حرب غزة..تسريب وثيقة استخباراتية إسرائيلية مثيرة للجدل وهذا سبب ذكرها للمغرب
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ عبد المومن حاج علي
نشرت جريدة “ABC” الإسبانية تقريرا مفصلا عن وثيقة استخبارية إسرائيلية، تتضمن مخططات وقراءات حول "ما بعد الحرب على قطاع غزة" والتي كان من بينها مخطط تهجير أكثر من مليوني مواطن من سكان القطاع نحو سيناء المصرية، حيث ورد بالوثيقة إسم المغرب كوجهة محتملة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى تونس وليبيا ودول أوروبية أخرى.
وذكرت الصحيفة أن مصادر حكومية إسرائيلية أكدت صحة الوثيقة المسربة لوسائل إعلام عبرية، وهو ما أقره مكتب نتنياهو في بيان قال فيه أن “هذه ورقة مفاهيمية، كالعشرات من مثل هذه الأوراق التي يعدها خبراء الاستخبارات”.
وكانت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية والمجلة الإسرائيلية "مجلة 972+" أول من نشر محتوى الوثيقة المكونة من عشر صفحات والمؤرخة في 13 أكتوبر 2023، حيث عملت المجلة المذكورة على ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.
وأضافت الجريدة الاسبانية أن الوثيقة أعدها خبراء وزارة الاستخبارات الاسرائيلية، والذين يعملون بشكل دوري ومستقل على إعداد الدراسات والتحقيقات السياسية وإرسالها إلى الجيش والوزارات الأخرى وأجهزة المخابرات، لكنها ليست ملزمة لأي مؤسسة منها، غير أن مجلة +972 ووسائل الإعلام الأخرى، رأت بأن حقيقة قيام وزارة حكومية إسرائيلية بإعداد مثل هذا الاقتراح التفصيلي في خضم هجوم عسكري واسع النطاق ضد حماس بقطاع غزة، يعكس مدى هيمنة الأفكار "اليمينية" على مستوى النقاش السياسي الرسمي.
واستهل خبراء الاستخبارات الوثيقة بالتأكيد على أن دولة إسرائيل صارت ملزمة بتحقق تغيير ملموس في الواقع المدني لقطاع غزة، وهو ما يحتم على الدولة العبرية تنفيذ تدخلات عميقة من أجل تحقيق تغيير أيديولوجي، وهو ما يقارنونه بـ "إزالة النازية"، ويطرحون ثلاثة سيناريوهات للفلسطينيين في القطاع.
السيناريو الأول: (السلطة الفلسطينية عوض حكم حماس)
يدفع ببقاء السكان بالقطاع تحت قيادة السلطة الفلسطينية، بقيادة حركة فتح في الضفة الغربية، وذلك بعد إسقاط سلطة حماس على المنطقة، مع تكوين حكومة تعمل تحت رعاية إسرائيلية. لكن الوثيقة أشارت إلى أن جلب السلطة الفلسطينية إلى غزة هو أخطر الخيارات الثلاثة، "لأنه قد يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية."، حسب ما ورد بها.
كما أكد المصدر ذاته أنه "لا يمكن تصور أن تؤدي عملية الاقتحام التي نفذتها حركة حماس في 7 من أكتوبر المنصرم إلى تقديم انتصار غير مسبوق للحركة الوطنية الفلسطينية و أن تكون طريقا نحو إقامة الدولة الفلسطينية".
وبالإضافة إلى ذلك، يذكر التقرير أن نموذج الحكم العسكري الإسرائيلي والحكم المدني للسلطة الفلسطينية، على غرار ما هو موجود بالضفة الغربية، من المرجح أن يفشل في غزة.
"كما لا توجد طريقة لتحقيق وجود عسكري فعال في غزة دون إقامة المستوطنات الإسرائيلية، ولن يمر وقت طويل حتى تكون هناك ضغوط إسرائيلية داخلية ودولية للانسحاب". إذ، كما يشير محررو الوثيقة، فإنه سيتم اعتبار إسرائيل "كقوة استعمارية ذات جيش محتل". وبسبب التجربة السابقة حيث خرج الجيش الإسرائيلي من غزة وسلم القطاع إلى السلطة الفلسطينية واستيلاء حماس عليها، تحذر الدراسة من تكرار نفس الخطأ الذي أدى إلى الوضع الحالي.
السيناريو الثاني: (قيادة عربية عوض حماس بقطاع غزة)
ويفترض الخيار الثاني أيضًا بقاء السكان في غزة، ولكن مع قيادة عربية محلية تحل محل حماس، وهو أمر غير مرغوب فيه أيضًا، وفقًا للوثيقة، لأنه كما يوضح الخبراء فإن "السيناريو الأكثر قبولاً في هذه الحالة ليس التغيير الإيديولوجي، بل ظهور حركات إسلامية جديدة، وربما أكثر تطرفاً".
وتوصي الوثيقة بعدم إقرار إسرائيل لأي من هذين الخيارين، من منظور استراتيجي وأمني، بالإضافة إلى أنه تضيف الوثيقة، "إذا بقي سكان غزة في القطاع، فسيكون هناك "العديد من الضحايا العرب" خلال إعادة احتلال المنطقة المخطط لها، وهذا من شأنه أن يضر بصورة إسرائيل الدولية، كما أن هذا الأمر سيحول دون نقل الرسالة المطلوبة خاصة إلى حزب الله. (في إشارة إلى قوة الجيش الإسرائيلي وقدرات إسرائيل العسكرية).
بالإضافة إلى أنه وحتى إن قاتلت قوات الدفاع الإسرائيلية طوال هذا الوقت لاحتلال قطاع غزة، فإن النتيجة السياسية في النهاية هي حكومة السلطة الفلسطينية، وهو ما يعني تحويل المنطقة مرة أخرى إلى كيان معادٍ، وهذا سيدفع بتقويض قدرة إسرائيل على تجنيد المقاتلين، الأمر الذي سيكون بمثابة فشل تاريخي وتهديد وجودي لمستقبل دولة إسرائيل.
السيناريو الثالث والأخير: (المغرب وتونس وليبيا بلدان محتملة لاستقبال المهجرين الفلسطينيين والمملكة السعودية مساهم مادي)
أوصى خبراء الاستخبارات الاسرائيلية باعتماد الخيار الثالث، المتمثل في نقل السكان إلى خارج القطاع. في الواقع، توضح الدراسة أن المطالبة بإجلاء السكان غير المقاتلين في المنطقة هو أسلوب مقبول على نطاق واسع لإنقاذ الأرواح، وهو النهج نفسه الذي استخدمه الأمريكيون في العراق سنة 2003. لكن من الضروري لإسرائيل أن تحشد الدعم للترويج لهذه الفكرة.
وسيتم تنزيل هذا السيناريو على عدة مراحل؛ في البداية، بسبب المواجهة مع حماس، سيكون من الضروري "إجلاء المدنيين". وفي الوقت نفسه، سيتم إنشاء مخيمات لجوء، ومن ثم مدن دائمة، في شمال سيناء التي من شأنها أن "تستوعب" المدنيين. وتحذر الوثيقة من أنه "للوهلة الأولى، قد يشكل هذا الخيار، الذي ينطوي على نزوح أعداد كبيرة من السكان، تحديات على صعيد الشرعية الدولية".
كما أنه سيخلق "منطقة آمنة تبلغ عدة كيلومترات... داخل مصر، مما يمنع عودة السكان للقيام بأنشطة أو إقامة مساكن بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وذكرت الوثيقة المغرب كبلد محتمل لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، بالاضافة إلى تونس وليبيا، مع “التركيز على الترويج للأمر كمساعدة للأشقاء الفلسطينيين وإعادة تأهيلهم، حتى لو كان ذلك بثمن لهجة توبخ إسرائيل أو حتى تلحق الضرر بها”. حيث أوضحت أن المهجرين لن يتقبلوا رسائل أخرى ليست من هذا النوع.
ويوضح "مخطط التهجير" بالتفصيل إمكانية وجود دول أخرى يمكن أن تساهم، إما بالموارد أو استقبال اللاجئين، كالمملكة العربية السعودية التي تم ذكرها كمساهم مالي في الخطة، وإسبانيا كبلد محتمل لإيواء المهجربن.
وفي نفس السياق، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن مصادر مطلعة على المحادثات مع الاتحاد الأوروبي أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول إقناع العديد من القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من غزة، حيث أوردت وسائل إعلام بريطانية أن مسؤولاً مصرياً قال أنه "إذا أرسلوا له مليون فلسطيني "فسيرسلهم إلى أوروبا".
وأخيراً، تشير الوثيقة إلى أن "هجرة المدنيين الواسعة النطاق من مناطق القتال هي نتيجة طبيعية ومطلوبة". وقد حدث ذلك أيضاً في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا، معتبرة أن طرد الفلسطينيين هو الأمر الوحيد الذي سيشكل "رداً مناسباً يسمح بخلق قوة ردع كبيرة في جميع أنحاء المنطقة".
بالإضافة إلى الحاجة الملحة "لخلق تحول أيديولوجي" لدى السكان الفلسطينيين من خلال عملية "تغيير المناهج المدرسية وفرض تدريسها لجيل كامل".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة بالإضافة إلى إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية
أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الاثنين، أنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى عودة القتال واستئناف الحرب على قطاع غزة خلال أيام قريبة، مشيرة إلى أن رسالة أمريكية وصلت إلى تل أبيب بخصوص حركة حماس.
وقالت الصحيفة إن "التقديرات في إسرائيل لدى القمة السياسية هي العودة إلى الحرب خلال 10 أيام، إذا لم تكن هناك اتفاقات مع حماس"، مضيفة أنّ "هذه التقديرات نابعة من التفسير الذي سُمع في المشاورات، وكذلك الرسالة الأمريكية بشأن حماس".
وأوضحت أن الولايات المتحدة بعثت برسالة مفادها: "اقتلوا الجميع حتى آخرهم، حماس هي عقبة أمام التطبيع"، منوهة إلى أنه المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف لن يصل إلى إسرائيل في الأيام القادمة، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون كبار.
ولفتت إلى أن ويتكوف أجرى الأسبوع الماضي مقابلات مع عدة وسائل إعلام أمريكية، وقال إنه "يعتزم زيارة الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل"، لكن لاحقا قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنّ "زيارة ويتكوف تم تأجيلها لأسباب فنية، نظرا للجداول الزمنية والحاجة لمعالجة القضايا المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية".
ونوه مسؤولون في البيت الأبيض، إلى أنه لا علاقة بتأجيل زيارة ويتكوف بتعثر المفاوضات حول استمرار وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
ونقلت "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات، أنّ ويتكوف لن يأتي إلى المنطقة، طالما لا يوجد تقدم في المفاوضات، وسيأتي فقط لإغلاق الصفقة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه "لا يوجد تقدم بالوقت الحالي، وحماس لا تزال على موقفها".
وبحسب "معاريف"، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون تحديد موعد نهائي للجهود التي يبذلها الوسطاء لإقناع "حماس" بمواصلة الصفقة، فيما تبدي تل أبيب استعدادها إعطاء هذه الجهود عدة أيام، دون تحديد تاريخ محدد.
وأكدت أنه بعد جولة من المحادثات في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي ورفض "حماس" مقترح ويتكوف، طلب الوسطاء عدة أيام للضغط على الحركة ودفعها للمرونة.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات سموتريتش والتي أكد فيها أن الخطوة التالية في غزة: "هجوم قوي وفتاك"، معتبرا أن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، وتم اتخاذها بفصل السياسية التي تقودها الحكومة والمجلس الوزاري.
وشدد سموتريتش على أن "هذه مجرد البداية"، موضحا أن "المرحلة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وفتح أبواب الجحيم على غزة بهجوم قوي وفتاك وسريع، سيؤدي إلى احتلال المنطقة، وبدء تنفيذ خطة ترامب لتشجيع هجرة سكان غزة".