الغارديان: قنصل إسرائيلي ضغط على جامعة أمريكية لوقف مادة عن الفصل العنصري
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دبلوماسيا إسرائيليا ضغط على كلية أمريكية معروفة في نيويورك لإلغاء مساق دراسي بشأن الأبارتيد/الفصل العنصري، وفيما إن كانت إسرائيل تمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقالت الصحيفة إن قنصل الاحتلال للدبلوماسية العامة في نيويورك، يوفال دونيو- جدعون اتخذ خطوة غير عادية واتصل مع كلية بارد، بداية هذا العام، معترضا على مساق دراسي باسم "أبارتيد في إسرائيل- فلسطين" وعلى أرضية أن المساق خرق تعريف معاداة السامية المثير للجدل الذي صاغه التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست.
وعندما دافعت الكلية عن المساق، تعرضت لضغوط من الجماعات المؤيدة لدولة الاحتلال ومن أحد المتبرعين على الأقل. واستقال متعهد العقارات روبرت إبيستين وصاحب شركة بوسطن سيلتكس من مجلس بارد احتجاجا على رفض الكلية إلغاء الموضوع. وتم تصميم المساق لكي يدرسه ناثان ثرول، الكاتب الأمريكي- اليهودي الذي يعيش في القدس.
وقال ثرول "اتصل القنصل الإسرائيلي مع بارد وقال إنه يريد إلغاء المساق، وكان هناك ذكر لتعريف معاداة السامية حسب التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست، والذي يعني بشكل معياري إسكات النقد لإسرائيل".
وأردف: "عندما تحدث القنصل مع بارد قالوا بشكل واضح إنه نخشى لو لم نجعل من هذا مثالا فإن حصصا كهذه ستنتشر مثل الفطر في كل الولايات المتحدة".
وأكد مدير الكلية ليون بوتستين أن دونيو- جدعون "اتصل وسأل عن المساق واعترض عليه"، مشيرا إلى أنه "كان أمل القنصل هو الحديث معنا لإلغائه، وجادل بأن المساق غير مناسب، وكان النقاش مؤدبا وانتهى بهذه الطريقة".
وتابع المدير "وقفنا مع الحرية الأكاديمية، وكان المساق ممتازا وعلى مستوى عال وليس مجرد دعوة أيديولوجية".
وقال بوتستين إنه لم ير أي شيء غير مرغوب فيه من تدخل القنصل، وعندما سئل إن كان دبلوماسيون أجانب اعترضوا على المقرر الدراسي في بارد أجاب "أنا متأكد ولكنني لا أستطيع التذكر".
وتدير جامعة بارد شهادة جامعية مشتركة مع جامعة القدس الفلسطينية ومنحت ثرول زمالة لكتابة كتابه الأخير "يوم في حياة عابد سلامة: تشريح لمأساة القدس" ودعته الكلية لكي يدرس المساق واقترح ثرول مساقا بشأن الفصل العنصري في إسرائيل للفصل الدراسي بالربيع.
وبني المساق على الأدلة المتزايدة عن خرق إسرائيل للقانون الدولي ضد الفصل العنصري، بما في ذلك تقارير من منظمات حقوق إنسان إسرائيلية مثل بيتسليم ويش دين التي استنتجت أنه "تم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وفصل عنصري في الضفة الغربية".
وفي أيلول/سبتمبر قام مدير الموساد السابق تامي باردو مع عدد من الإسرائيليين البارزين بمقارنة الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بنظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا.
وقال ثرول إنه لم يتم الإعتراض على المساق إلا عندما اثارت تغريدة لمنظمة حقوقية الإنتباه إليه. وفي تلك اللحظة اتصل دونيو- جدعون بالكلية، عبر الحاخام أولا،
أكمل ثرول أن الدبلوماسي الإسرائيلي "قال إن المساق يتناسب مع تعريف معاداة السامية للتحالف الدولي لذكرى الهولوكوست"، ومن بين الأمثلة التي يقدمها التعريف هذا لمعادة السامية هو "الزعم بأن وجود دولة إسرائيل هي محاولة عنصرية".
وجاء تدخل القنصل في وقت كانت فيه الحكومة الإسرائيلية تهدد بنشر قائمة "بالجامعات التي تعتبر الأكثر معاداة للسامية في الولايات المتحدة، وذلك لفضح المؤسسات التي تنشر مواقف معادية لإسرائيل والتي لا يشعر فيها الطلاب اليهود بالأمان".
ولم ترد القنصلية الإسرائيلية في نيويورك على أسئلة الصحيفة، فيما قال بوتستين، مدير أوركسترا أمريكية معروفة إن ضغوطا جاءت من أطراف أخرى، حيث كان متعهد العقارات إبيستين وعضو المجلس السابق "معارضا جدا".
وأوضح أنه "بعد محاورة معه قرر الإستقالة من المجلس، وأصدر بيانا قويا حول المساق الذي استقال بسببه، وفشلت في بإقناعه بأن هذا القرار الخطأ الذي اتخذه. ودعوته لزيارة الحصة ولكن هذا موضوع تكون فيه العواطف حامية وعادة ما تعميهم عن النظر للموضوع بطريقة غير عاطفية أو الإستماع لرؤية النظر الأخرى".
ولا يعرف بوتستين إن كان إبستين سيواصل التزامه بدعم الكلية بـ 2.5 مليون دولارا، كما رفض إبيستين التعليق وهو مفوض وطني للجماعة القوية المؤيدة لإسرائيل رابطة مكافحة التشهير، وكانت زوجته إيستر المديرة السابقة لمجلس الرابطة.
وحاول مدير الرابطة الحالي جوناثان غرينبلات الضغط على الكلية فيما يتعلق بالمساق، ووصف بوتستين الحوار الذي دار بينها بالحاد "لم يكن منفتحا على الحوار، ولم يكن حضاريا في الحوار، ورفض دعوتنا لزيارة الحصة ورؤية بنفسه ما يناقش واتصل بنية الضغط علينا لإلغاء المساق".
وفي بيان من الرابطة للغارديان جاء فيه إن غرينبلات اتصل ببوتستين لكي "يعبر له عن مظاهر قلق جادة بشأن المساق". وجاء في البيان "كل أساس المساق هو التشهير ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل الديمقراطية" و "في وقت تتزايد فيه معدلات معاداة السامية في الولايات المتحدة، معظم الحوادث الأكثر تحريضا تجري في حرم الجامعات. ولا تعتذر رابطة مكافحة التشهير عن دفاعها عن إسرائيل والشعب اليهودي، وسنواصل العمل بدون كلل ضد جهود نزع الشرعية عن إسرائيل وشيطنة اليهود وسنتمسك باعتقادنا وأن مساقات كهذه يجب ألا توجد لأنها تقوم على أكاذيب".
وهوجم المساق من قبل جماعات يهودية محلية مثل الفدرالية اليهودية في مقاطعة ألستر والتي كتب لبوتستين بأن المساق "مثال غير مستساغ عن معاداة السامية متنكرة بعباءة الحرية الأكاديمية".
وقال مدير الفيدرالية ديفيد دريرمر لصحيفة "ديلي فريمان" إن كلية بارد متأثرة بقرارها لعقد المساق من وقفية 500 مليون دولار للكلية من جورج سوروس الذي يقع في قلب نظريات مؤامرة معادية للسامية. وكتب دريرمر إلى بوتستين محاولا ربط ثرول بحماس، قائلا "الحصة خطأ من أصلها ونحن مجبرون أخلاقيا للإشارة أن ناثان ثرول تدعمه بشكل كبير حكومة قطر التي تعتبر ممولة لحماس وغيرها من المنظمات الأخرى المصنفة".
وعمل ثرول قبل ذلك مع مجموعة الأزمات الدولية التي تلقت دعما من قطر بعدما تركها. وقال دريرمر "طالما اجبرنا على قبول التزامن بين سوروس الممول لثرول وبارد، فأنا مجبر على ربط النقاط".
كما رد بوتستين على دريرمر "كابن ناج من الهولوكوست فأنا حساس أكثر من غيري" لمعاداة السامية، لافتا إلى أنه "لا يوجد أي شيء معاد للسامية في المساق المعني، فهو يحاول استكشاف الأسئلة التي تعتبر محلا للنقاش ولسنوات في إسرائيل، ولماذا يشعر المجتمع اليهودي الأمريكي بالخوف من نفس النقاش والجدال الذي يحدث في إسرائيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفصل العنصري الاحتلال امريكا الاحتلال الفصل العنصري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة الفصل العنصری فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: إسرائيل تواصل جرائم العنف في غزة بمساندة أمريكية
تحدث الكاتب الصحفي جميل عفيفي، عن استمرار وتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددًا على أن كل ما تنفذه إسرائيل في قطاع غزة من عمليات قتل وذبح وانتهاكات لحقوق الإنسان يأتي في ظل الدعم المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية.
العدوان الإسرائيلي: استشهاد 32 فلسطينيا وإصابة آخرين في قصف الاحتلال لأنحاءً متفرقة من قطاع غزة الأونروا: المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموتونوه “عفيفي”، المُذاع عبر شاشة “إكسترا نيوز”، بأن إسرائيل دولة وظيفية تنفذ ما يُملى عليها، أو تفعل ما تريده؛ لأنها تثق جيدا أن هناك قوة تحميها بشكل كبير، مؤكدًا أنه منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن هناك دعم أمريكي لا محدود لإسرائيل من خلال السلاح أو الدعم الاقتصادي أو السياسي في مجلس الأمن.
وتابع: “أمريكا تتخذ حق ”الفيتو" أمام أي قرار يصدر ضد إسرائيل من المحكمة الدولية أو أي دولة وتجمع يصدر قرار ضدها"، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يريد توسيع دائرة الصراع في غزة والضفة الغربية.
وشدد على أن الدولة المصرية حذرت أكثر من مرة أن زيادة العمليات العسكرية وإطالة مدة الصراع يؤدي إلى التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
تمسكت حركة "حماس" بمطلبها بأن تنهي إسرائيل هجومها على قطاع غزة بالكامل بموجب أي اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان متسرعا في تهديداته، وفقًا لـ"ورسيا اليوم".
ودعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أوشكت ولايته على الانتهاء إلى بذل جهد للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرته لمنصبه، وينظر الكثيرون في المنطقة حاليا إلى تنصيب ترامب باعتباره موعدًا نهائيًا غير رسمي لذلك.
ولكن مع اقتراب الموعد يتبادل الجانبان الاتهامات بالتمسك بشروط عرقلت جميع المحاولات السابقة التي جرت على مدى أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق.
وتقول حماس إنها ستفرج عن الأسرى المتبقين لديها إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحبت كل قواتها من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى القضاء على "حماس" وإطلاق سراح جميع الأسرى.
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عدن بار تال في مؤتمر صحفي: "حماس هي العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح الرهائن"، وإن إسرائيل ملتزمة تماما بالتوصل إلى اتفاق.