بوابة الوفد:
2024-09-18@15:45:12 GMT

إسرائيل تستعيد سيناريو النكبة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

يتجاوز ما يحدث فى غزة حدود العقل والمنطق، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإيمان المطلق بالقوة وحدها بعيدا عن كل القيم الحضارية هو ما دفع الدولة الصهيونية إلى كل هذا التوحش، وكل هذا الظلم، وهو الذى جعلها تعصف بكافة مواثيق العدل، وتعادى الإنسانية، وتطيح بأحلام السلام العادل.

فالإبادة الجماعية التى تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية كل يوم لا تكتفى بتتبع عناصر حركة المقاومة أو ملاحقة كوادر حماس فى غزة أو خارجها، وإنما تقوم على مبدأ التصفية الكاملة للوجود الفلسطينى كله فى إطار مشروع مُعد سلفا لإنهاء القضية بمنطق فرض الأمر الواقع بالقوة.

ولا شك أن وصول حكومة نتنياهو إلى الحكم، بما تمثله هذه الحكومة من تطرف سياسى بغيض يقوم على رفض الدولة الفلسطينية ولا يقبل بأى اتفاقات سلام، بل ويسعى أيضا إلى محو اتفاق أوسلو باعتباره خطأ فى مسيرة المشروع الصهيونى، يعبر بيقين عن توجه عام داخل المجتمع الإسرائيلى لا يقبل بالسلام ولا يرغب فيه.

ومن هنا، كان تعبير وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو بإمكانية ضرب غزة بالقنابل النووية كحل نهائى لما تمثله هذه المدينة من خطر على إسرائيل، انعكاسًا لرأى عام متطرف سائد وشائع داخل إسرائيل ولا يمت بأى صلة لقيم التحضر، وقيم التعايش الإنسانى، والرغبة فى السلام والأمن الدوليين.

ومن يتابع تطورات القضية الفلسطينية على مدى تاريخها يلاحظ بوضوح كيف تزايدت المساحة الجغرافية لدولة إسرائيل على مر الزمن، ما أكد انطلاقها وراء مشروع سابق للتوسع الجغرافى، فقد كانت المساحة المخصصة لإسرائيل وفقا لقرار التقسيم سنة 1947 تمثل نحو 55 فى المئة من مساحة فلسطين، وخلال العام التالى وفيما عرف تاريخيًا بالنكبة نفذت عصابات إسرائيل مذابح بحق الأطفال والنساء والمدنيين وأجبرت سبعمائة ألف فلسطينى على النزوح، لتسيطر إسرائيل على نحو 85 فى المئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة سبعة وعشرين ألف كيلو متر. ثم بعد حرب يونيو 1967 أحكمت إسرائيل سيطرتها على مدينة القدس، كما استولت على الجولان والضفة وسيناء.

ولا شك أن هناك دعوات وتصورات إسرائيلية لدى الأجيال الجديدة لإعادة تكرار سيناريو النكبة وترحيل باقى الوجود الفلسطينى تماما عن أراضيه، وهو ما يواجه صمودا بطوليا من جانب الشعب الفلسطينى يستحق كل تحية وتأييد.

وفى تصورى فإن الفلسطينيين يدركون يقينا هول ترك الأرض تحت أى لافتة كانت، لأنهم خبروها من قبل وذاقوا مرارة التشتت فى العالم، ولم يتمكنوا من العودة أبدا إلى ديارهم، وظلت قضية اللاجئين إحدى أخطر القضايا العالقة فى أى مفاوضات يتم إجراؤها.

ومن المؤكد أن الحرب الجارية تثبت حقيقة مهمة من حقائق الصراع العربى الإسرائيلى التى قد ينكرها البعض بحسن نية، وهى أن هذا الصراع القائم هو صراع مختلف عن كافة الصراعات المعروفة فى العالم، فهو صراع وجود، وهوية، وقيم، وحضارة، وثقافة، وليس مجرد صراع على الأرض.

كما أن الرهان على دعاة السلام فى إسرائيل هو فى حقيقة الأمر رهان واهن ضعيف خاصة أن الدولة الصهيونية نفسها قامت على الحرب، والعدوان، والتهجير، والتصفية، وأى سلام فى مسيرتها لم يتجاوز خطوات تكتيكية مؤقتة اضطرتها الظروف إليه مثلما حدث مع مصر بعد نصر أكتوبر المجيد، وهذا الأمر لا يجب أن يغيب عن دعاة التطبيع فى العالم العربى.

وكلنا أمل أن تتكاتف جهود العرب لوقف العدوان ومنع التهجير والاصطفاف أمام تصفية القضية الفلسطينية بقوة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هاني سري الدين غزة لقضية

إقرأ أيضاً:

الهروب نحو الابواب المفتوحة

عصب الشارع -

صفاء الفحل
لم يجد البرهان مكاناً يدفن فيه أحزانه وخيبة أمله وأحلام والده تتبدد يوماً بعد يوم في الإستقرار في الحكم صافي البال غير اللجوء إلى أحضان أفورقي وسلفاكير واللذان سيجتمعان معه على مضض مع (أنباء عن إعتذار الأول عن الحضور) للإستماع إلى ترهاته إن (اكتمل الإجتماع) بمساعدته على دحر المليشيات الإرهابية وهو يظن بعقله الضيق أنهما لا يعرفان ما يدور حول العالم بالسعي لإيقاف هذه الحرب وأنهما لايستطيعان تقديم الخدمة التي يرجوها بالإستمرار في الحكم وكل مايملكانه هو تقديم النصح كما يفعل كل رؤوساء العالم بضرورة الجنح للسلام والدخول في مفاوضات لإنهاء هذه الحرب.
هذا المعتوه صار كمن يتخبطه المس يبحث عن سبل الخلاص من الفوضى العارمة التي تسبب فيها ولو في جحر (نملة) ليقدم لسلفاكير كل التسهيلات التي يطلبها لتصدير النفط عبر بوابة السودان بشرط أن يسهم معه في الضغط للقضاء على المليشيات التي تعرقل ذلك الأمر ويسهم بالسماح للدعم العسكري بالدخول عبر بوابة النيل الأزرق بعيداً عن أعين العالم التي اصبحت ترصد ما يصل مواني (بورتكوز) رغم التحايل بدخولها باسم المقاومة الشعبية بالجزيرة تارة وباسم المساعدات الإنسانية المصرية تارة أخرى.
محاولات الحكومة الإنقلابية البائسة والمكشوفة للحصول على الدعم العسكري بكافة السبل تقلل بكل تاكيد من فرص مطالبته المجتمع الدولي كل صباح بالضغط على الإمارات وتشاد وليبيا لعدم مد الدعم السريع بالمزيد من العتاد العسكري ويكشف نواياها بالإستمرار في الحرب وعدم رغبتها في السلام ولو إستمرت لمائة عام كما تردد أبواقهم بصورة متكررة.
البرهان وزبانيته لن يحصلوا على الدعم العسكري إلا من دولة واحدة يعرف الجميع نواياها واجندتها ولن ترضى إلا إذا ما فتح أمامها الابواب لنشر الفكر (الشيعي) وهو ما لن ترضاه كل دول المنطقة التي يكفيها من العلقم ماتشربه من نصر الله بلبنان والحوثي باليمن.
الفرص المحدودة عالمياً أمام اللجنة الإنقلابية مع الهزائم المتكررة في المعارك والصراعات التي تعانيها حتى مع الحركات التي تطبق على حرية قراره كان يجب تكون (صوت العقل) والإستماع للنداءات العالمية لإيقاف الحرب والإتجاه للسلام وإعادة الحكومة المدنية .. ونهاية لهذا الجنون الذي يسيطر عليهم.
والثورة لن تتوقف بكل الاحوال ..
والقصاص والمحاسبة آت لامحالة ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة العظيمة ..
الجريدة  

مقالات مشابهة

  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • «برلمانية الوفد»: إسرائيل تستهدف إطالة أمد الحرب من أجل تصفية القضية الفلسطينية
  • «برلمانية الوفد»: إسرائيل تستهدف إطالة الحرب لتصفية القضية الفلسطينية
  • الهروب نحو الابواب المفتوحة
  • أستاذ علوم سياسية: مشروع قرار إنهاء الاحتلال مبادرة للتفاوض على حل القضية الفلسطينية.. ودخوله حيز التنفيذ الانتصار الحقيقي (حوار)
  • رفض أردني مصري لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر
  • المفتي قبلان في ذكرى المولد النبوي: حذارِ اللعب بسيادة البلد
  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس
  • قصة إبادتين.. الطنطورة تنكأ جرح النكبة في سراييفو