برنامج الحوافز المادية للسيدات.. فرصة الحكومة لتقليل معدلات الإنجاب.. خالد: الحوافز المادية ليست بديلة عن وسائل تنظيم الأسرة.. عبده: البعد الاقتصادى العامل الأساسى للنجاح
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
فى منتصف مارس الماضي، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء عن خطتها لتشجيع المواطنين على تنظيم الأسرة، وخفض أعداد المواليد، فى محاولة لكبح جماح الزيادة السكانية المفرطة التى تُعانى منها مصر.
وبحسب بيان مجلس الوزراء، فإنه ستدخر مبلغ 100 جنيه سنويًا لكل مصرية متزوجة تُنجب طفلين فى الحد الأقصى، على أن يُصرف لها إجمالى المبلغ المُدّخر بعد إتمامها عامها الـ45.
ويستهدف البروتوكول الجديد، بين وزارتى التخطيط والمالية، تحفيز التزام المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، من أجل ضبط النمو السكاني. كما أنه يأتى فى إطار تكليفات الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، بتقديم دعم ثابت من وزارة المالية من إيرادات الدولة، للمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية.
واشترط وزير المالية محمد معيط بحسب البيان، التزام الأم بجميع شروط المشروع والمتابعة الدورية، ويسقط حقها فى المطالبة بأى مبالغ مالية فى حال إنجابها طفلًا ثالثًا، على أن يشمل القرار السيدات المصريات داخل الدولة، اللاتى تتراوح أعمارهن بين ٢١ و٤٥ عامًا.
وقال وزير المالية إنه سيتم حساب المبلغ المتراكم والمستحق لكل سيدة متزوجة لديها طفلان على أساس سنّها وقت الاشتراك فى البرنامج، وفقًا لمحددات العمر. ويسعى المشروع للإرتقاء بجودة حياة المواطن المصري، من خلال ضبط النمو السكاني، والارتقاء بالخصائص السكانية. ويتضمن المشروع عدةّ محاور تتضمن التمكين الاقتصادي، والتدخل الخدمي، والتدخل الثقافى والتوعوى والتعليمي، والتحول الرقمي، والتدخل التشريعي.
شروط انضمام السيدات للبرنامجقالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن البرنامج القومى لتنظيم الأسرة يتضمن تحفيز السيدات فى سن ٢١ إلى ٤٥ عامًا، عبر متابعتهم دوريًا فى عيادات تنمية الأسرة، حيث يتم ادخار مبلغ سنوى تحصل عليه السيدة المتزوجة والتى لديها طفلان بحد أقصى عند إتمامها سن الـ٤٥ عامًا.
وأوضحت، أنه سيتم الإعلان عن إجمالى المبالغ المالية التى ستحصل عليها كل سيدة، بحسب عمرها وقت اشتراكها فى المشروع قريبًا، والتى ستكون خاضعة لمجموعة من الضوابط، مشيرةً إلى أن خصائص السكان تعدّ أحد عوامل قوة الدولة، من حيث مستوى التعليم، ومعدل الفقر، وفرص العمل.
ولفتت السعيدة إلى أن القضية السكانية هى قضية شعب مصر، ومن المهم أن تتكامل كل القوى فى هذه القضية حتى نتمكن من إدارتها من منظور تنموى وحقوقي، فتحقيق التنمية، لا يمكن أن يتم فى ظل النمو السكانى المرتفع.
وشرحت الوزيرة طريقة اشتراك السيدات فى المشروع، حيث سيتم إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمشروع القومى يتم تحديثها دوريًا، ومن ثم تقوم كل سيدة بالتعاقد والدخول فى المشروع على أن تلتزم بالكشف دوريًا فى عيادات تنمية الأسرة المنتشرة بالقرى والمدن.
كما أنه على المرأة المُشاركة فى البرنامج إجراء الفحوصات الطبية بمبادرات وزارة الصحة، وتمنح أطفالها التطعيمات والعلاجات اللازمة وتعلمهم، بحسب السعيد.
وأضافت، أن برنامج تنمية الأسرة المصرية يتضمن ٤ محاور أخرى، والتمكين الاقتصادى أحد محاور البرنامج ويهدف إلى التعاون مع التضامن والقومى للمرأة والمجتمع المدنى والبنوك المصرية، فرص عمل وقروضًا للسيدات؛ من أجل إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت الوزيرة إلى تمكين المرأة من أهم محاور ضبط النمو السكانى والارتقاء بالأسرة والمجتمع، متابعةً أن محاور البرنامج الأخرى تشمل الصحة الإنجابية، والتوعية فى الجامعات ومراكز الشباب ووزارة الثقافة والدراما ورجال الدين.
الحوافز المادية ليست بديلة عن برنامج تنظيم الأسرةإلى ذلك، يقول الدكتور مجدى خالد، مدير صندوق الإسكان السابق بالأمم المتحدة، إن برنامج الحوافز المادية للسيدات، ليس بديلًا عن برامج تنظيم الأسرة المعروفة، أو يمكن القول بأن تلك البرامج فشلت، لذا لجأت الحكومة لبرنامج الحوافز المادية.
لكن كل تلك محاولات وأفكار وآليات تقوم بها الحكومة لمحاولة تشجيع السيدات على خفض معدل الإنجاب، والتقليل أو الحد من الزيادة السكانية فى مصر، وفقًا لمدير صندوق الإسكان بالأمم المتحدة.
ويُضيف للبوابة، أن برنامج تنمية الأسرة يتضمن محاور أخرى أبرزها تحسين وضع المرأة، والتمكين الاقتصادي، وقضايا تنموية أخرى، ومن بينها برنامج الحوافز المادية للتشجيع على خفض معدلات الإنجاب.
ويُتابع، أن برامج تنظيم الأسرة لم تفشل فى مصر، لكنها حققت نجاحات منخفضة، قياسًا على حجم الآمال التى كانت معقودة عليها، لكن يجب أن تستمر تلك البرامج لزيادة الوعى لدى السيدات والمجتمع بشكل عام.
ويهدف البرنامج القومى لتنظيم الأسرة لتحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة للأسر المستفيدة من برنامج تكافُل من خلال رفع وعى الأسر المستهدفة وتطوير عيادات تنظيم الأسرة بتكلفة ١.٢ مليار جنيه. وتقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بالمدن والقرى على مستوى الجمهورية، خاصةً المناطق النائية والمحرومة، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة" لرفع معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخفض معدلات الزيادة السكانية.
فضلًا عن توقيع الكشف الطبى وصرف وسائل تنظيم الأسرة وخاصةً الوسائل طويلة المفعول والأدوية بالمجان عن طريق أخصائى تنظيم الأسرة والنساء والتوليد بالعيادات الثابتة والمتنقلة والمراكز الحضرية والمستشفيات العامة والمركزية ومراكز رعاية الأمومة والطفولة.
إعادة النظر فى قيمة المبلغويأمل الدكتور مجدى خالد، مدير صندوق الإسكان السابق بالأمم المتحدة، بأن يُسهم المبلغ المفروض فى تشجيع السيدات على خفض معدل الإنجاب للانتفاع بالأموال، مشيرًا إلى أن المبلغ قد يكون غير جاذب للبعض من الأسر فى ضوء زيادة معدلات التضخم أو غيره، لكن يمكن إعادة النظر فيه من جانب الحكومة.
ويقول خالد، إن هناك معضلات كثيرة تقف عائق أمام عملية تنظيم الأسرة أو تشجيع السيدات والرجال على تقليل معدلات الإنجاب، أبرزها ثقافة المواطن، إذ كثيرًا من المواطنين يتباهى بكثرة الإنجاب.
كما أن بعض المواطنين لديهم قناعات بأن كثرة الإنجاب "حاجة مرضية" وتُحقق لهم لذّة، فضلًا عن أن بعض الأسر تعتمد على الأطفال فى مساعدتهم اقتصاديًا من خلال توظيفهم أو تزويجهم مبكرًا، وبالتالى يكون الأطفال مصدر دخل لبعض الأسر، وفقًا لمدير صندوق الإسكان بالأمم المتحدة.
ويعتبر، أن قضية تقليل الإنجاب "شائكة"، وأى مبادرة أو آلية لخفض تلك المعدلات مهمة جدًا خاصة فى ضوء محدوديات الأدوات المتاحة لدى الحكومة، مطالبًا بزيادة قيمة الحافز المادى المصروف للسيدات.
ويُتابع خالد، أنه يجب أن يكون الحافز المادى متماشى مع معدلات التضخم، ومعدلات انخفاض العملة، حتى يكون عامل جاذب ومشجع للسيدات على تقليل الإنجاب، فضلًا عن جذب الأسر التى قد تنظر ماديًا لذلك.
الأمية عائق أمام المشروعكما يُضيف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، أن برنامج الحوافز المادية للسيدات مشجع وجاذب، لكنه فى النهاية يتوقف على مدى قناعة الشخص سواء كان رجلا أو سيدة بتحقيق الاستفادة منه.
ويقول لـ«البوابة»، إن نظرة المواطن تختلف، فهناك من يرى أن البرنامج جاذب خاصة أنه مكتفى بطفلين فقط، وليس لديه النية لزيادة عدد أطفاله، لكن الغالبية من المواطنين لا تملك الوعى الكافى للنظر إلى الأمر بتلك الصورة.
وأوضح، أن الصورة الذهنية المرسومة لدى المواطن تتعلق بأشياء أخرى، أبرزها المعضلة الدينية، ذلك أن جزء كبير من مشكلة زيادة السكان سببها الجهل والأمية المنتشرة فى مصر، خاصة فى المناطق الريفية.
ويصل عدد الأمييّن فى مصر ممن لا يجيدون القراءة والكتابة حوالى ٢٥.٨ مليون مواطن، بحسب نشرة السكان الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
ويُشير استشارى الطب النفسى إلى أنه يجب على الحكومة أن تعيّ أنها تُحارب "الجهل وانعدام الوعي"، ويتم ذلك بزيادة الوعي، وذلك عن طريق الوازع الدينى باعتباره المُسيطر على عقول المواطنين، ذلك أن المواطن يعتبر أن الدين هو المعيار الأساسى لتفكيره وبوصلته فى حياته، بالتالى يجب أن تتم مخاطبة المواطن وزيادة وعيه عبر الطريق الديني.
ويُتابع فرويز، أن الصورة الدينية تلك لن تصل للمواطن إلا من خلال الشيوخ أو القساوسة، ذلك باعتبارهم الأقرب للمواطن، وفى حال نجحت الدولة فى إقناع رجال الدين بهدف وضرورة تنظيم الأسرة والاكتفاء بإنجاب طفلين سيكون هناك مردود إيجابى كبير جدًا وخفض فى معدلات الإنجاب.
لكن الكثير من رجال الدين على اختلاف طوائفهم لديهم ازدواجية فى المعايير، فأمام الكاميرا يدعى بأن تنظيم الأسرة حلال وضرورة، لكن ما أن تختفى الكاميرات حتى يمارس هوايته فى الصراخ على المواطنين بأن تنظيم الأسرة والنسل "حرام"، اعتمادًا على أحاديث ضعيفة، وفقًا لاستشارى الطب النفسي.
وكانت نشرت دار الإفتاء المصرية رأيها فى مسألة تنظيم الأسرة، بأن تنظيم الأسرة أو النسل جائز شرعًا وعقلًا ولا حرمة فيه، ومن الفقهاء القدامى الذين فصَّلوا الحديث عن هذه المسألة الإمام الغزالى فى كتاب إحياء علوم الدين.
التوقف عن استخدام وسائل منع الحملكما تقول الباحثة منى خليفة، المتخصصة فى مجال تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، أن مصر تهدف من خلال الاستراتيجية القومية للسكان "٢٠١٥- ٢٠٣٠" إلى خفض معدل الخصوبة من ٣.٥ طفل لكل سيدة إلى ٢.٤ طفل لكل سيدة.
وتُضيف فى ورقة بحثية بعنوان "تنظيم الأسرة وأثر الدلو المثقوب"، أن الحكومة تهدف إلى زيادة معدلات انتشار وسائل تنظيم الأسرة سواء عبر حوافز مادية أو من خلال الوسائل الطبية التى وصل معدل استخدامها إلى نحو ٥٨.٥٪ فى أعوام سابقة، وتهدف إلى زيادة معدل انتشارها بين السيدات إلى ٧٢٪.
وتلفت خليفة إلى استراتيجية الحكومة لخفض معدل توقف السيدات اللاتى يتوقفن عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة من ٣٠.١٪ إلى ١٨٪، لكن كل تلك الأهداف تواجه معضلة كبرى وهى توقف السيدات عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة بعد فترة سواء كان "حبوب منع الحمل، أو اللولب، أو الحقن".
وتُتابع المتخصصة فى مجال تنظيم الأسرة، أنه منذ ستينات القرن الماضي، وتُنفذ الحكومة برامج لتنظيم الأسرة وتُقدم خدمات للسيدات، وبإمكان أى سيدة الحصول على الخدمات مجانًا فى كثير من الأحيان.
وترى خليفة، أنه لتنفيذ وتفعيل برامج تنظيم الأسرة، يجب خفض معدل السيدات اللائى يتوقفن عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة والنسل، عبر عدّة طرق أبرزها مراعاة احتياجاتهن وحقوقهن الإنجابية، مشيرةً إلى أن المسح الصحى كشف أن ١٤.٥٪ من السيدات اللائى استخدمن اللولب توقفن عنه، و٤١.٨٪ من مستخدمات الحبوب، و٣٧.٣٪ مستخدمات الحقن.
وتُشير خليفة، إلى أن فئة الأعمار من السيدات الأكثر توقفًا عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة تكون من الشابات، حيث يتوقف معظمهن فى السنة الأولى من استخدام وسائل منع الحمل، تليهم السيدات اللاتى يمتكلن طفل وحيد، والنساء الريفيات، ثم النساء ذوات مستويات التعليم المنخفض، وأخيرًا الفقراء.
وتشرح خليفة، أسباب توقف السيدات عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وهى رغبة السيدات فى حدوث حمل، إضافة إلى المشاكل الزوجية بسبب إصرار الزوج والأسرة على حدوث حمل، والجماع غير المُنتظم بسبب غياب الزوج، وفشل وسيلة تنظيم الأسرة أثناء استخدامها، والآثار الجانبية الصحية أو المخاوف المترتبة على استخدامها، وارتفاع تكلفة وسائل تنظيم الأسرة، أو استخدامها بطريقة غير مناسبة، وصعوبة الحصول على وسائل تنظيم الأسرة.
وتُضيف، أن ٨٦.٦٪ من السيدات اللائى استخدمن اللولب انتقلن لاستخدام وسيلة منع حمل أقل فاعلية، و٣٥.٦٪ من السيدات اعترتهن مخاوف صحية من استخدام وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة، و٢٠.٨٪ من السيدات اللائى تركن وسائل منع الحمل بهدف رغبتهن فى حدوث حمل، و١٤.٢٪ من السيدات توقفن بسبب فشل وسيلة منع الحمل، خاصة وأن حبوب منع الحمل أثبتت فشلها مع كثير من السيدات فى مصر.
أهمية البعد الاقتصادىمن جهته، يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن البُعد الاقتصادى هو الحاكم فى توجّه الحكومة نحو صرف حوافز مادية للسيدات والأسر من أجل خفض معدلات الإنجاب، وتقليل الكثافة السكانية.
ويُضيف للبوابة، أن ذلك التوّجه يظهر فى خطابات رئيس الجمهورية والحكومة التى تُدلل بشكل كبير على خطورة الزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الإنجاب وخطورة ذلك على موارد البلاد، وزيادة معدلات الاستهلاك، ومتطلبات التوظيف السنوية.
ويُشير عبده، أن الزيادة السكانية مشكلة اقتصادية بلاشك فى مصر، على عكس دول أخرى مثل الصين والهند التى حولت الزيادة السكانية إلى قوى مُنتجة، وليست مستهلكة مثلما الحال فى مصر.
ويأمل الخبير الاقتصادى فى إقتناع المواطنين خاصة الفقراء بالحافز المادي، باعتبار أن المشكلة الرئيسية لزيادة السكان تكمن فى الطبقات الفقيرة، وليست فى الطبقة المتوسط أو الأغنى، لافتًا إلى أنه يجب زيادة الوعى وتنفيذ برنامج الحوافز المادية فى الطبقات الفقيرة والتى تُمثل أكثر من ٢٩٪ من الشعب، حسب تقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
وقال إن ذلك يأتى فضلًا عن ضرورة تطوير الوعى لدى علماء الدين بضرورة وأهمية وسائل تنظيم الأسرة، باعتبار ذلك من الأدوات الرئيسية فى عملية إقناع المواطن بضرورة خفض معدل الإنجاب، وفقًا لرشاد عبده.
ويلفت إلى ضرورة الاستعانة بوسائل الإعلام فى تعريف المواطن ببرنامج الحوافز المادية للسيدات، والاهتمام بوسائل تنظيم الأسرة فى التليفزيون الحكومى والخاص، وتقديم مواد إعلانية تحض على وسائل تنظيم الأسرة وأهمية خفض معدلات الإنجاب.
وأوضح أنه يجب نشر برنامج الحوافز المادية للسيدات فى المساجد والكنائس ومراكز الشباب فى القرى والعزب وغيرها من المناطق، واستغلال تواجد الدولة فى كل الأماكن لتوصيل المعلومة الصحيحة للمواطن، وفقًا للخبير الاقتصادي، مشيرًا إلى أهمية الاستعانة بمن يتمتعون بمصداقية لدى المواطن سواء من علماء الدين أو الإعلاميين حتى لايشك المواطن فى أهداف برنامج الحوافز المادية للسيدات.
معدل الإنجاب فى مصرأظهرت النشرة السنوية لإحصاءات المواليد والوفيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أن عدد المواليد بلغ ٢.٢٣٥ مليون مولود خلال عام ٢٠٢٠ مقابل ٢.٣ مليون مولود عام ٢٠١٩، بانخفاض نسبته ٣٪، وبلغ معدل المواليد أحياء ٢٢.٢ طفل لكل ألف من السكان مقابل ٢٣.٣ طفل لكل ألف من السكان بانخفاض قدره ١.١ لكل ألف من السكان.
كما توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، وصول إجمالى عدد السكان فى مصر إلى ١٥٨.٨ مليون نسمة بحلول عام ٢٠٥٠، مقابل ١٠٩.٣ مليون عام ٢٠٢١، بمتوسط زيادة يتراوح بين ١.٧ مليون و١.٨ مليون فرد سنويًا.
كما ذكرت الوكالة، أن الأطفال من سن "٠: ٤ أعوام" سيشكلون نسبة ٨.٤٪ من إجمالى سكان مصر عام ٢٠٤٩، انخفاضًا من ١١.٣٪ عام ٢٠٢١، وذلك رغم أن العدد المطلق فى هذه الفئة سيرتفع إلى ١٣.٤ مليون عام ٢٠٤٩، مقابل ١٢.٤ مليون عام ٢٠٢١.
وأضافت الوكالة، أن عدد الأطفال الصغار من ٥ إلى ٩ سنوات سيزيد من ١٢.٩ مليون عام ٢٠٢١ إلى ١٣.٦ مليون عام ٢٠٤٩.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وسائل تنظيم الأسرة الزيادة السكانية معدلات الإنجاب طفلين أعداد المواليد الزیادة السکانیة وسائل منع الحمل معدلات الإنجاب بالأمم المتحدة صندوق الإسکان معدل الإنجاب تنمیة الأسرة زیادة السکان خفض معدلات السیدات فى من السیدات زیادة معدل ملیون عام عام ٢٠٢١ خفض معدل فضل ا عن کل سیدة طفل لکل من خلال أنه یجب توقف ا فى مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجموعة الأزمات الدولية: نحو خطة بديلة للسلام في أوكرانيا
يقول تقرير لمجموعة الأزمات الدولية إن الحرب الروسية على أوكرانيا أنهكت الطرفين بعد ما يقرب من 3 سنوات. ويقدر عدد الضحايا بمئات الآلاف، وفقدت كميات هائلة من المعدات العسكرية ودُمرت أجزاء كبيرة من أوكرانيا.
ولا تزال أكبر حرب برية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية تشكل خطر التصعيد إلى مواجهة مباشرة بين الدول الغربية -التي تدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والاقتصادية- وروسيا، القوة النووية الأكبر في العالم.
وفي كييف، هناك فهم متزايد لحقيقة مفادها أن وقف إطلاق النار أكثر واقعية من تحقيق النصر في ساحة المعركة، ولو أن الأوكرانيين يعارضون أي اتفاق لا يحتوي على ضمانات أمنية لردع أي هجوم روسي متجدد.
ويرتفع مستوى التعب من الحرب في أوكرانيا لدرجة أن ناقش كبار الجنرالات "خطط السلام الروسية الزائفة".
نموذج الحرب الكورية
وفي محادثات مع مجموعة الأزمات، أشار المسؤولون الأوكرانيون إلى هدنة عام 1953 التي أنهت الحرب الكورية (لكنها لم تسفر عن معاهدة سلام رسمية) كنموذج محتمل لإنهاء القتال. وبدأ الهمس الأوكراني بشأن وقف إطلاق النار المحتمل خلال الصيف في كييف، مع تجنب الحديث علنا لتجنب وصفهم بالانهزاميين.
وقال أحد المراقبين في كييف لمجموعة الأزمات "الناس البعيدون عن ساحة المعركة وطنيون في العلن، لكنهم في السر يقولون: متى النهاية؟".
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "دزيركالو تيزنيا" الأوكرانية في أواخر يونيو/حزيران أن 44% من الأوكرانيين يعتقدون أن الوقت قد حان لإجراء محادثات سلام مع روسيا، في حين اعترض 35% على ذلك، و21% لا يعرفون.
وفي الوقت نفسه، قال 61% من المشاركين في الاستطلاع إن أوكرانيا لا ينبغي أن تقدم تنازلات، ويعتقد 66% منهم أنها ستحقق نصرا عسكريا.
وتشير مقابلات أجرتها مجموعة الأزمات مع قادة سياسيين وعسكريين أوكرانيين إلى رغبة جديدة في تصور شكل لوقف القتال، مما يعكس الشعور العام بالإرهاق.
دون أن يعني ذلك أن الأوكرانيين يفكرون في الاستسلام، فهم ينظرون لوقف إطلاق النار على أنه فرصة لأخذ قسط من الراحة وإعادة البناء والقتال مرة أخرى. كما يرى بعض الأوكرانيين أيضا أن توقف القتال يمثل فرصة لإعادة ضبط السياسة الداخلية.
فقد جمع فولوديمير زيلينسكي سلطات هائلة، مما أدى إلى تهميش البرلمان وخصومه السياسيين. ومن شأن وقف إطلاق النار أن يسمح بعودة الانتخابات وإمكانية التجديد السياسي، وهو احتمال سيرحب به بعض الأوكرانيين.
ويبدو أن هذا الوقت يعمل ضد كييف، وقد يبدو بمثابة حافز للتحدث عاجلا وليس آجلا.
موقف كييف التفاوضي
على افتراض أن التقدم الروسي في الشرق مستمر، فمن المرجح أن يتفاقم موقف أوكرانيا التفاوضي، وخاصة إذا تراجع الدعم الغربي.
لكن أغلب المسؤولين في كييف يعتقدون أن أفضل صفقة في الظروف الحالية ستكون كارثية لأوكرانيا في ظل عزوف الكرملين عن أي تسوية لاعتقاده في تحقيق الانتصار العسكري أو انتظار رؤية الإدارة الأميركية القادمة.
ويدرك الأوكرانيون أن الحرب بالنسبة للكرملين تدور حول حبس البلاد بالكامل في دائرة النفوذ الروسي.
من جانبه، يرفض زيلينسكي إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرح رؤيته الخاصة للمفاوضات وصيغة سلام من 10 نقاط تبدو أشبه بشروط استسلام روسيا حيث تتضمن إعادة موسكو للأراضي الأوكرانية، وانسحاب جميع القوات الروسية، ومحاكمة مجرمي الحرب الروس ودفع التعويضات.
قمة جنيفوفي يونيو/حزيران، عقدت أوكرانيا وسويسرا مؤتمرا دوليا بهدف إظهار الدعم العالمي لصيغة السلام بمشاركة أكثر من 90 دولة، لكنها فشلت في توحيد تحالف عالمي خلف مطالب أوكرانيا.
وذكر البيان الختامي 3 نقاط فقط -وربما الأقل إثارة للجدل- من نقاط زيلينسكي العشر وهي أهمية السلامة النووية، والأمن الغذائي، وعودة السجناء.
ولم توقع الهند والسعودية وجنوب أفريقيا على البيان، في حين غابت الصين والبرازيل اللتان قدمتا في مايو/أيار الماضي اقتراحا مشتركا لإجراء محادثات سلام.
وفي حديثه عشية المؤتمر، ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد لبدء المفاوضات في أقرب وقت وفق شرطين هما: انسحاب القوات الأوكرانية بالكامل من 4 مناطق أوكرانية –دونيتسك ولوغانسك، وخيرسون، وزاباروجيا ـ-باعتبارها أراضي روسية، وأن تتخلى أوكرانيا عن طموحها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويكرر القادة العسكريون في كييف العبارة القديمة أن "كل الحروب تنتهي بالمحادثات". ورغم أن المحادثات غير محتملة الآن، لكن مطالب زيلينسكي وبوتين يمكن اعتبارها مجرد مواقف توضع على طاولة التفاوض وذلك يحكمه ميزان ساحة المعركة.
نقاط التفاوضرغم تعنت الجانبين، فإن نقاط التفاوض الرئيسية كانت واضحة لبعض الوقت. ففي الأيام الأولى من الحرب عام 2022، حاولت أوكرانيا وروسيا التوصل إلى نهاية للأعمال العدائية في سلسلة مفاوضات في روسيا البيضاء ومدينة إسطنبول التركية.
وتُظهر مسودة معاهدة، مؤرخة في 15 أبريل/نيسان 2022، ما سيكون على الأرجح مطروحا على الطاولة في أي مفاوضات مستقبلية.
فقد كانت أوكرانيا مستعدة للتحول إلى دولة محايدة بشكل دائم بالتخلي عن آمالها بعضوية الناتو مع تأجيل مناقشة مصير أراضي شبه جزيرة القرم وغيرها من أراض أوكرانية تسيطر عليها روسيا لوقت لاحق.
وبدت روسيا مستعدة لقبول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وإجراء محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي.
وكشفت محادثات 2022 أيضا عن نقاط شائكة فيما يتعلق بحجم المؤسسة العسكرية الأوكرانية في مرحلة ما بعد الصراع، ورفضت أوكرانيا أن روسيا "دولة ضامنة" للأمن الأوكراني مع قبول ضمانة بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة".
وأصرت كييف على أن يكون للضامنين الحق في استخدام القوة العسكرية لوقف أي عدوان مستقبلي على أوكرانيا، في حين طالبت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) على أي قرار من هذا القبيل.
هذا الطلب الأخير يبدو أنه دفع الأوكرانيين لوقف مواصلة المحادثات، وتلا ذلك تشدد مواقف الطرفين.
وتعقد الأمر بعد إعلان بوتين أن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا بأكملها هي أجزاء لا تتجزأ من روسيا، في حين أن طلب تقليص حجم الجيش الأوكراني سيكون صعبا بعد تحوله لقوة قتالية صلبة.
كما أن ارتكاب ما قد يكون جرائم حرب محتملة واستهداف روسيا للبنية التحتية المدنية، جعلت الأوكرانيين أكثر تصميما على المطالبة بالتعويضات والعدالة.
تحديات السلامإن التحدي الأساسي أمام أي اتفاق مستقبلي هو قدرته على الصمود، وليس مجرد فسحة لإعادة الأطراف تجميع صفوفها لجولة قتال أخرى.
كذلك أصبحت علاقة أوكرانيا بالناتو أكثر صعوبة، ذلك أن وحشية الحرب شكلت إجماعا واسعا بأوكرانيا على أهمية هذه العضوية وهو ما يناقض النظرة الروسية الرافضة لهذا الطلب.
ووصف أحد المستشارين صيغة زيلينسكي للسلام بأنها وسيلة لأوكرانيا لتحديد كيفية تصورها للسلام بعدم تكرار تجربة اتفاقيات مينسك التي لم يكن أمام كييف خيار سوى التوقيع عليها.
وذهب أحد الدبلوماسيين في كييف إلى حد وصف مبادرة زيلينسكي بأنها "مشروع غرور". ووصف آخر الأمر بأنه تمرين في "التشجيع لأوكرانيا".
وفي يوليو/تموز، شرع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، أشد منتقدي المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا، في مهمة سلام حيث زار زيلينسكي أولا ثم سافر للقاء بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، لكن هذا التحرك فشل.
وفي وقت لاحق، ألقى أوربان دعمه لاقتراح من 6 نقاط قدمته الصين والبرازيل، لكن زيلينسكي رفضه.
ويتفق الطرفان الروسي والأوكراني على أن الانتخابات الأميركية ستكون حاسمة في مسار الحرب.
فمن المرجح أن يتواصل الدعم لأوكرانيا في حال فوز الديمقراطيين، وقد تسعى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لإنهاء الحرب بشكل أكثر نشاطا من جو بايدن، بينما يصف بعض المسؤولين الأوكرانيين وصول ترامب للرئاسة بأنه كارثي بسبب إعجابه الصريح ببوتين.
ورغم تصريحاته العدائية تجاه أوكرانيا وتعهداته بإجبارها على إبرام صفقة مع موسكو، لا يعرف حتى الآن كيف سيتصرف ترامب بشأن وعوده.
في يونيو/حزيران، قدم اثنان من مستشاري ترامب خطة لجلب طرفي الصراع للتفاوض تقوم على أساس تهديد بوتين بزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتحذير زيلينسكي من فقدان المساعدة الأميركية إذا رفض المحادثات.
والعناصر الرئيسية للخطة مألوفة من: وقف إطلاق النار على طول الخطوط الأمامية، أينما كانت في ذلك الوقت، وتأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وقد سمعت مجموعة الأزمات أفكارا مماثلة من محللين أوكرانيين وآخرين. وليس من الواضح كيف تحل الخطة المعضلة الأساسية المتمثلة في ضمان استدامة أي اتفاق لوقف إطلاق النار وحماية أوكرانيا من هجوم روسي آخر.
الجهود الممكنةورغم أن محادثات السلام الحقيقية تبدو بعيدة المنال، فمن الممكن أن تعلن كييف عن استعدادها للتحدث مع موسكو دون شروط مسبقة وهو ما من شأنه أن يضع عبء الرد على روسيا، ويعطي إشارة للعالم بأن أوكرانيا تسعى إلى الدبلوماسية.
ويمكن للدول الغربية، حتى أثناء تسليح أوكرانيا، أن تفعل المزيد بدعم الاقتراح الأوكراني للقاء مسؤولين روس دون شروط مسبقة. وقد يعمل الدبلوماسيون الغربيون أيضا خلف الكواليس لاستكشاف القنوات الحالية مع موسكو والمساعدة في تفعيل الوسطاء المحتملين.
ويبدو من المحتم تقريبا أن تضطر أوكرانيا إلى القبول بالخسارة المؤقتة للأراضي التي تسيطر عليها روسيا بالفعل.
وسيكون التحدي الرئيسي للمحادثات في الخلافات حول تعاون الجيش الأوكراني الأمني مع الغرب الذي ترى بعض عواصمه أن أي اتفاق يترك أوكرانيا بلا دفاع يشكل تهديدا لأمن القارة ككل.
بالنسبة لموسكو، فإن عضوية أوكرانيا في الناتو خط أحمر معلن، ويبدو أنها لن ترغب في التراجع عن هذا الهدف.
ومن المرجح أن يكون حجم وتسليح الجيش الأوكراني أحد أعنف نقاط الخلاف، وحتى في ظل الضمانات الأمنية، فإن كييف ستحتاج لجيش كامل التجهيز. كما سيكون التعاون العسكري مع الدول الغربية مثيرا للجدل أيضا.
حوافز لأجل السلاميمكن أن تقدم أوكرانيا حوافز لروسيا ستسمح لها بوصف الصفقة بأنها ناجحة، مثل منح اللغة الروسية وضعا رسميا وتقييد الرموز والخطابات النازية، وهي خطوات يمكن أن تساعد بوتين في الادعاء بتطهير البلاد من النازية.
ومن الممكن أن يترك نظام العدالة الدولي يتولى ملاحقة مجرمي الحرب الروس، حتى مع استمرار المحاكم الأوكرانية في جمع الأدلة والبحث عن سبل للاعتراف بمعاناة الضحايا.
وأخيرا، يتعين على أوكرانيا وداعميها أن يخططوا لمستقبل أوكرانيا السياسي. وأي اتفاق مع روسيا سوف يغذي الاتهامات المتبادلة.
إن عودة السياسات المثيرة للجدل وحرية الصحافة من شأنها أن تؤدي إلى الغضب العلني الذي يغلي الآن تحت السطح.
وأي تسوية مع بوتين من شأنها أن تشعل مشاعر الاستياء، فقد يطالب المحاربون القدامى والمتطوعون وأسر قتلى الحرب بالانتقام، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات وربما حتى العنف، ولذلك يتعين على كييف أن تعالج تلك المخاوف بأقصى قدر من الشفافية والشمول.
كما أن على أوكرانيا وداعميها أن يمهدوا الأرضية للمحادثات دون تقويض موقف أوكرانيا التفاوضي، ويكون ذلك على النحو التالي:
أولا: رغم أن موسكو قد ترفض إجراء محادثات دون شروط مسبقة، فإن كييف تستطيع ترك العرض على الطاولة.
ثانيا: أيا كان الشخص الذي يستعد لتولي البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة ستظل الدولة الأفضل للقيادة، مع كييف، في تحديد إستراتيجية تعزز موقف أوكرانيا التفاوضي، حتى لو لم يتحسن الوضع في ساحة المعركة.
وسوف يتطلب هذا إجراء المزيد من المحادثات الصريحة مع أوكرانيا وأنصارها الأوروبيين من أجل التوصل لإجماع بشأن الخطوط الأساسية قبل أي محادثات مع روسيا. ويجب أن تتم هذه المناقشات خلف أبواب مغلقة، لأنها قد تؤدي إلى إجهاد التحالف ولا شيء يضمن موافقة روسيا على أي شيء سيظهر. ولكن من دونها، يصبح التوصل إلى اتفاق مستدام أقل احتمالا.