قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مساء اليوم الأربعاء 8 نوفمبر 2023 ، إن حركته ستجبر إسرائيل على صفقة تبادل شاملة ، موجها رسالة لشباب حركة فتح.

أبرز ما جاء في تصريحات صالح العاروري اليوم

العاروري: تعازينا وتهانينا لشعبنا بمعركته وبطولته وصبره وتضحيته من شهداء وجرحى وإن شاء الله هذه المعركة لها ما بعدها وهذه المعركة حاسمة وفاصل على طريق الانتصار إن شاء الله على هذا الاحتلال المجرم الإرهابي.

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

العاروري: المقاومة الفلسطينية لا تتوقف وسبق وقلت أن المقاومة ممكن تشتعل في الضفة وتهدأ في غزة ثم تشتعل في غزة وتهدأ في الضفة لكن المقاومة مستمرة لأن شعبنا يرفض أن يستسلم ولا يمكن أن يستسلم

العاروري: لا يمكن أن نقبل بتقسيم فلسطين و القدس والمقدسات لهذا الاحتلال ولا يمكن أن نتنازل عن إنسانيتنا وعن إسلامنا وعن مسيحيتنا وعن فلسطينيتنا وعن عروبتنا ولذلك سنستمر في مقاومة الاحتلال الإرهابي.

العاروري: الاحتلال المجرم المغطى دولياً والمدعوم من أمريكا تحديدا ومن عدد من الدول الأخرى في جرائمه الغير مسبوقة يظن أنه بهذا العنف والاجرام والقتل والتهديد بشكل رادع يشكل كي وعي شعبنا، هذا لن يحدث.

العاروري: منذ يوم وعد بلفور ونحن نقاوم ولا نتوقف ولن نتوقف عن المقاومة

العاروري: الاحتلال الإرهابي المجرم يدمر منازل ويقتل سكان وينفذ مجازر ضد المدنيين أمام أعين العالم كله.

العاروري: من الممكن أن تسيطر الدبابات على بعض المناطق وتوقف إطلاق الصواريخ من هذه المنطقة؛ لكنه لن يوقف قتال المقاومين ضد دباباته وضد جنوده وكل ما زاد انتشار وتمدد على الأرض كلما ما زالت خسائره وكل ما زاد نزيفه وكل ما عمق من دخوله في مناطق أكثر وأكثر كل ما غرق في مستنقع المقاومة

العاروري: هذه المعركة اسمها طوفان الأقصى هذه ليست معركة غزة هذه معركة القدس ويجب أن تتحرك مع هذه المعركة كل أحرار العالم الذين عندهم ضمائر إنسانية.

العاروري: شعبنا لا يمكن أن ينكسر بل حتما ستنتصر والاحتلال بدخوله إلى أماكن جديدة وتعمقه فيها ليس مؤشرا أبدا على انتصاره بل هو مؤشر على تعمق أزمته وسيزداد سحب المعدات المدمرة والجنود القتلى والجرحى من ساحات المعارك أكثر وأكثر

العاروري: كل ما دخل الاحتلال أكثر في مناطق جديدة كل ما أصبح صعب عليه الخروج إلا بثمن وقتل لجنوده وضباطه.

العاروري: العالم الغربي أعطى الاحتلال غطاء لهذه الوحشية الإجرامية التي كشف عن وجهه الحقيقي باستمراره في قتل النساء والأطفال عمداً.

العاروري: هذه المعركة كشفت الوجه الوحشي للولايات المتحدة الأمريكية وعجز العالم كله عن أن يوفر غطاء وحماية المدنيين والأطفال.

العاروري: العدو يركز جدا على استهداف المستشفيات وبالذات مستشفى الشفاء بزعم أنه تحت هذا المستشفى توجد يعني إدارة المعركة والقياده العسكرية للمقاومة وأقول: هذا كلام سخيف جدا لأنه مستشفى يحوي عشرات آلاف الناس من مرضى ونازحين.

العاروري: كيف يكون في هذا المكان المكتظ مركز إدارة عسكرية!؟ هل ضاقت كل أماكن غزة لكي تكون فيها قيادة المقاومة حتى يكون في مستشفى الشفاء "هذا كلام سخيف".

العاروري: أؤكد بشكل رسمي أولاً أن سياسة العدو الإرهابي هي تهجير سكان قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب وبالأساس كانت إلى خارج غزة وفشلت المرحلة الأولى وهي التهجير إلى خارج غزة وفشلت المرحله الثانية.

العاروري: الذين غادروا من الشمال إلى الجنوب فقط 25% من السكان، ونحن نتفهم موقف كل الناس لأنه لما تقصف الطائرات والدبابات والمدفعية وتقصف البيوت فوق رؤوس أصحابها، طبيعي أن بعض العائلات والأطفال أن تتحرك جنوبا.

العاروري: العدو الإرهابي المجرم يرى أن وجود السكان يشكل عائق له أمام تدمير الشمال ومدينة غزة بشكل كامل.

العاروري: نحن في حركة حماس نقول بشكل رسمي أن مشفى الشفاء يحوي إدارة مدنية للطوارئ وهذه الإدارة مسؤولة عن وزاره الصحة عن حركة الإسعاف وعن إيواء النازحين وهذا هو الموجود فقط في مستشفى الشفاء.

العاروري: الاحتلال يريد أن يدمر هذه الإدارة حتى يحدث انهيار وفوضى في حالة السكان، وهو لا يستطيع أن يقول أريد أن أدمر المنظومة الصحية، فيعوض عن ذلك بالادعاء بوجود قيادة عسكرية في مشفى الشفاء.

العاروري: نحن نقدر كل من تحرك مناصرة لهذه القضية المقدسة التي يخوض شعبنا في غمار معركتها تحديداً في غزة في هذه الأيام.

العاروري: نقدر كل من تحرك من الشعوب العربية والشعوب الإسلامية وشعوب العالم وفي أمريكا كانوا يتظاهرون أمام البيت الأبيض وفي لندن وفي باريس وفي ألمانيا وفي أستراليا في كل مكان.

العاروري: أتوجه بالشكر والتقدير لكل من تحرك نصرة لهذا الحق وهذا العدل وهذه المعركة المقدسة الإنسانية المشرفة، وهذا هو التعبير عن الإنسانية ويعبر عن قيم راقية.

العاروري: نحن نريد المزيد من التظاهرات ونرجو ألا يصبح هناك اعتياد على ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة ضد شعبنا وبالتالي انخفاض في مستوى التضامن الشعبي وغير الشعبي.

العاروري: الأمريكان هم أصلاً جزء من المعركة وبلينكن يأتي إلى المنطقة يقول أنا آتي كيهودي قبل أن أكون وزير خارجية لأمريكا وهذه الإدارة الأمريكية الذين تعرفون تركيبتها أكثر من نصفها صهاينة ولذلك هي تقود المعركة مباشرة.

العاروري: الحرب ضد الولايات المتحدة في المنطقة هي حرب ضد الاحتلال وهي مشاركة في مناصرة شعبنا ومعركة في غزة الآن.

العاروري: لا شك أن أداء المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله أداء متميز ومتقدم، وقد قدم أكثر من 60 شهيداً، آخرهم سيارة مدنية في قصف الاحتلال قتل فيها ثلاث أطفال وجدتهم وأصيبت والدتهم بجروح كل يوم كل يوم هناك تشييع شهداء في الضاحية في الجنوب في البقاع في كل مكان.

العاروري: في اليمن يوجد إعلان حرب رسمي وإطلاق صواريخ ومسيرات على هذا الكيان ومع الأسف يتم التصدي لهذه المسيرات والصواريخ من دول عربية وكذلك من الأمريكان وأنا أتساءل لماذا تتصدى دول عربية لصواريخ ذاهبة إلى الكيان؟

العاروري: خطاب السيد حسن نصر الله جاء أيضا لتبني لهذه المعركة وعدالتها ومصداقيتها وليدافع عن كل مواقفها ويرد على كل الشبهات التي أثيرت، ونحن نثق ونأمل أنه الإخوة في حزب الله وفي محور المقاومة كله أن يرفعوا باستمرار من مشاركتهم وصولا إلى المشاركة الكاملة في هذه المعركة حتى نحسمها بإذن الله.

العاروري: المقاومة العراقية أيضاً تضرب القواعد الأميركية في سوريا والعراق، تضرب ونحن نشجع على المزيد وضرب الكيان من أي منطقة عربية أو إسلامية وهذا واجب مقدس في مناصرة هذه القضية ومناصرة الأقصى.

العاروري: أخاطب شعبنا وشبابنا في الضفة الغربية؛ ولعله ساحة الضفة الغربية الساحة الأكثر قدرة على التأثير في مسار هذه المعركة والاحتلال يدرك هذا الكلام ولذلك يحتفظ هناك قوات كثيرة وإجراءات كثيرة جدا ضد الشعب من الفلسطيني.

العاروري: قبل معركة طوفان الأقصى ومنذ أكثر من سنة الضفة الغربية تخوض معركة المقاومة وتتصدر المشهد لمقاومة الاحتلال وأدت أداء رائعاً وها هي مقاومتنا في غزة تتقدم بخطوة حاسمة في موضوع المقاومة وفي موضوع الأقصى وفي موضوع القدس.

العاروري: غزة لا تقاتل كغزة ولا الضفة تقاتل كضفة، الشعب يقاتل كفلسطين كلها، وفي غزة يقاتلون وعينهم على الأقصى وفي الضفة نفس الشيء وفي لبنان وفي اليمن وفي العراق.

العاروري: الضفة الغربية لم تخذلنا يوما والاحتلال يمارس إجرامه ضد شعبنا في الضفة، ويوجد حوالي 170 شهيد في الضفة الغربية وهذا تقريبا يوازي الشهداء الذين ارتقوا من بدايه السنة في مواجهة الاحتلال.

العاروري: هذه معركة التحرر معركة الحرية معركة هزيمة الاحتلال معركة الدفاع عن المقدسات ويجب أن نخوضها في الضفة الغربية بالمستوى المطلوب والمتوقع منا لا شك أن الشهداء والتضحيات وإجراءات الاحتلال موجودة لكن شعبنا في الضفة أكبر من الاحتلال واكبر من المستوطنين

العاروري: يا شباب الضفة، إخوانكم الذين يستشهدون في غزة هم أهلكم هم عائلاتكم ولكي لا يصل هذا القتل الجماعي إليكم في الضفة يجب أن تساهموا في حماية إخوانكم وأهلكم في غزة من خلال خوض هذه المعركة ضد الاحتلال.

العاروري: أقول لشباب الضفة الغربية ولكل من عنده سلاح بمن فيهم أفراد الأجهزة الأمنية الذين يمتلكون أسلحة وأقول لشباب حماس ولشباب فتح ولكل الشباب اللي عندهم سلاح أنتم قادرون على أن تَنفَذوا إلى قلب هذا الاحتلال في أي مكان.

العاروري: يجب أن يدفع الاحتلال ثمن جرائمه في غزة ويدرك أن المعركة تفتح عليه في كل الجبهات وأنا أقول لكم أن فعلكم المقاوم في الضفة الغربية وحركة المقاومة وقدرتها على إيلام الاحتلال في كل مكان كفيلة بأن تضع حد جرائم الاحتلال في غزة.

العاروري: نرجو ونأمل ونثق أن نرى قريباً إن شاء الله أداء رائع ومشرف وملائم ولائق بشعبنا في الضفة الغربية كما هو حال شعبنا في غزة وفي الـ 48.

العاروري: أبو عمار لما رأى أن الاحتلال والأمريكان غير صادقين وغير جادين في إعطاء شعبنا حقوقه قاد الانتفاضة الثانية في حركة مقاومة باسلة ودفع حياته ثمنا لها.

العاروري: أنادي أبناء حركة فتح المقاومة هي أبو عمار وطريق فتح وهي طريق الانتصار، ويجب أن نستمر في مقاومة الاحتلال حتى يندحر عن أرضنا.

العاروري: في ذكرى استشهاد أبو عمار أنا آمل وأثق بشباب فتح المقاتلين والموجودين على الأرض أن نأخذ دورنا كلنا كشعب فلسطيني بما فينا السلطة والأجهزة الأمنية في مقاومة الاحتلال وسنكون قادرين على تحصيل حقوقنا.

العاروري: الكثير من الأصوات الآن تحاول التشويش وإثارة الفتن مع السلطة ويقولون لهم حماس تتحدث معنا حول اعتماد التمثيل والتفاوض ونحن نؤكد أننا نقاتل ونستشهد وكل قيادتنا ممكن تستشهدوا فقط فداء لفلسطين ونحن لا نبحث عن مواقع ولا كراسي ولا مناصب ولا ينازع أحد في مواقعه، نحن فقط ننازع الاحتلال.

العاروري: نعرف أن هناك من يبحث مع قادة في السلطة ومع قادة في المنطقة مرحلة ما بعد حماس، هذه حرب معنوية يخوضها الاحتلال تكمّل الحرب على الأرض في غزة وفي الضفة وفي كل مكان

العاروري: حماس هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، إذا بدك تقول مرحلة ما بعد حماس يعني ما بعد الشعب الفلسطيني يعني ما بعد فلسطين ولماذا كانوا يريدون أن يقتلعوا أهل غزه كلهم ويلقي بهم إلى مصر هل لأنه في قاموسهم حماس هي غزة، وغزة هي حماس

العاروري: ولا يجوز لأحد من العرب ومن المسلمين ومن الفلسطينيين أن يتكلم في ملف غزة بعد حماس، نطمئنكم أن المقاومة ستنتصر وحماس كل شعبنا سينتصرون على هذا الاحتلال الإرهابي إن شاء الله

العاروري: معركة طوفان الأقصى كان لها عدة أهداف وأكبرها حرية شعبنا واستقلاله لكن حرية شعبنا واستقلاله تبدأ بحرية الأسرى، ولا يعقل أن يكون لديك آلاف الأسرى في سجون الاحتلال وأنت تقاتل من أجل حرية شعبك.

العاروري: لن نسلم ببقاء أسرانا في السجون بعد مرور كل هذه السنوات، ومثل ما قمنا بهذه المعركة وأسرنا من أجل حرية شبابنا أيضاً نحن نخوض معاركنا الواحدة تلو الأخرى لحرية شعبنا.

العاروري: يجب أن يخرج كل أسرانا من السجون ولذلك قدمنا عرض، وتكلم الأخ يحيى السنوار رئيس الحركة بغزة بشكل مباشر وكذلك المتحدث باسم القسام أبو عبيدة أننا جاهزون لصفقة شاملة خذوا كل ما عندنا وهاتوا كل ما عندكم من أسرى.

العاروري: نقول للعدو من الأفضل أن تأخذوا أسراكم أحياء تعالوا اعملوا صفقة تبادل الآن، خذوهم وأعطونا أسرانا.

العاروري:حكومة الاحتلال المجرمة تريد أن تقتل أسراها كلهم، لكن لن يهربوا من حل التبادل الشامل ولحد الان قُتل منهم 60 حتى إذا ظل منهم فقط 50 أحياء سوف نجبره على صفقة تبادل شامل.

العاروري: الأمريكان يتحدثون عن هدن إنسانية لكنهم في الواقع يؤيدون استمرار الحرب من خلال دعم الاحتلال في ارتكاب المجازر وتزويده بكل ما يحتاج من حاملات طائرات وجنود وجسر جوي لنقل الأسلحة.

العاروري: كل الأمة العربية والإسلامية والمنظومات الرسمية لا يستطيع أن يتخذوا قرارا عمليا واحدا، وأقول لهم لا يعقل أن تفقدوا شرعيتكم في عين شعوبكم وفي عين كل العالم للمنظومة كلها إذا كنت غير قادرين أن تقدموا شيء للشعب يقاتل من أجل حريته ودفاعا عن مقدساتكم.

العاروري: أدعو المنظومة العربية والإسلامية لاتخاذ قرارات عملية ضد الاحتلال، وضد العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تقف بكل قوتها ضد شعبنا في هذا العدوان.

العاروري: لماذا لا تزال هناك علاقات مع هذا الكيان مع بعض الدول العربية والإسلامية، يجب قطع كل العلاقات السياسية والاقتصادية، ولماذا الإجراءات الشكلية التي هي فقط لذر الرماد في العيون.

العاروري: نأمل أن تتخذ هذه القمة العربية قرارات لائقة بحجم المعركة وأهدافها المقدسة والسامية وترقى لطموحات الشعوب في المنطقة.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة مقاومة الاحتلال هذا الاحتلال الاحتلال فی هذه المعرکة إن شاء الله صفقة تبادل لا یمکن أن فی کل مکان شعبنا فی ما بعد فی غزة یجب أن

إقرأ أيضاً:

الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين

يبدو أن حرب طوفان الأقصى لم تنتهِ بعد، وأن الهدنة الحالية هشّة وقابلة للانهيار. والواقع أن إسرائيل قد هُزمت في جبهات القتال واضطرت لرفع يديها استسلامًا وقبول شروط حركة حماس. ومع قبولها بهذه الشروط، أصبحت إسرائيل في وضعٍ أسوأ مما كانت عليه في 7 أكتوبر. ففي ذلك اليوم، شهد العالم كيف تخلخل الجهاز العسكري والأمني الإسرائيلي، وكيف تمكن المجاهدون الفلسطينيون من التوغل حتى حدود 1948، داخل إسرائيل وفي المعسكرات العسكرية والمراكز الأمنية والاستخباراتية السرية. لقد كانت هذه الحادثة صعبة جدًا على إسرائيل، التي تُعد كيانًا مصطنعًا ومؤقتًا، وتسببت في خسائر فادحة لها ولآبائها الاستعماريين.

ذلك لأن الأساس الأول والأهم لوجود الكيان المؤقت إسرائيل هو مسألة السكان، وهذه المسألة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمسألة الأمن. ومنذ تأسيسها، لم تستطع إسرائيل تحقيق استقرار أمني يضمن لها البقاء والتثبيت. فمنذ البداية، قام الاستعمار بجمع اليهود من مختلف بقاع العالم بوعد الأرض الموعودة وبشعارات تمتد من النيل إلى الفرات وإلى شوش وهمدان في إيران، وبوعد الأمن والحياة الأفضل، وأرسلهم إلى فلسطين لاحتلالها وإنشاء معسكر مؤقت يُسمى إسرائيل ليكون أداة استعمارية ضد شعوب المنطقة. وكلما زاد الأمن لليهود في الأراضي المحتلة، زادت هجرتهم إليها، ولكن كلما تراجع الأمن، زادت هجرة اليهود من الأراضي المحتلة إلى أوروبا وأمريكا أو أي مكان آخر.

وكان أحد أهم الشعارات والاستراتيجيات الكبرى التي اعتمدتها المقاومة خلال حرب طوفان الأقصى هو “التهجير بالتهجير”، وقد نجحت هذه الاستراتيجية إلى حد كبير. لقد تحطم وهم الأمن الذي كانت إسرائيل تحاول ترسيخه في الداخل والخارج لإقناع الصهاينة واليهود بعدم مغادرة الأراضي المحتلة. كما كانت تهدف لجذب اليهود والصهاينة من الخارج للاستثمار والاستقرار في الأراضي المحتلة. لكن هذا الوهم تحطم في 7 أكتوبر بصوتٍ دوى في أنحاء العالم، وأصاب المستوطنين المحتلين بالصدمة والذهول.

لقد وضعت هذه الواقعة إسرائيل في مأزق حقيقي، حيث تحطم وهم الأمن التام في أذهان العالم، وبالأخص في أذهان المجتمع الاستيطاني داخل إسرائيل. كما انهارت الثقة في الجيش والنظام الأمني في توفير الحماية للمجتمع المحتل. وقد هدد هذا الانهيار النفسي وجود إسرائيل ذاته، واضطرت إلى محاولة إعادة بناء هذه الثقة وإقناع المستوطنين بأنها لا تزال قادرة على حمايتهم. وفي مواجهة هذا الواقع، وضعت المقاومة الفلسطينية إسرائيل والاستعمار أمام خيارين لا ثالث لهما.

الخيار الأول:

أن تتجنب إسرائيل الدخول في حرب مع حماس والفصائل الفلسطينية، وتسلك طريق المفاوضات من أجل تحرير أسراها الذين أُسروا في 7 أكتوبر. وكان هذا يتطلب قبول شروط حماس للإفراج عن الأسرى وعودتهم إلى بيوتهم المغتصبة في الأراضي المحتلة.

الخيار الثاني:

أن تدخل إسرائيل في حرب مع الفلسطينيين وحماس، وتعد بتحرير الأسرى ونزع سلاح حماس وتدميرها.

ولكن كلا الخيارين كان صعبًا للغاية. فاتباع الخيار الأول، أي طريق المفاوضات بدون حرب، وقبول شروط حماس كان سيجعل إسرائيل تظهر بمظهر الضعف والهوان أمام العالم والمستوطنين. وهذا كان سيؤدي إلى موجة هجرة معاكسة وانهيار داخلي. أما الخيار الثاني، أي خوض الحرب، فكان أكثر صعوبة وكلفة، لأن الآلة الحربية والاقتصاد والبنية السياسية والاجتماعية لإسرائيل لا تملك القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد. ونتائج الحرب أثبتت ذلك بوضوح، حيث عجزت إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المُعلنة، واضطرت في النهاية للاستسلام وقبول شروط حماس.

والآن، مع قبول إسرائيل بالهدنة وقبولها بشروط حماس، عادت إلى نفس المأزق. فالرأي العام، داخليًا وخارجيًا، يعتبر إسرائيل مهزومة، وهذا يشكل تهديدًا خطيرًا لها. وإسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تقبل بهذه الهزيمة وتتجنب استئناف الحرب، أو أن تبدأ الحرب من جديد على أمل تحقيق نصر قد يساعدها على إعادة بناء ما تهدم.

يعود السبب في نقض إسرائيل المستمر للهدنة في غزة ولبنان إلى ذات الإشكالية الأساسية. وقد أدركت المقاومة هذه الحقيقة، حيث صرح أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام قبل أيام قائلاً:

“إن مجاهدي حماس في حالة تأهب قصوى، ويتوقعون اندلاع الحرب مجددًا، وفي حال حدوث ذلك، سنحطم ما تبقى من كرامة الكيان الصهيوني وسنضاعف خسائره.”

وفي هذا السياق، كان الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، قد أكد مرارًا أن استمرار إسرائيل في انتهاك الهدنة ورفضها الانسحاب الكامل من لبنان سيقابل بحسم من قبل المقاومة، وأن حزب الله مصمم على إخراج الاحتلال من لبنان بشكل نهائي.

وكما جرت العادة، لا بد من التوقف عند سوريا، التي تعد محورًا مركزيًا واستراتيجيًا في الجغرافيا السياسية للصراع القائم في الشرق الأوسط. فقد بدأت الفوضى في سوريا عام 2011 من محافظة درعا ، وسرعان ما انتشر الصراع ليعم أرجاء البلاد. إلا أنه قبل أيام، ومع بدء هجمات المقاومة على السواحل الغربية لسوريا، شهدت درعا تطورًا لافتًا؛ إذ أعلنت مجموعة مقاومة جديدة عن نفسها، مؤكدة أن هدفها هو تحرير الأراضي السورية المحتلة من إسرائيل.

وفي الوقت ذاته، يواصل الاحتلال الإسرائيلي محاولاته للتقدم في سوريا. وأكد قادة الاحتلال أنهم يطبقون النموذج الأردني في سوريا عسكريًا وأمنيًا، ولن يسمحوا لسوريا بامتلاك قدرات عسكرية أو دفاعية. وتكشف مجريات الأحداث في المنطقة عن اقتراب اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط خلال الربيع أو الصيف المقبل، ويبدو أن تجنب هذه الحرب بات أمرًا مستحيلًا.

في هذا الإطار، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريح مثير حيث قال:

“كل من يحاول مهاجمة سوريا سيجد نفسه في مواجهة معنا. وسنقاتل دفاعًا عن إخوتنا السوريين في البر والبحر والجو.”

لكن من المؤكد أن أردوغان لم يكن يقصد إسرائيل بهذا التصريح، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي كان حاضراً في سوريا منذ الأيام الأولى لسقوط دمشق، ولم يتحرك أردوغان حينها ضد هذا العدوان. ومن المرجح أن الاستخبارات التركية قد رصدت تحركات كثيفة للمقاومة داخل سوريا، أو أنها استنتجت من خلال تحليل التطورات أن الحرب قادمة لا محالة. وقد أكدت المجازر التي ارتكبها مقاتلو الجولاني بحق السكان العلويين في القرى والمدن الساحلية الغربية لسوريا وجود تحولات خطيرة تشير إلى أن سوريا باتت على أعتاب حرب إقليمية كبرى.

وفي هذا السياق، لم يكن الروس غائبين عن المشهد السوري، فهم طرف رئيسي في الصراع العالمي لإعادة تشكيل النظام الدولي. ومن أجل ترسيخ نفوذهم على السواحل الإفريقية -التي تحررت مؤخرًا من الهيمنة الغربية عبر سلسلة من الانقلابات- يسعون للبقاء بقوة على السواحل الغربية لسوريا وعلى البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا الصدد، فتح الروس قاعدة “حميميم” الجوية في اللاذقية أمام موجات اللاجئين العلويين، في إشارة واضحة إلى استعدادهم للمشاركة في الحرب المقبلة.

ويعزز هذا السيناريو اللقاء الذي جمع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، مع قادة الجولاني خلال زيارته الأخيرة لسوريا. وبعد عودته إلى موسكو، توجه مباشرة إلى السفارة الإيرانية بدلًا من العودة للكرملين، وهو ما يعكس مستوى التنسيق العميق بين روسيا وإيران بشأن الملف السوري.

ولا يمكن تجاهل تصريحات ألكسندر دوغين، المفكر الروسي المقرب من الكرملين، الذي كان له تعليق حاد على موقف أردوغان، حيث كتب في تغريدة على تويتر بتاريخ 9 ديسمبر 2024 قائلاً:

“لقد كانت سوريا فخًا لأردوغان. لقد ارتكب خطأً استراتيجيًا وخان روسيا، وخان إيران أيضًا. وهو الآن محكوم بالفشل. بداية نهاية تركيا الكمالية قد بدأت. كنا حتى اليوم ندعمك، لكن من هذه اللحظة ستندم.”

تكشف هذه التصريحات أن إيران وروسيا لم تكونا غافلتين عن تطورات الميدان السوري منذ سقوط دمشق، بل كانتا تجهزان لخوض معركة استراتيجية حاسمة في سوريا والمنطقة.

كل المؤشرات تؤكد أن حربًا كبرى تلوح في الأفق، وأن على الجميع أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الصراع الذي سيحدد مستقبل المنطقة بأسرها.

دور حزب الله واليمنيين في الحرب القادمة ودورهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي للمقاومة

لا شك أن سوريا تعد من أهم المناطق الجيوسياسية والاستراتيجية في الصراع القائم، لكن لا ينبغي إغفال أن الهدف الأكبر لمحور المقاومة هو القضاء على إسرائيل وطرد الولايات المتحدة والاستعمار الغربي من المنطقة. وتأتي الأهمية الاستراتيجية لسوريا في سياق دعم هذا الهدف الكبير.

دروس من الحرب في أوكرانيا:

ما حدث في الحرب الروسية ضد الناتو والغرب في أوكرانيا أظهر أن الكلفة الباهظة للحرب على الولايات المتحدة لم تحقق أي فائدة تُذكر، وهو ما دفع الأمريكيين إلى التفكير في التخلي عن أوكرانيا لتجنب المزيد من الخسائر. وبالمثل، فإن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل قائم فقط على حماية مصالحها الاستعمارية وتحقيق المكاسب الاقتصادية والسياسية. ولذلك، فإن استراتيجية المقاومة يجب أن تتركز على إلحاق خسائر جسيمة بإسرائيل، بحيث تصل واشنطن وحلفاؤها إلى قناعة مفادها أن دعم إسرائيل أصبح عبئًا أكثر من كونه مكسبًا.

الواجبات الميدانية لحزب الله واليمنيين:

للوصول إلى هذه النتيجة، يجب على حزب الله والحوثيين (أنصار الله) تبني استراتيجية هجومية أكثر شراسة وفعالية، بحيث تشمل:

رفع سقف الهجمات بلا رحمة:

يجب أن يتجاوز نطاق الهجمات استهداف القواعد والمراكز العسكرية فقط، بل يجب أن تشمل المناطق السكنية المكتظة في قلب الكيان المحتل، حيث يتم استهداف الأبراج السكنية والمجمعات الكبرى داخل المدن الرئيسية.

هذا النوع من الهجمات سيؤدي إلى انهيار الروح المعنوية للمجتمع الصهيوني، ويعزز حالة فقدان الثقة بقدرة جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية على توفير الحماية، مما يدفع بالمجتمع الصهيوني نحو الهجرة العكسية والخروج من الأراضي المحتلة.

استهداف البنية التحتية الحيوية:

يجب أن يكون ضمن الأولويات استهداف خزانات المياه، مصافي النفط، منصات الغاز، محطات توليد الكهرباء، والموانئ التجارية الكبرى في الأراضي المحتلة.

تدمير هذه المنشآت الحيوية سيؤدي إلى شلل اقتصادي واسع النطاق يصعب على الاحتلال وحلفائه من الغرب تحمّل تكاليف إعادة إعماره، مما يجعل الكيان في وضع اقتصادي منهار وضعيف.

الانتقال إلى استخدام الأسلحة الثقيلة:

يجب أن يعتمد حزب الله والحوثيون بشكل أساسي على الصواريخ الباليستية الثقيلة وصواريخ الكروز بعيدة المدى، بدلاً من الاكتفاء بالطائرات المسيّرة أو الصواريخ قصيرة المدى.

هذه الأسلحة المتطورة قادرة على إحداث دمار واسع النطاق في العمق الإسرائيلي وإحداث صدمة استراتيجية تقوض قدرة الاحتلال على الصمود أو الرد الفعال.

ضربات مركزة ومتواصلة:

استمرار وتيرة الهجمات بشكل متواصل ومتزامن بين جبهات لبنان واليمن وسوريا، بحيث يتم تشتيت قدرات الاحتلال وعدم منحه أي فرصة لإعادة ترتيب صفوفه.

الأثر الاستراتيجي المتوقع:

في حال تنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح، فإن الكيان الصهيوني سيتكبد خسائر اقتصادية وبشرية فادحة، وسيدفع الولايات المتحدة وبقية القوى الغربية إلى التفكير جديًا في التخلي عن إسرائيل كما تخلوا عن أوكرانيا.

انسحاب أمريكا من دعم الكيان المحتل سيكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني في المنطقة، حيث سيتسارع انهيار الاحتلال وسيتعزز دور المقاومة في تقرير مصير المنطقة بعيدًا عن هيمنة الاستعمار.

التوصية الأساسية:

على حزب الله واليمنيين وبقية فصائل المقاومة أن يتخذوا قرارات جريئة وحاسمة تتناسب مع متطلبات الحرب القادمة، مع ضرورة الانتقال إلى تكتيكات هجومية متطورة تستهدف العمق الإسرائيلي بلا هوادة. هذه هي المعركة الحاسمة التي ستحدد مستقبل المنطقة بأسرها.

كاتب ومحلل ايراني

 

مقالات مشابهة

  • ضربات على صنعاء.. وترامب: أمرت بعمل عسكري حاسم ضد الحوثيين وهذه رسالتي لإيران
  • فتوح يدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه
  • حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى
  • حماس: نُرحّب بأي مقترحات تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل ويراهن على استعادة حقوقه بالدبلوماسية
  • إعلام إسرائيلي عن مفاوضات الدوحة: ثمة تقدم في المباحثات لكن لا اتفاق نهائي
  • إسرائيل تستولي على 1200 متر من أراضي قلقيلية
  • تقرير عبري: تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • أول تعليق من حماس على عملية إطلاق النار قرب مستوطنة أرئيل
  • الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين