جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@10:07:08 GMT

رَجْفَة!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

رَجْفَة!

فاطمة اليماني

ما كُنتُ أعْرِف ما اعتراك من الأذى

لكنّ صوتك حين صحتَ أتى بي!

لم أبكِ... ما نزلت لفقدك... دمعة!

جفّت لهول فجيعتي ... أهدابي!

"زكي العلي"

قالَت لابنتها الكبيرة:

شقيقك يبكي... فاذهبي إليه، وأسْكِتيه...

لكنّ ابنتها لم ترّد عليها؛ بل اكتفت بالتحديق إليها، ومسح الدموع المنهمرة على خدّيها...

اقتربت منها، وجذبتها.

.. وشعرت بأنّ ابنتها ثقيلة جدًّا، ولا تتزعزع من مكانها!

نظرت إلى يديها... وتساءلت:

كيف خارَت قواها؟!

ثمّ غادرت المكان؛ باحثة عن ابنها! وهي تسمع صوت بكائه، ولا تراه! وأخذت تنادي عليه، وتندَه بصوتٍ مبحوح:

حبيبي جِهاد! سآتي حالًا...

وشعرت بأنّ جسدها أصبح شفّافًا... خفيفَ الوزن! وبأنّها استطاعت الوصول إلى صوتِ ابنها... جهاد!

ورأته متّكِئًا على جدار... وحيدًا... يرتجفُ جسده النحيل بردًا، وخوفًا، ورعبًا! وقطرات دماء تتسلل من جبهته، وتتساقط على خدّه الناعم!

اقتربت منه أكثر، حضنته!

لكنّه ظلّ يرتجفُ، وما زالت أطرافه وأصابعه ترتعش… كان يحدّق في الحشود، باحثًا عن وجهٍ يشبه وجهها، ويبكي ويئن بصوتٍ متهدّجٍ:

ماما...

احتضنته بقوة، وطبعت قبلة على جبينه، ومسحت شعر رأسه المليء بغبارٍ رماديّ اللون!

عاجزة عن تفسير ما تراه الآن؟!

جمعٌ غفير من الناس، وممرات طويلة تشبه ممرّات المستشفيات، وجثثً مسجاه على الأرض، ورائحة الدماء تغمر المكان، وتُزْكِمُ الأنوف، وأطباء وممرضون يتراكضون بطريقة عشوائية في كلّ اتّجاه...

وصوتُ نحيبٍ قاسٍ، وأنين يمزّق القلوب والأفئدة...

لكنّها لا تبكي! لم تذرف دمعة واحدة! كما كان يحدث لها سابقًا عندما تشاهد أبسط المواقف؛ فتثارُ دموعها، وتتطور الدموع إلى نحيب قد يمتدّ إلى ساعات! فتشعر بالنكد والحزن، طوال اليوم، وربّما يمتد الحزن إلى يومين أو أسبوع!

وهل هي الآن تحلم، وستفيق بعد دقائق قليلة؟! هل سيطول هذا الحلم؟! أمّ أنّه حلم في حلم لا ينتهي!

ولماذا تحتضن ابنها، ولا يشعرُ بها؟!

لماذا يرتجفُ رغم أنّها غمرت يديه الصغيرتين المرتعشين بيديها الناعمتين الدافئتين؟!

لكنّ الشيء الوحيد المحسوس لديها، هو أنّ رعشة ابنها سَرَت إليها! وأخذت ترتجفُ مثله، وتبكي، وتبحث عن دفءٍ يحتويها، ويحتوي ابنها الذي لم يتجاوز العامين بعد!

وسمعته يردّد مرّة أخرى:

ماما...

ثمّ أخذ يردد:

بابا... جِنان...

فرأت زوجها، وابنتها جِنَان مُسْرِعَين تجاه جهاد، وحمله زوجها، واحتضنه وبكى بكاءً مرًّا، وغرق الثلاثة في بكاء عميق شعرت بأنّه يفتّت كبدها!

لكنّهم لم ينظروا إليها، ولم يفسحوا لها مجالًا لترتمي في حضنهم! لتشاركهم نحيبهم، وخوفهم، وألمهم! ولم يردّوا على ندائها، واستجدائها؛ لينتبهوا لوجودها!

ثمّ نهض زوجها حاملًا جِهاد، وممسكًا بيد جنان، واقتربَوا من جسدٍ ممدّد، وعندما رفع الممرضُ الغطاءَ، صرخوا كلّهم وجعًا على:

جثّتها! رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي في غزة يوضح بشأن الفتاة اليزيدية

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مساء اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 ، توضيحا بخصوص موضوع الفتاة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة.

نص التوضيح كما وصل وكالة سوا الإخبارية

توضيح صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي بخصوص موضوع الفتاة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة

روّج الناطقين باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" رواية كاذبة وقصة مفبركة حول الفتاة اليزيدية التي كانت تتواجد في قطاع غزة، وسردوا مجريات ملفقة لا أساس لها من الصحة، وحبكوها بشكل خاطئ لمحاولة تبييض صورتهم المشوهة بالقتل والدماء ولتضليل الرأي العام، وحول هذا الموضوع قام المكتب الإعلامي الحكومي بجمع معلومات كثيرة حول السيدة اليزيدية وحصل على بطاقتها الشخصية وصورتها ورقم بطاقتها التعريفية المؤقتة، وإننا نود توضيح التالي:

 السيدة اليزيدية تزوجت من شاب فلسطيني من مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) أثناء مشاركته في القتال في صفوف قوات المعارضة بسوريا الشقيقة، وعاشت معه ومع والدته هناك، ولكن بعد مقتل الشاب هناك سافرت السيدة بمحض إرادتها مع والدته إلى تركيا بشكل رسمي ودخلت عبر المنافذ الرسمية، ثم انتقلت السيدة بكامل حريتها إلى جمهورية مصر أيضاً بطريقة شرعية تماماً، ثم بعد ذلك دخلت السيدة إلى قطاع غزة واستقرت مع والدة زوجها المتوفى.

 بعد عدة سنوات تزوجت السيدة اليزيدية من شقيق زوجها المتوفى، وعاشت معه سنوات قبل استشهاده هو الآخر بنيران الاحتلال "الإسرائيلي" في جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال حالياً في قطاع غزة.

 توجهت الفتاة إلى الحكومة الفلسطينية وطلبت منها تأمينها في مكان آمن بعد استشهاد زوجها، واستجابت الحكومة لطلب السيدة الكريمة، ووفرت لها غرفة خاصة في إحدى المرافق الحكومية جنوب قطاع غزة، كما وفرت لها كل مستلزمات الإقامة والمعيشة والحياة الكريمة، من طعام وشراب وفراش ولباس بشكل كامل، وأشرف عليها فريق حكومي متخصص في إطار حمايتها، حالها كحال حماية كثير من الأجانب الذين عاشوا ظروفاً قاسية خلال حرب الإبادة الجماعية.

 السيدة الفاضلة تبلغ من العمر (أكثر من 25 عاماً) وليس كما زعم الاحتلال وكذب، وطلبت التواصل مع أهلها لأنها أصبحت تشعر بأنها غير آمنة في قطاع غزة مع شدة القصف والاستهداف الهمجي للاحتلال "الإسرائيلي"، وطلبت إجلائها خاصة بعد استشهاد زوجها.

 وفعلاً بعد أن تواصلت السيدة مع ذويها، تواصلوا بدورهم مع الحكومة الأردنية والتي بدورها نسقت مع الاحتلال من أجل إخراجها عبر معبر كرم أبو سالم، حيث توجهت السيدة اليزيدية من المرفق الحكومي المخصص لها إلى المعبر بنفسها وبعلم أهل زوجها وبعلم الحكومة الفلسطينية، ولم يقم الاحتلال بتحريرها كما كذب على الرأي العام وحاول تضليله في بيانه المكذوب.

 إنَّ الرِّواية التي حاول الاحتلال الترويج لها؛ لا أساس لها من الصحة، فقد انتقلت الفتاة إلى غزة عابرة عدة مطارات ومنافذ دولية بشكل رسمي، فكيف تمر عبر كل هذه المطارات والمنافذ دون أن ينتبه لها أمن المطارات والمنافذ في عدة دول، ثم يزعم الاحتلال أنها مخطوفة؟!

نود التأكيد على أن هذا الاحتلال الذي يكذب على الرأي العام هو نفسه الذي قتل زوجها وحوّل حياتها إلى مأساة حقيقية وأصبحت أرملة، حيث قتله في جريمة بشعة وفظيعة وغير إنسانية ضمن سلسلة جرائمه التي طالت كل بيت في قطاع غزة، ومن بينهم العشرات من حملة الجنسيات الأجنبية الذين كانوا في قطاع غزة يأكلون ويشربون مع شعبنا الفلسطيني الكريم ولكن الاحتلال قتلهم بشكل وحشي وبدم بارد.

 ندعو وسائل الإعلام المختلفة والرأي العام إلى عدم التعاطي مع رواية الاحتلال الكاذبة، الذي يحاول أن يغير في مجريات الكثير من القصص لصالحه من أجل تحسين صورته المحروقة والمشوهة بالقتل والدماء والإبادة.

ندين جريمة الاحتلال بقتل زوج الفتاة اليزيدية، وندعو كل العالم إلى إدانة هذه الجريمة البشعة وكذلك جرائم القتل المستمرة بحق الأجانب وغير الأجانب في قطاع غزة.

نُحمِّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الفظائع ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، ومنها تخريب حياة الناس والأجانب.

 نطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية إلى لجم الاحتلال "الإسرائيلي" والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف المجازر ضد الإنسانية في قطاع غزة.

المكتب الإعلامي الحكومي
قطاع غزة – فلسطين
الجمعة 4 أكتوبر 2024م

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • 18 عاما بعد النزوح.. أم جنوبية تعود للملجأ نفسه برفقة ابنها
  • بصورة رومانسية.. درة تحتفل بعيد ميلاد زوجها
  • حكومة غزة تكذب الاحتلال حول (اليزيدية المحررة)
  • الإعلام الحكومي في غزة يوضح بشأن الفتاة اليزيدية
  • الداخلية: المواطنة التي أشار إليها تصريح الوزير أنهت إجراءات البصمة البيومترية في مطار الكويت ودخلت البلاد
  • ما الجهات التي تحال إليها التظلمات وفقا لقانون التصالح في مخالفات البناء؟
  • مي عمر تشبه الفراشة بالترتر اللامع
  • البحوث الإسلامية": 51 نتيجة توصلت إليها لقاءات "أسبوع الدعوة الإسلامي"
  • “نوف الحميد” تكشف تفاصيل مقتل ابنها على يد خادمة في كتابها الأول.. فيديو
  • قانوني يكشف لـ«الوفد» تفاصيل أزمة سوزي الأردنية والتهم الموجهة إليها