جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-19@00:58:54 GMT

عُمان ونوفمبر.. الوطن والزمان

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

عُمان ونوفمبر.. الوطن والزمان

د. أحمد بن علي العمري

منذ بداية الدولة البوسعيدية العريقة التي أسسها بكل حكمة واقتدار الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي رحمة الله عليه وسلطنة عُمان ولله الحمد في استقرار على المستوى الأمني والاجتماعي والاقتصادي والمعنوي والشعبي، وفي كل مناحي الحياة يقف العُمانيون خلف قادتهم بكل إخلاص ولأجل بلادهم بكل انتماء مترابطين متماسكين، على الرغم من العواصف والأحداث التي عصفت بالمنطقة… ولكن ظلت الوحدة العُمانية متماسكة متضامنة متحدة لا يفتك لحامها، ولا ينصهر حديدها.

حتى أشرقت شمس نهضة عُمان في يوليو من عام 1970م، وانبرى لها السلطان المؤسس للنهضة العُمانية الحديثة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والذي أسسها على المبادئ والقيم والأعراف والتقاليد الثابتة لدى الشعب العُماني نهضة عصرية حديثة تأخذ ما هو مفيد من العصر الحديث لتبني به النهضة على الثوابت والأسس والمعايير القائمة. وقد بدأ بتغيير اسم البلد من "سلطنة مسقط وعُمان" إلى "سلطنة عُمان" ولون العلم من الأحمر إلى "الأحمر والأبيض والأخضر"، وأُعِدّ النشيد الوطني للبلد ومباشرة بعدها بدأت مرحلة إنشائه المدارس "سنعلم أبناءنا، ولو تحت ظل شجرة"، ثم المراكز الصحية والمستشفيات، مرورًا بفترة الطبيب الطائر، وبعدها الاتجاه للطرق وإنشاء المراكز الإدارية لتكون نواة للمدن وإعادة تنمية العاصمة والحواضر، وهكذا مضى العمل بدون كلل أو ملل "سنبدأ من حيث انتهى الآخرون".

وهكذا يمضي النجاح في تنمية متواصلة شهد لها القاصي والداني لنصل إلى مرحلة التشريع التي بدأت بالمجلس الاستشاري ثم مجلس الشورى بمراحله ليكتمل العقد بإنشاء مجلس عُمان، وذلك بعد أن تم إنشاء مجلس الدولة. وهنا اكتمل التشريع، وفصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية باكتمال الخمسين عاماً الأولى من النهضة الحديثة.

وكأنما الإرادة الإلهية تقول هنا للسلطان قابوس- طيب الله ثراه- لقد أديت الأمانة والواجب، وتختاره ليرتقي إلى جنان الخلد بإذن الله تعالى في العاشر من يناير من عام 2020م، وقيّض الله لأهل عمان أن يختار السلطان قابوس من يخلُفه في الحكم ليشرق لنا فجر الحادي عشر من يناير عام 2020م بإطلالة مُبشرة خير الخلف لخير السلف قائد النهضة العُمانية المتجددة، وربان رؤية "عُمان 2040" حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ليدعو شعبه للمضي قدمًا في العمل على طريق ممنهج حديث واستراتيجية محددة المعالم وفق العلم العصري الحديث وما يتطلبه من متغيرات محلية وإقليمية ودولية.

وها هي عُمان تكاد تكمل الثلاثة أعوام من النهضة المتجددة ماضية بكل عزم وإصرار وتأكيد بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي الأبي.

وهنا أقول:

ثلاثة وخمسون عامًا ونوفمبر يهل

على خطى التاريخ والمجد التليد

منها الشعب العُماني كم خيرا نهل

نهضة عمت في العصر السعيد

الزمن الصعب قد أضحى سهلًا

والبنا قد ذاب ذوبان الجليد

من بعد قابوس هيثمنا أطل

والنهضة بالعزم الأكيد

الأكف نرفع ولله نبتهل

يحفظ السلطان عسى عمره مديد

وهكذا تمضي عُمان بثقة وطمأنينة، مستعينة بتوفيق ربها، وحكمة قائدها، ووفاء شعبها.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن

اختتم المؤتمر الدولي الثالث لقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي الذي نظمته جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بعنوان"سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة" بعد أن استمر على مدار يومين، بمشاركة أكاديميين، وباحثين، وخبراء من داخل سلطنة عمان وخارجها.

وفي ختام المؤتمر، أصدر المشاركون مجموعة من التوصيات المهمة لتعزيز سياسات الرعاية الاجتماعية والارتقاء بها بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، حيث أبرزت التوصيات ضرورة تطوير وتعزيز شمولية منظومة الحماية الاجتماعية؛ لتشمل الفئات المهمشة مثل النساء، والأطفال، وكبار السن، والعمال غير الرسميين، مع التأكيد على ضرورة إصلاح التشريعات لضمان استدامة تكامل الحماية الاجتماعية. كما أوصى المشاركون بضرورة تطوير آليات تمويل مبتكرة، تعتمد على مصادر حكومية، وخاصة، ودولية لدعم هذه المنظومة.

كما شدد المؤتمر على أهمية تصميم دليل أخلاقي يتماشى مع التحول الرقمي في مؤسسات الرعاية الاجتماعية؛ لتحديد القواعد والإجراءات المتعلقة بالممارسات المهنية الرقمية، بما يضمن حماية حقوق المستفيدين وتعزيز الشفافية والمساءلة في هذا المجال.

من بين التوصيات البارزة أيضًا، كان هناك دعوة لتحسين سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية لكبار السن، مع ضرورة وضع سياسات وطنية تراعي احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتوفير برامج متخصصة لدعم مشاركتهم المجتمعية وتقديم رعاية صحية ونفسية واجتماعية شاملة. كما تم التأكيد على تحسين جودة الرعاية الاجتماعية للأطفال، من خلال تطوير خدمات وبرامج تركز على النمو السليم للأطفال في بيئة صحية وآمنة، وحمايتهم من الإهمال والإساءة، بالإضافة إلى اعتماد أنظمة وتقنيات تساعد الطلبة ذوي الإعاقة على التفاعل مع بيئتهم المحيطة باستقلالية.

كما أوصى المؤتمر بضرورة دمج التعليم بالتنمية المستدامة من خلال تضمين أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية واستحداث مواد تعليمية تركز على المهارات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار. كما تم التأكيد على أهمية توفير بيئة داعمة للمرأة القيادية في المؤسسات العمانية وتعزيز دورها في صنع القرار، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق التنمية المستدامة.

كما شدد المشاركون على ضرورة إنشاء مرصد عربي للخدمة الاجتماعية يدرس قضايا الفئات الأولى بالرعاية مثل فاقدي الرعاية الوالدية، وتقديم الدعم لسياسات الرعاية الاجتماعية من خلال بناء قدرات المؤسسات الإيوائية، وتنفيذ مسوحات دورية لتحديد الاحتياجات وتطوير حلول مبتكرة.

وفي مجال القطاع الخاص، أوصى المؤتمر بضرورة تبني سياسات تشجع على تقديم الدعم الاجتماعي المستدام، عبر تطبيق معايير العمل العادلة، وتأمين بيئات عمل صحية وآمنة، بالإضافة إلى دعم برامج تدريبية وتوظيفية للعمال من الفئات الأقل حظًا، مما يعزز من قدرتهم على المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

على صعيد إدارة الأزمات والكوارث، تمت دعوة المؤسسات التعليمية إلى إدراج إدارة الأزمات في المناهج التعليمية، مع تدريب فرق العمل على السيناريوهات المتوقعة، وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية لمواجهة الكوارث.

وفي ختام المؤتمر، شدد المشاركون على أهمية استمرار تنظيم المؤتمرات التي تركز على سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية، بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتحقيق تقدم مستدام في هذا المجال، كما اقترحوا طرح قضايا جديدة تتعلق بتطوير هذه السياسات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

محاور المؤتمر

ناقش المؤتمر العديد من المحاور الرئيسية مثل سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة طبقا لـ"رؤية عمان 2024"، بالإضافة إلى التجارب العربية والدولية في هذا المجال. كما تم التركيز على دراسات العدالة الاجتماعية، وقضايا البيئة، واستشراف مستقبل سياسات الرعاية الاجتماعية في ضوء التغيرات العالمية.

كما تضمن برنامج المؤتمر 17 جلسة علمية تناولت الأوراق المقدمة في هذه المحاور، بالإضافة إلى 9 حلقات عمل شارك فيها 115 بحثًا علميًا وورقة عمل من 189 باحثًا من 21 دولة.

الطفولة المبكرة

على هامش المؤتمر، قالت الدكتورة وطفة بنت سعيد المعمرية، استشاري أول طب الأطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس: إن حلقة العمل التي قدمتها تطرقت إلى أهمية السنوات الأولى في بناء القدرات المعرفية والاجتماعية والعاطفية للأطفال، مع استعراض الأساليب الحديثة في تعزيز النمو الصحي والتعلم المبكر. كما تم مناقشة التحديات والحلول في هذا المجال مع عرض تجارب ناجحة من سلطنة عمان وخارجها.

التنمية الشاملة

وفي الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور فتحي شراي من جامعة قرطاج التونسية، في ورقته العلمية، على دور الخدمة الاجتماعية في تحقيق التنمية الشاملة، موضحًا أن الخدمة الاجتماعية قد تطورت لتصبح جزءًا من المؤسسات الاجتماعية الرئيسية التي تساهم في عملية التنمية المستدامة، مما يعكس أهمية التوعية الاجتماعية بالتحولات البيئية والتنموية.

وأكد المؤتمر في ختام أعماله على ضرورة تبني منهج تنموي شامل يشمل جميع جوانب التنمية، بما فيها الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والمؤسسات لتحقيق مجتمع أكثر تضامنًا.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتيها العاشرة والحادية عشرة لعامي 2023 و2024
  • الخميس.. تكريم الفائزين في مسابقة "اقرأ" للناشئة
  • بتكليف سامٍ.. محافظ مسقط يرعى تسليم "جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون"
  • محافظ مسقط يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. الأربعاء
  • مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن
  • إطلاق برنامج للتبادل الطلابي بين "ميناء صحار" وجامعة السلطان قابوس"
  • المراسم السلطانية يتوج بالبطولة السابعة لوحدات ديوان البلاط
  • وزير الديوان يستعرض جهود الارتقاء بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • رئيس بيلاروس يتعرف على محتويات المتحف الوطني ويزور "ركن السلطان قابوس"
  • جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب