كاتب التشويق ماكس سيك: المبدع الحقيقي قارئ نهم
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد) أكد الكاتب الفنلندي ماكس سيك، أن الكتابة في روايات الإثارة والجريمة والتشويق تتطلب من الكاتب خيالاً واسعاً وقدرة على التعبير عن الأحداث بشكل يجعل القارئ وكأنه يتابع عرضاً سينمائياً، مشيراً إلى أنه بدأ حياته المهنية مسؤول مبيعات وتسويق، ولكن حبه للكتابة منذ الصغر جعله يتابع شغفه الأصلي ويصقل مهاراته حتى قطف ثمار تلك الجهود بأن أصبح حالياً صاحب الأعمال الأكثر مبيعاً بحسب «نيويورك تايمز» وترجمت مؤلفاته إلى 40 لغة.
وقال ماكس سيك، خلال «لقاء مع الطلاب» ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42: «بدأت بالكتابة في سن مبكرة، عندما كنت في الثامنة، واستوحيت كتاباتي من تجارب شخصية وأحلام ومشاعر مختلفة، وكي أكون مميزاً، اعتدت أن أبحث عن الأفكار المختلفة وأن أعبّر عن تلك الأفكار من خلال الكتابة الإبداعية».
وأضاف: «ركّزت في كتاباتي على القصص والروايات البوليسية الغامضة، مع تقديم أوصاف قوية للشخصيات، وحتى أثناء الكتابة دائماً ما أتخيل كيف سيبدو هذا الكتاب في صورة عمل سينمائي»، مشيراً إلى أنه يحرص على قراءة روايات الجريمة والاطلاع على الدراما التلفزيونية الإسكندنافية التي تتميز عادةً بقصصها المثيرة وأحداثها الغامضة، بالإضافة إلى الاستماع إلى الموسيقى التصويرية للأفلام أثناء الكتابة.
وأشار ماكس سيك إلى أنه يُفضّل في كتبه الفصول القصيرة التي تعطي النص إحساساً بالزخم، حيث يمثل ذلك إحدى أبرز النقاط التي تميز أي عمل عن غيره، لافتاً إلى أنه يستهدف في كتاباته فئة اليافعين الذين يعشقون قصص المغامرات والغموض والجريمة.
وعما إذا كانت الترجمة تُفقد الرواية جزءاً من معناها، قال: «لا أعتقد أن الترجمة تفقد كتابي أياً من معناه، فحينما تُرجمت رواياتي إلى العربية كانت تبدو لطيفة، وأظن أن كل ترجمة تختلف عن غيرها، ولكن علينا أن نعرف كيف يُكتب الكتاب بعد ترجمته من لغة إلى أخرى».
ووجّه ماكس نصيحة للطلبة قائلاً: «كي تكون كاتباً لابد أن تبدأ في سن صغيرة، وأن تعبّر دائماً من خلال الكتابة، وكلما كبرت في العمر ستصبح أكثر اهتماماً بالكتابة واستمتاعاً بها في الوقت نفسه»، مضيفاً: «لابد أن تقرأ العديد من الكتب لتكون كاتباً ناجحاً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكتابة الإبداعية معرض الشارقة الدولي للكتاب القراءة إلى أنه
إقرأ أيضاً:
خبيران في "أدب الطفل": الكتابة للأطفال تستلزم جذب الانتباه بالصور والحبكة والأسلوب
الشارقة - الوكالات
أكد متخصصان في مجال أدب الطفل أن هناك معايير أساسية يجب الالتزام بها في الكتابة للأطفال لضمان جذب انتباههم وربطهم بالقراءة منذ الصغر، ومن تلك المعايير الاعتماد على الصورة قبل النص المكتوب، واختيار قصة لها حبكة ومضمون وغاية، فضلاً عن الاعتماد على أسلوب الحوار الجاذب وملاحظة انطباعاتهم عنه.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "الكتابة كوسيلة للعناية بالصحة الذهنية"، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بمشاركة الكاتب البحريني في مجال أدب الطفل خلف أحمد خلف، والكاتبة كرينا باتل من المملكة المتحدة، وأدارتها شرارة العلي.
دور الألوان في الصحة الذهنية
وقالت كرينا باتل: "بدأت الكتابة منذ أن صرت أماً لأطفال، وركّزت كتابة قصصي وكتبي عن الرعاية الصحية والذهنية والعاطفية للأطفال، وخاصةً من يعانون من التوحد، حيث سعيت إلى تقديم الرسوم الملونة والكتب الشاملة التي تُدمج الآخرين في هذه القضية".
وأضافت: "بدأت عملي كمصممة في دار نشر، ثم كانت الصور هي الأساس بالنسبة لي؛ لأن الصور تأتي قبل الكلمات للأطفال. ومن هنا عملت على أن أقدّم كتاباً حافلاً بالألوان، لاسيما وأن للون تأثيراً هائلاً على العواطف، مما يعكس أمراً مهماً لهم ويُشعرهم بالحالة الإيجابية والاهتمام".
وتابعت باتل: "إذا اندمج الأطفال مع الكتب منذ الصغر فستحصل على كتّاب مدى الحياة"، موضحة أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأطفال لديهم تركيز أقل خاصة في ظل اعتمادهم على أجهزة الآيباد وغيرها. ولذلك أكدت أنها لا تستخدم حتى التلفاز في منزلها حتى تربط أطفالها بالقراءة كسبيل أساسي لهم للتعلُّم. كما أكدت أن تجارب الأطفال الذين يعانون ظروفاً صعبة تمثل مصادر إلهام وتوعية للأطفال الآخرين.
الكتابة للطفل مثل نظيرتها للكبار
من جانبه، أكد الكاتب البحريني خلف أحمد خلف أنه بدأ الكتابة للأطفال بعدما وُلد له الطفل الأول، حيث كان يقرأ له عن قصص أطفال منشورة، إلا أنه وجد أن بعضها غير مناسب لبيئته واحتياجات أطفاله، فبدأ يتلمّس طريقه نحو الكتابة للطفل، مضيفاً: "ما ساعدني على ذلك هو أنني في وظيفتي الأولى عملت على تحويل المنهاج إلى مجموعة من القصص، فخلقت من الحروف التي أعلّمها للأطفال شخصيات مبهجة ومضحكة، فبدأ الأطفال يتفاعلون معي".
وقال: "أعتقد أن الكتابة للطفل يجب أن تكون كالكتابة للكبار، بمعنى أن تحدد قصة لها حبكة ومضمون وغاية، ثم تبدأ كتابتها ومراجعتها بما يتناسب مع مفردات وعقلية الطفل، لكن في الأساس لا بد أن يكون هناك حبكة ونوع من عملية الإقناع لدى الطفل حتى يتعايش مع أجواء القصة وبالتالي تؤثر فيه".
وتابع خلف: "شدني أكثر المسرح لأنني اعتقدت أنه عملية مركّبة فيها شراكة مع فئات أخرى بحيث نقدم متعة متكاملة لكل الأطفال؛ ليس هذا فحسب بل سعينا لإشراك أطفال الروضة معنا في بعض الأعمال المسرحية لتقديم رسائل إيجابية لهم تمكّنهم من التعلُّم".