بوابة الوفد:
2025-01-22@09:51:51 GMT

القمة العربية.. نكون أو لا نكون

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

الاحتلال الإسرائيلى يعمل وفق خطة منظمة وآليات موضوعة بدقة وأهداف محددة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، والتى قد تمتد إلى ما لا يعلمه إلا الله.. وما يصبو إليه الاحتلال هو مسح فلسطين من الخريطة فى أكبر إرهاب دولة يمارس على مرأى ومسمع من العالم على مدار التاريخ وفق عدالة دولية عرجاء وتأييد أعمى، وتصفيق حاد للباطل، لتقرع طبول الحرب وتصل دقاتها إلى عنان السماء.

يأتى ذلك فى ظل ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين بصورة متزايدة تؤكد صدق نوايا الشيطان وجنوده، فى غياب الضغط العربى والإسلامى وانتظار بيانات الشجب والرفض التى تأتى خافتة دائماً بعد فوات الأوان فتذهب بلا صدى لتلحق سابقتها، ولا يبقى أمامنا إلا انتظار المزيد من الكوارث والويلات التى ربما نستحقها دائماً لأن الضعف والهوان لا يجلب إلا الخراب والدمار.

المسألة ليست كما تدعى إسرائيل أنها فى حرب مسلحة مع حركة حماس والمقاومة، فما يحدث على أرض الواقع يكذب أقوالها، فالمحارق والمجازر التى يقيمونها على أرض المعركة فلسطين تحصد كل ما يتحرك على وجهها إنساناً كان أو حيواناً، أو حتى زرعاً أو مبانى خرسانية، إنها إبادة لكل شىء يرتبط بأرض مهبط الأنبياء وأولى القبلتين وثالث الحرمين.

ما يرتكبه الجزارون النازيون من إبادة جماعية ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، وفى وجه الأمم المتحدة التى كبلتها الصهيونية الدولية وفرضت عليها الانصياع الأعمى لرغبات النازيين الجدد، وفى المقابل فإن مظاهرات السلام ورفض الحرب والتهجير والإبادة التى تتواصل فى عواصم العالم ويشارك فيها اليهود أنفسهم وكل القوى المحبة للسلام والمدركة لفظاعة ما يحدث من جرائم حرب غير كافية لردع إسرائيل، والسبب ببساطة أن أمريكا والاتحاد الأوروبى يقفان بقوة خلف الاحتلال دعما لأطماعه التوسعية وتلبية لرغباته الدموية.

العرب والمسلمون قرابة المليارين حول العالم لا يستخدمون أوراق الضغط الكافية على الرغم من أنهم يملكون ويقدرون ويستطيعون، لكن أغلبهم متواكلون على طريقة «للبيت رب يحميه»، ويستترون خلف مصالح مؤقتة تربطهم بالثعلب المكار الذى لم يحتفظ بوعد دوماً مع كل ضحاياه.

بالدعاء وحده لن تحسم قضية الصراع العربى الإسرائيلى فدعوات المسلمين على وجه الخليقة منذ وعد بلفور حتى الآن لم تحسم هذه القضية، هذا ليس تشكيكا فى قوة الدعاء كونه الوحيد الذى يغير القدر، ولكنه تشكيك فى إخلاص النوايا المرتبطة بالعمل لدرء المخاطر ونصرة الأخ ظالما أو مظلوما، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.

باختصار.. دماء الأطفال والنساء والشيوخ ووأد الحياة على أرض فلسطين ليس مسؤولية المجتمع الدولى فقط، ولكنها أيضا تقع على عاتقنا كعرب ومسلمين، فنحن نتحمل المسؤولية كاملة ولا نعفى أحداً خصوصاً أصحاب المواقف الرمادية والمكاسب المحدودة.. فلولا ضعفنا وهواننا على أنفسنا ما هُنّا على غيرنا.

ما يحدث لنا ويشهده عالمنا العربى من تفكك وتمزق نتيجة حتمية لفرقتنا وتشتتنا وعدم الاتفاق على رأى واحد، فخارت قوانا وتفتت العديد من دولنا العربية تضاربت المصالح وشغلتنا أنفسنا بما أظهر ضعفنا فتكالبت علينا الأمم ووصلنا إلى حال المستجير من الرمضاء بالنار كمن يركب البحر وسط أمواج هائجة فى ليلة ظلماء، فشموع الأمل ومفاتيح القوة مشتتة بين أيادٍ متفرقة، فهل نلبى النداء قبل فوات الأوان.

ربما كانت القمة العربية رقم 47 المرتقبة فى المملكة العربية السعودية خلال ساعات هى الأمل الأخير وطوق النجاة فى الوقت بدل الضائع، فإسرائيل ماضية فى غيها ونتائج القمة إما زادتها جبروتا وعنفوانا وإما وجدت الردع الكافى وأوراق ضغط لا تستطيع ومن يساندها مواجهتها فتجبر للجلوس على طاولة المفاوضات والقبول بحل الدولتين.

القمة فرصة كبيرة لتعيد للشارع العربى من المحيط إلى الخليج الثقة فى جامعته العربية عبر اتخاذ خطوات تنفيذية جادة تجاه القضية الفلسطينية ككل، مع ضرورة أن تكون مواكبة للحدث على نحو يحفظ للأشقاء أرضهم وأرواحهم وذلك عبر وحدة الصف العربى والكلمة وإدراك أن الخطر الحقيقى ليس فى غزة وحدها بل على الجميع بلا استثناء.

نأمل أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال، قبل يوم لا ينفع فيه الندم.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الاحتلال الإسرائيلى عملية طوفان الأقصي

إقرأ أيضاً:

فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»

أقر مسؤولون ومحللون بفشل الاحتلال الإسرائيلى فى تحقيق أهدافه من حرب الإبادة التى استمرت أكثر من 470 يوماً، حيث استمرت المقاومة حتى اللحظات الأخيرة، وظهر مقاومو كتائب القسام بين أبناء شعبهم، مع بدء تنفيذ الاتفاق.

بعد 15 شهراً على حرب الإبادة الجماعية التى شنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، أقر رئيس مجلس «الأمن القومى» الإسرائيلى السابق، غيورا آيلاند، بأن «حماس انتصرت»، بالتوازى مع تنظيم تظاهرات رافضة لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وأبدى معلق الشئون العربية فى قناة «i24News» الإسرائيلية، تسفى يحزقلى، امتعاضه من مظاهر الفرح لدى أهالى قطاع غزة وظهور مقاومى حماس، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، صباح أمس.

وفى مقابلة مع موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أكد يحزقلى أن هذه المشاهد هى «أصعب ما يمكن ما رؤيته، وهى تتعارض تماماً مع أهداف الحرب وما تريد إسرائيل الوصول إليه فى غزة، متسائلاً: «ما الذى فعلناه خلال سنة و3 أشهر؟».

وتابع المعلق الإسرائيلى قائلاً: «لقد دمرنا العديد من المنازل، وضحينا بأفضل أبنائنا، وفى النهاية، وصلنا إلى الصيغ نفسها.. حماس سعيدة، والمساعدات تدخل، وقوات النخبة يعودون».

ووجه يحزقلى انتقاداً شديداً لنتائج الحرب التى استمرت نحو 15 شهراً فى غزة، معتبراً أن الواقع الحالى «يؤكد شيئاً واحداً»، مفاده أن «15 شهراً من القتال فشلت فى تغيير معادلات الحرب فى القطاع».

كما أقر رئيس مجلس «الأمن القومى» الإسرائيلى سابقاً، غيورا آيلاند، بأن الحرب «انتهت بفشل مدو لإسرائيل، وأن حماس انتصرت».

بدورها، أكدت «القناة 12» الإسرائيلية أن «جيش» الاحتلال لم يحقق أياً من الأهداف الأساسية التى أعلنها لحربه على قطاع غزة، وبينها تدمير حماس، بحيث «لا تزال الحركة واقفة على قدميها الآن».

وأضافت: «صحيح أن حماس تلقت ضربات قاسية جداً، لكنها ما زالت تقاتل. وفى الواقع، فإنها تسيطر على الوضع فى القطاع، وتدير الأمور فيه». 

وأعلن وزير «الأمن القومي» للاحتلال الإسرائيلى، إيتمار بن غفير، استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والذى وصفه بـ«المشين».

وبتلك الاستقالة ينسحب أيضاً أعضاء حزب بن غفير، «عوتسما يهوديت»، من الائتلاف، إذ قدموا إلى رئيس الائتلاف كتب استقالاتهم من مناصبهم فى اللجان المختلفة، وفق ما ذكر موقع «واينت» الإسرائيلى.

وعقب استقالة بن غفير وحزبه، يصبح الائتلاف الحكومى الذى يضم 63 عضواً بالـ«كنيست» (بالإضافة إلى ألموج كوهين من حزب بن غفير)، بحسب ما أوضح «واينت».

ودخل أمس اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال حيز التنفيذ، وسط انتقادات داخلية إسرائيلية.

وأكدت القناة الـ«12» الإسرائيلية أنه بعد 15 شهراً من الحرب، فإن «حماس تقف على قدميها»، وفى السياق اعتبر رئيس الموساد السابق، تامير باردو، أن «إسرائيل سترحل من غزة وستبقى حماس».

بالتوازى مع ذلك، وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شهدت «تل أبيب» تظاهر للمستوطنين ضد صفقة تبادل الأسرى، حيث حصلت مواجهات مع الشرطة، التى استخدمت المياه ذات الرائحة الكريهة من أجل تفريق المحتجين، على «طريق بيجن».

من جانب آخر، أكد قائد قوة القدس فى حرس الثورة الإسلامية فى إيران، إسماعيل قاآنى، أن الاتفاق «يكشف الخزى والعار والخسارة الأكبر للاحتلال الإسرائيلي»، بعد أن «أجبر الأخير على قبول وقف إطلاق النار فى قطاع غزة».

وأشار قاآنى، فى تصريحات أدلى بها أمس، إلى أن الاحتلال، وبعد 15 شهراً من ارتكابه الجرائم فى غزة، «اضطر إلى القبول بشروط المقاومة، وهى نفسها التى طرحتها المقاومة فى جولات التفاوض السابقة».

كما لفت إلى أن المفاوضات التى جرت خلال الأشهر الأخيرة «لا تختلف عن تلك التى أفشلها الاحتلال، فى أواسط عام 2024، ولم يحصل فيها على أى امتياز».

مقالات مشابهة

  • حسن خريشة: ما يحدث في جنين ذريعة لضم الضفة والسلطة تشيطن المقاومة
  • عن عملية الاحتلال العسكرية في جنين.. ما الذي يحدث وما علاقة السلطة؟ 
  • المستقبل الإقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٨- ١٠)
  • حدث لم يحدث.. مايكل جوردان يهزم كريستيانو رونالدو!
  • الأشعة تحدد حجم إصابة أحمد هشام دودو فى بطولة العالم لكرة اليد
  • الأشعة تحدد حجم إصابة ركبة أحمد هشام دودو فى بطولة العالم لليد
  • العراق يستعد لتحضيرات إنعقاد القمة العربية في بغداد
  • الشوط الأول.. منتخب مصر يتقدم على كرواتيا ببطولة العالم لكرة اليد
  • فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»
  • رئيس زراعة الشيوخ يطالب بخطة واضحة عن حجم العائد من قطاع السياحة