لجريدة عمان:
2024-07-08@11:32:40 GMT

هوامش ومتون :ضمائر حيّة وقلوب من حَجَر

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

كلّما أرى صورة إنجلينا جولي، وهي تدافع عن قضايا إنسانية، أتذكر فانيسيا ردغريف، الممثلة والمخرجة البريطانية التي بهرتنا في أواخر السبعينيات، فقد سخّرت الممثلتان العالميتان شهرتهما لنصرة القضايا الإنسانيّة، ومن أبرزها القضية الفلسطينية، ولمن لا يعرف فانيسيا ردغريف، من الأجيال الجديدة، فهي نجمة سينمائيّة عالمية رشّحت للأوسكار ست مرّات، وفازت بها مرة واحدة كأفضل ممثلة مساعدة عن مشاركتها في فيلم (جوليا) عام 1978 م ولم يمرّ ذلك الحدث عليها بسلام، إذ قوبلت باحتجاجات يهود قاموا بمظاهرات مستنكرين منحها الجائزة؛ كونها شاركت في فيلم (فلسطينيون) عام 1977م، لكن تلك الاحتجاجات لم تقف حائلا بينها وبين منصّة التتويج التي اعتلتها بكلّ شجاعة، ووصفت المحتجّين بالسفّاحين مؤكدة أنها ستظل تناصر الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية، وخلال حضورها المهرجان العاشر للأفلام في بريشتينا عام ٢٠١٨ بعد عرض فيلمها الوثائقي (حزن البحر) تساءلت: «كيف يمكن للفلسطينيين أن يعاملوا كما يعاملون اليوم؟ كيف يمكن أن يعاني هؤلاء الناس وأن يكون هناك مثل هذا الظلم؟ لقد أصبح الناس بقلوب من حجر في كلّ العالم وغير إنسانيين».

ولم تكتفِ بذلك، بل زارت فانيسيا ردغريف المولودة عام 1937 م مخيمات اللاجئين في السبعينات، وفضحت الممارسات اللا إنسانية، لجنود الاحتلال، وسخّرت شهرتها لنصرة القضية الفلسطينية، فتعرّضت لأذى كثير، ودفعت الثمن غاليا، ولكنّها لم تتراجع عن مواقفها، بل أصرّت عليها، لأنها صادرة عن قناعة شخصيّة، وقراءة لواقع مؤلم يعيشه الفلسطينيون، واليوم تسير النجمة أنجلينا جولي على خطاها، وهي المعروفة بمواقفها الإنسانية، وأحدث تصريحاتها تضمّنت إدانتها للهجمات الوحشية التي يتعرّض لها الفلسطينيون والقصف الإسرائيلي الذي شهده مخيم جباليا بقطاع (غزّة)، وأسفر عن سقوط أكثر من 400 شهيد وجريح، وكتبتْ في حسابها في (إنستجرام) معلّقة على صورة من صور الدمار «هذا هو القصف المتعمد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرّون إليه.. لقد ظلّت (غزّة) بمثابة سجن مفتوح منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتتحوّل اليوم بسرعة إلى مقبرة جماعية، 40% من القتلى أطفال أبرياء.. عائلات بأكملها تُقتل» متهمة زعماء العالم بالتواطؤ في ارتكاب الجرائم في (غزة) وسواها من المدن الفلسطينية.

إنّ هذه المواقف، التي تجعل أصحابها يندرجون ضمن مفهوم المثقف العضوي، حسب مصطلح المفكّر الإيطالي أنطونيو غرامشي، لها دور كبير في التعريف بأبعاد القضية الفلسطينية، التي شوّهها الإعلام الغربي، وطمس الكثير من الحقائق، خصوصا أنها جاءت من فنّانتين لهما جمهور عريض في كلّ أنحاء العالم، وكلمتهما مسموعة من قبل هذا الجمهور، وقد قدّمتا بهذه المواقف، خدمات كثيرة للقضية الفلسطينية، وهما لا تقفان متفرّدتين في الوسط الثقافي والفني العالمي، فهناك فنانون دعموا القضيّة، من بينهم: النجمة الأمريكية والإسرائيلية ناتالي بورتمان المولودة في القدس، التي رفضت عام 2018م تسلّم جائزة تسمى (النوبل اليهودي) وقيمتها مليونا دولار، بعد أن شهدتْ (غزّة) احتجاجات على استشهاد 35 فلسطينيا، في تلك الاحتجاجات التي انطلقت في 30 مارس 2018م، حملت اسم (مسيرة العودة)، وللممثلة اليهودية ميريام مارجويلز التي اشتهرت بأدوارها في سلسلة أفلام (هاري بوتر) تصريحات انتقدت بها حكومة الاحتلال وتضامنت مع الشعب الفلسطيني، وكذلك المغنّي البريطاني زين مالك الذي أدان الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق أصحاب الأرض، والمخرج السويسري ريشارد ديندو صاحب فيلم (جان جينيه في شاتيلا) الذي يتحدّث عن الشاعر الفرنسي جان جينيه الذي كتب (أربع ساعات في شاتيلا) بعد عشرين عاما من التوقّف عن الكتابة، وتحدّث به عن علاقاته بالفدائيين الفلسطينيين، ومذبحة مخيم (صبرا وشاتيلا) في عام 1982م، والمخرج الفرنسي جان لوك غودار الذي أخرج فيلم (هنا وهناك) عن حصار (تلّ الزعتر) سنة 1976م ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، إلى جانب فنّانين عالمييّن قدّموا أعمالا فنية وجّهوا من خلالها رسائل، ساهمت في توضيح أبعاد القضيّة ساهمت في تحريك الضمير العالمي، وقد جاءت من ضمائر حيّة في عالم قدّتْ قلوب الكثيرين به من حَجَر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

العموم البريطاني: حكومتنا الجديدة ستدعم القضية الفلسطينية

أكد أفضال خان، عضو مجلس العموم البريطاني، أن الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة كير ستارمر ستدعم القضية الفلسطينية وتعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

 

 

رئيس وزراء بريطانيا الجديد يعين أنجيلا راينر نائبة له الرئيس السيسي يُهنئ "ستارمر" بفوز حزب العمال بالأغلبية وتكليفه برئاسة حكومة بريطانيا

وتابع “خان” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الجمعة،  أنه يمكن إنشاء الدولة الفلسطينية وإيجاد حل نهائي للأزمة الراهنة عبر التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

وأشار إلى  أن هناك دعمًا كبيرًا للحكومة الجديدة وتعزيز الإصلاح خلال الفترة المقبلة، ولديها قدرات كبيرة يجب استغلالها بشكل أمثل ولديها أولويات وأهداف كثيرة على رأسها التعليم وقطاعا الصحة والأمن.

 

وواصل “خان” أن حزب المحافظين حصل في الانتخابات البرلمانية على نتائج مخيبة للآمال، لافتا إلى أن الحكومة الجديدة ستعمل على إصلاح القانون ودعم الشركات وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، كما أنها ستعمل أيضًا على تجنب أي تداعيات سلبية على الاقتصاد البريطاني وستكون لديها الكفاءات والقدرات اللازمة لخدمة الشعب البريطاني.

 

التشكيل الجديد ببريطانيا.. "هيلي" وزيرا للدفاع و"لامي" للخارجية.. وأول سيدة تتولى المالية


 

وفي سياق آخر، كشفت رئاسة وزراء بريطانيا اليوم الجمعة، عن ملامح التشكيل الوزاري الجديدة تحت قيادة زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي تولى رئاسة الوزراء خلفا لريشي سوناك.


وأوضحت رئاسة الوزراء - حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية - أنه تم تعيين، أنجيلا راينر، نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة دولة لشئون الإسكان والمجتمعات، كما جرى إسناد حقيبة المالية لراشيل ريفز؛ لتصبح بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

فيما تم تعيين جون هيلي وزيرا للدفاع، وتم إسناد حقيبة الخارجية لديفيد لامي، وإسناد حقيبة الداخلية لإيفايت كوبر.

ويواصل ستارمر الاجتماع بقيادات حزب العمال لاختيار باقي أعضاء الحكومة الجديدة بعدما نجح الحزب في تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التي جرت أمس؛ لينهي بذلك 14 عاما من حكم حزب المحافظين عاصر خلالها أحداثا مهمة كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى جانب فضائح سياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية.

مقالات مشابهة

  • السيسي ورامافوزا يؤكدان استمرار التشاور بشأن القضية الفلسطينية وتطورات غزة
  • الرئيس السيسي ونظيره الجنوب أفريقي يبحثان القضية الفلسطينية والتعاون المشترك
  • عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها
  • أبناء ذمار يؤكدون ثبات الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني وينددون بالصمت الدولي
  • حزب الله يستهدف موقع رويسات العلم بالصواريخ
  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • البرلمان العربي يؤكد استمراره في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية
  • العموم البريطاني: حكومتنا الجديدة ستدعم القضية الفلسطينية
  • بولتيكو: "كوربين" سيقود انتفاضة "يسار بريطانيا" ضد حزب العمال لدعم القضية الفلسطينية