رأي اليوم:
2024-11-07@21:51:11 GMT

ابرهيم موعد: الى روح الفتى نائل.. الديك الصيّاح

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

ابرهيم موعد: الى روح الفتى نائل.. الديك الصيّاح

 

ابرهيم موعد أخيراً، بعد طول وقوف على أبواب السفارات الأجنبية ، نجحت بشّد الرّحال الى عالم الغرب . وسرعان ما خرجت من ثوبي ، فتفرنجت ، وأصبح بنظري كل إفرنجي ، برنجي . فإنبهرت بعالمي الجديد الذي لكي أندمج به سريعاً ، عمدت كما الثعبان الى طرح جلدي القديم ، والتفرّغ لعبادة الهي بالرجل الأبيض الذي استعمر بلادي ،وعاث فيها فساداً وقتلاً ونهباً .

فسامحته على طريقة معلش يا زهر ، فالمهم أن أعيش في كنفه وأحيا . كما أني عقدت ربطة العنق جيداً ، وإعتمرت البرنيطة لأستبدلها في قادم ألأيام بالكيباه ،أي القلنسوة الصهيونية . فإسرائيل يا أعزّائي هي نور العالم ، ويتوجّب عليّ لنيل رضاها وبركاتها أن أندمج أكثر في محيطي الطارىء الذي يكفّر دائماً كل من يعادي السامية ،فيقيم عليه الحدّ بقسوة . كما أني سأبذل جهدًاً مضاعفاً قد لا يسعفني لهبل مزمن في مخي ، بالرطن بلكنة مكان تواجدي سعياً مني أن ذلك سوف يساهم في تقبّلي فرداً اصيلاً في عشيرة الغرب المتفوقة . وألأهم أن أكون (بلا عنصرية) أبيض البشرة كبياض الثلج وأكثر ، إذ من المذل أن أكون حنطياً أو أسمراً ، ما يساهم في افتضاح عرقي ، وهذا لن يسهّل لي التماهي مع سكان محيطي . وكم سيكون ألأمر مبهجاً ومؤثّراً إن كنت على دينهم وملتهم . ها أنذا ، أحاول ان أعيش حضارة الغرب ، بملئ رئتيّ ومسام جلدي ، لا أحيد قيد أنملة عن إتيكيت الغرب وبروتوكوله لجهة عاداته وتقاليده ،وألأهم ، تفلّته الأخلاقي حيث سأنقل كل هذا الى دياري لدى عودتي المظفّرة اليها . ولعمق الإستلاب الحميد الذي تعرّضت له في الغرب ،سأعتبر تذكرّي تحيتي لأمي وأبي ، أو شد والديّ لإذني لعمل معيب قمت به، أموراً تستحق الشجب بشدة ، ومن مخلّفات ماضيّ الذي يجب القطيعة معه على الفور . وسرعان ما سوف أنسى حبي القديم لجارتي وطفا التي انتهكت شرفها وهربت ،  وأكرّس كل ذكورتي ووفائي لجانيت . كما أني سأنظر الى تراثي وحليب أمي ، وشوارب والدي كجزء من ماضٍ متجذّر في التخلّف يجب نسيانه ولو أدى ذلك الى جلد نفسي ، أو إذابة جسدي بألأسيد . وفي ألأثناء ، سوف أعلّي من شأن الرجل الأبيض ، وأؤيّد كل طروحاته السياسية والعنصرية تجاه الدول المتخلفة والنامية ، ومتحمساً لحروبه التي قد تُشّن على بلدي ألأم ، بصرف النظر عن هول المجازر بحق شعبي الذي يستحق العيش ،بل الإبادة . أنا بكل بساطة ، أرغب في خدمة سيّدي الغربي برتبة عبد خانع ، وألأصح ، جاسوس . هذا غيض من فيض لما يمكن أن أقوم به أنا المثقف الوضيع الذي أفاخر ولا حرج ، بنكران الجميل الذي لقيته ذات يوم، من بلدي  . فطوبى لكل الذين يسعون على أن يكون على شاكلتي . فكل ديك على مزبلته صيّاح . كيكي ،كيكي . ها انت يا ولدي نائل تُقتل في غرب ظننته مسرح احلامك . لك منا الرحمة . وهاأنذا ، ارفض العيش في الغرب لعنصريته البغيضة . كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ما هي قواعد المركزية الغربية ؟

5 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

تتمسك المركزية الغربية برؤية استعلائية وعنصرية ‘ وحتى تكون مقبولا بالنسبة لهم لابد ان ترى العالم من خلال معاييرهم فقط . يوجد جدل واسع في الاوساط الفكرية الغربية وانقسامات بين مؤيد ومعارض لهذه المعايير حيث اخذت مجالا نقديا واسعا من قبل العلماء والمفكرين الذين ينتمون لثقافات اخرى ممن يعتقدون ان هذه الرؤية تقوم على تهميش اسهامات حضاراتهم وتعيد صياغة التاريخ بشكل غير عادل ومنصف . يمكن فهم تمسك الغرب الاوربي بفكرة التفوق الحضاري والعلمي من خلال عدة ابعاد تاريخية وثقافية ‘ نشأت عبر فترات مختلفة من الزمن ‘ خلال العصور الوسطى ‘ ظلت اوربا متأثرة بالحضارات الاخرى ‘ مثل الحضارة الاسلامية في الاندلس والشرق ‘ وكان التواصل بين الحضارات يسهم في التطور المعرفي والعلمي . لكن مع ظهور عصر النهضة في اوربا ثم التوسع الاستعماري في القرون اللاحقة ‘ تبنى الغربيون فكرة انهم يتمتعون بميزة حضارية وعلمية ‘ ساهمت في تأسيس مفهوم المركزية الغربية.

تقوم المركزية الغربية على مجموعة من القواعد :
التفوق الحضاري : التركيز على ان الحضارة الغربية هي الاكثر تقدما ‘ وانها مهد الديمقراطية ‘ والعلم ‘ والفنون ‘ وان الحضارات الاخرى اما اقل تطورا ‘ او تعتمد على اوربا كمصدر للتقدم . خلال عصر التنوير ‘ طور الفلاسفة الغربيون نظريات جديدة في العلوم والفلسفة . هذا التقدم العلمي والنظري ساهم في بناء شعور بالتميز الثقافي . وقد رأى الغرب في عصر الاكتشافات والاستعمار ‘ ان حضارتهم ( ارقى ) من الحضارات الاخرى ‘ مما عزز فكرة الاستعمار بهدف ( تمدين ) الشعوب الاخرى ‘ وغالبا ما تضمن هذا التوجه تبريرا اخلاقيا للاستغلال والاستعباد.

التهميش الثقافي : تجاهل او تهميش الانجازات الحضارية للثقافات غير الغربية ‘ سواء كانت من افريقيا ‘ او اسيا ‘ او امريكا اللاتينية ‘ وتصور هذه الثقافات بأنها تابعة او متخلفة.

الاحكام المسبقة : وضع معايير غربية كقواعد عالمية يحكم من خلالها على الثقافات الاخرى ‘ كالتقدم العلمي والتكنلوجي ‘ والنظام السياسي.

تأطير التاريخ العالمي : عرض التاريخ من منظور اوربي فقط كتصوير الاستكشافات الاوربية على انها السبب في اكتشاف اجزاء كبيرة من العالم ‘ مع تجاهل تاريخ تلك المناطق او الانجازات التي سبقت الغربيين فيها.

الاستعمار والهيمنة : تبرير الاستعمار والسيطرة الغربية على الدول غير الغربية من منطلق التفوق الحضاري ‘ وكأن هذه الدول بحاجة الى التحديث الغربي.

التقليل من الانجازات العلمية والفنية لغير الغربيين : التقليل من الاسهامات العلمية والفنية للحضارات الاخرى ‘ مثل الحضارة الاسلامية ‘ والصينية ‘ والهندية ‘ وتقديم الغربيين كرواد في كل المجالات.

الترويج للحداثة الغربية : التعامل مع النموذج الغربي للحداثة بأعتباره الوحيد القابل للتطبيق والمطلوب عالميا ‘ واهمال النماذج الاخرى للحداثة والتنمية التي نشأت في حضارات اخرى.

البعد المعرفي والعلمي : مع تقدم العلوم في الغرب خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر انتشر الاعتقاد بأن النهج العلمي الغربي هو الافضل ‘ مما ادى الى تهميش العلوم والمعارف التي كانت متقدمة في اماكن اخرى . مثل العلوم الاسلامية والصينية . وقد تم استبعاد هذه العلوم من الاطار المعرفي الغربي او اعيدت صياغتها لتتماشى مع رؤية ( المركزية الغربية ).

الجانب الاقتصادي والسياسي : مع التطور الاقتصادي الذي رافق الثورة الصناعية ‘ اصبحت الدول الغربية اكثر قوة واستطاعت فرض هيمنتها على دول اخرى . نشأت الطبقات الصناعية والتجارية الكبرى التي استفادت من الموارد الطبيعية والبشرية للشعوب المستعمرة مما عزز من الشعور بالتفوق والاستحقاق . فكان من السهل تبني ايديولوجيات تبرر هذا الاستغلال على اساس ( التفوق الحضاري ).

الرؤية الثقافية والاعلامية : ساهم الادب والفنون ووسائل الاعلام في الغرب في تصوير الشعوب الاخرى بأنها ( بدائية ) او ( متخلفة ) ادت هذه الصور النمطية الى تعزيز التصورات العنصرية ‘ حيث اصبح ينظر الى الغرب على انه منبع الحضارة مقابل ( تأخر ) الثقافات الاخرى . مثلا استعانت امريكا بهوليود من خلال الافلام عبر مخرجين محترفين لصناعة رؤية ترويجية على ان الغربي كائن خارق وغير عادي.

العنصرية الغربية : بعض النظريات العلمية الزائفة مثل علم الاعراق الذي انتشر في القرن التاسع عشر حاولت تبرير التفوق الغربي على اسس عنصرية . فتم تصنيف الشعوب الاخرى في مراتب دنيا . مما دعم فكرة ان الغرب يمتلك حق الهيمنة والاستغلال . لقد تجاوز العالم هذه الرؤى عبر تعزيز التعددية الثقافية والاعتراف باسهامات الحضارات الاخرى ‘ لكن يبدو ان اثار الماضي لا زالت تؤثر على مواقف وسياسات كثير من دول الغرب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (9)
  • العيش داخل جذع الشجرة في السويد
  • مقيم يمني يروي تجربة العيش في المملكة ويكشف عن أمنيته .. فيديو
  • إيران: الانتخابات الأمريكية ليست من شأننا ولن تؤثر على سبل العيش
  • الروقي: العين لا يمثل إلا نفسه وضربات الجزاء بيض الديك .. فيديو
  • هل يمكن العيش بلا أيديولوجيا؟.. الصادق الفقيه: مفتاح الاستقرار الإقليمي يرتكز على فهم الانقسامات
  • الجامعةُ العربية ابنةُ أُمِّها
  • ما هي قواعد المركزية الغربية ؟
  • تفسير حلم العيش في غرفة مظلمة وضيقة.. ماذا يعني للمتزوج والأعزب؟
  • الديك: المجمع الانتخابي من يختار رئيس أمريكا .. والمناطق الريفية سر انتصار الجمهوريين