بوابة الوفد:
2024-12-18@09:56:03 GMT

إسرائيل تستعيد سيناريو النكبة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

يتجاوز ما يحدث فى غزة حدود العقل والمنطق، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإيمان المطلق بالقوة وحدها بعيدا عن كل القيم الحضارية هو ما دفع الدولة الصهيونية إلى كل هذا التوحش، وكل هذا الظلم، وهو الذى جعلها تعصف بكافة مواثيق العدل، وتعادى الإنسانية، وتطيح بأحلام السلام العادل.

فالإبادة الجماعية التى تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية كل يوم لا تكتفى بتتبع عناصر حركة المقاومة أو ملاحقة كوادر حماس فى غزة أو خارجها، وإنما تقوم على مبدأ التصفية الكاملة للوجود الفلسطينى كله فى إطار مشروع مُعد سلفا لإنهاء القضية بمنطق فرض الأمر الواقع بالقوة.

ولا شك أن وصول حكومة نتنياهو إلى الحكم، بما تمثله هذه الحكومة من تطرف سياسى بغيض يقوم على رفض الدولة الفلسطينية ولا يقبل بأى اتفاقات سلام، بل ويسعى أيضا إلى محو اتفاق أوسلو باعتباره خطأ فى مسيرة المشروع الصهيونى، يعبر بيقين عن توجه عام داخل المجتمع الإسرائيلى لا يقبل بالسلام ولا يرغب فيه.

ومن هنا، كان تعبير وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو بإمكانية ضرب غزة بالقنابل النووية كحل نهائى لما تمثله هذه المدينة من خطر على إسرائيل، انعكاسًا لرأى عام متطرف سائد وشائع داخل إسرائيل ولا يمت بأى صلة لقيم التحضر، وقيم التعايش الإنسانى، والرغبة فى السلام والأمن الدوليين.

ومن يتابع تطورات القضية الفلسطينية على مدى تاريخها يلاحظ بوضوح كيف تزايدت المساحة الجغرافية لدولة إسرائيل على مر الزمن، ما أكد انطلاقها وراء مشروع سابق للتوسع الجغرافى، فقد كانت المساحة المخصصة لإسرائيل وفقا لقرار التقسيم سنة 1947 تمثل نحو 55 فى المئة من مساحة فلسطين، وخلال العام التالى وفيما عرف تاريخيًا بالنكبة نفذت عصابات إسرائيل مذابح بحق الأطفال والنساء والمدنيين وأجبرت سبعمائة ألف فلسطينى على النزوح، لتسيطر إسرائيل على نحو 85 فى المئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة سبعة وعشرين ألف كيلو متر. ثم بعد حرب يونيو 1967 أحكمت إسرائيل سيطرتها على مدينة القدس، كما استولت على الجولان والضفة وسيناء.

ولا شك أن هناك دعوات وتصورات إسرائيلية لدى الأجيال الجديدة لإعادة تكرار سيناريو النكبة وترحيل باقى الوجود الفلسطينى تماما عن أراضيه، وهو ما يواجه صمودا بطوليا من جانب الشعب الفلسطينى يستحق كل تحية وتأييد.

وفى تصورى فإن الفلسطينيين يدركون يقينا هول ترك الأرض تحت أى لافتة كانت، لأنهم خبروها من قبل وذاقوا مرارة التشتت فى العالم، ولم يتمكنوا من العودة أبدا إلى ديارهم، وظلت قضية اللاجئين إحدى أخطر القضايا العالقة فى أى مفاوضات يتم إجراؤها.

ومن المؤكد أن الحرب الجارية تثبت حقيقة مهمة من حقائق الصراع العربى الإسرائيلى التى قد ينكرها البعض بحسن نية، وهى أن هذا الصراع القائم هو صراع مختلف عن كافة الصراعات المعروفة فى العالم، فهو صراع وجود، وهوية، وقيم، وحضارة، وثقافة، وليس مجرد صراع على الأرض.

كما أن الرهان على دعاة السلام فى إسرائيل هو فى حقيقة الأمر رهان واهن ضعيف خاصة أن الدولة الصهيونية نفسها قامت على الحرب، والعدوان، والتهجير، والتصفية، وأى سلام فى مسيرتها لم يتجاوز خطوات تكتيكية مؤقتة اضطرتها الظروف إليه مثلما حدث مع مصر بعد نصر أكتوبر المجيد، وهذا الأمر لا يجب أن يغيب عن دعاة التطبيع فى العالم العربى.

وكلنا أمل أن تتكاتف جهود العرب لوقف العدوان ومنع التهجير والاصطفاف أمام تصفية القضية الفلسطينية بقوة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هاني سري الدين غزة لقضية

إقرأ أيضاً:

الشرطة تستعيد مسروقات متنوعة وتضبط متهمين في عدة محافظات

يمانيون../
تمكن رجال الشرطة في أمانة العاصمة ومحافظات الجوف، إب، الحديدة، وذمار من استعادة سيارتين وست دراجات نارية مسروقة، وضبط عدد من المتهمين بارتكاب جرائم سرقة متنوعة.

في أمانة العاصمة، ضبط مركز شرطة السياغي بمديرية السبعين متهماً بسرقة دراجة نارية، فيما تمكن مركز شرطة 30 نوفمبر بمديرية بني الحارث من ضبط متهماً بسرقة دراجتين ناريتين.

في محافظة الجوف، استعادت شرطة مديرية الحزم سيارتين وأربع دراجات نارية مسروقة، وألقت القبض على المتهمين بسرقتها.

وفي محافظة إب، ضبط مركز شرطة الجنوبي بمديرية الظهار متهمين بسرقة وإتلاف كمية من البطيخ من بسطة أحد المواطنين. كما ألقى مركز شرطة مفرق حبيش في مديرية المخادر القبض على متهم بسرقة كميات من القات من مزرعة أحد المواطنين. واستعاد مركز شرطة المجمعة في مديرية ريف إب دراجة نارية مسروقة بالتعاون مع مركز شرطة مفرق حبيش، وضبط المتهم بسرقتها، إلى جانب ضبط متهماً آخر بسرقة دراجة نارية.

في محافظة الحديدة، استعاد مركز شرطة الوادعي بمديرية الميناء دراجة نارية مسروقة وضبط المتهم بسرقتها. كما ضبطت شرطة مديرية باجل متهماً بسرقة ثلاث أسطوانات غاز، ميكروسكوب، عصارة كهربائية، وخواتم فضية من منزل إحدى المواطنات. وفي مديرية الحالي، ألقى مركز شرطة الداعري القبض على متهمين بسرقة أدوات منزلية ومواد بناء من عمارة أحد المواطنين.

في محافظة ذمار، ضبطت شرطة مديرية ميفعة عنس متهماً بسرقة مجوهرات ذهبية ومبلغ 500 ألف ريال يمني من منزل إحدى المواطنات.

تمت إحالة جميع المتهمين إلى العدالة لاستكمال الإجراءات القانونية.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش مُعقّبا على صفقة التبادل: "سيئة ولا تخدم مصالح إسرائيل"
  • إسرائيل تؤكد أنها ستبقى في الأراضي السورية طالما تطلب الأمر
  • ليبيا تستعيد عضويتها الكاملة في المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية
  • إسرائيل تتحدّث عن بلدة لبنانيّة جنوبيّة... ماذا شهدت خلال الحرب الأخيرة؟
  • ليبيا تستعيد العضوية الكاملة في المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمائية
  • إسرائيل: سنواصل السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب
  • الشرطة تستعيد مسروقات متنوعة وتضبط متهمين في عدة محافظات
  • إسرائيل: صفقة الرهائن "أقرب من أي وقت مضى"
  • رابطة العالم الإسلامي تدين قرار إسرائيل بتوسيع الاستيطان في الجولان
  • إسرائيل تجهز على ما تبقى من الأسطول البحري السوري وتدمر 15 سفينة في ميناء اللاذقية