8 نصائح احترافية.. كيف تتعلّم أصعب العلوم والمناهج ذاتيا؟
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
ما الذي وددت طوال عمرك أن تتعلمه ولم تفعل بعد؟ جميعنا يمتلك أحلام طفولة مخبأة هنا أو هناك في الذاكرة، نتذكرها كلما رأينا هذا العالِم أو ذاك الفيلسوف على التلفاز أو في يوتيوب، البعض أحب الفلسفة، والبعض الآخر ارتبط بالفيزياء، وفريق ثالث عشق تحديدا علم النفس، وددنا أن نصبح رواد فضاء ومهندسي مركبات تسبر أغوار الكون، لكن مع العمر تخفت تلك الأحلام شيئا فشيئا، حتى يأتي يوم وتبدو مجرد خيالات طفولية ساذجة.
لكن مع الطفرة التي حدثت خلال العقد الماضي في التعليم عبر الإنترنت، عادت هذه الأحلام للظهور مرة أخرى كلما رأيت كتابا أو مساقا يغازلها، أصبح التعلم الذاتي بعد أن كان حالة شاذة عن الطبيعي منافسا قويا للتعلم النظامي، لكن في أثناء ذلك كله اتسم الأمر بالبلبلة الشديدة، فرغم أن الملايين يشاركون في مساقات جديدة سنويا، فإن الآلاف فقط مَن يتخرجون فيها، والسبب هو أنه لا أحد يستكمل طريقه في التعلم الذاتي، في هذه المادة نقدم لك ثماني نصائح احترافية تساعدك كي تكون من تلك الفئة القليلة التي أتمت مساقاتها، وتتعلم ما أحببت يوما أن تكون عارفا به.
مهمة واحدة في الوقت نفسه قد تبدأ في أكثر من مساق أو كتاب أو مادة علمية في الوقت نفسه، هذا التشتت لا شك سيُنهي المعركة قريبا بفشل في كل المحاولات. (شترستوك)تبدأ المشكلة الأولى من الميزة الأهم للعصر الرقمي، فإتاحة عدد هائل من المساقات والكتب يُشتتك بطريقتين أساسيتين، الأولى هي أنك تأخذ الكثير من الوقت لتبدأ، تسأل نفسك "ما أفضل مساق؟" لأشهر طويلة، وتتجول بين مجموعات الفيسبوك وحسابات تويتر بحثا عن أفضل شيء، والثانية هي أنك قد تبدأ في أكثر من مساق أو كتاب أو مادة علمية في الوقت نفسه، هذا التشتت لا شك سيُنهي المعركة قريبا بفشل في كل المحاولات، إلا إذا كنت عبقريا، وحتّى ريتشارد فاينمان، أحد هؤلاء العباقرة والحاصل على نوبل في الفيزياء في الستينيات، كان قد قال ذات مرة إنه أدرك أن له قدرا محددا من الذكاء، فقرر أن يصبه في بوتقة واحدة.
أول شيء، كل ما هو مطلوب أن تحدد أنسب المساقات لا أفضلها، فكلها جيدة، صممها متخصصو تعليم ومعظمهم يعتمد على آلية عمل واحدة، الاختلافات تظهر في المساقات المتقدمة لا الابتدائية، لذلك إذا كنت مثلا تود أن تدرس الفلسفة بمستوى طلبة السنة الأولى الجامعية، فاحصل على مساق لطلبة السنة الأولى الجامعية، وانتهى الأمر.
الأمر الآخر متعلق بالتركيز، تخيل معي أن العمل في مهام متعددة يشبه أن تصنع أهرامات صغيرة بحجم لعبة الأطفال، تلك التي تُباع في محال الهدايا، هنا سيُشبه العمل في مهمة واحدة لفترة طويلة من الزمن هرما واحدا لكنه بحجم هرم خوفو في محافظة الجيزة المصرية، الميزة الرئيسية للتركيز هو أنه يرفع قدر استيعابك بصورة متزايدة، بعد 6 أشهر فقط من البدء في مادة ما والتركيز عليها، لتكن مثلا علم الفلك، فإن سرعة استيعابك للجديد بها تتضاعف، وتتمكن من الخوض في مستويات أعمق متعلقة بالرياضيات الجامعية مثلا.
لهذا السبب تحديدا فإن البعض قد يرون شخصا يمتلك فقط خبرة قدرها سنتان في إحدى المعارف، ويظنون أنه يدرس هذا النطاق منذ سنوات طويلة، ذلك لأنهم يقارنون قدراتهم الاستيعابية بصفتهم مبتدئين من الصفر بقدرات استيعابية لشخص قطع شوطا في الأمر، التي تكون عادة عدة أضعاف، فيُنهي في ثلاثة أيام كتابا ينهونه في شهر أو أكثر.
ابدأ من أبسط المصادر تأكد دائما أنك لو لم تفهم الشيء في المرة الأولى فذلك لا يعني أنك "لن تفهمه أبدا"، من الممكن أن تكون المشكلة في المصدر نفسه، قد يكون أكثر تعقيدا من مستواك وتحتاج إلى التراجع قليلا لمستوى أقل. (شترستوك)إذا بدأت في الفيزياء للمرة الأولى بكتاب جامعي مثل "University Physics" أو "Physics for Scientists and Engineers"، فهناك احتمال كبير جدا أن تُحبط سريعا وتفقد اهتمامك وتبحث عن مادة أخرى، الأمر نفسه سيحدث إذا كنت لا تعرف شيئا عن الفلسفة مثلا وبدأت بكتاب يُعَدُّ متوسطا في هذا النطاق لكنه مقدم لطلبة الجامعات، وهو تاريخ الفلسفة الحديثة لوليام كيلي رايت، وهكذا يمتد الأمر لكل النطاقات.
لا حرج أبدأ أن تبدأ من أبسط المستويات الممكنة لأغراض التعلم الذاتي، في الرياضيات على سبيل المثال يُصدم البعض فورا من أول لقاء مع كتب جامعية مثل كتاب "Thomas" في التفاضل والتكامل، لكن هل جربت من قبل أن تنظر إلى كتب المرحلة الثانوية أو حتى الإعدادية في التعليم؟ إنها بسيطة، مقدمة لمستوى مبتدئ، ويمكن بسهولة أن تجد شروحات كثيرة لتلك المناهج عبر يوتيوب أو حتى عبر مدرسين فعليين، في الواقع فإن أفضل بداية ممكنة في الرياضيات تحديدا تبدأ من المرحلة الإعدادية والثانوية.
أضف إلى ذلك أن هناك مستويات متوسطة من الشرح بين الجامعي والثانوي مثل مناهج التعليم المتقدم (Advanced Placement) التي تطرحها مساقات مثل "crash courses" أو سلاسل كتب مثل كتب "at a glance"، و"for dummies"، و"demystified"، وmade ridiculously" simple"، وغيرها.
لهذا السبب تأكد دائما أنك لو لم تفهم الشيء في المرة الأولى فذلك لا يعني أنك "لن تفهمه أبدا"، من الممكن أن تكون المشكلة في المصدر نفسه، قد يكون أكثر تعقيدا من مستواك وتحتاج إلى التراجع قليلا لمستوى أقل، من الممكن أن يكون المصدر من النوعية التي تقدم المعلومة بطريقة مختلفة، كل مرجع له وجهة نظر في الشرح، قد تكون من مُفضلي التجريد والمصدر يعرض المعلومة بطريقة قصصية، من الممكن أن يكون المنهج وصفيا بينما تريد أنت أن تتعلم بالمعادلات الرياضية، بعض المراجع تكون تعليمية والبعض ليس كذلك، في هذه الحالة يفضل أن تسأل مَن سبقوك بخطوة.
استخدم أدواتكلا أحد يتعلم وهو نائم على السرير، يجب أن تندمج وتتفاعل مع المادة التي تتعلمها قدر الإمكان، استخدام أشياء مثل الورقة والقلم أو السبّورة ضروري في هذا السياق، كذلك يجب باستمرار أن تقوم بحل تمارين فيما تريد أن تتعلمه، المساقات تقدم هذه الخدمة، كذلك يمكن لك أن تبحث عن بنوك أسئلة في المواد التي ترغب أن تتعلمها، هذه الأشياء ليست رفاهية كما تظن، الاستغناء عنها قد يرفع من الفترة التي تحتاج خلالها إلى تعلّم شيء ما إلى عدة أضعاف، وفي مستويات متقدمة فلا حل إلا بوجودها.
المساقات أفضل من الكتب المساقات أفضل من الكتب، وإن كانت لا تغني عنها بشكل كامل. (شترستوك)حينما يود أحدهم أن يتعلم عن علم الاجتماع أو علوم التعقّد مثلا فإن أول ما يجول بباله هو أن يحصل على كتاب للمبتدئين، لكن الواقع أن المساقات أفضل من الكتب، وإن كانت لا تغني عنها بشكل كامل، المساقات أعدَّها متخصصون في التعليم، لذلك فهي مرتّبة بمنهجية متدرجة من الأبسط إلى الأكثر تعقيدا، كما أنها تهتم بالقواعد المنهجية التي يجب أن تتعلمها لتنتقل إلى مستويات أعلى.
على جانب آخر هناك ميزة أهم للمساق وهي الواجبات المنزلية، دعنا مثلا نتأمل مساقا من جامعة ييل وهو "أساسات للنظرية الاجتماعية المعاصرة" للدكتور إيفان سيليني، في نهاية كل محاضرة يعطي الدكتور قراءات للطلبة، صفحات محددة من كتب لنيتشه أو دوركايم أو فرويد، هذه التوصيات هي خلاصة خبرات مؤسس المساق التي تعطيك المادة المعرفية بدون قراءة هذه الكتب كاملة.
لا تقع في فخ البدايات إذا كنت تريد التقدم فقيّم نفسك باستمرار، هل أصبح ما تتعلمه أعمق أو أكثر تعقيدا مما سبق قبل ستة أشهر مثلا؟ (شترستوك)أسوأ شيء هو أن تتجول طوال الوقت في كتب المبتدئين، فتنتقل من "الكون في قشرة جوز" إلى "الكون الأنيق" إلى "تاريخ موجز للزمن" إلى "الواقع ليس كما يبدو"، بالطبع هذا مفيد، لكنه قد يوهمك أنك تُحقق تقدما ما بينما أنت لا تفعل، كل ما يحدث هو أنك تتنقل بين درجات سلم لكنها في المستوى نفسه، إذا كنت تريد التقدم فقيّم نفسك باستمرار، هل أصبح ما تتعلمه أعمق أو أكثر تعقيدا مما تعلمته قبل ستة أشهر مثلا؟
سؤال آخر مهم يجب أن تطرحه على نفسك: هل دخلت إلى مستوى جديد بعد؟ كأن تكون قراءاتك في مستوى كتاب "الكون في قشرة جوز" ثم تنتقل إلى مستوى تبدأ فيه تعلم بعض الفيزياء الفلكية التي تتضمن رياضيات ولو بسيطة، كأن تبدأ بقراءة في تاريخ الفلسفة وتتعرف إلى حكايات الفلاسفة، لكنك الآن أصبحت تمتلك عددا أكبر من الاصطلاحات "التقنية" في جعبتك، كلما ازداد تقدمك في العلوم، أيًّا كانت، ارتفعت حصيلة ما تعرفه من اصطلاحات جديدة.
لكن في تلك النقطة يجب أن نوضح أن الأمر يتعلق دائما بقدر الجهد الذي تبذله، قد تظن أن دراسة علم الاجتماع أو البيولوجيا أو فيزياء الجوامد هي أمر ممتع لأنك شغوف بهذه الأشياء، لكن ذلك ليس صحيحا، ولا تصدق أبدا مشاهد الأفلام التي يتعلم فيها البطل بينما تلعب موسيقى ساحرة في الخلفية، كل التعلّم صعب ومعقد ويحتاج ليس فقط إلى بذل جهد، ولكن إلى تحمّل الإحباط من صعوبة المادة العلمية، لكن المكافأة تكون في لحظة تحقيق أفضل فهم ممكن لتلك المادة المعرفية.
ضع خطة وافشل فيها الأهم في وضع الخطة هو الموعد النهائي للانتهاء مما نود أن نتعلمه. (شترستوك)كلنا نضع خططا ونفشل فيها، وذلك محبط، يحدث ذلك لأن الواحد منّا يخطئ في توقعاته عن نفسه، فيتصور أنه أفضل وأقوى ذاكرة وأكثر ذكاء مما هو عليه، إضافة إلى ذلك فنحن نحسب الزمن بشكل مجرد، فنقول إنه ما زالت لدينا ست ساعات كاملة لأداء هذه المهمة، لكننا ننسى أننا خلال تلك الفترة سوف نقوم بأداء وظائف أخرى صغيرة وسيتشتت انتباهنا أكثر من مرة. بسبب ذلك، نميل إلى التفاؤل في توقعاتنا ونكدس مهام كثيرة في نطاقات زمنية قصيرة ظنا منّا أنه يمكن تحقيقها بسهولة في تلك الفترة.
لكن الأهم في وضع الخطة هو الموعد النهائي للانتهاء مما نود أن نتعلمه، ليكن في الشهر القادم حول يوم 15، ما يحدث هو أننا غالبا ما نتخطّى ذلك الموعد، لكن تلك ليست مشكلة، الفكرة فقط أن تلك الخطط ومواعيدها النهائية تعمل كمنبه داخلّي يذكّرنا دائما أنه يجب أن نتم مهامنا بأسرع وقت ممكن، لذلك "ضع خطة وافشل فيها"، لا مشكلة، اكتب خطتك على ورقة وعلّقها على الجدار أمامك، ذلك الجزء المتعلق بكتابة الخطة على ورقة مهم، لكن هدفه ليس فقط أن تلتزم بالخطة، نحن لا نلتزم بكل الخطط للأسف، ولكن الهدف هو وضوح الرؤية، وخط السير الذي سوف نتّبعه.
الآن نصل إلى نقطة أخرى مهمة، من حين إلى آخر يمكن أن تلتقي بمحاضرات تنمية بشرية أو مساق أو فيديو على يوتيوب يقول: "استذكر دروسك بفاعلية في وقت أقل"، وقد يتطور الأمر لقول جمل مثل: "بلا جهد" و"عدد الساعات لا يهم"، إلخ، كل هذا -في الواقع- أقرب ما يكون إلى الهراء، الفكرة واضحة وبسيطة: كل ثانية مهمة. كلما استذكرت دروسك لعدد ساعات أطول، كان التحصيل أفضل، لكن المشكلة دائما تكون في آلية التحصيل.
انضم إلى مجتمع (شترستوك)انضم إلى مجتمع يحب ما تحب، ليكن مثلا مجموعة فيسبوك لمحبي الطيور أو البرمجة أو علوم البيانات الضخمة، هناك ستجد عددا كبيرا من الذين يتشاركون معك الشغف نفسه، هذا لا يساعد فقط في أن تجد إجابات عن أسئلتك أو شروحات للنقاط التي لا تفهمها، وهذا محتمل جدا، ولا يعطيك فقط فرصة للدخول في نقاشات ثقيلة لها علاقة بتطبيقات ما تتعلمه على أرض الواقع، لكنه أيضا سيُشعرك بالانتماء إلى هذا المجتمع، وقد يساعد في زيادة حماسك للاستمرار، تعلمنا صغارا أن نستذكر دروسنا منفردين، لكن هذا خطأ تماما، التعلم التواصلي هو أهم شيء في بعض الأحيان.
شيء أفضل من لا شيءفي النهاية، يبقى أكثر ما قد يدفع للإحباط والتوقف هو أن تكون "كماليا"، تعمل بطريقة "كل شيء أو لا شيء"، وبالتالي حينما تتطلع لتعلم مادة ما، لتكن مثلا الأنثروبولوجيا، فإنك فورا تتخيل نفسك في مكان عالم كبير، وتتصور أنه يجب أن تنهي الكثير جدا من المساقات والكتب والدراسات لتصل إلى ما تريد، ويجب أن تحصل على "كل" هذا وإلا فلن تبدأ من الأساس.
هذا خاطئ، لأن التقدم خطوتين أفضل من خطوة واحدة، وثلاث خطوات أفضل من خطوتين، كل خطوة في تعلم الأنثروبولوجيا أو علم النفس مثلا ستكون مفيدة حتى لو توقفت بعدها، من جانب آخر فإنك تقيّم تقدمك المتوقع بعقلية المبتدئ التي توجد فيها الآن، وهي تختلف تماما عن عقلية شخص وضع من وقته ستة أشهر في نطاق معرفي ما، لذلك فإنك عادة ما تستسلم للإحباط وتتوقف تماما عن التقدم.
خذ ما شئت من الوقت، أنت تتعلم هذه الأشياء لأنك تحبها، لا أحد يركض وراءك، لا تود الحصول على نوبل، أنت فقط تود أن تستمتع بالتعلم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل تعاني من طنين الأذنين؟..11 دواء قد تكون السبب وراء ذلك
إنجلترا – يعد طنين الأذنين من الحالات الشائعة والتي غالبا ما ترتبط بعدد من الحالات الطبية مثل إصابات الأذن، وانسداد شمع الأذن، وفقدان السمع المرتبط بالعمر.
ورغم أنه لا يوجد علاج نهائي للطنين، يمكن في بعض الأحيان التخفيف من آثاره عن طريق تحديد الأدوية التي قد تساهم في تحفيز أو تفاقم الحالة.
وكشفت الصيدلانية الشهيرة عائشة غلزار مؤخرا عن قائمة بالأدوية الشائعة التي قد تساهم في الطنين. وهذه الأدوية، المعروفة بأنها سامة للأذن، قد تسبب مشاكل في السمع مؤقتا أو في حالات نادرة مزمنة.
الأدوية الأكثر شيوعا التي قد تؤدي إلى الطنين:
1. الأسيتامينوفين
يمكن أن يؤدي استخدام الأسيتامينوفين بشكل مفرط، والذي يعتمد عادة لتخفيف الآلام الخفيفة، إلى نقص مضاد أكسدة واق في الأذن الداخلية، ما يجعلها أكثر عرضة للتلف، وبالتالي، قد يسبب الطنين وفقدان السمع، خصوصا عند تناوله بجرعات عالية.
2. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (الأسبرين، الإيبوبروفين)
تعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، من أكثر الأدوية التي تسبب الطنين المؤقت عند تناولها بجرعات عالية. ويمكن لهذه الأدوية أن تؤثر على صحة الأذن، خاصة عند استخدامها بشكل متكرر.
3. مضادات الاكتئاب
يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تؤدي إلى تفاقم بينما طنين الأذنين، على الرغم من أن البعض الآخر قد يستخدم لعلاج هذه الحالة.
ويعتقد أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل زولوفت (Zoloft)، ليكسابرو (Lexapro)، قد تساهم في زيادة الطنين بسبب تأثيرها على السيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم المزاج والمعرفة.
4. أدوية مضادة للصرع
تؤثر الأدوية المضادة للصرع (AED) على الأذن الداخلية بشكل سام، ما يؤدي إلى الطنين، وفقدان السمع، ومشاكل التوازن.
ويحدث هذا التسمم السمعي بسبب التأخير في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية والناقلات العصبية، وقد تكون هذه الآثار مؤقتة أو دائمة أو لا رجعة فيها.
5. أدوية مضادة للملاريا
والأدوية المستخدمة في الوقاية من الملاريا أو علاجها، مثل الكينين (Quinine)، وهيدروكسي كلوروكوين (الذي يباع تحت اسم العلامة التجارية بلاكينيل)، قد تكون مرتبطة بالطنين، خاصة عند استخدامها بجرعات عالية لفترات طويلة.
ونادرا ما يحدث الطنين عند الاستخدام قصير المدى.
6. البنزوديازيبين
تستخدم أدوية البنزوديازيبين، مثل زاناكس (Xanax)، لعلاج القلق واضطرابات الهلع، ولكن التوقف المفاجئ عن تناولها قد يؤدي إلى الطنين لأن هذه الأدوية تؤثر على المسارات العصبية المتعلقة بإدراك السمع. ويكون هذا العارض الانسحابي أكثر احتمالا عند الأشخاص الذين يتناولون الأدوية لفترات طويلة.
7. أدوية ضغط الدم
تم ربط بعض أدوية ضغط الدم بالطنين وفقدان السمع، خاصة لدى كبار السن.
ومن الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت أي أعراض جديدة، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تؤثر بشكل كبير على صحة الأذن.
8. مضادات الحيوية من مجموعة الأمينوغليكوزيد
مضادات الحيوية من مجموعة الأمينوغليكوزيد، مثل الأميكاسين (Amikacin)، النيومايسين (Neomycin)، والكاناميسين (Kanamycin)، هي أدوية قوية تستخدم لعلاج العدوى الشديدة. ومع ذلك، يمكن أن تسبب فقدان السمع والطنين عن طريق التأثير على الأذن الداخلية.
وعادة ما يراقب الأطباء المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية عن كثب لاكتشاف أي علامات مبكرة لفقدان السمع.
9. أدوية العلاج الكيميائي
أظهرت الدراسات أن أدوية العلاج الكيميائي، خصوصا الأدوية المعتمدة على البلاتين مثل السيسبلاتين، وكذلك أدوية التاكسين مثل تاكسول (Taxol)، تزيد من خطر الإصابة بالطنين وقد تتسبب في تلف دائم للسمع.
وتشير الدراسات إلى أن 37-40% من المرضى الذين يستخدمون كلا من أدوية العلاج الكيميائي المعتمدة على البلاتين وأدوية التاكسين يصابون بالطنين.
10. الأيزوتريتينوين
يعد الأيزوتريتينوين (Isotretinoin) الذي يستخدم لعلاج حب الشباب، أحد الأدوية التي ارتبطت بالطنين في حالات نادرة.
وعلى الرغم من فعاليته العالية في علاج حب الشباب، إلا أنه قد يسبب آثارا سمعية لبعض المستخدمين، لذلك من المهم استشارة الطبيب إذا ظهرت أي أعراض.
11. مثبطات مضخة البروتون (PPI)
تستخدم مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول (Omeprazole) لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الحموضة والقرحة. ولكن في حالات نادرة، تم ربط هذه الأدوية بالطنين.
وإذا كنت تعاني من طنين الأذن أثناء تناول مثبطات مضخة البروتون، يجب عليك مناقشة البدائل مع مقدمي الرعاية الصحية.
وإذا كنت تعاني من الطنين وأنت تتناول أي من الأدوية المذكورة أعلاه، من الضروري التحدث مع مقدم الرعاية الصحية لاستكشاف خيارات علاجية بديلة. ومن خلال فهم الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية، يمكنك اتخاذ خطوات وقائية لحماية صحة أذنيك وتقليل الإزعاج الناتج عن الطنين.
المصدر: ديلي ميل