خبراء: الانقسامات تضع «دولة الاحتلال» فوق فوهة بركان
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أكد خبراء أن دولة الاحتلال تعيش على صفيح ساخن، ففضلاً عن الجبهات المتعددة للقتال التى تخوضها حالياً فى سوريا وقطاع غزة وجنوب لبنان، فإن الوضع متأزم داخل الدولة نفسها، بداية من الأزمات الاقتصادية والنزاعات بسبب إقرار مشروع قانون حزمة الإصلاحات القضائية، ثم عملية «طوفان الأقصى» التى كشفت ثغرات أمنية فيما يتعلق بنظام القبة الحديدية والسياج الأمنى، الأمر الذى وضع حكومة الاحتلال فى وضع سيئ أمام مواطنيها.
وأضاف الخبراء أن حكومة الاحتلال فشلت بشكل منقطع النظير فيما يتعلق بملف المحتجزين فى قطاع غزة، ما جعلها تبدو كأنها لا تهتم بحياتهم، ما تسبب فى حالة من الغليان سرت بين أصدقاء وأسر المحتجزين.
الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ التاريخ والدراسات العبرية، قال إنّ الوضع فى إسرائيل على صفيح ساخن، حتى إن كثيراً من المواطنين باتوا متأكدين أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أصبح خطراً يهددهم، لاسيما بعد تصريحات نظيره السابق إيهود باراك بأن دولة الاحتلال تخسر الرأى العام فى أوروبا وفى دول العالم.
وأضاف أن تصريحات وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو، بشأن إمكانية ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية تعكس عدم اهتمامه بالمحتجزين وأغلبهم من الإسرائيليين وبعضهم يحمل جنسيات أوروبية، موضحاً أن تصريحاته كانت محل نقد من الإعلام الإسرائيلى.
«أنور»: الإسرائيليون تيقنوا أن استمرار «نتنياهو» يشكل خطراً على استقرار الدولة ويهدد بسقوطهاوأوضح أستاذ الدراسات العبرية، أن هناك انقسامات داخلية فى إسرائيل سواء على المستوى العسكرى، حيث إن هناك قيادات فى جيش الاحتلال تدعم أهالى المحتجزين، فضلاً عن انقسامات سياسية ظهرت فى عدم قدرة نتنياهو على التحكم فى تصريحات وزرائه أمام الرأى العام الإسرائيلى.
وشدد على أن نتنياهو متمسك بالسلطة لأنه متهم بالتحريض على اغتيال رابين فى تسعينيات القرن الماضى، فضلاً عن أنه متهم فى كثير من قضايا الفساد، ما يجعله عرضة للمحاكمة بمجرد حل الحكومة، وهو أمر لن يقبله، موضحاً أن هذا سيؤدى إلى تأجيج الصراع داخل إسرائيل.
وأكد أن هناك أزمة جديدة تواجه حكومة الاحتلال، وهى أن هناك شللاً تاماً جراء نزوح أكثر من 250 ألف إسرائيلى من المستوطنات ما يجعلهم يعتمدون بشكل كامل على الدعم الحكومى، مضيفاً أن الأمر ازداد سوءاً بعد رحيل العمال الفلسطينيين ومنع دخولهم إلى تل أبيب، فضلاً عن ارتفاع نسب البطالة بشكل غير مسبوق بعد توقف قطاع السياحة تماماً، وبذلك هناك ضغط كبير على الاقتصاد الإسرائيلى، فى الوقت الذى أعلن فيه نتنياهو عن صرف 5000 شيكل لكل متضرر.
واتفق معه أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى رأى أن هناك صراعاً كبيراً داخل الحكومة الإسرائيلية واختلافات جوهرية، فبينما يحاول رئيس الدولة تحسين صورة إسرائيل فى العالم، تخرج تصريحات استفزازية من اليمين المتطرف وآخرهم عميحاى إلياهو وزير التراث الإسرائيلى، الذى وافق على ضرب قطاع غزة بالأسلحة النووية، وبتسلإيل سموتريش وزير المالية الذى طالب بوجود مناطق لا يدخلها العرب، ما يخلق صراعاً داخل الحكومة.
وأضاف أن ما يزيد من تأزم الوضع فى إسرائيل، التغيرات التى تحدث فى الرأى العام العالمى، فبعد أن كان دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال دون أى قيود أو ضغوط، أصبحت هناك دعوات لخلق هدنة وتهدئة، ومؤخراً رفض وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكين تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة فى تصريحات صحفية.
وأوضح «العنانى» أنّ هناك ضغوطاً شعبية على حكومة دولة الاحتلال حالياً، خاصة مع تصاعد الأحداث فى قطاع غزة والقصف العنيف، ما يجعل الكثيرين من أهالى المحتجزين فى قطاع غزة يشعرون بالرعب على ذويهم وأفراد أسرهم، وهو الأمر الذى أدى إلى تنظيم مظاهرات ومسيرات كثيرة فى تل أبيب للتنديد بعدوان الحكومة على المحتجزين، مؤكداً أن أحد استطلاعات الرأى فى تل أبيب، كشف أن 68% من الرأى العام الإسرائيلى يرفضون حكومة نتنياهو ويفضلون إقالته أو تقديم استقالته، وهو ما يسبب ضغطاً جديداً على اليمين الإسرائيلى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي فلسطين غزة دولة الاحتلال أن هناک
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم حركة فتح لـ "البوابة نيوز": نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار.. ولجنة إدارة غزة لا يجب أن تكون فصائلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية؛ خلال حوار بالفيديو مع «البوابة نيوز» عن قرار نتنياهو بوقف إدخال المساعدات إن نتنياهو لم يكن يومًا يريد اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن نتنياهو هو من أعاق كل النقاشات والأطروحات السابقة، ولو كان استمع إلى المقترحات سابقًا التي وضعتها مصر "وكانت صالحة لوقف العدوان قبل أشهر طويلة"؛ ولكن هو اختار العدوان ومواصلة الضغط العسكري مُعتقدًا أن العدوان العسكري سيدفع حماس إلى تقديم تنازلات وفرض شروطه التي يريدها في أي مفاوضات.
وأضاف، على مدار ١٥ شهرًا من العدوان بذلت مصر وقطر جهودًا مُضنيه لوقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق؛ ولكن الأمر كان يتعلق بأمريكا فنحن نعلم أن أمريكا هى الدولة الوحيدة القادرة على تشكيل حالة من الضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة؛ وحينما مارسوا ضغوطًا حقيقية على الاحتلال وكانوا جزءً من الوساطة الجدية فى الوصول لاتفاق، استجاب نتنياهو للطلب الأمريكي؛ لكنه لم يكن يريد من الاتفاق إلا تحرير أسراه لدى المقاومة ثم مُواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني؛ فكانت استجابته للمرحلة الأولى من الاتفاق بشكل غير كامل؛ فنتنياهو لم يلتزم ببنود كثيرة من الاتفاق من بينها إدخال البيوت المُتنقله. "فحسبما كان مقرر دخول ٦٠ ألف غرفة مُتنقلة و٢٠٠ ألف خيمة"، لم تدخل أي غرفة مُتنقلة ودخل عدد قليل من الخيام.
الحوار كاملاً:
عبدالفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح لـ "البوابة نيوز": لجنة إدارة غزة لا يجب أن تكون فصائلية «لا فتح ولا حماس».. ولا هجرة للفلسطينيين سوى العودة لمنازلهم المُهجرين منها في «48 و 67».. شاهد
وأوضح أن موقف الأسرى جرى كما تم الاتفاق عليه والتزمت حركة حماس ببنود الاتفاق ولكن نتنياهو يظل يُماطل بعد زيارته لأمريكا وموقفها من التهجير، وجاءت تصريحات أمريكا بأن تحرير الأسرى يجب أن يكون دفعة واحدة وأن نتنياهو بإمكانه أن يُحدد شكل المرحلة المقبلة؛ فأمريكا فتحت الباب لنتنياهو لتغيير الاتفاق وهو ما شجعه على التنصل من بقية مراحل الاتفاق وفرض شروط جديدة فقط تتعلق بالأسر.
وتابع، هذا يُؤكد أن هم إسرائيل هو تحرير الأسرى لاستكمال العدوان والسيطرة على قطاع غزة، فنتنياهو لا يهمه دولة فلسطينية هو يريد تعزيز الفاصل الجغرافي والسياسي حتى لا نصل للدولة؛ يُريد أن يعود للعدوان وتطبيق خطة تهجير الفلسطينيين مُستندًا للموقف الأمريكي.
وبالمناسبة خرجت أصواتًا إسرائيلية وأمريكية تتحدث بأن الخطة القادمة فى غزة عنوانها سيكون "جهنم" وهو ما يرتبط مع تصريحات ترامب؛ ورفض دخول المساعدات الإنسانية للبدء من جديد في تطبيق خطة التهجير ونزوح كل السكان مرة أخرى للجنوب؛ نحن أمام موقف مُتعنت من قبل حكومة الاحتلال ونسف الاتفاق تمامًا أو فرض شروط جديدة والتي رفضتها حركة حماس.
ونؤكد أن هذا الاتفاق ليس صفقة تبادل أسرى، وإنما هو جزء من اتفاق وقف إطلاق النار والعدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتمكين الحكومة الفلسطينية لإعادة الإعمار وإدارة قطاع غزة.