الاتحادية، اتساقا مع مقولة الشاعر والروائي البريطاني أوسكار وايلد “الشخصيات وليست المبادئ هي التي تحرك الزمن”، ثم اتضحت سياسة العودة إلى منافسة النفوذ الأمريكي داخل نظام القطب الواحد، وفي نفس الوقت تقريبا تمدد نفوذ الصين عالميا نفوذ سياسي تحت مظلة نفوذ اقتصادي، ومن دول الجوار الجغرافي، إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، واختراق الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ـ اقتصاديا وتجاريا ـ وكشفت الإدارة الصينية عن مبادرات التوسع والتمدد من خلال مشروع الحزام والطريق. كانت مواقف روسيا والصين تستهدف إيصال رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها لن تستطيع أن تنفرد بالعالم، وكان هناك إحساس لدى الدولتين بأن الأمريكان يحاولون فرض سيطرتهم على العالم بأكثر من قدرتهم. وكانت تلك المواقف تخفي هواجس الرفض للنظام العالمي الجديد، تحت هيمنة القطب الأوحد أمريكا وبدعم رديفها من الحلفاء الأوروبيين.  صحوة الدب والتنين ويرى محللون وخبراء أمريكيون، أن روسيا والصين مدينتان للحقبة التي انشغلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية بحربها ضد الإرهاب، حيث كان الدب الروسي يعاود وبقوة صحوته كما طائر الفينيق، فيما التنين الصيني يبني إمبراطوريته بهدوء وتؤدة تليقان بأحفاد المعلم كونفوشيوس..ولعل الخطة الأمريكية للنظام العالمي الجديد الذي ارتأته، كانت تتعارض مع عودة روسيا لسماوات العالمية، وكذا لنمو الصين على نحو يجعل منها شريكا في قسمة الغرماء. وهكذا بعد ثلاثة عقود تقريبا، من سقوط حائط برلين، وما لحق به تفكك وانشطار الاتحاد السوفيتي، نجد أمامنا وضعا قابلا للتغيير، والمؤشرات القائمة معيارها وزن الحقائق، وغيره لا يسنده واقع ولا يقوم عليه دليل.. وحقائق القوة وحدها وموازينها هي التي تتولى صياغة النظام العالمي الجديد ما بعد الحرب في أوكرانيا، وهذا بدوره سوف يستلزم تغييرات عالمية أساسية – من التحولات في نظام الأمم المتحدة، إلى إعادة هيكلة صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ـ وأن يصبح العالم متعدد الأقطاب مما يتطلب المزيد من التعاون الدولي، بحسب تعبير المستشار الألماني، أولاف شولتس، وهو يرى أيضا، أن في ظروف تعدد الأقطاب يسعى الشركاء، الذين يختلفون عن بعضهم البعض بشكل جدي، لتحقيق المزيد من النفوذ السياسي وفق نفوذهم العالمي المتزايد. والثابت أن الفشل الأمريكي في الحفاظ على قواعد النظام العالمي القائم، بات مؤكدا، كما أن وهم القيادة الأمريكية الأحادية للعالم قد انقشع، وبطلت رؤى المحافظين الجدد، أولئك الذين طرحوا مشروع القرن الأمريكي عام 1997 للسيطرة على مقدرات العالم، بعد أن صدقوا، وبقناعات مطلقة، خلاصات “فوكاياما” لنهاية التاريخ، وأضحت رؤى “هنتنجتون” عن الصراع الحضاري حول العالم بمنزلة مقدسات وألواح محفوظة..حتى تبدت ملامح عصر مختلف لاحت بوادره فعلا من خلال ضباب زادت كثافته فوق ساحة المواجهة على الأراضي الأوكرانية، بين روسيا من جانب، والولايات المتحدة وأوروبا الغربية من جانب آخر. التاريخ يعيد نفسه وتبدو أزمة أوكرانيا كأنها نقطة فاصلة في تاريخ العالم المعاصر، ولاسيما بعد أن فشل الجميع في تحاشي الغزو الروسي، دبلوماسيا أول الأمر، ثم وقف الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر عجزا عن الحل، إلا من عصا العقوبات الاقتصادية، وهذه كان من الواضح أن القيصر بوتين قد أعد نفسه لها بشكل أو بآخر..ومع دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا، وعجز القوة العسكرية الغربية الجبارة عن التصدي والتحدي، بسبب واضح وهو القدرة النووية الروسية، بات من الواضح أن هذا النظام العالمي يحتضر، وأن الأمن الأوروبي أضحى في مأزق شديد.  وكان طبيعيا أن يشهد العالم تساؤلات تدور حول: هل أفلس النظام العالمي بشكله المعاصر؟. وهل نحن أمام ما بعد النظام العالمي الجديد الذي بات متصدعا، بعد نحو ثلاثة عقود تقريبا، من سقوط حائط برلين؟ وما هي ملامح أو معالم هذا النظام الذي أوشك ان يرى النور، وهو لا يزال يتشكل حتى الساعة؟ ومن سيكتب له النجاح في تشكيل معالم واضحة لنظام جديد؟. والحاصل.. إذا كانت الحرب العالمية الأولى قد شهدت نهاية الإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، والإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية النمساوية المجرية، وظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تقوده الدول الاستعمارية، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.. وإذا كانت حرب السويس 1956 قد سجلت نهاية نظام عالمي متعدد الأقطاب تقوده الدول الاستعمارية الأوروبية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وولادة نظام القطبية الثنائية، الذي قادته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي..وإذا كانت حرب أفغانستان خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، قد شهدت نهاية نظام القطبية الثنائية عام 1991، وولادة نظام القطب الواحد، الذي انفردت به الولايات المتحدة..فإن النزاع الروسي- الأوكراني مع بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير 2022، سوف يسجل نهاية لنظام القطب الواحد، وولادة نظام متعدد الأقطاب، سيكون فيه لروسيا والصين والاتحاد الأوروبي موقع قيادي بجانب الولايات المتحدة. في ظل هذا المناخ الدولي الملبد بمتغيرات ومستجدات وتوترات ساخنة، نجد أن التقارب الروسي- الصيني، يتزايد وتتسارع خطواته، وتتوطد العلاقات بينهما، ويتم الإعلان على لسان وزيري خارجية الدولتين، أن النظام العالمي أحادي القطب “قد انتهى”..وبات واضحا أن روسيا والصين تشرعان ـ بشكل أو بآخر ـ في التحضير لعالم “متعدد الأقطاب”، سوف تكون بداياته فقدان الدولار الأمريكي هيمنته الاقتصادية على العالم، ومعها يفقد الاقتصاد الأمريكي تفرده وصدارته، ويفتح المجال أمام قوى دولية صاعدة، مثل الصين وروسيا والهند، لتجد لها مكانا في قمة النظام العالمي، ومعها سوف تسعى أوروبا إلى الاستقلال العسكري عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتشكل جيشا موحدا، وبذلك تكون أوروبا قطبا عالميا مستقلا وليس تابعا للولايات المتحدة. عمر نجيب Omar_najib2003@yahoo.fr

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحرب فی أوکرانیا البیت الأبیض فی العالم یولیو 2023 مع روسیا أکثر من

إقرأ أيضاً:

عاجل - سياسات ترمب المناخية: عودة إلى الوقود الأحفوري وصراع مع الاقتصاد الأخضر

مع عزم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قيادة ولايته الرئاسية الثانية نحو تخفيف السياسات المناخية، تبدو التحديات البيئية والدبلوماسية أكثر تعقيدًا. فقد أعلن ترمب عن خطط لدعم استخراج الوقود الأحفوري، وانتقد قانون كبح التضخم الذي يُعدّ أكبر استثمار مناخي في التاريخ، متعهدًا بالانسحاب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ.

المخاوف الدولية وتأثيرات السياسات


ريتشيل كليتوس، مديرة سياسة المناخ والطاقة في اتحاد العلماء المهتمين، حذرت من أن إدارة ترمب قد تُضعف دبلوماسية المناخ عالميًا. وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)، أثيرت تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على التزاماتها المناخية، بينما تسعى قوى كالصين لتولي زمام القيادة في هذا المجال.

السياسات الداخلية والاقتصاد الأخضر

بفضل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، قد يتمكن ترمب من إحداث تغييرات في التشريعات المناخية، بما في ذلك تعديل لوائح قانون كبح التضخم لتسهيل إنتاج الهيدروجين باستخدام الغاز الطبيعي. ومع ذلك، يظل الاقتصاد الأخضر متماسكًا؛ فقد أصبحت مصادر الطاقة المتجددة كالشمسية والرياح ذات تكلفة تنافسية عالية، مما يجعل من الصعب عكس هذا التحول.

رغم التحديات التي قد تفرضها إدارة ترمب على الجهود المناخية، فإن الاقتصاد الأخضر والتطورات التكنولوجية يشكلان عائقًا أمام التراجع عن المكتسبات البيئية. المستقبل يعتمد على مدى صمود التشريعات الحالية في مواجهة التغيرات السياسية.

مقالات مشابهة

  • مستشار رئيس حكومة سلوفاكيا: الوضع في أوكرانيا يستنزف موارد أوروبا
  • أوكرانيا: روسيا تستهدف منشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد
  • عاجل - سياسات ترمب المناخية: عودة إلى الوقود الأحفوري وصراع مع الاقتصاد الأخضر
  • زيلينسكي: أوكرانيا لم تتلق نصف المساعدات التي وعدت بها واشنطن
  • ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ترامب في حرب روسيا بأوكرانيا؟ زيلينسكي يعلق
  • مجموعة السبع: روسيا هي العقبة الوحيدة أمام السلام في أوكرانيا
  • غاز روسيا يتدفق لأوروبا عبر أوكرانيا رغم وقف التوريد للنمسا
  • رئيس «الاستشارات الدولية» بقبرص: أوروبا تعمل مع أمريكا لإنهاء حرب أوكرانيا (خاص)
  • روسيا مستعدة للتفاوض حول أوكرانيا إذا بادر ترامب بذلك
  • 140 مليار دولار خسائر الخزانة الأمريكية من حرب أوكرانيا.. أعلى مستوى للتضخم