يبذل المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة الطاقة جهوداً رائدة في مواجهة التحديات الماثلة أمام الوصول إلى مصادر الطاقة من خلال ما يقدمون من ابتكارات فعالة تعكس دورهم في توفير الطاقة النظيفة والموثوقة في المجتمعات المحتاجة على نطاق عالمي.

ويقدم المرشحون النهائيون لجائزة زايد للاستدامة عن فئة الطاقة حلولاً مبتكرة تعالج تحديات الطاقة في المجتمعات الضعيفة والمحتاجة بدءاً من توفير الشبكات المصغرة وأنظمة الطاقة الشمسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمجتمعات المهمّشة، وصولاً إلى أنظمة التبريد الصديقة للبيئة للمشاريع الصغيرة، يثبت المرشحون النهائيون عن فئة الطاقة أن الابتكارات المستدامة هي الطريق الأمثل لتحقيق الوصول الشامل للطاقة.

ويستعرض التقرير التالي ابتكارات المرشحين النهائيين عن فئة الطاقة ومساعيهم الملهمة التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام. وسيتوَّج أحدهم أمام العالم أجمع في حفل توزيع الجوائز الذي ستعقده جائزة زايد للاستدامة في الأول من ديسمبر 2023 خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28".

شبكات مصغرة ذات طاقة متجددة

"هاسك باور سيستم" هي شركة رائدة تُحدِث تغييراً ملموساً في حياة الأفراد في أرياف آسيا وأفريقيا من خلال تطوير شبكات مصغرة تعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، والتي تقوم بإمداد المناطق الريفية وشبه الحضرية بالكهرباء مع الحفاظ على بصمة كربونية منخفضة. 

وكانت الشركة قد أنشأت في عام 2008 أول شبكة ريفية مصغرة للطاقة النظيفة في الهند، ومنذ ذلك الحين، قامت بتشغيل هذه الشبكات في أكثر من 200 مجتمع، مما أثر إيجاباً على نصف مليون شخص. ووفقاً لمانوج سينها، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، فقد واجهت الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات بسبب مدى تعقيد إمداد المناطق الريفية بالكهرباء، مما تطلّب الاستعانة بحلول رقمية مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لإدارة الأصول عن بعد. كما سعت الشركة أيضاً إلى تحفيز الطلب في المناطق ذات الاقتصاد المنخفض.

وأشار سينها إلى أن "هاسك" تعمل في بعض المناطق الأكثر تحدياً في العالم، ونظراً للتعقيدات الماثلة أمام إنشاء أنظمة الطاقة الكهربائية في المجتمعات الريفية، فإن إيجاد نموذج عمل قابل للتطبيق كان بمثابة رحلة من التجارب واستكشاف الأخطاء. 
وعلى الرغم من العقبات، واصلت "هاسك" التزامها الراسخ بمهتها. ولفت سينها إلى أن الشركة تأسست على يد رواد أعمال من منطقة الجنوب العالمي بهدف خدمة شعوب تلك المنطقة بالتحديد، مما يجعل كل عضو من فريق "هاسك" على تماس مباشر مع التحديات المتمثلة في الوصول المحدود إلى الطاقة النظيفة والموثوقة. 

أخبار ذات صلة جنوب شرق آسيا تتوسع في تبني حلول الطاقة المتجددة «ويتيكس» يستقطب الشركات الداعمة للمجمّعات السكنية المستدامة

ومع نجاح الشركة مؤخراً بجمع 43 مليون دولار أميركي عبر جولة تمويل تهدف إلى توسيع نطاق عملياتها في تزويد المجتمعات الريفية بالكهرباء وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، فإن الفوز بجائزة زايد للاستدامة من شأنه أن يمنحها الزخم الذي تحتاج إليه.
وبدعم من الجائزة، تهدف الشركة إلى تأسيس مئات الشبكات المصغرة، وإلغاء الحاجة إلى الآلاف من مولدات الديزل، وربط ملايين الأشخاص، ودعم الشركات المملوكة للنساء، وإيصال الكهرباء إلى مرافق الرعاية الصحية والمدارس في جميع أنحاء القارة.

إمداد المجتمعات المهمّشة بالكهرباء
تستخدم شركة "إغنايت باور"، التي يقع مقرها الرئيسي في رواندا، نموذج الدفعات الدورية (go-you-as-pay) لتمكين الوصول إلى الكهرباء النظيفة بأسعار ميسورة في القرى المحرومة والمهمّشة بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وتشمل حلولها المنازل والشركات الصغيرة وأنظمة الري العاملة بالطاقة الشمسية والمرافق الصحية. وفي الوقت الحالي، تؤثر حلول الشركة بشكل إيجابي على أكثر من 2.5 مليون شخص، وتسهم في تفادي 600 ألف طن من انبعاثات الغازات الدفيئة. وتمتد حلول الشركة المبتكرة لتشمل الاتصال القائم على الطاقة الشمسية لمختلف التطبيقات، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بما في ذلك الحد من الفقر، والتنمية الاقتصادية، والمساواة بين الجنسين، وتحسين الصحة، والتعليم. 
وتتطلع "إغنايت باور" إلى تقديم المزيد نظراً للمنافع التي تعود بها حلولها على الأفراد والكوكب على حد سواء. وحول ذلك تقول أنجيلا حمصي، المؤسس المشارك ورئيس "إغنايت باور": "بمجرد أن ترى التأثير الكبير الذي يحدثه نظام طاقة شمسي أو نظام ري شمسي واحد على الأسرة، ورؤية البسمة التي ترتسم على وجوه الأطفال عندما تنار الأضواء، فإنك تشعر بالإلهام والدافع للاستمرار ومواجهة التحديات ومواصلة الابتكار لإيجاد حلول جديدة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس". 

ومن شأن الفوز بجائزة زايد للاستدامة أن يعزز من جهود "إغنايت" ويتيح لها توسيع نطاق مشاريعها المغيّرة للحياة. كما أنه سيوفر منصة لزيادة مستوى الوعي حول حاجة أفريقيا إلى بنية تحتية مستدامة وتعزيز الروابط مع صناع التغيير العالميين الآخرين. وهو ما يخدم رؤية الشركة التي تنتهجها على المدى الطويل والهادفة إلى صياغة نموذج جديد للبنية التحتية، وبناء مستقبل لامركزي وخالي من الكربون في أفريقيا. 

أجهزة تبريد ثلجية مبتكرة لتمكين الشركات
تعمل شركة "كولبوكس"، التي تتخذ من فرنسا مقراً لها وتركز نشاطها على منطقة أفريقيا بشكل خاص، على تغيير المشهد السائد في مجال التبريد باستخدام تقنية مناخية مبتكرة من خلال تطوير أجهزة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية والمياه ومزودة ببطاريات ثلج متطورة لتوفير خدمات التبريد على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع. وتتيح الشركة إمكانية الحصول على أجهزة التبريد من خلال نموذج التأجير المنتهي بالتمليك مع تقديم تسهيلات للدفع عبر الهاتف المحمول بنظام الدفعات الدورية (go-you-as-pay)، مما يلغي الحاجة إلى القيام باستثمارات كبيرة مقدماً.

ويمتد تأثير الشركة إلى ما بعد حلول التبريد، حيث توفر حلول الطاقة للأجهزة الإلكترونية وأنظمة الإضاءة للشركات الصغيرة الأفريقية. وتتميز حلول الشركة بالكفاءة العالية في ثلاثة مجالات رئيسية تشمل الحفاظ على الأغذية، والحد من الغازات الدفيئة، والمساواة بين الجنسين.
وحتى الآن، نجحت الشركة في منع هدر 407 أطنان من الطعام، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 1,688 طناً، ودعم 2,081 شركة مملوكة للنساء.
وحول رؤية الشركة، قالت نتالي كيسي، الرئيس التنفيذي للأعمال: "تهدف رؤيتنا إلى زيادة الوعي حول أجهزة التبريد الشمسية لتمكين الشركات من خفض التكاليف وزيادة الربحية وتقليل بصمتها البيئية. ونحن نؤمن أنه من خلال دمج الاستدامة في عملياتنا ومنتجاتنا، يمكننا إحداث تأثير إيجابي مضاعف يعزز رفاه جميع أصحاب المصلحة ويساعد في بناء عالم أكثر استدامة". 

ويأتي اختيار الشركة ضمن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة بمثابة اعتراف عالمي بجهود "كولبوكس" ومساهماتها في الاستدامة البيئية والمساواة بين الجنسين وتمكين التنمية الاقتصادية.
 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطاقة جائزة زايد للاستدامة زاید للاستدامة الطاقة الشمسیة فی المجتمعات من خلال

إقرأ أيضاً:

ندوة "الحرية وأثرها على الفرد والمجتمع" بكلية التربية النوعية في الفيوم

نظمت كلية التربية النوعية فى جامعة الفيوم ندوة  تحت عنوان "الحرية وأثرها على الفرد والمجتمع" بمناسبة اليوم العالمي للحرية،  وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاته رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع التعليم والطلاب، و الدكتور هاني عبدالبديع عميد كلية التربية النوعية.

حاضر خلال الندوة الدكتور  محمد كمال الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع بكلية الآداب وبحضور  الدكتورة  ندا محمود منسق الأنشطة الطلابية بالكلية، و هالة رجب مدير إدارة رعاية الشباب وعدد من الطلاب وذلك اليوم الأحد بالكلية.

أوضح الدكتور محمد كمال خلال الندوة مفهوم الحرية وأهميتها كركيزة أساسية لتقدم المجتمعات وازدهارها، مشيرًا إلى أن الحرية تبدأ من مراحل التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة حيث توضع القواعد والعقبات للطفل في أهم مراحل حياته من عمر ٤ إلى ١٠ سنوات مضيفاً أن هذه المرحلة تشهد انتقال الطفل من مرحلة إدراك الذات إلى مرحلة إدراك الواقع، وأن دور الأسرة خلال تلك الفترة حيوي في المتابعة الأبوية مع السماح للطفل بجزء من الحرية في التعبير عن رغباته واختياراته والمشاركة في أفكاره واهتماماته، مما له أثر إيجابي في التنشئة ليصبح في المستقبل قادرًا على الاعتماد على نفسه وصاحب قرار.

واستعرض مراحل تطور الحريات وتغير المجتمعات بداية من العصور الوسطى والتي تعتبر أكثر عصور الإنهيار الفكري والروحي لخروجها عن مسارها الطبيعي، وما تلاها من صراعات وتطور في المجتمعات الغربية حتى الاعلان عن الميثاق العالمي لحقوق الانسان عام ١٧٨٩، كما تحدث عن الفترة الحالية وما نشهده من تطور تكنولوجي والذي أثر بشكل أو بآخر على ثقافة مجتمعاتنا العربية.

وفي ختام الندوة أكد الدكتور  محمد كمال أن الحرية لا تعني الفوضى، بل هي مسؤولية تتطلب من الأفراد احترام حقوق الآخرين وقواعد وقوانين المجتمع وعدم التعدي عليها والمجتمعات التي تحترم الحريات تشهد تطورًا في مختلف المجالات، حيث يتمكن الأفراد من المشاركة الفعالة في بناء مستقبلهم وتساهم في بناء مجتمع متماسك يحترم التنوع ويعزز من قيم التسامح والتعايش السلمي.

6 7

مقالات مشابهة

  • إنبي تفوز بجائزة التميز في الطاقة على مستوى الشرق الأوسط
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق في الوثبة
  • انطلاق جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن بالوثبة الإثنين
  • ندوة "الحرية وأثرها على الفرد والمجتمع" بكلية التربية النوعية في الفيوم
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. انطلاق جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 بالوثبة غداً
  • نحت الجسم: حلول مبتكرة للحصول على قوام متناسق بالنحت البارد وشفط الدهون
  • أبو الغيط: تحديات المنطقة والعالم تدفعنا للتفكير في بدائل مبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • سرق الشركة التي يعمل بها.. قرار عاجل ضد سائق المعادي
  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • طحنون بن زايد يناقش مبادرات لحل تحديات المناخ مع بيل غيتس