جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@17:34:36 GMT

رَجْفَه!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

رَجْفَه!

فاطمة اليماني

ما كُنتُ أعْرِف ما اعتراك من الأذى

لكنّ صوتك حين صحتَ أتى بي!

لم أبكِ... ما نزلت لفقدك... دمعة!

جفّت لهول فجيعتي ... أهدابي!

"زكي العلي"

قالَت لابنتها الكبيرة:

شقيقك يبكي... فاذهبي إليه، وأسْكِتيه...

لكنّ ابنتها لم ترّد عليها؛ بل اكتفت بالتحديق إليها، ومسح الدموع المنهمرة على خدّيها...

اقتربت منها، وجذبتها.

.. وشعرت بأنّ ابنتها ثقيلة جدًّا، ولا تتزعزع من مكانها!

نظرت إلى يديها... وتساءلت:

كيف خارَت قواها؟!

ثمّ غادرت المكان؛ باحثة عن ابنها! وهي تسمع صوت بكائه، ولا تراه! وأخذت تنادي عليه، وتندَه بصوتٍ مبحوح:

حبيبي جِهاد! سآتي حالًا...

وشعرت بأنّ جسدها أصبح شفّافًا... خفيفَ الوزن! وبأنّها استطاعت الوصول إلى صوتِ ابنها... جهاد!

ورأته متّكِئًا على جدار... وحيدًا... يرتجفُ جسده النحيل بردًا، وخوفًا، ورعبًا! وقطرات دماء تتسلل من جبهته، وتتساقط على خدّه الناعم!

اقتربت منه أكثر، حضنته!

لكنّه ظلّ يرتجفُ، وما زالت أطرافه وأصابعه ترتعش… كان يحدّق في الحشود، باحثًا عن وجهٍ يشبه وجهها، ويبكي ويئن بصوتٍ متهدّجٍ:

ماما...

احتضنته بقوة، وطبعت قبلة على جبينه، ومسحت شعر رأسه المليء بغبارٍ رماديّ اللون!

عاجزة عن تفسير ما تراه الآن؟!

جمعٌ غفير من الناس، وممرات طويلة تشبه ممرّات المستشفيات، وجثثً مسجاه على الأرض، ورائحة الدماء تغمر المكان، وتُزْكِمُ الأنوف، وأطباء وممرضون يتراكضون بطريقة عشوائية في كلّ اتّجاه...

وصوتُ نحيبٍ قاسٍ، وأنين يمزّق القلوب والأفئدة...

لكنّها لا تبكي! لم تذرف دمعة واحدة! كما كان يحدث لها سابقًا عندما تشاهد أبسط المواقف؛ فتثارُ دموعها، وتتطور الدموع إلى نحيب قد يمتدّ إلى ساعات! فتشعر بالنكد والحزن، طوال اليوم، وربّما يمتد الحزن إلى يومين أو أسبوع!

وهل هي الآن تحلم، وستفيق بعد دقائق قليلة؟! هل سيطول هذا الحلم؟! أمّ أنّه حلم في حلم لا ينتهي!

ولماذا تحتضن ابنها، ولا يشعرُ بها؟!

لماذا يرتجفُ رغم أنّها غمرت يديه الصغيرتين المرتعشين بيديها الناعمتين الدافئتين؟!

لكنّ الشيء الوحيد المحسوس لديها، هو أنّ رعشة ابنها سَرَت إليها! وأخذت ترتجفُ مثله، وتبكي، وتبحث عن دفءٍ يحتويها، ويحتوي ابنها الذي لم يتجاوز العامين بعد!

وسمعته يردّد مرّة أخرى:

ماما...

ثمّ أخذ يردد:

بابا... جِنان...

فرأت زوجها، وابنتها جِنَان مُسْرِعَين تجاه جهاد، وحمله زوجها، واحتضنه وبكى بكاءً مرًّا، وغرق الثلاثة في بكاء عميق شعرت بأنّه يفتّت كبدها!

لكنّهم لم ينظروا إليها، ولم يفسحوا لها مجالًا لترتمي في حضنهم! لتشاركهم نحيبهم، وخوفهم، وألمهم! ولم يردّوا على ندائها، واستجدائها؛ لينتبهوا لوجودها!

ثمّ نهض زوجها حاملًا جِهاد، وممسكًا بيد جنان، واقتربَوا من جسدٍ ممدّد، وعندما رفع الممرضُ الغطاءَ، صرخوا كلّهم وجعًا على:

جثّتها! رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتحار أم قتل وانتقام؟.. قصة وفاة المصرية «آية عادل» في الأردن

أثارت قصة وفاة الشابة المصرية «آية عادل» في الأردن، حالة من الجدل على السوشيال ميديا، بعدما ترددت أنباء عن سقوطها من شرف شقتها بالطابق السابع وسط حالة من الغموض بالمملكة الأردنية الهاشمية، فهل زوجها من قتلها بعدما نعاها بكلمات رثاء عبر صفحته؟.

خبر وفاة «آية عادل» الشابة العشرينية المصرية الغامض في الأردن، كان مجرد اتهام صريح من أسرتها ضد زوجها «ك.ح.ص» نتيجة التقاير الطبية التى حصلت عليها الأسرة تفيد أن ابنتهم تعرضت للقتل وليس الانتحار كما ادعى زوجها، ونعيه لها بأحر كلمات الرثاء لفقدانها واصفًا أنها تعرضت لحادث مأساوي.

ووفقًا لرواية الزوج، الذي كان الشاهد الوحيد على الحادثة، فإن آية كانت تمر بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، مما دفعه للاعتقاد بأنها أقدمت على الانتحار.

آية عادل وزوجها
تصوير آخرون

وأوضح الزوج في تصريحاته الأولية للشرطة أن زوجته آية عادل، كانت تعاني من أزمة نفسية نتيجة لضغوط الحياة والخلافات الزوجية التي أثرت على حالتها النفسية، مؤكدًا أنه حاول مساعدتها لكنها كانت تعيش في عزلة وتوتر شديدين.

قصة «آية عادل» بدأت يوم الجمعة 14 فبراير الماضي، في الساعة ١:٥٩ ظهرا، حيث تعرضت الزوجة لظروف مأساوية أعقبها سقوطها من الطابق السابع لمسكنها في الأردن، وذلك بعد يومين من شجارها مع زوجها، الذي اتهمته بالضرب المبرح والتعذيب.

تقرير الطب الشرعي كلمة السر في القضية، حيث أكد أن إصابات الفتاة بجرح قطعي في الجبهة مع كسر في الجمجمة ونزيف شديد و تعرض الفخذ الأيسر والساق لضرب عنيف باستخدام آله حادة مثل العصا الحديدية، أشار إلى وجود عنف ضد الزوجة.

حياة «آية عادل» وزوجها زادت من حدة الصراعات مؤخرًا وهو ما شهد به الجيران أمام المباحث جراء السقوط الغامض للزوجة، حيث أكدوا أنه كان دائم التعدي عليها وتعذيبها، كون الزوج على علاقة بامرأة روسية، و أخرى بوسنية، واللتان فرتا بسبب سلوكه العنيف.

«آية عادل» وفق ما ذكرته أسرتها، قامت مؤخراً بمحاولة للنجاة من هذه العلاقة حيث بحثت عن فرصة عمل، واشتركت في عدة أنشطة فنية، واستأجرت منزلاً آخر، كما أن وقت الحادث كانت آية تعد الطعام لأطفالها، وهو ما يتعارض مع رواية الزوج حول انتحارها وتخطيطها لذلك، مؤكدين أن القضية مسجلة برقم ٢٠٢٥/٥٣٧م في إدارة البحث الجنائي في الأردن، وتتعرض والدة آية لتهديدات من المتهم بإيذاء أحفادها في حال استمرار سعيها للمطالبة بتحقيق العدالة.

اقرأ أيضاًغدا.. محاكمة إعلامي لبناني فى واقعة سب وقذف ياسمين عز

«مباحث الآثار» تلاحق تاجر بسوهاج وبحوزته تابوتا وقطع أثرية

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح لسكان مخيمات الضفة الغربية بالعودة إليها
  • الأمن الأردني برأ زوجها.. حقيقة وفاة آية عادل
  • زوجها برئ.. مفاجأة تكشفها السلطات الأردنية فى واقعة آية عادل
  • ستختفي عبارة “حكومة بورتسودان” قريبا مع تحرير الخرطوم وعودة الحكومة إليها
  • شجار عنيف بين حماة وزوجة ابنها أمام المحكمة وسط دهشة الحاضرين.. فيديو
  • انتحار أم قتل وانتقام؟.. قصة وفاة المصرية «آية عادل» في الأردن
  • فتاة تخلع زوجها بسبب وجبة كوارع
  • أحدث ظهور لأريج الأحمري برفقة زوجها .. صورة
  • سوريا تصدر قائمة جديدة لرسوم تأشيرات الدخول إليها والمرور عبرها
  • حين يزأر الحق؛ يرتجفُ عرشُ الطغيان