مفهوم التسامح بين الناس ومعدل الجريمة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
هناك كثير من العادات الخطأ والافعال غير الإنسانية وغير السوية يصر على فعلها كثيرا من الناس، ويرجع ذلك إلى الجهل والعصبية والقبلية المنهي عنها في الإسلام أو عنصرية نبذتها الإنسانية في مختلف دول العالم المتقدمة ومن أهم اسباب التصالح مع النفس والتعايش السلمي المجتمعي هي صفة التسامح والترابط المجتمعي لأننا نجد أنفسنا نفتقد هذه الصفة العظيمة وهي التسامح الذي يعد أحد المبادئ الإنسانية، وما أعنيه هنا هو مبدأ التسامح الإنساني، كما أن التسامح فى دين الإسلام يعنى نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا، وهو أيضاً التخلى عن رغبتنا فى إيذاء الآخرين أو الانتقام لأى سبب قد حدث فى الماضى، وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلاً من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحداً منهم، والتسامح أيضاً هو الشعور بالرحمة، والتعاطف، والحنان، وكلّ هذا موجود فى قلوبنا، ولكن نغفله لا نستطيع ان نعظم منه ونعمل علي مساعدة الاخرين من حولنا.
ومما لا شك فيه أن الداعم الرئيسي على الترابط الأخوي هو الحب والرضا والتسامح، كما أن التسامح دعوة صادقة لانتشار المحبة وروح الألفة والنهى عن الكراهية والبغضاء والحقد الذي يحدث بالتجاهل والحاق ضرر نفسي او بدني واغتصاب حقوق الاخرين مما يفسد العلاقة بين الأحبة والاهل والجيران وهناك عوامل خارجية بالمجتمع المحيط شغلها الشاغل إشعال نار الفتنة بين الناس والكراهية بين النفوس بغير أسباب حقيقية إلا بهدف هدم كيان المجتمع وتفرقته وترك لم الشمل وهذا يضعف العلاقات المجتمعية ويخلق اسباب الذريعة والاختلاف والتنمر وعدم قبول الآخرين.
ومن أجل ذلك اعتنى الإسلام أشد العناية بتوجيه الإنسان المؤمن وحثه على تحمُّل المكارة بالصبر والحكمة وجعل لذلك قاعدة من أهم القواعد الإسلامية، ومنهجا محدداً يقوم على حُسن الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول المولى عز وجل: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة».
وكان الرسول صاحب الخُلق العظيم يتسامح فى أقسى المواقف وأشد الأزمات التى كان يتعرض لها قد أوذي ايذاءا شديدا وطرد من أحب البقاع والبلاد إلى قلبه مكة وكسرت ربعيته ورماه سفهاء القوم و صغارهم بالحجارة حتي سالت دمائه الشريفة وضاقت به الأرض والسبل، وعندما عاد فاتحًا إلى مكة المكرمة ماذا تحلى به رسول الإنسانية ونبي الرحمة هو العفو عند المقدرة والتسامح.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب» فالإسلام وضع ضوابط دقيقة فى كل المعاملات الحيوية فى المجتمع الإسلامى تحول دون الخلاف، ودون الاستغلال لمنع المنازعات، والمشاحنات حرصًا على سلامة العلاقات الطيبة في مسالك الوحدة الاجتماعية، والترابط والتراحم الذي ألزم به كل مسلم ليحافظ الناس على صلات الود فيما بينهم، سواء كانت بين الأقارب أو الأصدقاء والجيران والأخوة فى الله والزملاء فى العمل والرفاق فى الطريق وغير ذلك، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» شرط من شروط الايمان الحقيقي والمكتمل هو الحب والترابط والاخوة بل شبه الرسول صلي الله عليه وسلم العلاقة بين المؤمن واخيه ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) غابت هذه الاخلاق المجتمعية والدينية والإنسانية عن مجتماعتنا فأصبحت الجريمة والقتل والاغتصاب عنوان لمجتمع غريب بدون تسامح وحب وإخاء ومحبة أو الاحساس بالآخرين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
هل أقضي صلاة الضحى إذا خرج وقتها؟ .. الإفتاء توضح الضوابط الشرعية
قال الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الضحى تعد من السنن المؤكدة التي واظب عليها النبي محمد ﷺ، مشيرًا إلى أنها من السنن التي يُثاب المسلم على أدائها، ويُثاب كذلك على قضائها إذا فاتته لعذر أو نسيان، خاصة لمن اعتاد المحافظة عليها.
جاء ذلك خلال تصريحات تلفزيونية، حيث أكد العوضي أن النبي ﷺ أوصى بعدد من السنن، من بينها صلاة الضحى، مستدلًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أنام".
وأشار العوضي إلى أن وقت أداء صلاة الضحى يبدأ بعد شروق الشمس بنحو ربع ساعة، أي حين ترتفع الشمس قدر رمح، ويستمر وقتها حتى قرابة عشر دقائق قبل أذان الظهر، لافتًا إلى أن هذا الوقت بكامله يُعد وقتًا لأداء الضحى.
كما بيّن أن من شُغل عن الصلاة أو نسيها، فإن له أن يقضيها بعد فوات وقتها، مشيرًا إلى أن عددًا من الفقهاء أجازوا قضاء السنن الرواتب، ومنها الضحى، خاصة إذا كان الشخص مواظبًا عليها، مؤكدا أن رحمة الله واسعة، ويجازي عبده على نيته وعذره.
وختم العوضي حديثه بالتأكيد على أن الأفضل أداء السنن في وقتها، لكن في حال تعذر ذلك، فإن القضاء مشروع ومقبول، قائلا: "نحن لا نحرم الناس من الأجر، بل نحثهم على الاستدراك، فمن فاته وقت الضحى، فليصلها قضاءً، وله الأجر من الله عز وجل".
فضل صلاة الضحى
ورد في فضل صلاة الضحى وثوابها أحاديث كثيرة؛ منها ما ورد عن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح، حتى يسبح ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيرا، غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر» أخرجه الإمام أبو داود في "سننه".
ومنها: ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه في "السنن".
ومنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر ضي الله عنهما قال: لقيت أبا ذر رضي الله عنه فقلت: يا عم، أقبسني خيرا، فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سألتني، فقال: «إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين، وإن صليتها أربعا كتبت من المحسنين، وإن صليتها ستا كتبت من القانتين، وإن صليتها ثمانيا كتبت من الفائزين، وإن صليتها عشرا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب، وإن صليتها ثنتي عشرة ركعة بنى الله لك بيتا في الجنة» أخرجه الإمامان: البيهقي في "السنن الكبرى" والبزار في "مسنده".
وإظهارا لأهمية صلاة الضحى وتأكيدا على بيان فضلها جعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصية بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «أوصاني حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث، لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”.