فاطمة اليماني
ما كُنتُ أعْرِف ما اعتراك من الأذى
لكنّ صوتك حين صحتَ أتى بي!
لم أبكِ... ما نزلت لفقدك... دمعة!
جفّت لهول فجيعتي ... أهدابي!
"زكي العلي"
قالَت لابنتها الكبيرة:
شقيقك يبكي... فاذهبي إليه، وأسْكِتيه...لكنّ ابنتها لم ترّد عليها؛ بل اكتفت بالتحديق إليها، ومسح الدموع المنهمرة على خدّيها...
اقتربت منها، وجذبتها.
نظرت إلى يديها... وتساءلت:
كيف خارَت قواها؟!ثمّ غادرت المكان؛ باحثة عن ابنها! وهي تسمع صوت بكائه، ولا تراه! وأخذت تنادي عليه، وتندَه بصوتٍ مبحوح:
حبيبي جِهاد! سآتي حالًا...وشعرت بأنّ جسدها أصبح شفّافًا... خفيفَ الوزن! وبأنّها استطاعت الوصول إلى صوتِ ابنها... جهاد!
ورأته متّكِئًا على جدار... وحيدًا... يرتجفُ جسده النحيل بردًا، وخوفًا، ورعبًا! وقطرات دماء تتسلل من جبهته، وتتساقط على خدّه الناعم!
اقتربت منه أكثر، حضنته!
لكنّه ظلّ يرتجفُ، وما زالت أطرافه وأصابعه ترتعش… كان يحدّق في الحشود، باحثًا عن وجهٍ يشبه وجهها، ويبكي ويئن بصوتٍ متهدّجٍ:
ماما...احتضنته بقوة، وطبعت قبلة على جبينه، ومسحت شعر رأسه المليء بغبارٍ رماديّ اللون!
عاجزة عن تفسير ما تراه الآن؟!
جمعٌ غفير من الناس، وممرات طويلة تشبه ممرّات المستشفيات، وجثثً مسجاه على الأرض، ورائحة الدماء تغمر المكان، وتُزْكِمُ الأنوف، وأطباء وممرضون يتراكضون بطريقة عشوائية في كلّ اتّجاه...
وصوتُ نحيبٍ قاسٍ، وأنين يمزّق القلوب والأفئدة...
لكنّها لا تبكي! لم تذرف دمعة واحدة! كما كان يحدث لها سابقًا عندما تشاهد أبسط المواقف؛ فتثارُ دموعها، وتتطور الدموع إلى نحيب قد يمتدّ إلى ساعات! فتشعر بالنكد والحزن، طوال اليوم، وربّما يمتد الحزن إلى يومين أو أسبوع!
وهل هي الآن تحلم، وستفيق بعد دقائق قليلة؟! هل سيطول هذا الحلم؟! أمّ أنّه حلم في حلم لا ينتهي!
ولماذا تحتضن ابنها، ولا يشعرُ بها؟!
لماذا يرتجفُ رغم أنّها غمرت يديه الصغيرتين المرتعشين بيديها الناعمتين الدافئتين؟!
لكنّ الشيء الوحيد المحسوس لديها، هو أنّ رعشة ابنها سَرَت إليها! وأخذت ترتجفُ مثله، وتبكي، وتبحث عن دفءٍ يحتويها، ويحتوي ابنها الذي لم يتجاوز العامين بعد!
وسمعته يردّد مرّة أخرى:
ماما...ثمّ أخذ يردد:
بابا... جِنان...فرأت زوجها، وابنتها جِنَان مُسْرِعَين تجاه جهاد، وحمله زوجها، واحتضنه وبكى بكاءً مرًّا، وغرق الثلاثة في بكاء عميق شعرت بأنّه يفتّت كبدها!
لكنّهم لم ينظروا إليها، ولم يفسحوا لها مجالًا لترتمي في حضنهم! لتشاركهم نحيبهم، وخوفهم، وألمهم! ولم يردّوا على ندائها، واستجدائها؛ لينتبهوا لوجودها!
ثمّ نهض زوجها حاملًا جِهاد، وممسكًا بيد جنان، واقتربَوا من جسدٍ ممدّد، وعندما رفع الممرضُ الغطاءَ، صرخوا كلّهم وجعًا على:
جثّتها! رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحدث ظهور لريهام حجاج مع زوجها محمد حلاوة
نشر محمد حلاوة صورة له برفقة زوجته الفنانة ريهام حجاج من احدث ظهور عبر حسابه الشخصي على موقع إنستجرام.
واكتفي بوضع قلب أحمر على صورتهما مما لفت انتباه متابعيه.
وكشفت ريهام حجاج عن حقيقة تواجد مسلسل كنترول في السباق الرمضاني المقبل معلقة:" لا مش في رمضان،مش هنلحق للأسف المسلسل صعب وفيه سفر ومجهود ومحتاج وقت أطول للتحضير والتصوير عشان يطلع بالشكل الأمثل".
ويتكون مسلسل كنترول من 15 حلقة، ويدور في إطار اجتماعي تشويقي، سيشهد صراعات عديدة يدخل بها الثلاثي ريهام وعمر ومجدي، كما يحمل العمل العديد من المفاجآت في أحداثه، والعمل من تأليف أيمن سلامة وإخراج أحمد صالح، وجاري التعاقد مع باقي أبطاله في الفترة الحالية.